المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أ) ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنهم من القرآن الكريم: - منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

[عبد العزيز بن محمد بن سعود الكبير]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الفصل التمهيدي

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول:الصحابة رضي الله عنهم ومكانتهم

- ‌أولاً: معنى الصحابة في اللغة:

- ‌ثانياً: مفهوم الصحابة رضي الله عنهم في الاصطلاح:

- ‌ثالثاً: مكانة الصحابة رضي الله عنهم وفضلهم:

- ‌أ) ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنهم من القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثانيمفهوم المشركين وأصنافهم وسماتهم

- ‌المطلب الأول: مفهوم الشرك والمشركين

- ‌أولاً: الشِّرْك في اللغة:

- ‌ثانياً: معنى الشرك في الاصطلاح الشرعي:

- ‌ثالثاً: أهل الكتاب والمشركون:

- ‌المطلب الثاني: أصناف المشركين وسماتهم

- ‌أولاً: الوثنيون من العرب:

- ‌ثانياً: الصابئة:

- ‌1 - أصحاب الروحانيات

- ‌2 - أصحاب الهياكل

- ‌3 - أصحاب الأشخاص

- ‌4 - الحرنانية

- ‌ثالثاً: المجوس:

- ‌رابعاً: الدهريون:

- ‌الفصل الأول:أسس وضوابط منهج الصحابة رضي الله عنهمفي دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

- ‌المبحث الأولأسس منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

- ‌الأساس الأول: القرآن الكريم

- ‌أ) الشاهد الأول: الدعوة بقراءة القرآن:

- ‌ب) الشاهد الثاني: تكسير الأصنام وإهانتها:

- ‌جـ) الشاهد الثالث: حكمة الصحابة رضي الله عنهم في دعوتهم:

- ‌د) الشاهد الرابع: الاهتمام بدعوة ذوي القربى:

- ‌هـ) الشاهد الخامس: الإجارة من أجل الدعوة:

- ‌و) الشاهد السادس: قتال المشركين من أجل الدعوة:

- ‌ز) الشاهد السابع: بيان عزة الإسلام في الدعوة:

- ‌ح) الشاهد الثامن: بيان بطلان دين المشركين:

- ‌ط) الشاهد التاسع: إظهار الحق وعدم كتمه:

- ‌ي) الشاهد العاشر: أن الإسلام دين مغفرة ورحمة:

- ‌ك) الشاهد الحادي عشر: تنزيه الله عن الزوجة والولد:

- ‌الأساس الثاني: سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أ) الشاهد الأول: تعلم القرآن والدعوة به:

- ‌ب) الشاهد الثاني: تحمل مسؤولية دعوة الرعية:

- ‌جـ) الشاهد الثالث: إجارة المؤمن للكافر:

- ‌د) الشاهد الرابع: الدعوة قبل القتال:

- ‌هـ) الشاهد الخامس: تقديم خير الآخرة على الدنيا:

- ‌و) الشاهد السادس: تبليغ الإسلام مع وجود الأذى:

- ‌ز) الشاهد السابع: مخاطبة عقل المدعو:

- ‌المبحث الثانيضوابط منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

- ‌الضابط الأول: جعل التوحيد هو الموضوع الرئيس في جميع دعوتهم:

- ‌الضابط الثاني: سلامة المنهج:

- ‌الضابط الثالث: المرجعية:

- ‌الضابط الرابع: الإخلاص في دعوة المشركين وبذل الجهد في ذلك:

- ‌الضابط الخامس: العلم بما يدعو:

- ‌الضابط السادس: الرفق والتيسير في الدعوة:

- ‌الضابط السابع: الاجتماع وعدم التفرق:

- ‌الفصل الثانيمنهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالداعي والمدعو

- ‌المطلب الأول: مفهوم "الداعي إلى الله" واستثماره للجوانب الإيجابية

- ‌أولاً: مفهوم الداعي:

- ‌أ) الشرط الأول: الإسلام:

- ‌ب) الشرط الثاني التكليف:

- ‌جـ) الشرط الثالث: السعي إلى التبليغ والتعريف بالإسلام:

- ‌د) الشرط الرابع: حث المدعوين على تطبيق الإسلام وممارسته:

- ‌هـ) الشرط الخامس: التأهيل العلمي والنفسي للداعية:

- ‌ثانياً: استثمار الجوانب الإيجابية لدى الداعي إلى الله:

- ‌أ) مكانة الداعي:

- ‌ب) علم الداعي:

- ‌جـ) ثقة المدعو بالداعي:

- ‌د) توظيف عمل المعروف في الدعوة:

- ‌هـ) الصداقة:

- ‌و) اغتنام المواقف:

- ‌ز) البديهة وسرعة الرد:

- ‌ح) استخدام الحيلة في الدعوة:

- ‌ط) الدعوة من موقف القوة:

- ‌ي) معرفة الداعي بأمور المدعوين:

- ‌المطلب الثاني: متطلبات إعداد الداعي

- ‌أولاً: إلى ماذا يدعو الداعي

- ‌1 - إعداد الداعي بمعرفته بربه:

- ‌2 - إعداد الداعي بمعرفته لدينه:

- ‌3 - إعداد الداعي بمعرفته بنبيه صلى الله عليه وسلم

- ‌ثانياً: لماذا يدعو الداعي

- ‌1 - معرفة أهمية الدعوة للداعي نفسه:

- ‌2 - معرفة أهمية الدعوة للمدعو:

- ‌3 - أهمية الدعوة في نشر الإسلام وعزته:

- ‌ثالثاً: من يدعو الداعي

- ‌رابعاً: أين ومتى يدعو الداعي

- ‌خامساً: كيف يدعو الداعي

- ‌المطلب الثالث: واجبات الداعي

- ‌أولاً: اكتساب العلم والثقافة في الدين:

- ‌ثانياً: الذهاب إلى المدعوين وقصدهم بالدعوة:

- ‌ثالثاً: الالتزام بالمنهج الصحيح:

- ‌رابعاً: احترام المدعوين وبيان أهميتهم:

- ‌خامساً: الحكمة والموعظة الحسنة:

- ‌سادساً: مخالطة الناس:

- ‌المبحث الثانيمنهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالمدعو

- ‌المطلب الأول: المدعو من المشركين وأهميته لدى الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الثاني: حقوق المدعو من المشركين

- ‌أولاً: حق تبليغه الدعوة:

- ‌ثانياً: إتيان المدعو في مكانه:

- ‌ثالثاً: عدم احتقار المدعو أو الاستهانة به:

- ‌رابعاً: من حق المدعو أن يدعى في كل الأحوال:

- ‌خامساً: الحرص والاهتمام بهداية المدعو:

- ‌سادساً: استخدام الأساليب والوسائل المناسبة:

- ‌المطلب الثالث: واجبات المدعو من المشركين

- ‌أولاً: الاستماع للداعية:

- ‌ثانياً: عدم الإعراض عن الحق عند معرفته:

- ‌ثالثاً: أن يبحث المدعو عن الحق وأن يسأل عندما يجهل:

- ‌المطلب الرابع: فئات المدعوين من المشركين في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌أولاً: المدعوون من ذوي القربى:

- ‌1 - احترام الوالدين وبرهما وإظهار الحق والنصح لهما:

- ‌أ) عدم التصادم معهم وأذيتهم:

- ‌ب) التواصل في دعوة الوالدين وعدم قطيعتهما حتى وإن لم يؤمنا:

- ‌جـ) ترغيب الوالدين بإسلام من حولهم وأقاربهم:

- ‌د) الإيضاح للوالدين أن الدين هو أهم رابط بين الأسرة:

- ‌2 - معاتبة الأخ وعذله وإظهار الشفقة عليه:

- ‌ا:- اللوم مع بيان القدر والمكانة

- ‌ب) التخويف مع إظهار الشفقة والنصح:

- ‌3 - إظهار الرحمة والرفق واللين مع الزوج:

- ‌ثانياً: المدعوون من الملأ:

- ‌1 - دور الملأ في الدعوة:

- ‌أ) دور الملأ في الصد عن الإسلام:

- ‌ب) دور الملأ في نصرة الدعوة:

- ‌2 - دوافع عداوة الملأ للدعاة من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌أ) الكبر والتعالي على الحق:

- ‌ب) حب الزعامة والجاه:

- ‌جـ) تقليد الآباء واتباعهم:

- ‌د) الحسد:

- ‌3 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم للملأ:

- ‌القسم الأول: المعاند المتجبر:

- ‌القسم الثاني: الحكيم المتفاهم:

- ‌ثالثاً: المدعوون من العوام:

- ‌1 - تمهيد:

- ‌2 - دور العوام في الدعوة:

- ‌3).3 -موانع قبول الدعوة عند العوام:

- ‌أ) الخوف

- ‌ب) الولاء والعصبية:

- ‌جـ) الحاجة والطمع:

- ‌4 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم للعوام:

- ‌الفصل الثالثمنهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالوسائل والأساليب والموضوعات

- ‌مدخل:

- ‌المبحث الأول:منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالوسائل

- ‌المطلب الأول: أنواع وسائل الدعوة لدى الصحابة رضي الله عنهم وأقسامها

- ‌القسم الأول: الوسائل التعبدية:

- ‌أولاً: قراءة القرآن الكريم:

- ‌خصائص القرآن في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌ثانياً: الأمر بالمعروف:

- ‌خصائص الأمر بالمعروف في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌ثالثاً: النهي عن المنكر:

- ‌خصائص النهي عن المنكر في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌رابعاً: الجهاد:

- ‌خصائص الجهاد في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌القسم الثاني: الوسائل الكلامية (اللفظية):

- ‌أولاً: المخاطبة (المشافهة):

- ‌أ) الخطابة:

- ‌ب) الحوار:

- ‌خصائص المخاطبة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌ثانياً: الشعر:

