الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
مفهوم المشركين وأصنافهم وسماتهم
الشرك بالله هو أعظم الأمور وأخطرها على ابن آدم، وقد حذر سبحانه وتعالى من الشرك وتهدد وتوعد من يشرك به، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
(1)
. والمشركون عدة أنواع وأصناف، بالإضافة إلى أن كلمة الشرك لها عدة معانٍ، وذلك ما يجعلنا نفرد هذا المبحث لإيضاح جميع معاني كلمة الشرك، وكذلك إيضاح أصناف المشركين وأنواعهم، وذلك في مطلبين اثنين يحددان مفهوم الشرك والمشركين، بالإضافة إلى أصناف المشركين وسماتهم.
المطلب الأول: مفهوم الشرك والمشركين
أولاً: الشِّرْك في اللغة:
يقول ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة": "إن الشِّرْكة هو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، ويقال: شاركت فلاناً في الشيء: إذا صرت شريكه، وأشرَكتُ فلاناً: إذا جعلته شريكاً لك. قال الله جل ثناؤه في قصة
(1)
سورة النساء، الآية:116.
موسى {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}
(1)
. ويقال في الدعاء: اللهم أشركنا في دعاء المؤمنين، أي: اجعلنا لهم شركاء في ذلك، وشَرِكتُ الرجل في الأمر أشْرَكه"
(2)
. "والشريك يجمع على: شركاء وأشراك، مثل: شريف وشرفاء وأشراف. والمرأة شريكة، والنساء شرائك، والاسم الشِرْكُ قال الجعدي:
وشاركنا قريشاً في تقاها
…
وفي أحسابها شِرك العِنان
والشرك أيضاً الكفر. وقد أشرك فلان بالله فهو مُشْرِكٌ"
(3)
. ويقول ابن سيده: "فريضة مشتركة: يستوي فيها المقتسمون، وطريق مشترك: يشترك فيها الناس، واسم مشترك: يشترك فيه معان كثيرة، كالعين ونحوها، وأشرك بالله: جعل له شريكاً في ملكه، ورغبنا في صهركم وشرككم، أي: مشاركتكم في النسب"
(4)
.
وفي "المفردات في غريب القرآن": "الشِّرْكة والمشاركة: خلط المِلكين، وقيل: هو أن يوجد شيء لاثنين فصاعداً عيناً كان ذلك الشيء أو معنى"
(5)
، "وماء ليس فيه أشْراك، أي: ليس فيه شُركاء، واحدها شِرْك، قال: ورأيت فلاناً مُشْتركاً: إذا كان يحدث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد، والشرك: أي الاشتراك في الأرض، وفي حديث معاذ رضي الله عنه "أنه أجاز بين أهل اليمن الشِّرْكَ"، وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك، وفي حديث
(1)
سورة طه، الآية:32.
(2)
معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، باب الشين والراء وما يثلثهما، 3/ 265.
(3)
الصحاح، الجوهري، حرف الشين، 4/ 1593.
(4)
المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده، باب الثلاثي الصحيح، الكاف والشين والراء، 6/ 426.
(5)
المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، كتاب الشين، ص 259.