الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أترى الله يحيي هذا بعدما قد رمَّ؟ فقال: "نعم ويبعثك ويدخلك النار"
(1)
، فأنزل الله تعالى قوله:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}
(2)
، وبهذا كان الإيمان باليوم الآخر والدعوة إليه من الأصول المهمة في دعوة الصحابة، وإن كان كل أمور العقيدة مهمة، وقد دعا الصحابة إلى الإيمان بالجنة والنار والبعث، ومن ذلك ما قاله عمرو بن مرة الجهني لقومه عندما دعاهم للإسلام فكان مما قال: (فمن أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار .... تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة (؛ فذكر الجنة والنار وكرامة الآخرة، وهي دعوة إلى الإيمان باليوم الآخر وما يدخل فيه مما ذكره الشيخ ابن باز رحمه الله سابقاً.
6 - الأصل السادس: الإيمان بالقدر:
"القدر بفتح الدال: تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق علمه واقتضته حكمته"
(3)
، "وأنه لا يقع شيء في الوجود حتى أفعال العباد الاختيارية إلا بعد علم الله وتقديره، وأنه تعالى عدل في قضائه وقدره، حكيم في تصرفه وتدبيره، وأن حكمته تابعة لمشيئته، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا به تعالى"
(4)
، قال تعالى:{كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}
(5)
، ويتضمن الإيمان بالقدر أموراً أربعة
(6)
:
(1)
أسباب نزول القرآن، الواحدي، ص 379.
(2)
سورة يس، الآية:78.
(3)
شرح الأصول الثلاثة، محمد بن صالح العثيمين، ص 111.
(4)
منهاج المسلم، أبو بكر الجزائري، ص 34.
(5)
سورة القمر، الآية:49.
(6)
انظر: العقيدة الصحيحة وما يضادها، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، ص 17 - 18.
الأول: أن الله سبحانه وتعالى قد علم ما كان وما يكون وأحوال العباد وأرزاقهم وآمالهم وأعمالهم ولا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
(1)
.
الثاني: كتابته سبحانه لكل ما قدَّره وقضاه كما قال سبحانه: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}
(2)
.
الثالث: الإيمان بمشيئته النافذة فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، كما قال سبحانه:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
(3)
.
الرابع: خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه، كما قال سبحانه:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}
(4)
.
فالإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان التي يجب أن يؤمن بها كل مسلم، ومن هنا يجب أيضاً أن يدعو إليه بكل أسلوب سواء كان أسلوباً مباشراً أو غير مباشر، وأن يستخدم كل وسيلة صالحة لكي يوصل فكرة الإيمان بالقدر، وذلك ما قام به عروة بن مسعود رضي الله عنه عندما دعا قومه فقتلوه فقال لهم قبل أن يموت: هي كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله لي، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرني بهذا أنكم تقتلوني.
(1)
سورة العنكبوت، الآية:62.
(2)
سورة يس، الآية:12.
(3)
سورة يس، الآية:82.
(4)
سورة الزمر، الآية:62.