الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين. وحديث جبريل عليه السلام الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي فيه تفصيل لجميع أمور الإسلام
(1)
كافٍ لأن يكون فيه تعريف للداعية بما يدعو إليه من أمور العبادات والمعاملات في الدين؛ لأن فيه أبلغ شرح لأمور الإسلام.
ومما يساعد الصحابة على أن يكونوا دعاة مناسبين حرصُهم على الحصول على العلم الشرعي وذلك بانتظارهم للرسول في المسجد حتى إن بعضهم ممن لا يستطيع الحضور إلى المسجد كان يأخذ ما فاته من بقية الصحابة. وكان المسجد معهداً لإعداد الدعاة في ذلك الوقت. إضافة إلى ذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يعلم كل من يرسله في مهمة أمور الدين، فها هو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن ويعلمه أمور الدين، وكذلك يعلم ضمام بن ثعلبة أمور الدين ليبلغ قومه، ويأمر الصحابة أن يفقهوا عمير بن وهب الجمحي في أمور الدين عندما أتى ليقتل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليدعو أهل مكة.
وكل ذلك كان إعداداً للدعاة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بأخذ الدين من رسول الله مباشرة أو بالنقل من بعضهم لبعض.
3 - إعداد الداعي بمعرفته بنبيه صلى الله عليه وسلم
-:
إن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم يؤمن بالله وإن اختلفت هذه المعرفة ونسبتها عند كل مسلم، إلا أنها في الداعية يجب أن تكون معرفة وافية يستخدمها في كثير من أمور الدعوة التي يختص بها، فلا يمكن أن يكون الداعية
(1)
انظر: صحيح مسلم، كتاب الإيمان، رقم 93، ص 24.
جاهلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينقل عنه ويدعو إلى اتباع سنته، ومن الأمور التي يجب على الداعية معرفتها ما يأتي:
أ) معرفة نسب النبي صلى الله عليه وسلم.
ب) مكانته عند ربه.
جـ) أخلاقه وسيرته.
د) نبوته ورسالته.
هـ) صفاته.
هذا بالإضافة إلى أيّ معرفة يستطيع أن يحصل عليها الداعي عن نبيه، وجميع هذه المعارف أخبر عنها صلى الله عليه وسلم أصحابه وزودهم بها حتى يعلموا من هو نبيهم، ويعلِّموا من وراءهم. وقد أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه فقال: (إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج لها نور أضاء لها منه قصور الشام (
(1)
. وكما أخبر أيضاً عن نفسه قال: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم (
(2)
،
(1)
شرح السنة، البغوي، كتاب الفضائل، باب فضائل سيد الأولين والآخرين، رقم 3626، 13/ 207. حديث صحيح (الألباني، المشكاة، رقم 5759، 3/ 1604).
(2)
صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، رقم 5938، ص 1008.
فعرفوا نبيهم وممن هو، كما أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه بشر مرسل من عنده تعالى، وذلك لقوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}
(1)
(2)
.
كما أوضح الله عز وجل مكانة رسوله صلى الله عليه وسلم عنده، وذلك بقول الله تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}
(3)
، وقال سبحانه:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
(4)
، وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع (
(5)
.
كما بين لهم صلى الله عليه وسلم طريقة التعامل معه، والحديث في حضرته، فكان لإعدادهم في هذا الجانب أثر كبير في دعوتهم، ومن الأمثلة على ذلك عندما أرسلت قريش رسلها إلى النجاشي ليسلمهم المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، عند ذلك سألهم النجاشي عن دينهم بحضور أساقفته ورسل مشركي قريش، فتكلم جعفر بن أبي طالب وكان مما ذكر صفات الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:"حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه"
(6)
. وما ذكره عمرو بن مرة الجهني لقومه عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين
(1)
سورة التوبة، الآية:128.
(2)
سورة آل عمران، الآية:144.
(3)
سورة النساء، الآية:80.
(4)
سورة الكوثر، الآية:1.
(5)
صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، رقم 5940، ص 1008.
(6)
السيرة النبوية، ابن هشام، 1/ 312 - 313.