الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينكرون البعث بعد الموت، قال تعالى:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}
(1)
، وقال تعالى:{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ}
(2)
. وكذلك ينكرون إرسال الرسل وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى:{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا}
(3)
.
وبهذا يكون الوثنيون قد أشركوا مع الله أصنامهم وأولياءهم والشياطين وصرفوا عبادتهم أو جزءاً منها إلى هذه الآلهة، وإن كانوا يؤمنون بوجود الله سبحانه وتعالى الخالق المدبر الرازق، إلا أنهم يجعلون معه آلهة يحبونهم كحب الله ويساوونهم بالله، ولا يؤمنون بالرسل من الناس.
ثانياً: الصابئة:
"الصابئ معناها الخارج من دين إلى دين، وكان يقال للرجل إذا أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد صبأ، عنوا أنه خرج من دين إلى دين، وكانت العرب تسمي الرسول صلى الله عليه وسلم الصابئ"
(4)
. ويذكر الفراهيدي: "أن الصابئين قوم دينهم شبيه بدين النصارى؛ إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب حيال منتصف النهار، ويزعمون
(1)
سورة يس، الآية:78.
(2)
سورة الصافات، الآيتان: 16 - 17.
(3)
سورة الإسراء، الآية:94.
(4)
لسان العرب، ابن منظور، مادة: صبأ، 1/ 108.
أنهم على دين نوح وهم كاذبون"
(1)
، ويقول الفيروزآبادي:"إن قبلتهم من مهب الشمال"
(2)
، وقيل:"إنهم على دين صابئ بن شيث بن آدم، ونسبتهم إليه"
(3)
، إلا أن الطبري يذكر "أنهم نسبوا إلى صابئ بن متوشلخ بن أخنوخ وذلك قبل نوح عليه السلام، وهم من أرسل إليهم؛ وأخنوخ هو إدريس عليه السلام (
(4)
.
وبناءً على ذلك تكون الصابئة من أقدم الديانات الموجودة الآن والتي لها أتباع وإن قلوا، وقد ذكرهم القرآن الكريم في ثلاثة مواضع في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى}
(5)
، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ}
(6)
(7)
.
والصابئة تفترق إلى أربع فرق: أصحاب الروحانيات، وأصحاب الهياكل، وأصحاب الأشخاص، والحرنانية
(8)
، وكل منهم له مذهبه الخاص، وطريقة عبادته واعتقاده، والذي يختلف به عن الطريقة الأخرى، وسوف نذكرهم باختصار:
(1)
العين، الفراهيدي، حرف الصاد، باب الثلاثي المعتل، باب الصاد والباء، 7/ 171.
(2)
القاموس المحيط، الفيروزآبادي، باب الهمزة، فصل الصاد، ص 45.
(3)
المصباح المنير، الفيومي، كتاب الصاد، ص 174.
(4)
تاريخ الأمم والملوك، الطبري، 1/ 108.
(5)
سورة المائدة، الآية:69.
(6)
سورة البقرة، الآية:62.
(7)
سورة الحج، الآية:17.
(8)
انظر: الملل والنحل، الشهرستاني، القسم الثاني، الجزء الأول، ص 9، 48، 49، 53.