الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترديدها؛ كحديث المغيرة رضي الله عنه في "الصحيحين": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِيْ ظَاهِرِيْنَ عَلَىْ الحقِّ حتى يَأَتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُون"(1).
وروى الحاكم وصححه، عن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِيْ ظَاهِرِيْنَ عَلَىْ الحقِّ حَتىْ تَقُوْمَ السَّاعَة"(2).
وروى الإمام أحمد عن عمار، وهو والترمذي وصححه، عن أنس، وأبو يعلى عن علي، والطبراني في "الكبير" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ أُمَّتِيْ مَثَلُ المَطَرِ؛ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ"(3).
إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار.
*
وهنا تَنْبِيْهاتٌ:
الأول:
قال الله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37].
قيل: وفَّى بذبح ولده.
وقيل: وفَّى بالبلاغ.
وقيل: بالطاعة.
وقيل: بصلاة الضحى (4).
(1) رواه البخاري (6881)، ومسلم (1921).
(2)
رواه الحاكم في "المستدرك"(8389).
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 660).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: سهام الإسلام ثلاثون سهماً لم يتمها أحد قبل إبراهيم؟ قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37]. صححه الحاكم (1).
وجاء بيان السهام المذكورة في رواية ابن مردويه: عشرة في براءة: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111] الآيات كلها.
وعشرة في الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] الآيات كلها.
وستة في: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] من أولها الآيات كلها.
وأربع في: {سَأَلَ سَائِلٌ} [المعارج: 1]، {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} [المعارج: 26 - 27] الآيات كلها.
فتلك ثلاثون سهماً؛ من وافى الله بسهمٍ منها فقد وافاه بسهم من سهام الإسلام، ولم يُوافه أحد بسهام الإسلام كلها قبل إبراهيم (2)، وقد قال الله تعالى:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4]، ثم قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الممتحنة: 6].
(1) رواه الحاكم في "المستدرك"(3753).
(2)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 661).