الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(1)
، قال:"اختلف في الصابئين؛ فقال السدي وإسحاق بن راهويه: إنهم فرقة من أهل الكتاب، وقال ابن المنذر وإسحاق: لا بأس بذبائحهم ومناكحة نسائهم"
(2)
، "وكذلك قال أبو حذيفة، أما مجاهد ومتابعوه ووهب بن منبه يقولون: إنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركين، إنما هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرراً لهم يتبعونه ويقتفونه"
(3)
، ويقول الإمام الشوكاني:"إنهم فرقة معروفة لا ترجع إلى ملة من الملل المنتسبة إلى الأنبياء"
(4)
.
ثالثاً: المجوس:
المجوسية هي الديانة الزرادشتية، وكان تأسيسها في بلاد فارس في القرن السادس قبل الميلاد على يد زرادشت بن يورشب الذي ظهر في عهد الملك كشتاسب بن لهراسب
(5)
، وتسمى المجوسية؛ لأن قبيلة المجوس الفارسية هي أول
(1)
سورة البقرة، الآية:62.
(2)
الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الأول، المجلد الأول، ص 317.
(3)
تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، 1/ 434.
(4)
فتح القدير، الشوكاني، 3/ 118.
(5)
كشتاسب وقيل بشتاسب، وهو ابن لبهراسب الذي ملك الفرس، وكان محموداً عند أهل مملكته، شديد القمع لأعدائه المجاورين له، شديد التفقد لأصحابه، بعيد الهمة، عظيم البنيان، وشق عدة أنهار، وعمر البلاد، وحمل إليه ملوك الهند والروم والمغرب الخراج، وكاتبوه بالتمليك هيبة له، وحذراً منه، وكان ملكه مائة وعشرين سنة، وملك بعده ابنه بستاسب الذي ظهر في أيامه زرادشت، واتبعه وقهر الناس على اتباعه، (انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 1/ 123).
من تبع الزرادشتية
(1)
. وقيل إن زرادشت ظهر في القرن السابع قبل الميلاد
(2)
.
وزرادشت هذا اختلفت فيه الأقوال، فمنهم من قال: هو من أهل فلسطين، خادم لبعض تلاميذ أرميا النبي عليه السلام
(3)
خاص به، أثير عنده، فخانه فكذب عليه، فدعا الله عليه فبرص فلحق ببلاد أذربيجان، فشرع بها دين المجوسية
(4)
، ويقول الجاحظ:"إنه جاء من بلخ"
(5)
، وقيل: إنه من العجم
(6)
دون تحديد مكانه، ويذكر الشهرستاني أن أباه من أذربيجان وأمه من الري
(7)
. وزرادشت هذا هو نبي المجوس بزعمهم، وقد بعث إلى قومه وعمره ثلاثون عاماً، ودعا الملك كشتاسب إلى دينه فأجابه الملك واعتنق دينه
(8)
، فأجبر الناس على دخول هذا الدين وقتل من أجل ذلك من رعيته مقتلة عظيمة حتى دانوا بهذا الدين
(9)
، وقد أتى بكتاب زعم أنه وحي من الله تعالى، وكتب في جلد اثنتي عشرة ألف بقرة
(1)
انظر: موسوعة الأديان الميسرة، عدد من المؤلفين، ص 279 - 280.
(2)
انظر: وجاء دور المجوس، عبدالله الغريب، ص 22.
(3)
هو أُرميا بألف مضمومة، كان غلاماً من أبناء الملوك، بعثه الله نبياً إلى بني إسرائيل حين عظمت الأحداث وعملوا المعاصي وقتلوا الأنبياء ليهديهم فكذبوه وقيدوه وسجنوه، فسلط الله عليهم نصراً البابلي (نبوخذ نصر)، فهدم بيت المقدس وخربها، وحرق التوراة، وقتل المقاتلة، وسبى الذرية. (انظر: المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، ابن الجوزي، 1/ 275 - 280).
