الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب) الإيمان بما علمنا اسمه كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور، أما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالاً.
جـ) تصديق ما صحَّ من أخبارها كأخبار القرآن وأخبار ما لم يبدَّل أو يحرَّف من الكتب السابقة.
د) العمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم، قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}
(1)
.
وقد علم الصحابة رضي الله عنهم أهمية الإيمان بهذه الكتب، وقد أدخلوها ضمن دعوتهم إلى الله سبحانه؛ لأنها من الإيمان، فكان منهم أن بينوا أن هناك أهل كتب سماوية أنزلت عليهم من الله، ومن ذلك ما ذكره العلاء بن الحضرمي للمنذر بن ساوى رضي الله عنهما عندما كان يدعوه مذكِّراً له بـ "علم أهل الكتاب"، ففي ذلك بيان للإيمان بالكتب وأن لها أتباعاً وهم أهل الكتاب.
4 - الأصل الرابع: الرسل عليهم السلام
-:
الرسل جمع رسول، "وهو من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه"
(2)
، لذا كان من الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم الإيمان بجميع الرسل عليهم السلام، والإيمان بهم هو
(1)
سورة المائدة، الآية:48.
(2)
شرح الأصول الثلاثة، محمد بن صالح العثيمين، ص 95.
"التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده والكفر بما يُعبد من دونه، وأن جميعهم صادقون مصدَّقون بارُّون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون، وبالبراهين الطاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيَّدون، وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفاً ولم ينقصوه، وأنهم كلهم كانوا على الحق المبين"
(1)
، قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
(2)
، وهؤلاء الرسل جميعهم يدعون إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، ولا تعارض فيما يدعون إليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلَّات، أمهاتهم شتَّى ودينهم واحد"
(3)
، وأن هؤلاء الرسل ما هم إلا بشر كسائر البشر إلا أن الله فضَّلهم على خلقه برسالته، قال تعالى:{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}
(4)
.
وقد آمن الصحابة بذلك فدعوا إلى التصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي قصة ضمام بن ثعلبة مع قومه مثال على ذلك، عندما قال لهم: إن الله قد بعث رسولاً.
وفي التصديق ببقية الرسل ما قرأه مصعب بن عمير على عمرو بن الجموح
(1)
200 سؤال وجواب في العقيدة، حافظ بن أحمد آل حكمي، ص 49.
(2)
سورة النحل، الآية:36.
(3)
صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قوله تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} ، رقم 3443، ص 580.
(4)
سورة إبراهيم، الآية:11.