الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثاً: مكانة الصحابة رضي الله عنهم وفضلهم:
إن تقرير هذه المسألة في غاية الأهمية، لاسيما في هذا الوقت الذي انحرف فيه منهج الدعوة عن مساره لدى بعض الطوائف والأفراد والجماعات، وضعفت مكانة الصحابة ومنزلتهم في نفوس بعض الدعاة حتى انتقصهم أو كاد، ومما لا يشك فيه أي مؤمن عاقل محب لله ولرسوله وصافي العقيدة أن للصحابة فضلاً على من سواهم من البشر، وفضلهم هذا مستمد من صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته لهم ومحبتهم له، وسوف يتبين فضل هذه الفئة من الناس في هذا المطلب، وذلك اعتماداً على ما ورد في القرآن الكريم وما ثبت في السنة النبوية وأقوال السلف الصالح، وقد رتب الحاكم النيسابوري الصحابة إلى اثنتي عشرة مرتبة جعلها كالآتي
(1)
:
1.
الطبقة الأولى: قوم أسلموا بمكة قبل الجهر بالدعوة عند دار الندوة، ومنهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وغيرهم.
2.
الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة، وذلك بعد إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة.
3.
الطبقة الثالثة: الصحابة المهاجرة للحبشة.
4.
الطبقة الرابعة: أصحاب بيعة العقبة الأولى.
5.
الطبقة الخامسة: أصحاب بيعة العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار.
(1)
انظر: معرفة علوم الحديث، النيسابوري، ص 29 - 31.
6.
الطبقة السادسة: أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء قبل أن يدخل المدينة ويبني المسجد.
7.
الطبقة السابعة: أهل بدر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: (لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (
(1)
.
8.
الطبقة الثامنة: المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
9.
الطبقة التاسعة: أهل بيعة الرضوان الذين أنزل الله تعالى فيهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}
(2)
، وكانت بالحديبية.
10.
الطبقة العاشرة: المهاجرة بين الحديبية والفتح، ومنهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبو هريرة رضي الله عنهم.
11.
الطبقة الحادية عشرة: هم الذين أسلموا يوم الفتح (فتح مكة).
12.
الطبقة الثانية عشرة: صبيان وأطفال رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها وعدادهم في الصحابة.
وقد قال أبو منصور البغدادي: "أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على ترتيبهم في الخلافة، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم بيعة الرضوان. وأجمع أهل السنة على أن أفضلهم على الإطلاق أبو بكر، ثم عمر، وقدم جمهورهم عثمان على علي رضي الله عنهم، قال الخطابي: وقدم أهل السنة
(1)
صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدراً، رقم 3983، ص 672.
(2)
سورة الفتح، الآية:18.