الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلام تحليل الطيبات وتحريم الخبائث، وشريعة التوراة فيها تحريم كثير من الطيبات عليهم، وفي شريعة الإسلام من قبول الدية في الدماء ما لم يشرع في التوراة، وفيها من وضع الآصار والأغلال التي في التوراة ما يظهر به أن نعمة الله على أهل القرآن أكمل.
وما امتاز به الإنجيل عن التوراة بمكارم الأخلاق المستحسنة والزهد المستحب وتحليل بعض المحرمات وهذا كله في القرآن وهو في القرآن أكمل، فليس في التوارة والإنجيل ما هو من العلوم النافعة والأعمال الصالحة إلا وهو في القرآن والإسلام أو ما هو أفضل مما في التوراة والإنجيل.
ففي الإسلام والقرآن من العلوم النافعة والأعمال الصالحة من الهدى ودين الحق ما ليس في الكتابين (1).
الثاني والعشرون:
ومن خصائص الإسلام الأمر بالاجتماع والنهي عن التفرق.
وقد استفاضت الأدلة في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة لتقرير هذا الأصل.
فمن ذلك قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153). فهذه الوصية هي خاتمة وصاياه العشر، التي هي جوامع الشرائع التي تضاهي الكلمات التي أنزلها الله على موسى في التوراة، وإن كانت الكلمات التي أنزلت علينا أكمل وأبلغ وكذلك قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: 159).
فنهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البيانات، وأخبر رسوله أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء، وذكر أنه جعله على شريعة من الأمر، وأمره أن يتَّبِعها ولا يتبع سبيل الذين لا يعلمون (2). وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا
(1) راجع: الجواب الصحيح (3/ 235)، وتفسير ابن عاشور (3/ 194)، ومجلة المنار عام (1926)، (صـ 497 - 499).
(2)
مجموع فتاوى ابن تيمية (25/ 127 - 127).
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
وحبل الله كتابه كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من نصوص الكتاب.
ومن عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى اجتماع كلمة المسلمين وتحذيرهم عن التفرق أحاديث كثيرة، منها على سبيل المثال: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: خَطَّ لَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خَطًّا ثُمَّ قَال: "هَذَا سَبِيلُ الله، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَال: هَذِهِ سُبُل قَال يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (1).
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالةُ"(2).
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة عند ظهور الخلاف والافتراق في الدين بقوله: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" قال حذيفة: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قال: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الموْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"(3).
ونختم بهذا الكلام القيم الذي ذكره الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي يبين فيه فضل هذا الدين قال:
1 -
لا يوجد دين من الأديان يؤاخي العقل والعلم في كل ميدان إلا الإسلام.
2 -
ولا يوجد دين روحي مادي إلا الإسلام.
(1) حسن. أحمد (1/ 435)، الدارمي (202)، الطيالسي (244)، وابن حبان في صحيحه (6)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (166).
(2)
حسن أبو داود (4599)، والترمذي (2676)، وأحمد (4/ 126).
(3)
البخاري (3606)، مسلم (1847).
3 -
ولا يوجد دين يدعو إلى الحضارة والعمران إلا الإسلام.
4 -
ولا يوجد دين شهد له فلاسفة العالم المتحضر إلا الإسلام.
5 -
ولا يوجد دين يسهل إثباته بالتجربة إلا الإسلام.
6 -
ولا يوجد دين من أصوله الإيمان بجميع الرسل والأنبياء والكتب الإلهية إلا الإسلام.
7 -
ولا يوجد دين جامع لجميع ما يحتاجه البشر إلا الإسلام.
8 -
ولا يوجد دين فيه من المرونة واليسر الشيء الكثير إلا الإسلام.
9 -
ولا يوجد دين تشهد له الاكتشافات العلمية إلا الإسلام.
10 -
ولا يوجد دين صالح لكل الأمم والأزمان إلا الإسلام.
11 -
ولا يوجد دين يسهل العمل به في كل حال إلا الإسلام.
12 -
ولا يوجد دين لا إفراط فيه ولا تفريط إلا الإسلام.
13 -
ولا يوجد دين حفظ كتابه المقدس إلا الإسلام.
14 -
ولا يوجد دين صرح كتابه المنزل بأنه عام لكل الناس إلا الإسلام.
15 -
ولا يوجد دين يأمر بجميع العلوم النافعة إلا الإسلام.
16 -
الحضارة الحاضرة قبس من الإسلام.
17 -
هذه الحضارة مريضة ولا علاج لها إلا الإسلام.
18 -
ما شهد التاريخ حضارة جمعت بين الروح والمادة إلا حضارة الإسلام.
19 -
السلام العالمي لا يتم إلا بالإسلام.
20 -
لا يوجد دين يسهل إثباته بالتحليل العلمي إلا الإسلام.
21 -
لا يوجد دين وحد قانون المعاملات بين البشر إلا الإسلام.
22 -
لا يوجد دين أزال امتياز الطبقات إلا الإسلام.
23 -
لا يوجد دين حقق العدالة الاجتماعية إلا الإسلام.
24 -
لا يوجد دين لا يشذ عن الفطرة في شيء إلا الإسلام.
25 -
لا يوجد دين منع استبداد الحكام وأمر بالشورى إلا الإسلام.
26 -
لا يوجد دين أمر بالعدالة مع الأعداء إلا الإسلام.
27 -
لا يوجد دين بشرت به الكتب السماوية إلا الإسلام.
28 -
لا يوجد دين أنقذ المرأة في أدوارها: أما وزوجة وبنتا إلا الإسلام.
29 -
لا يوجد دين ساوى بين الأبيض والأسود والأصفر والأحمر إلا الإسلام.
30 -
لا يوجد دين أمر بالتعليم وحرّم كتمان العلم النافع إلا الإسلام.
31 -
لا يوجد دين قرر الحقوق الدولية إلا الإسلام.
32 -
لا يوجد دين توافق أوامره ما اكتشفه الطب الحديث إلا الإسلام.
33 -
لا يوجد دين أنقذ الرقيق من المعاملات الوحشية وأمر بمساواته لسادته وحض على إعتاقه إلا الإسلام.
34 -
لا يوجد دين قرر سيادة العقل والخضوع لحكمه إلا الإسلام.
35 -
لا يوجد دين ينقذ الفقّراء والأغنياء بفرض جزء من مال الأغنياء يعطى للفقراء إلا الإسلام.
36 -
لا يوجد دين قرر من الأخلاق مقتضى الفطرة والحكمة الإلهية، فللشدة موقف وللرحمة موقف إلا الإسلام.
37 -
لا يوجد دين أمر بالإحسان والرفق بجميع الخلق إلا الإسلام.
38 -
لا يوجد دين قرر أصول الحقوق المدنية على قواعد فطرية إلا الإسلام.
39 -
لا يوجد دين اعتنى بصحة الإنسان وثروته إلا الإسلام.
40 -
لا يوجد دين أثر في النفوس والأخلاق والعقول كالإسلام (1).
(1) نقلًا من كمال الدين الإسلامي المؤلف: عبد الله بن جار الله بن إبراهيم آل جار الله.