الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع في البول في الشق ونحوه
كره الفقهاء البول في الشق ونحوه كالجحر: وهو ما يحفره الهوام والسباع لأنفسها. وهو مذهب الأئمة الأربعة
(1)
.
دليل الكراهة.
الدليل الأول:
الإجماع. قال النووي: وهذا الذي قاله المصنف من الكراهة -يعني: من البول في الثقب ونحوه- متفق عليه، وهي كراهة تنزيه
(2)
.
الدليل الثاني:
(293 - 137) ما رواه أحمد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة،
عن عبد الله بن سرجس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبولن أحدكم في الجحر. الحديث وفيه: قالوا لقتادة: ما يكره من البول في الجحر؟ قال
(1)
انظر في مذهب الحنفية: مراقي الفلاح (ص: 23)،
وفي مذهب المالكية: الخرشي (1/ 144)، الشرح الكبير (1/ 106)، مختصر خليل (ص: 15)، حاشية الدسوقي (1/ 106)، التاج والإكليل (1/ 398، 399).
وفي مذهب الشافعية: المجموع (2/ 100، 101)، أسنى المطالب (1/ 148، 149)، المهذب (1/ 26)، الإقناع للماوردي (1/ 25)، روضة الطالبين (1/ 65)، التنبيه (ص:17).
وفي مذهب الحنابلة: المغني (1/ 108)، الفروع (1/ 116)، الإنصاف (1/ 97)، المبدع (1/ 83)، المحرر (1/ 9)، الكافي (1/ 51)، كشاف القناع (1/ 62).
(2)
المجموع (2/ 101).
يقال: إنها مساكن الجن
(1)
.
[إسناده صحيح، إن سلم من عنعنة قتادة]
(2)
.
(1)
المسند (5/ 82).
(2)
اختلف العلماء في سماع قتادة من عبد الله بن سرجس:
فأثتب سماعه منه علي بن المديني، كما في تلخيص الحبير (1/ 106).
وأبو حاتم الرازي، كما في المراسيل لابنه (ص: 75).
وأحمد بن حنبل، في رواية ابنه عبد الله.
وروى ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: 168) عن حرب بن إسماعيل، عن أحمد: ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أنس. قيل: فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعاً. اهـ
وهذا تشكيك منه، وليس بجزم، وقد جزم في رواية عبد الله بالسماع، كما جزم غيره من العلماء.
واختلف قول الحاكم فيه، ففي المتسدرك لم يستبعد سماعه منه، وفي التهذيب، ذكر الحاكم بأنه لم يسمع من صحابي غير أنس.
[تخريج الحديث]
الحديث أخرجه أحمد كما في حديث الباب، وأبو داود (29)، والنسائي في الكبرى (30)، وفي المجتبى (34)، وابن الجارود في المنتقى (34)، والحاكم (666)، والروياني في مسنده (1451)، والبيهقي (1/ 9)، والبغوي في شرح السنة (192)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (9/ 402) من طريق معاذ بن هشام به.
والحديث سكت عليه أبو داود والمنذري، وصححه ابن خزيمة، وقال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين فقد احتجا بجيمع رواته، ولعل متوهماً يتوهم أن قتادة لم يذكر سماعاً، وليس هذا بمستبعد، فقد سمع قتادة من جماعة من الصحابة لم يسمع منهم عاصم بن سليمان الأحول، وقد احتج مسلم بحديث عاصم، عن عبد الله بن سرجس، وهو من ساكني البصرة. اهـ
قلت: لم يذكر لنا الحاكم جماعة الصحابة الذين روى عنهم قتادة، والمعلوم أنه لم يرو =
وما يقال: إنها مساكن الجن، هذا قول قتادة، ليس قولاً مرفوعاً، وقد ساقه بصيغة: يقال إنها مساكن الجن. وهذا لا يقبل إلا بتوقيف.
(294 - 138) وقد روى الطبراني، قال: حدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: بينا سعد يبول قائماً إذ اتكأ، فمات قتلته الجن فقالوا:
نحن قتلنا سيد الخزر
…
ج، سعد بن عبادة
رميناه بسهمين
…
فلم يخطىء فؤاده
(1)
.
[إسناده ضعيف]
(2)
.
= إلا عن أنس، واختلف في سماعه من عبد الله بن سرجس، فإذا كان عاصم بن سليمان الأحول قد شاركه في الرواية عن أنس وعن عبد الله بن سرجس، فكيف يكون روى عن جماعة من الصحابة لم يسمع منهم عاصم بن سليمان الأحول، إلا إن كان مقصود الحاكم بأنه يرسل عنهم، فإذا كان كذلك فأي فائدة تذكر في روايته عنهم، والله أعلم.
(1)
المعجم الكبير للطبراني (6/رقم5359).
(2)
ابن سيرين لم يدرك سعد بن عبادة، قاله الهيمثي في مجمع الزوائد (1/ 206).
والحديث أخرجه الحارث بن أبي أسامة، كما في بغية الباحث (63) قال: حدثنا أبو عاصم به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 116) رقم 1322 حدثنا أبو أسامة وابن إدريس، عن ابن عون، عن ابن سيرين أن سعد بن عبادة بال قائماً. اهـ
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 617) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن ابن سيرين به بنحوه.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (5102) من طريق بكار بن محمد، ثنا ابن عون به، بلفظ: أن سعد بن عبادة أتى سباطة قوم، فخر ميتاً، فقالت الجن: وذكر البيتين.
وقد تابع محمد بن سيرين كل من قتادة، وعبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة، وعطاء بن أبي رباح، وأبو رجاء العطاري. =