الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثاني:
(270 - 114) ما رواه أبو داود، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، عن مروان الأصفر، قال:
رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة، ثم جلس يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن أليس قد نهي عن هذا؟ قال: بلى إنما نهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس
(1)
.
[إسناده فيه لين]
(2)
.
(1)
سنن أبي داود (11).
(2)
في إسناده الحسن بن ذكوان، مختلف فيه:
ذكر إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: الحسن بن ذكوان ضعيف. الجرح والتعديل (3/ 13).
وقال أبو حاتم الرازي: الحسن بن ذكوان ضعيف الحديث، ليس بالقوي. المرجع السابق.
وقال ابن عدي: للحسن بن ذكوان أحاديث غير ما ذكرت، وليس بالكثير، وفي بعض ما ذكرت لا يرويه غيره، على أن يحيى القطان وابن المبارك قد رويا عنه كما ذكرته، وناهيك للحسن بن ذكوان من الجلالة أن يرويا عنه، وأرجوا أنه لا بأس به. الكامل (2/ 317).
قلت: رواية يحيى بن سعيد القطان عنه ليست دليلاً على توثيقه، فقد قال على بن المديني: حدث يحيى بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان، ولم يكن عنده بالقوي. الضعفاء الكبير (2/ 223)، الكامل (2/ 317).
وقال أحمد: أحاديثه أباطيل. تهذيب الكمال (2/ 241).
وقال النسائي: ليس بالقوي. المرجع السابق.
وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 163).
وقال ابن جحر: الحسن بن ذكوان مختلف في الاحتجاج به، وله في صحيح البخاري =
وجه الاستدلال:
قالوا: إن قول ابن عمر: إنما نهي عن هذا في الفضاء، يدل على أنه علم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون له حكم الرفع.
وأجيب:
هذا القول من ابن عمر يحتمل أن يكون قال ذلك فهماً منه للفعل الذي شاهده من النبي صلى الله عليه وسلم ورواه، فكأنه لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة مستدبراً
= حديث واحد، وأشار ابن صاعد الى أنه كان مدلساً. طبقات المدلسين (70).
وفي التقريب: صدوق يخطئ، ورمي بالقدر، وكان يدلس.
وقال في مقدمة الفتح (ص: 560): ضعفه أحمد وابن معين، وأبو حاتم والنسائي وابن المديني، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وأورد له حديثين عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي. وقال: إنه دلسها، وإنما سمعها من عمر بن خالد الواسطي، وهو متروك. اهـ
قلت: فهذا أحد أسباب تضعفيه.
وقال الآجري، عن أبي داود: إنه كان قدرياً. فهذا سبب آخر أيضاً. روى له البخاري حديثاً واحداً في الرقاق من رواية يحيى بن سعيد القطان، عنه، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا الحديث شواهد كثيرة، والله أعلم.
[تخريج الحديث].
الحديث أخرجه ابن الجارود في المنتقى (32)، وابن خزيمة (60)، والدارقطني (1/ 58)، والحاكم في المستدرك (551)، والسنن الصغرى للبيهقي (1/ 62)، والسنن الكبرى له (1/ 92) من طريق صفوان بن عيسى به.
قال الدراقطني في سننه (1/ 58): هذا صحيح، كلهم ثقات، مع أنه قال في العلل: ضعيف. كما نقل ذلك بشار عواد في تحقيقه البديع لتهذيب المزي (6/ 147).
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بالحسن بن ذكوان، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وقد علمت أن البخاري خرج له حديثاً واحداً له شواهد كثيرة.