- ‌ثالثاً: كتابة الرسائل:

- ‌خصائص الرسائل في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:

- ‌رابعاً: الترجمة ومعرفة اللغات:

- ‌من خصائص اللغة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌القسم الثالث: الوسائل الاجتماعية:

- ‌أولاً: وسيلة القرابة:

- ‌خصائص القرابة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:

- ‌ثانياً: المكانة في قومه:

- ‌خصائص المكانة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:

- ‌ثالثاً: قوة القبيلة وإمكاناتها:

- ‌خصائص قوة القبيلة وإمكانياتها في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌القسم الرابع: الوسائل الأخلاقية:

- ‌أولاً: الإيثار على النفس:

- ‌خصائص الإيثار في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:

- ‌ثانياً: الحلم:

- ‌خصائص الحلم في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:

- ‌ثالثاً: العفو:

- ‌خصائص العفو في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌القسم الخامس: الوسائل العملية (بالفعل):

- ‌أولاً: البعوث والرسل:

- ‌خصائص البعوث والرسل في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌ثانياً: استثارة العقل للتفكير والتدبر:

- ‌خصائص التفكر والتدبر في دعوة الصحابة رضي الله عنهم للمشركين:

- ‌ثالثاً: اغتنام المواقف والأحوال:

- ‌خصائص اغتنام المواقف والأحوال:

- ‌المطلب الثاني: العوامل المتوافرة في وسائل دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌أولاً: الإباحة:

- ‌ثانياً: الملاءمة:

- ‌ثالثاً: المعقولية:

- ‌رابعاً: الإمكانية:

- ‌المبحث الثانيمنهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالأساليب

- ‌تمهيد:

- ‌محاور الأساليب الدعوية ومفهومها:

- ‌المحور الأول: الأساليب العقلية:

- ‌1 - مفهوم الأساليب العقلية:

- ‌2 - أبرز استخدامات الأساليب العقلية:

- ‌أ) المقايسات العقلية:

- ‌ب) ضرب الأمثال:

- ‌جـ) القصص والعبرة:

- ‌المحور الثاني: الأساليب العاطفية:

- ‌1 - مفهوم الأساليب العاطفية:

- ‌2 - أبرز استخدامات الأساليب العاطفية:

- ‌أولاً: أسلوب الترغيب:

- ‌أ) الترغيب بخير الدنيا:

- ‌ب) الترغيب بخير الآخرة:

- ‌ثانياً: أسلوب الترهيب:

- ‌ثالثاً: أسلوب المدح:

- ‌رابعاً: أسلوب الرحمة والمودة:

- ‌المحور الثالث: الأساليب الحسية:

- ‌ مفهوم الأساليب الحسية:

- ‌أولاً: بيان خطأ المعتقد بالحس:

- ‌ثانياً: ربط إحساس المدعو بالواقع في البيئة المحيطة:

- ‌ثالثاً: أسلوب القدوة والسيرة الحسنة:

- ‌رابعاً: أسلوب الدعوة بالقوة الفعلية:

- ‌المبحث الثالثمنهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالموضوعات

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: مواضيع العقيدة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌1 - الأصل الأول: الإيمان بالله:

- ‌2 - الأصل الثاني: الملائكة الكرام:

- ‌3 - الأصل الثالث: الكتب السماوية:

- ‌4 - الأصل الرابع: الرسل عليهم السلام

- ‌5 - الأصل الخامس: اليوم الآخر:

- ‌6 - الأصل السادس: الإيمان بالقدر:

- ‌المطلب الثاني: مواضيع الشريعة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌1 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم إلى الطهارة:

- ‌2 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم إلى الصلاة:

- ‌3 - من دعوة الصحابة رضي الله عنهم إيضاح ما يحرِّم الله من الطعام:

- ‌4 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم إلى صلة الأرحام:

- ‌5 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم إلى تحريم زواج المحارم:

- ‌6 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم إلى تحية الإسلام بدلاً من تحية الجاهلية:

- ‌المطلب الثالث: مواضيع الأخلاق في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌1 - اللطف واللين في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌2 - الرحمة في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌3 - العفو في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌4 - البر وصلة الرحم في دعوة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌5 - دعوة الصحابة رضي الله عنهم إلى المروءة:

- ‌الفصل الرابعخصائص منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب وأوجه الاستفادة منها

- ‌المبحث الأول:خصائص منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

- ‌الخاصية الأولى: تلقي العلم مباشرة من الرسول صلى الله عليه وسلم والرجوع إليه عند الاختلاف:

- ‌الخاصية الثانية: أن المنهج صادر من خير الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام

- ‌الخاصية الثالثة: العقيدة الصافية النقية لدى أصحاب المنهج:

- ‌الخاصية الرابعة: منهج الصحابة رضي الله عنهم معتمد على السماحة وعدم التكلف:

- ‌الخاصية الخامسة: منهج الصحابة رضي الله عنهم في الدعوة نابع من إيمان وعقيدة وليس عملاً وظيفياً:

