الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس قول العلماء في الأثر المتبقي بعد الاستجمار
أثر الاستنجاء قيل: نجس، معفو عن يسيره.
وقيل: طاهر
(1)
. وحكي الإجماع على أنه معفو عنه.
قال ابن قدامة: وقد عفي عن النجاسات المغلظة لأجل محلها في ثلاثة مواضع:
أحدها: محل الاستنجاء، فعفي فيه عن أثر الاستجمار بعد الإنقاء واستيفاء العدد بغير خلاف نعلمه.
واختلف أصحابنا في طهارته، فذهب أبو عبد الله بن حامد وأبو حفص بن المسلمة إلى طهارته، وهو ظاهر كلام أحمد، فإنه قال في المستجمر يعرق في سراويله: لا بأس به، ولو كان نجساً لنجسه.
ثم قال: وقال أصحابنا المتأخرون: لا يطهر المحل، بل هو نجس. اهـ أي نجس معفو عنه
(2)
.
وقال البهوتي: وأثر الاستجمار نجس؛ لأنه بقية الخارج من السبيل، يعفى عن يسيره بعد الإنقاء واستيفاء العدد، بغير خلاف نعلمه
(3)
.
الدليل على أن الاستنجاء مطهر
.
(315 - 159) ما رواه الدارقطني، من طريق يعقوب بن حميد
(1)
الإنصاف (1/ 109)، المغني (1/ 411).
(2)
المغني (1/ 411).
(3)
كشاف القناع (1/ 192).
بن كاسب، نا سلمة بن رجاء، عن الحسن بن فرات القزاز، عن أبيه، عن أبي حازم الأشجعي،
عن أبي هريرة، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يستنجى بروث أو عظم، وقال: إنهما لا يطهران
(1)
.
[إسناده ضعيف]
(2)
.
(1)
سنن الدراقطني (1/ 56).
(2)
دراسة الإسناد:
يعقوب بن حميد بن كاسب، جاء في ترجمته:
قال النسائي: ليس بشيء. الضعفاء والمتروكين (616).
وقال في موضع آخر: ليس بثقة. تهذيب التهذيب (11/ 336).
وقال البخاري: لم يزل خيراً، هو في الأصل صدوق. المرجع السابق.
وقال العباس بن محمد الدوري: سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن كاسب، فقال: ليس بشيء. الجرح والتعديل (9/ 206).
وقال أبو بكر بن أبى خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول، وذكر ابن كاسب فقال: ليس بثقة. قلت: من أين قلت: ذاك؟ قال: لأنه محدود. قلت: أليس هو في سماعه ثقة؟ قال: بلى. المرجع السابق.
وقال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث. المرجع السابق.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن يعقوب بن كاسب؟ فحرك رأسه. قلت: كان صدوقا في الحديث؟ قال: لهذا شروط وقال في حديث رواه يعقوب: قلبي لايسكن على ابن كاسب. المرجع السابق.
وقال العقيلي: حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني، قال: رأيت أبا داود السجستاني صاحب أحمد بن حنبل قد ظاهر بحديث ابن كاسب، وجعله وقايات على ظهور ركبته، فسألته عنه، فقال: رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها، فطالبناه بالأصول، فدافعنا، ثم أخرجها بعد، فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيرة بخط طري، كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها. =
. . . . . . . . . . . . . . . . .
= ضعفاء العقيلي (4/ 446).
وقال الذهبي: وكان من علماء الحديث، لكن له مناكير وغرائب. الميزان (9810).
وفي التقريب: صدوق ربما وهم. قلت: لو قال: له أوهام لكان أقرب، فقد جرحه أبو داود والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم.
- سلمة بن رجاء، جاء في ترجمته:
قال النسائي: كوفي ضعيف. الضعفاء والمتروكين (242).
قرئ على العباس بن محمد الدوري: سئل يحيى بن معين عن سلمة بن رجاء، فقال: ليس بشيء. الجرح والتعديل (4/ 160).
وقال أبو حاتم الرازي: ما بحديثه بأس. المرجع السابق.
وقال أبو زرعة: كوفى صدوق. المرجع السابق.
وذكره العقيلي في الضعفاء (2/ 149).
وذكر ابن عدي هذا الحديث من غرائب سلمة بن رجاء، وقال: لا أعلم رواه عن فرات القزاز غير ابنه الحسن، وعن الحسن سلمة بن رجاء، وعن سلمة ابن كاسب، ولسلمة بن رجاء غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه أفراد وغرائب، ويحدث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليه. الكامل (3/ 331).
وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث. تهذيب التهذيب (4/ 127).
وفي التقريب: صدوق يغرب.
- الحسن بن فرات القزاز، جاء في ترجمته،
قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: الحسن بن فرات القزاز ثقة. الجرح والتعديل (3/ 32).
ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 165).
وقال أبو حاتم منكر: الحديث نقله عنه ابنه في مقدمة الجرح والتعديل.
وفي التقريب: صدوق يهم.
وقد بين الدارقطني أن الوهم من الحسن بن الفرات، حيث انفرد بزيادة: إنهما لا يطهران، وقد رواه من هو أوثق منه عن أبيه، ولم يقل: إنهما لا يطهران.
فقد رواه الدراقطني كما في العلل (8/ 239) من طريق نصر بن حماد، ثنا شعبة، عن =