الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان في قلب أحدهما محبة الآخر فيسعى بالتوصل إليه بالحرام، أو في أذيته، أو أذية من يتصل به، إلى غير ذلك، فلهذا كان أبغض الحلال إلى الله تعالى، وأحبه إلى الشيطان.
وروى الإِمام أحمد، ومسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ إِبْلِيْسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْناَهُمْ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً؛ يَجِيْءُ أَحَدُهُمْ فَيقوْلُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيقُوْلُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، وَيجِيْءُ أَحَدُهُمْ فَيقُوْلُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، فَيُدْنِيْهِ، وَيقُوْلُ: نعَمْ أَنْتَ"(1).
*
تنبِيْهٌ:
روى ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى قال: ما من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول والشيطان كِفل منها (2).
وهذا ثابت في الحديث الصحيح في حق ابن آدم كما سيأتي، وهو ظاهر فيهما.
25 - ومن أخلاق اللعين: كراهية النكاح والتزوج، ومحبة العزوبة من كل أحد؛ لأنه يتمكن بالخواطر الشهوانية إذا لم يكن له حليلة
.
قال محمَّد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى: إذا تزوج الرجل
(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(3/ 314)، ومسلم (2813).
(2)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(27760).
صرخ إبليس صرخة يجتمع إليه جميع جنوده، فيقولون: مالك يا سيدهم؟ فيقول: عصم ابن آدم من فخ كنت أصيده به.
وروى أبو يعلى، والطبراني في "الأوسط" عن جابر رضي الله تعالى عنه: أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه: يا ويله! يا ويله! عصم مني دينه.
وفي رواية: إذا تزوج أحدكم عج شيطانه يقول: يا ويله! عصم ابن آدم مني ثلثي دينه (1).
وروى الإِمام أحمد، وغيره عن عكاف بن وداعة (2) رضي الله تعالى عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ألكَ زَوْجَةٌ يَا عكافُ؟ " قَالَ: لا، قَالَ:"وَلا جَارِية"، قَالَ: لا، قَالَ:"وَأَنْتَ صَحِيْحٌ مُوْسِرٌ"، قَالَ: نَعَمْ، وَالْحَمْدُ للهِ، قَالَ:"فَأَنْتَ مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِيْنِ؛ إِنْ كُنْتَ مِنْ رُهْبَانِ النَّصَارَى فَالْحَقْ بِهِمْ، وَإِنْ كُنْتَ مِنَّا فَاصْنع كَمَا نَصْنَعُ فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النكَاحَ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، وإنَّ مِنْ أَرْذَلِ مَوْتَاكُمْ عُزَّابَكُمْ، بِالشَّيَاطِيْنِ تَمَرَّسُونَ، مَا لِلشَّيْطَانِ سِلاحٌ أَبْلَغُ فِيْ الصَّالِحِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ إلَّا الْمُزَوَّجُوْنَ، أُوْلَئِكَ الْمُطَهَّرُوْنَ الْمُبَرَّؤُونَ مِنَ الخَنَا"(3)، الحديث.
(1) بهذا اللفظ رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(1222) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
في "مسند الإِمام أحمد": "عكاف بن بشر"، ورجح ابن حجر أن اسمه:"عكاف بن وداعة". انظر: "الإصابة" لابن حجر (4/ 535).
(3)
رواه الإِمام أحمد في "المسند"(5/ 163). وضعف إسناده ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(3/ 142) ثم قال: وقد قيل إنه موضوع، وقد اختلف في إسناده.