الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبحانه يقول فيها
(1)
:
شهدت بأن وعد الله حق
…
وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف
…
وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد
…
ملائكة الإله مسومينا
وغير ابن رواحة شعراء كُثر أصبحت قصائدهم تتناقلها الركبان في ذلك الوقت، منهم كعب بن زهير رضي الله عنه وقصيدته التي مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، ومنهم كعب بن مالك رضي الله عنه وقصائده التي يفتخر بالإسلام فيها ويمدح الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرهم.
ثالثاً: كتابة الرسائل:
"لرسالة هي ما يرسل، وهي الخطاب وكتاب يشتمل على قليل من المسائل تكون في موضوع واحد"
(2)
، وتستخدم الرسائل للتواصل بين طرفين لإيصال فكرة معينة وذلك لبعد المكان أو للرغبة في عدم المواجهة، وقد تكون هذه الرسالة مكتوبة أو شفهية، يقوم بنقلها الرسول إلى من أرسلت إليه.
ومن هنا فإن عملية إرسال الرسائل يجب أن تتكون من مرسل وموضوع ووسيلة ومستقبل، والرسائل هي الوسيلة التي تحمل الموضوع وتوصله إلى المستقبل.
كان للرسالة أهمية كبيرة وفائدة عظيمة في التواصل بين الشعوب والممالك في القديم، وما زال ذلك وإن اختلفت الكيفية والطريقة مع تطور حياة الإنسان ودخول التقنية.
(1)
شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز، 1/ 137.
(2)
المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، باب الراء، ص 344.
وقد ذكر القرآن الكريم رسالة سليمان بن داود رضي الله عنه إلى سبأ، قال تعالى:{اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}
(1)
.
ولاشك أن للكتب والرسائل أهمية كبرى في نشر الدعوة الإسلامية في بداية نشر الإسلام، وهي تعد من أهم الوسائل الدعوية في ذلك الوقت، وسبباً من أسباب التوصيل الجيد للدعوة؛ حيث تدخل في نفس المدعو بهدوء ودون قيد، وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوسيلة استعمالاً واسعاً، فراسل الملوك مثل كسرى وقيصر والمقوقس والنجاشي، وأرسل إلى أمراء العرب كالمنذر بن ساوى صاحب البحرين، وجيفر وعبد ابني الجلندى صاحبي عمان، وإلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وإلى حارث بن شمر الغساني
(2)
، وإلى غيرهم، وبذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من أنشأ ديوان الرسائل بالطريقة العملية حتى وإن لم يكن جهازاً رسمياً، فكان لديه صلى الله عليه وسلم مترجمون كزيد بن ثابت رضي الله عنه، حيث أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم خط اليهود ليقرأ له كتبهم
(3)
، وكأبي بن كعب، وعبدالله بن الأرقم وغيرهم، كما كان له صلى الله عليه وسلم رسل كدحية الكلبي، والعلاء بن الحضرمي، وعبدالله بن حذافة السهمي.
(1)
سورة النمل، الآيات: 28 - 31.
(2)
انظر: السيرة النبوية، أبو الحسن الندوي، ص 393، 416، 417.
(3)
انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي، 2/ 1738.