الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابنه في "زوائده" عن طلحة قال: قال إبليس: ما أصبت من أيوب عليه السلام شيئاً قط كنت أفرح به إلا أني كنت إذا سمعت أنينه عرفت أني قد أوجعته (1).
126 - ومنها: قصر الأمل، وتوقع الموت خصوصاً للمريض
.
روى الإمام أحمد في "الزهد" عن خيثمة رحمه الله قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: جربنا العيش؛ لينه وشديده، فوجدناه يكفي منه أدناه (2).
وعن خالد بن معدان رحمه الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا الدرداء ومعاذاً وهما يمسحان المسجد بقصبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"خَشَبَاتٌ وَشَيْءٌ مِن ثُمَام، وظُلَّةٌ كَظُلَّةِ مُوْسَى عليه السلام"(3).
127 - ومنها: الوصية عند الموت للأولاد والأهل بالمحافظة على الدين
.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} إلى قوله: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 130 - 132].
(1) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"(ص: 90).
(2)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 39).
(3)
ورواه عبد الرزاق في "المصنف"(5135). وعنده: "أبي بن كعب" بدل "معاذ".
رُوِيَ أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أنَّ يعقوب عليه السلام أوصى بنيه باليهودية يوم مات، فأنزل تعالى في الرد عليهم:{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي} [البقرة: 133] الآية (1).
قال عطاء رحمه الله: إنَّ الله تعالى لم يقبض نبياً حتى خيره بين الموت والحياة، فلمَّا خيَّر يعقوب قال: أَنْظرني حتى أسأل ولدي وأوصيهم، ففعل الله ذلك به، فجمع ولده وولد ولده، وقال لهم: قد حضر أجلٌ فما تعبدون من بعدي؟
قالوا: نعبدُ إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون (2).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن أبي عمران الجَوني رحمه الله تعالى قال: إنَّ موسى بن عمران عليه السلام لمَّا نزل به الموت جزع، ثم قال: أما إني لست أجزع من الموت ولكن أجزع أن ييس لساني عن ذكر الله عز وجل عند الموت.
قال: وكان لموسى ثلاث بنات فقال: يا بناتي! إنَّ بني إسرائيل سيعرضون عليكم الدنيا فلا تقبَلْنَها، والقُطْنَ هذا السنبل فافركْنَهُ وكُلْنَهُ وتَبَلَّغْنَ به إلى الجنة (3).
(1) انظر: "تفسير البيضاوي"(1/ 405).
(2)
انظر: "تفسير الثعالبي"(1/ 281).
(3)
رواه أَبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 313)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 175).