الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والله إنها كذلك، قال: فقد والله صدقتك خالتك، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله قد بعثه الله تعالى برسالته إلى خلقه".
وقد أوردت هذا الشاهد دون غيره؛ لأن فيه بيان الاعتقاد بالله وحده والتخلص من عبادة غيره.
فقوله رضي الله عنه: "هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله قد بعثه الله تعالى برسالته إلى خلقه" فيه اعتقاد بأن من أرسل هذا الرسول هو الإله المعبود الواحد وإلا لما كان أرسل الرسول إلى الخلق، وقوله:"ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا؟ أليست من حجارة؟ صُمٌّ لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع" فيه تخلُّص من جميع أنواع العبادة التي لغير الله فكان في قوله (إخلاص وتخلُّص).
2 - الأصل الثاني: الملائكة الكرام:
"الملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}
(1)
، يقومون بأمر الله {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
(2)
"
(3)
. "ومعنى الإيمان بالملائكة هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخَّرون ولا يسأمون ولا يستحسرون"
(4)
.
(1)
سورة الأنبياء، الآية:20.
(2)
سورة التحريم، الآية:6.
(3)
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، 3/ 160.
(4)
200 سؤال وجواب في العقيدة، حافظ بن أحمد آل حكمي، ص 42.
"والإيمان بالملائكة يكون أولاً بأن نؤمن بأسماء من علِمْنا اسمه منهم، وثانياً بأوصاف من علمنا وصفه، وثالثاً بأعمال من علمنا عملهم"
(1)
.
وقد أشار الصحابة في دعوتهم إلى الإيمان بالملائكة، وذلك من خلال ذكر الآيات التي ذكرت الملائكة وأنهم عباد الله، كما في قراءة مصعب بن عمير رضي الله عنه أوائل سورة الزخرف على سعد بن معاذ رضي الله عنه وفيها ذكر للملائكة قال تعالى:{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}
(2)
، وقد كان العرب يؤمنون بوجود الملائكة، وقد جعلوهم إناثاً، ومنهم من قال إنهم بنات الله، إلا أن الإسلام ينقض ذلك ويبين لهم أنّ الملائكة عباد الله، وقد سأل قيس بن نشبة الأسلمي رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء إليه بعد الخندق، وهو لم يسلم بعد، فقال: إني رسول من ورائي من قومي وهم لي مطيعون، وإني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحَى إليه، فسأله عن السموات السبع وسكانها وما طعامهم وما شرابهم، فذكر له السموات السبع والملائكة وعبادتهم
…
، فأسلم ورجع إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام فأجابوا
(3)
، فمن البديهي أنه عندما عاد إليهم أخبرهم بما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه الإيمان بالملائكة بما ذكر له الرسول من صفاتهم وأخبارهم.
(1)
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ص 160.
(2)
سورة الزخرف، الآية:19.
(3)
انظر: أسد الغابة، ابن الأثير، 3/ 513.