- ‌الخاصية السادسة: هو أول منهج للدعوة في تاريخ الإسلام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الخاصية السابعة: الوضوح في الدعوة وعدم التورية:

- ‌الخاصية الثامنة: قرب العهد بالشرك ومعرفتهم بالتعامل مع المشركين:

- ‌الخاصية التاسعة: كون الصحابة رضي الله عنهم عرباً أقحاحاً لم تختلط ألسنتهم بثقافات غيرهم، ونزول القرآن بلسان عربي أعطى لهم ميزة في فهم القرآن وتفسيره بدون مفسرين:

- ‌الخاصية العاشرة: انعدام الخلاف الفقهي في عهد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الثاني:أوجه الاستفادة من منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب في العصر الحاضر

- ‌المطلب الأول: الاستفادة من منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بموضوع الدعوة

- ‌الفائدة الأولى: أن الدعوة إلى التوحيد هي أول ما يدعى إليه:

- ‌الفائدة الثانية: أن من الأهمية التدرج في مواضيع الدعوة حسب الأولوية:

- ‌الفائدة الثالثة: أن الإسلام نظام كامل مترابط لا يمكن تجزئته ولا يحق لأحد التنازل عن بعضه:

- ‌الفائدة الرابعة: أن أبلغ ما يدعى به إلى موضوعات الدعوة هو كلام الله (القرآن الكريم):

- ‌الفائدة الخامسة: أن موضوعات الدعوة يجب أن تكون مستقاة من مصادرها الأساسية:

- ‌الفائدة السادسة: أن منهج الصحابة رضي الله عنهم فيه بيان أحكام وتكاليف الدين الإسلامي:

- ‌الفائدة السابعة: أن منهج الصحابة رضي الله عنهم فيه بيان تنظيم حياة المؤمن اليومية والأسرية حسب النظام الإسلامي:

- ‌الفائدة الثامنة: أن منهج الصحابة رضي الله عنهم في الدعوة يوضح أن الدعوة إلى الشرائع الإسلامية هو تكملة الدعوة للعقيدة الإسلامية:

- ‌الفائدة التاسعة: بيان أن الأخلاق مستمدة من العقيدة ومتداخلة مع الشريعة:

- ‌الفائدة العاشرة: أن معرفة عقيدة المشركين وفهمها يدعم مواضيع الدعوة:

- ‌المطلب الثاني: الاستفادة من منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالداعي

- ‌الفائدة الأولى: أن كل مسلم هو داعٍ إلى الله سواء كُلِّف من وليِّ أمر المسلمين أم لم يكلَّف:

- ‌الفائدة الثانية: أن كل شخص لديه جوانب قوة في حياته يجب عليه توظيفها في مجال الدعوة إلى الله

- ‌الفائدة الثالثة: أن البيئة المحيطة بالداعية أياً كان وضعها قد تكون عامل تكوين وتأسيس للداعية:

- ‌الفائدة الرابعة: أنه على الداعية تزويد نفسه بما يحتاج من علم قبل أن يدعو:

- ‌الفائدة الخامسة: المثابرة على الدعوة والصبر عليها وعدم استعجال النتائج:

- ‌الفائدة السادسة: إزالة الصعوبات بتعرُّف الداعي على طبيعة المدعوين من جميع النواحي:

- ‌الفائدة السابعة: أن اختلاط الداعي بالمدعوين مهمٌّ للقيام بالدعوة:

- ‌الفائدة الثامنة: أن على الداعية استثمار المناسبات والفرص في الدعوة إلى الله:

- ‌المطلب الثالث: الاستفادة من منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالمدعو

- ‌الفائدة الأولى: بيان أن للمدعوين حقوقاً يجب أداؤها:

- ‌الفائدة الثانية: بيان أن على المدعوين واجبات يجب بيانها لهم:

- ‌الفائدة الثالثة: بيان اختلاف طرق التعامل مع المدعوين باختلاف أحوالهم:

- ‌الفائدة الرابعة: أن هداية المدعوين قد لا تحصل في كل حال:

- ‌الفائدة الخامسة: أن المدعو جاهل للحق ويحتاج من يوضحه له:

- ‌الفائدة السادسة: أن الملأ قد يكونون عامل إعاقة للدعوة، وقد يكونون عامل دعم ومساعدة:

- ‌الفائدة السابعة: أن استجابة العامة أسرع من الملأ مع كثرة عددهم:

- ‌الفائدة الثامنة: أن أصحاب المعتقدات الباطلة هم أعلم الناس بخطأ معتقدهم بعد تبيينه لهم:

- ‌المطلب الرابع: الاستفادة من منهج الصحابة رضي الله عنهم في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب فيما يتعلق بالوسائل والأساليب

- ‌الفائدة الأولى: الالتزام بمشروعية الوسائل والأساليب المستخدمة في الدعوة:

- ‌الفائدة الثانية: أن الوسائل تختلف عن الأساليب:

- ‌الفائدة الثالثة: أن العملية الدعوية لا يمكن أن تخلو من الوسائل والأساليب:

- ‌الفائدة الرابعة: أن الوسيلة والأسلوب لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر:

- ‌الفائدة الخامسة: أن الوسائل والأساليب متغيرة وليست ثابتة:

- ‌الفائدة السادسة: إمكانية استخدام أكثر من وسيلة أو أسلوب للدعوة في وقت واحد:

- ‌الفائدة السابعة: أن إمكانيات الداعي والمدعو هي ما يحدد الوسائل والأساليب:

- ‌الفائدة الثامنة: أن هناك من الوسائل والأساليب ما يكون غير مقصود:

- ‌فهرس المصادر والمرجع

- ‌أولاً: الكتب:

- ‌ثانياً: الرسائل الجامعية والمجلات:

الفصل: ‌أ) ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنهم من القرآن الكريم:

من أهل الكوفة علياً على عثمان، وبه قال ابن خزيمة، والصحيح قول الجمهور تقديم عثمان؛ لهذا اختارته الصحابة للخلافة، وقدموه، وهم أعلم وأعرف بالمراتب"

(1)

. وفي قول البغدادي هذا اختلاف عن الترتيب الأول؛ فقد رتب الحاكم النيسابوري الصحابة حسب الأسبقية في الإسلام، ورتب البغدادي الصحابة حسب الفضل بينهم فيما يراه.

وقد ورد فضل الصحابة في القرآن الكريم والسنة النبوية في عدة مواضع ومناسبات سنذكر بعضاً منها:

‌أ) ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنهم من القرآن الكريم:

ليس هناك أدل ولا أوضح من بيان فضل الصحابة في القرآن الكريم، فقد وردت آيات عدة تبين فضلهم ومكانتهم، وسوف نذكر هنا بعضاً منها مع إيضاح ما ذكره المفسرون حول كل آية.

1 -

الآية الأولى: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}

(2)

.

يقول الإمام الرازي في تفسير هذه الآية: "إنه تعالى ذكرهم هنا لبيان تعظيم شأنهم وعلو درجتهم، وأن الإعادة إعادة ذكرهم في الآية السابقة تدل على مزيد من الاهتمام بحالهم، وذلك يدل على الشرف والتعظيم"

(3)

.

(1)

تهذيب الأسماء واللغات، النووي، 1/ 15.

(2)

سورة الأنفال، الآية:74.

(3)

التفسير الكبير، فخر الدين الرازي، المجلد الثامن، الجزء الخامس عشر، ص 169.

ص: 26

وقال الشيخ السعدي: "إن هذه الآيات في بيان مدحهم وثوابهم رضي الله عنهم (

(1)

، وفي قوله تعالى:{أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} يقول الإمام الشوكاني: "أي الكاملون في الإيمان"

(2)

، ويذكر الشيخ أبو بكر الجزائري:"أن هذين صنفا المهاجرين والأنصار، وهما أكمل المؤمنين وأعلاهم درجة"

(3)

.

2 -

الآية الثانية: قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}

(4)

.

يقول ابن عاشور في هذه الآية: "إن (الذين هاجروا) هم المؤمنون من أهل مكة وما حولها الذين هاجروا منها إلى المدينة لما آذنهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إليها بعد أن أسلموا وذلك قبل فتح مكة"

(5)

. وهذا بيان لفضل الصحابة بما أعد الله لهم من مكافآت وردت في الآية، ومنها قوله:{أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ} "إشارة إلى رفعة قدرهم، رضا من الله، وتفضيلاً بالتشريف، كما أن قوله تعالى:{وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} معطوفة على {أَعْظَمُ دَرَجَةً} مبالغة في عظم

(1)

تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص 373.

(2)

فتح القدير، الشوكاني، 2/ 211.

(3)

أيسر التفاسير، أبو بكر الجزائري، 2/ 333.

(4)

سورة التوبة، الآيات: 20 - 22.

(5)

التحرير والتنوير، ابن عاشور، المجلد الخامس، الجزء العاشر، ص 148.

ص: 27

فوزهم، حتى إن فوز غيرهم بالنسبة إلى فوزهم يعد كالمعدوم"

(1)

. وعند القرطبي "أن {أَعْظَمُ دَرَجَةً} أي: لهم المزية والمرتبة العلية"

(2)

.

3 -

الآية الثالثة: قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

(3)

.

يقول الشيخ أبو بكر الجزائري: "هم الذين سبقوا غيرهم إلى الإيمان والهجرة والنصرة والجهاد، والذين اتبعوهم في ذلك وأحسنوا أعمالهم موافقة لما شرع الله وبيَّنه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم (

(4)

.

ولا خلاف بين أهل العلم في أن الآية تتحدث عن الصحابة، إلا أن الخلاف في من هم هؤلاء الصحابة، فقد قال ابن عباس:"إنهم هم الذين صلوا إلى القبلتين وشهدوا بدراً، وعن الشعبي: هم الذين بايعوا بيعة الرضوان"

(5)

، وقال أبو موسى الأشعري وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين والحسن وقتادة: "هم الذين صلوا إلى القبلتين مع الرسول صلى الله عليه وسلم (

(6)

.