(4)
انظر: تاريخ الأمم والملوك، الطبري، 1/ 316.
(5)
المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، ابن الجوزي، 1/ 286.
(6)
انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 1/ 123.
(7)
انظر: الملل والنحل، الشهرستاني، القسم الأول، الجزء الثاني، ص 200.
(8)
انظر: المرجع السابق، ص 201.
(9)
انظر: تاريخ الأمم والملوك، الطبري، 1/ 316.
حفراً ونقشاً بالذهب فجعله كشتاسب في موضع بأصطخر ومنع من تعليمه العامة
(1)
.
والزرادشتية هي المجوسية، والزرادشة هم المجوس الذين ذكروا في القرآن الكريم، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
(2)
.
ويعتقد الزرادشة أن الله عز وجل جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وأحف بها سبعين من الملائكة المكرمين وغرسها في قمة جبل يعرف بـ "اسمويذخر"، ثم مازج "شبح زرادشت" بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت فصار نطفة ثم مضغة في رحم أمه، وبذلك ولد "زرادشت" نبي المجوس، ويشير الشهرستاني إلى أن المجوس لهم نبي سابق لزرادشت وهو "كيومرث"، وهو المبدأ الأول، وزرادشت هو النبي الثاني، وقد ورد في تواريخ الهند والعجم أن "كيومرث" هو آدم عليه السلام، ونشأت عنه فرقة الكيومرثية الذين أثبتوا أصلين لله وهما "يزدان" وهو النور، و"أهرمين" وهو الظلمة، و"يزدان" أزلي قديم و"أهرمين" محدث مخلوق من فكرة رديئة في نفس "يزدان" غير مناسبة لطبيعة النور مما أدى إلى حدوث الظلام من هذه الفكرة، وسمي "أهرمين"، وكان مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والفسق
(3)
.
(1)
انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 1/ 124.
(2)
سورة الحج، الآية:17.
(3)
انظر: الملل والنحل، الشهرستاني، القسم الأول، الجزء الثاني، ص 194 - 201.
ويعتقد الزرادشيون بوجود إله للخير يسمونه "أهورامزدا"، ويقولون إنه إله النور والسماء، وأن غيره من الآلهة ليست إلا مظاهر له وصفات من صفاته، وهناك إله الشر ويسمونه "أهرمان"، ومعناه الخبيث أو القوى الخبيثة، وهو إله الظلمة، ولا يليق أن ينسب الشر إلى "أهورامزدا" لأن مصدره هو "أهرمان"
(1)
، "ومعنى اسم "أهورامزدا" بالفارسية أي "أنا وحدي خالق الوجود""
(2)
، ومن عقائد الزرادشتية
(3)
:
أ) الصراع بين الروحين الخير والشر.
ب) النور والظلمة أصلان متضادان وهما مبدأ وجود العالم.
جـ) الباري هو خالق النور والظلمة ولكن لا يجوز أن ينسب إليه الظلمة.
د) الصراع بين النور والظلمة مستمر حتى يغلب النور الظلمة.
"وقد رمزت الديانة الزرادشتية إلى الذات العليا برمزين ماديين مرئيين تقوى عقول الجماهير على إدراكهما، ويشتمل كلاهما على بعض مظاهر "أهورامزدا" على وجه التقريب والتمثيل، وهذان الرمزان أحدهما سماوي وهو الشمس والآخر أرضي وهو النار، وكلاهما عنصر مضيء طاهر لا يتطرق إليه الخبث والفساد، ومن هنا حرصت الديانة الزرداشتية على أن يوقد في كل هيكل من هياكلها
(1)
انظر: موسوعة الأديان الميسرة، مجموعة من المؤلفين، ص 280.
(2)
الإسلام والأديان، مصطفى حلمي، ص 99.
(3)
انظر: وجاء دور المجوس، عبدالله الغريب، ص 22.