الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الظلمة والضلالة مع حرمان الرزق، ولا يُبالي الله في أي وادٍ هلك.
يا غلام! إنَّ الله إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل في قلبه سراجاً يفرق به بين الحق والباطل، والناس فيهما متشابهون.
يا غلام! إني معلمك اسم الله الأكبر - أو قال: الأعظم - فإذا أنت جعت فادع الله حتى يُشبعك، وإذا عَطِشْت فادع الله حتى يرويك، فإذا جالست الأخيار فكن لهم أرضاً يطؤونك؛ فإن الله يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم.
يا غلام! خذ كذا حتى آخذ كذا.
قال إبراهيم: فلم أبرح، فقال الشيخ: اللهم احجبني عنه واحجبه عني، فلم أدرِ أين ذهب، فأخذتُ في طريقي ذلك وذكرت الاسم الذي علمني، فلقيني رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فأخذ بحجزتي وقال لي: حاجتك ومن لقيتَ في سفرك هذا؟ قلت: شيخاً من صفته كذا وكذا، وعلَّمني كذا وكذا، فبكى، فقلت: أقسمتُ عليك بالله مَنْ هذا الشيخ؟ قال: ذاك إلياس عليه السلام، أرسله الله إليك ليُعلمك أمر دينك، قلتُ له: فأنت يرحمك الله من أنت؟ قال: أنا الخضر عليه السلام (1).
62 - ومنها: الرحمة والشفقة على خلق الله تعالى، وخصوصاً الضعفاء كاليتيم والمسكين والأرملة والخادم
.
قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
(1) تقدم تخريجه، والتعليق عليه.
مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: الرضا عن الله تعالى والرحمة للخلق درجة المرسلين. رواه أبو نعيم (1).
وروى هو وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114] قال: الأواه: الرحيم (2).
وعن قسامة بن زهير رحمه الله تعالى قال: بلغني أنَّ إبراهيم عليه السلام حدث نفسه أنه أرحم الخلق، قال: فرفعه الله حتى أشرف على أهل الأرض وأبصر أعمالهم، فلمَّا رآهم وما يفعلون قال: يا رب! دمر عليهم، فقال له ربه عز وجل: أنا أرحم بعبادي منك يا إبراهيم، فاهبط فلعلهم يتوبون ويرجعون (3).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال: قال داود لسليمان عليهما السلام: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد (4).
وروى الأصبهاني في "الترغيب" عن كعب رحمه الله قال: قال الله تعالى: يا موسى! أتريدُ أن أملأ مسامعك يوم القيامة بما يسرُّك؟ ارحم
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 262).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 206)، والطبري في "التفسير"(11/ 48).
(3)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 104).
(4)
ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(138).