(1)

المرجع السابق.

(2)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثاني، المجلد الرابع، ص 321.

(3)

سورة التوبة، الآية:100.

(4)

أيسر التفاسير، أبو بكر الجزائري، ص 420.

(5)

التفسير الكبير، الرازي، المجلد الثامن، الجزء السادس عشر، ص 134.

(6)

تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، 7/ 270.

ص: 28

وذكر الله تعالى رضاه عنهم في قوله: {رضي الله عنهم} "ولما وصفهم بهذا الوصف أثبت لهم ما يوجب التعظيم"

(1)

، "ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم والنعيم المقيم"

(2)

. وقال ابن خويز منداد: "تضمنت هذه الآية تفضيل السابقين إلى كل منقبة من مناقب الشريعة في علم أو دين أو شجاعة أو غير ذلك"

(3)

، فرضا الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء فيه بيان لفضلهم وتميزهم عن غيرهم.

4 -

الآية الرابعة: قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}

(4)

.

قال ابن عباس وسفيان: "هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه رضي الله عنهم (

(5)

، "فلما أمر الله تعالى في هذه الآية رسوله أن يقول:{وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} فقد عين له هذه الجملة ليقولها يسأل من الله أن يكرم عباده الذين اصطفى بالثناء عليهم في الملأ الأعلى وحسن الذكر؛ إذ قصارى ما يستطيعه الحاضر من جزاء الغائب على حسن صنيعه أن يبتهل إلى الله أن ينفعه بالكرامة"

(6)

. "وحقيقة الاصطفاء: افتعال من التصفية، فيكون قد صفاهم من الأكدار، ولا ينقض هذا بما إذا اختلفوا؛ لأن الحق لم يعدهم بألا يختلفوا، وهذا لا يخرجهم من

(1)

التفسير الكبير، الرازي، المجلد الثامن، الجزء السادس عشر، ص 135.

(2)

تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، 7/ 270.

(3)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثاني، المجلد الرابع، ص 413.

(4)

سورة النمل، الآية:59.

(5)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثالث، المجلد السابع، ص 147.

(6)

التحرير والتنوير، ابن عاشور، المجلد الثامن، الجزء العشرون، ص 8.

ص: 29

حقيقة الاصطفاء"

(1)

. ويقول شيخ الإسلام: "إنه لا ريب أنهم أفضل المصطفين من هذه الأمة"

(2)

، وهذا أمر لا غرابة فيه بأن يصطفي الله عز وجل أفضل الأصحاب لأفضل الأنبياء وخاتمهم، يقول ابن جرير الطبري في الذين اصطفاهم:"هم الذين اجتباهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فجعلهم أصحابه ووزراءه"

(3)

.

5 -

الآية الخامسة: قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

(4)

.

تعددت الروايات في سبب نزول هذه الآية وفيمن نزلت، إلا أنها اتفقت على أن المقصود بها هو أحد الصحابة أو جميعهم، فلم تخرج من دائرة الصحابة وفضلهم، ففي البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر"

(5)

، وفي رواية:"وفي أشباهه"

(6)

. وعند مسلم: "وفي أصحابه"

(7)

. وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت في قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الآية: منهم طلحة بن عبيد الله، ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصيبت يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(1)

إعلام الموقعين، ابن القيم، 5/ 568.

(2)

منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، 1/ 366.

(3)

جامع البيان، الطبري، 8/ 702.

(4)

سورة الأحزاب، الآية:23.

(5)

صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ، رقم 4783، ص 840.

(6)

المرجع السابق، كتاب الجهاد والسير، باب قول الله عز وجل:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ، رقم 2805، ص 464.

(7)

صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، رقم 4918، ص 851.

ص: 30

(أوجب طلحة الجنة (

(1)

.

وفي الترمذي عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما طلحة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون هم على مسألته يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلمَّا رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أين السائل عمن قضى نحبه؟ (قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال: (هذا ممن قضى نحبه (

(2)

. ويقول القرطبي: "إن منهم حمزة وسعد بن معاذ وأنس بن النضر رضي الله عنهم وغيرهم"

(3)

.

وفي "المستدرك" للحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أُحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه فوقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له ثم قرأ هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه (

(4)

.

(1)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، 7/ 344.

(2)

جامع الترمذي، أبواب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب تعيينه صلى الله عليه وسلم طلحة ممن قضى نحبه، رقم 3742، ص 850. حديث صحيح (الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الأول، القسم الأول، رقم 125، ص 245).

(3)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، 7/ 344.

(4)

المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، كتاب قراءات النبي صلى الله عليه وسلم، رقم 3027، 2/ 365. حديث ضعيف، (الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة، المجلد الحادي عشر، القسم الأول، رقم 5221، ص 365).

