الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدعوة. ومن الدلائل أيضاً على استخدام القرابة كوسيلة للدعوة دعوة طليب بن عمير رضي الله عنه لأمه أروى بنت عبدالمطلب عندما ذكر لها أنه أسلم، وزيادة في الترغيب يذكرها أن أخاها حمزة بن عبدالمطلب أسلم أيضاً.
فكان لهذه الوسيلة تأثير مباشر؛ وذلك أن الأقرباء بعضهم يثق في بعض إلا ما ندر أمثال أبي لهب.
خصائص القرابة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:
1 -
سرعة التأثر والاستجابة من المدعو.
2 -
جَعلُ عامل القرابة عاملَ أمان للصحابة ولقرابتهم من المدعوين.
3 -
إحساس المدعو بنصح الصحابي له.
4 -
فرصة انفراد الصحابي بالمدعو كبيرة ودون أي تأثير خارجي.
5 -
معرفة الصحابي بحال المدعو القريب أكثر من غيره من المدعوين.
ثانياً: المكانة في قومه:
للمكانة الاجتماعية والشرف اعتبار لدى البشر منذ قديم الأزمان، وعند جميع الشعوب، كل حسب معاييره التي تؤهله للمكانة والشرف، "والمكانة الاجتماعية هي الوضع الذي يشغله الشخص أو الأسرة أو الجماعة القرابية في النسق الاجتماعي بالنسبة للآخرين، وقد يحدد هذا الوضع الحقوق، والواجبات، وأنواع السلوك الأخرى، بما في ذلك طبيعة ومدى العلاقة بأشخاص آخرين لهم مكانات مختلفة"
(1)
.
(1)
قاموس علم الاجتماع، محمد عاطف غيث، ص 406.
وقد كانت المكانة لدى الأمم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصدر الإسلام لها تأثير في الحياة الاجتماعية عند الأمم، فكان العرب يفرقون بين الأشراف والعامة، وكذلك الفرس والروم أيضاً، وهذه غريزة موجودة في البشر منذ القدم، وهي التفرقة بين الأشراف وغيرهم، وهذا مما نهى عنه الإسلام وجعل الناس سواسية، إلا بالتقوى، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
(1)
، فقد قسم الله سبحانه البشر إلى شعوب وقبائل إلا أن أفضلهم عند الله هو أتقاهم.
وقد علم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه فضلهم على الناس بالإسلام، كما فضلهم في الجاهلية بالشرف والمكانة، وعلموا أن لمكانتهم عند أقوامهم تأثيراً قوياً ووسيلة مؤثرة في دعوة الناس إلى الإسلام؛ وذلك أنهم كانوا يتبعونهم في الجاهلية وهم يدعونهم إلى الضلال فكيف بهم إذا دعوهم إلى الحق، وقد قام سعد بن معاذ رضي الله عنه بدعوة قومه، وقبل دعوتهم سألهم عن مكانته فيهم، حتى يعلم مدى تأثير دعوته لهم إذا دعاهم، فما كان منهم إلا أن قالوا:"سيدنا وأفضلنا رأياً وأيمننا نقيبة"، وبعد أن سمع ذلك منهم وعلم مدى طاعتهم له لمكانته ومنزلته بينهم كيف لا وهو سيد بني عبدالأشهل، فعند ذلك دعاهم للدخول في الإسلام، فما أمسى في دار بني عبدالأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة.
(1)
سورة الحجرات، الآية:13.