ص: 31

وفيما سبق دليل على أن هذه الآية تعني بالذين {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} "أنهم الصحابة؛ منهم من بذل جهده على الوفاء بعهده حتى قتل، ومنهم من ينتظر الشهادة، وما بدلوا عهدهم ونذرهم"

(1)

. وفي هذه الآية إشارة إلى وفائهم بعهدهم الذي عاهدوا الله أنهم لا يفارقون نبيه إلا بالموت، وفي الآية التي تليها قال تعالى:{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}

(2)

، "أي بصدق ما وعدهم في الدنيا والآخرة كما صدقوا مواعيدهم"

(3)

. ويقول الإمام الشوكاني: "إن معنى الآية: أن من المؤمنين رجالاً أدركوا أمنيتهم وقضوا حاجتهم ووفوا بنذرهم، فقاتلوا حتى قتلوا، وذلك يوم، أحد كحمزة ومصعب بن عمير وأنس بن النضر، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} قضاء نحبه حتى يحضر أجله، كعثمان بن عفان وطلحة والزبير وأمثالهم، فإنهم مستمرون على ما عاهدوا الله عليه من الثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقتال لعدوه، ومنتظرون لقضاء حاجتهم وحصول أمنيتهم بالقتل وإدراك فضل الشهادة، وجملة {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} معطوفة على صدقوا، أي: ما غيروا عهدهم الذي عاهدوا الله ورسوله عليه"

(4)

. وفي هذه الآية ثناء على الصحابة وأنهم صدقوا العهد وثبتوا على ذلك حتى لقي الله منهم من لقي وبقي من بقي بعد ذلك إلى أن لقي الله فيما بعد حتى جازاهم الله بصدقهم.

(1)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، 7/ 344.

(2)

سورة الأحزاب، الآية:24.

(3)

التفسير الكبير، فخر الدين الرازي، المجلد الثالث عشر، الجزء الخامس والعشرون، ص 176.

(4)

فتح القدير، الشوكاني، 3/ 421 - 422.

ص: 32

6 -

الآية السادسة: قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}

(1)

.

في هذه الآيات يبين الله سبحانه وتعالى ثلاث مسائل تميز بها الصحابة من أهل بيعة الرضوان.

أولى هذه المسائل هو رضا الله سبحانه وتعالى عنهم والذي أخبر عنه بقوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ، "فيخبر تعالى بفضله ورحمته برضاه عن المؤمنين إذ يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المبايعة التي بيضت وجوههم"

(2)

. {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} "يعني بيعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين بايعوه على مناجزة قريش الحرب وعلى ألا يفروا ولا يولوهم الدبر"

(3)

.

المسألة الثانية: تزكية الله سبحانه وتعالى لهم، وذلك بقوله:{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} ، "ففي ذلك تزكية من الله للمؤمنين بعلمه سبحانه لما في قلوبهم من الصدق والوفاء والسمع والطاعة والصبر والوقار"

(4)

.

ومن التزكية أيضاً تسميتهم المؤمنين في قوله: {عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ، وهذا دليل على أن جميع من كانوا يوم بيعة الرضوان هم مؤمنون صادقون أوفياء صابرون. ولن يطلق عليهم المولى عز وجل هذه الصفة إلا أنهم بعلمه كذلك.

(1)

سورة الفتح، الآيتان: 18 - 19.

(2)

تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص 936.

(3)

جامع البيان، الطبري، 10/ 233.

(4)

تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، 13/ 105.

ص: 33

المسألة الثالثة: هي مكافأتهم ومجازاتهم في الدنيا والآخرة، يقول الإمام الرازي: "إن فيه معنى لطيفاً هو أن الله تعالى قال قبل هذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ}

(1)

، فجعل طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم علامة لإدخال الله الجنة بتلك الآية، وفي هذه الآية بيَّن أن طاعة الله والرسول وجدت من أهل بيعة الرضوان، أما طاعة الله فالإشارة إليها بقول:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ، وأما طاعة الرسول فبقوله:{إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} . بقي الموعودية وهو إدخال الجنة، أشار إليه بقوله تعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ؛ لأن الرضا يكون معه إدخال الجنة، كما قال تعالى:{وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رضي الله عنهم}

(2)

"

(3)

.

أما ثوابهم في الدنيا فقوله: {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} ، فعن قتادة أنه عوضهم في العاجل مما رجوا الظفر به من غنائم أهل مكة بقتالهم أهلها وفتحاً قريباً، وذلك فيما قيل:"فتح خيبر معه مغانم كثيرة يأخذونها من أموال يهود خيبر"

(4)

، وقد ورد ذلك في حديث مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه قال:"قسمت خيبر على أهل الحديبية"

(5)

، فجمع الله لهم الدنيا والآخرة.

(1)

سورة الفتح، الآية:17.

(2)

سورة المجادلة، الآية:22.

(3)

التفسير الكبير، الرازي، المجلد الرابع عشر، الجزء الثامن والعشرون، ص 82، (بتصرف).

(4)

جامع البيان، الطبري، 10/ 237.

(5)

سنن أبي داود، كتاب الخراج والفيء والإمارة، باب ما جاء في أرض خيبر، رقم 3015، ص 441. حديث ضعيف (الألباني، ضعيف سنن أبي داود، كتاب الجهاد، رقم 475، 2/ 357).

ص: 34

7 -

الآية السابعة: قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}

(1)

.

وصف الله سبحانه وتعالى في هذا الآية الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم الذين معه بأوصاف عدة وهي الشدة على الكفار والرحمة بينهم وإقامة الصلاة للحصول على رحمته تعالى، كما أن لهم علامات في وجوههم من أثر السجود، وقد اختلف أهل التأويل في هذه العلامات؛ فمنهم من قال: إنها علامات يجعلها الله يوم القيامة في وجوه المؤمنين، وقال آخرون: إنها سيما الإسلام وسمته وخشوعه، وقال فريق ثالث: إنها آثار السجود في الجبهة وآثار السهر والتعب، وفريق رابع يرى: أنها آثار الأرض من الندى والتراب على الوجه من السجود

(2)

.

"أما فضلهم فقد تبين في هذه الآية في وعد الله عز وجل لهم ثواباً لا ينقطع وهو الجنة، وليس قوله:{مِنْهُمْ} مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم ولكنها

(1)

سورة الفتح، الآية:29.

(2)

انظر: جامع البيان، الطبري، 10/ 262 - 265.

ص: 35

عامة مجنسة

(1)

، وقد يخصص الصحابة بوعد المغفرة تفضيلاً لهم"

(2)

. ويقول الشيخ السعدي: "إن الله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الآية بأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار أنهم بأكمل الصفات وأجل الأحوال؛ فالصحابة رضي الله عنهم الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح قد جمع الله لهم بين المغفرة التي من لوازمها وقاية شرور الدنيا والآخرة والأجر العظيم في الدنيا والآخرة"

(3)

.

ب) ما رود في فضل الصحابة رضي الله عنهم من السنة النبوية:

لا تخلو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من ذكر لأحد الصحابة أو جميعهم سواء كانوا رواة لهذه السنة أو حضوراً أو وردت في شأنهم أحاديثها، ومن هنا فإن علاقة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بالسنة والحديث الشريف علاقة تلازم، فيكفيهم فضلاً أنهم هم من روى هذا الحديث ونقله إلى من بعدهم حتى وصل إلينا كما هو، وفي هذا المبحث سوف نذكر بعض الأحاديث التي تطرقت لفضل الصحابة

(1)

الجنس أعم من النوع، وهو كل ضرب من الشيء، ومن الناس، ومن الطير، و"منهم" في هذه الآية: يقصد بها الجنس، كقوله تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (الحج: 30)، لا يقصد للتبعيض، لكنه يذهب إلى الجنس، أي فاجتنبوا الرجس من جنس الأوثان؛ إذ كان الرجس يقع من أجناس شتى، منها الزنى والربا وشرب الخمر والكذب، فأدخل "من" يفيد بها الجنس، وكذا "منهم" أي من هذا الجنس، يعني جنس الصحابة، ومن هذا أيضاً قوله تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} (الإسراء: 82)، معناه: وننزل القرآن شفاء؛ لأن كل حرف منه يشفي، وليس الشفاء مختصاً به بعضه دون بعض. (انظر: تاج العروس، الزبيدي، 15/ 515، والجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثالث، المجلد الثامن، ص 436).

(2)

الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثالث، المجلد الثامن، ص 435 - 436.

(3)

تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص 938 - 939.

ص: 36

بشكل عام دون الأحاديث التي اختص بها أحد من الصحابة دون غيره، وذلك تجنباً للإطالة والابتعاد عن مضمون هذا البحث، وللتدليل على أهمية هذه الفئة من المسلمين في نقل هذه الرسالة والاعتماد عليهم في اتباع سيرتهم والاقتداء بهم، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:

1 -

الحديث الأول: عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (

(1)

.

2 -

الحديث الثاني: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (

(2)

.

3 -

الحديث الثالث: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا فخرج علينا فقال: (مازلتم ها هنا؟ (قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، فقال: (أحسنتم أو أصبتم (، قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال: (النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعدون، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي

(1)

صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، رقم 3650، ص 612.

(2)

صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنت متخذاً خليلاً (، رقم 3673، ص 616.

ص: 37

أتى أمتي ما يوعدون (

(1)

.

4 -

الحديث الرابع: عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة (

(2)

.

5 -

الحديث الخامس: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون لهم: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم (. وقد تقدم ذكره في هذا الفصل في تعريف معنى الصحبة.

(1)

صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة، رقم 6466، ص 1109.

(2)

جامع الترمذي، أبواب المناقب، باب ما جاء في فضل من بايع تحت الشجرة، رقم 3860، ص 872. حديث صحيح (الألباني، صحيح الجامع، رقم 7680، 2/ 1271).

ص: 38