الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهج الرد على الشبهات
لا شك أن الأعمال الموسوعية تحتاج إلى نفس طويل، وصبر من حديد، وقد استغرق العمل في هذه الموسوعة حوالي خمس سنوات.
ولقد سار العمل في هذه الفترة على مراحل:
المرحلة الأولى: الجمع: لقد تتبعنا الشبهات المثارة حول الإسلام من مصادرها؛ من خلال المؤلفات والمجلات العلمية، والمراجع المعنية بهذا الأمر، ثم تتبعنا ذلك على مواقع الإنترنت.
ثم قمنا بعد ذلك بصياغتها بأسلوب فصيح مؤدب، إذ من عادة القوم السب والشتم بما لا يليق ذكره. وحاولنا جاهدين الاستقصاء في جمع كل ما تفوهوا به؛ غير أنا وجدنا بعض هذه الشبه لا تستحق الذكر فما هي إلا نوع من السباب والشتم ونحن ننزه موسوعتنا عن ذكرها، كذلك بعضهم لا يجيد قراءة العربية فقرأ النص خطأ ثم بني الشبهة عليه فلا فائدة من الرد عليه فأمره ظاهر مكشوف.
ثم قمنا بتقسيمها تقسيمًا موضوعيًّا على الأبواب ليسهل عرضها وتناولها.
المرحلة الثانية: الرد: في كل شبهة مثارة كنا نجمع فريق العمل لنتشاور في محاور الرد وبيان الوجوه المعتمدة في بيان زيف الشبهة، وكنا نجد عونًا من الله، وفتحا مبينًا للرد عليهم بمنطقهم فغايتنا بيان الحق {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} .
فكان العمل على هذا النحو:
أولًا: تم الرد على الشبهات على صورة وجوه -في الغالب- الوجه الواحد هو رد دامغ في نفسه لكننا لم نكتف بالوجه الواحد فأردنا الاستقصاء في الرد من كل الوجوه النقلية والعقلية والعلمية.
ثانيًا: تضمن الرد -في أكثر الشبهات- وجهًا هامًّا وهو الرد على المخالفين من مصنفاتهم التي يعتمدون عليها. غالبها من كتابهم المقدس بعهديه القديم والجديد.
ثالثًا: توجد بعض الشبهات ربما ألقى بها رجل يُحسب على الإسلام إلا أنه من دعاة
الضلالة وهذا لا يحتج به علينا. أو يلزمنا بحديث ضعيفٍ أو مكذوبٍ ولا حجة في هذا، أو بقول شاذ خلاف قول الجماهير. فأردنا أن لعلن ما نعتقده وندين به ونلتزم ونُلزِم به المخالفين وما سواه فلا حجة علينا به.
رابعًا: قد تحتوي الشبهة الواحدة الأساسية على عدة شبهات فرعية فنقوم بالرد على كل هذه الشبهات. لذا ننصح القارئ بالصبر والمثابرة عند قراءته للرد خاصة في الشبهات التي تم الاستطراد في الرد عليها.
خامسًا: حاولنا في ردنا أن نُعَلِّم القارئ المعنى الصحيح من الآية أو الحديث لتتم الفائدة، ونحن نعتقد أن هذا من أولى الأولويات، فالجاهل إن طالع كتابنا سيتعلم ولا بد، أما المعاند والجاحد -فنسأل الله له الهداية- فلن يصح في ذهنه شيء منها إلا أن يشاء الله، فنهار الشريعة بادٍ لكل ذي عين {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22].
سادسًا: استفدنا من جهود السابقين لنا في هذا المضمار؛ فحاولنا أن نؤلف بين وجوه الرد ونختار منها ما وافق الحق، وندع ما تكلف فيه صاحبه في وجوه الرد.
سابعًا: عزونا الآيات والأحاديث والأقوال إلى مصادرها إبراءً للذمة، وتحقيقًا للقول، ومنفعة لمن أراد المزيد.
ثامنًا: إن كان أصل الشبهة يدور على آية من القرآن استقصينا في بيان تفسيرها ووجوه الرد من أقوال المفسرين.
وإن كان مدارها على حديث فإن كان ضعيفًا اجتهدنا قدر الطاقة في بيان ضعفه، وإن كان في الصحيحين اكتفينا بالعزو لهما في بيان اللفظ الصحيح، وإن كان في غيره توسعنا في تخريجه بقدر الحاجة والمصلحة.
تاسعًا: استفدنا من بعض مواقع (الإنترنت) في معرفة بعض الشبهات والرد عليها وقد عزونا لهذه المواقع.
عاشرًا: تضمنت بعض الردود ردودًا عامة، وردودًا خاصة؛ فنبدأ ببيان الرد العام
والذي يبين منهج الإسلام أو اعتقاد المسلمين في المسألة، ثم تفصيل الرد بعد ذلك حسب الشبهة الملقاة.
الحادي عشر: جعلنا آخر الردود الرد على النصارى من مصنفاتهم التي يعتمدون عليها لبيان ما عندهم من التناقض والتحريف والتبديل بما لا يخفى على أدنى منصف من العقلاء، فهم معنا كمن قال: رمتني بدائها وانسلت.
فهم يرموننا بما هو فيهم، ولو كان هناك حياء ما اجترؤوا على ما قدموا ولكن عزاؤنا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ"(1).
وربما سأل سائل لم الحمل على أهل الكتاب خاصة؟ والجواب: أنهم الطائفة التي يعود أصلها إلى كتاب سماوي حق، ولكن وقع عليه قلم التحريف، أما الطوائف الأخرى كالعلمانية والملاحدة ومن سار على دربهم فهم ليسوا بشيء ولا على شيء، ثم إن الجميع يتناقلون نفس الاعتراضات والترهات فما يقوله النصراني من شبهة يلوكها العلماني والملحد والليبرالي وغيرهم.
الثاني عشر: قسمنا الموسوعة إلى عدة أقسام:
1 -
قسم شبهات العقيدة.
2 -
القرآن وعلومه القرآن، ورتبناه على ترتيب المصحف.
3 -
السنة وعلومها.
4 -
الأنبياء والنبي.
5 -
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
6 -
الصحابة.
7 -
الفقه.
(1) صحيح البخاري (3484).
8 -
المرأة.
9 -
اللغة.
10 -
وأخيرًا: شبهات الإعجاز العلمي.
الثالث عشر: وقبل أن نشرع في هذه الردود فقد قدمنا بمقدمة لا بد منها تناولنا فيها: الصراع بين الحق والباطل، والمناظرة وآدابها، وعن حال العالم قبل الإسلام، ثم التعريف بالإسلام، وخصائصه، وسماحته، وعن وسطيته، وعن الحقوق الإسلامية، وماذا قال الغرب عن الإسلام، وأيضًا التعريف بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، فضائله، وأخلاقه، وشمائله، وعن صحابته، وماذا قالوا عنه صلى الله عليه وسلم؟ .
المرحلة الثالثة: المراجعة: وفي هذه المرحلة كان التركيز على الضبط العام للكتاب من قواعد الإملاء، واللغة، ثم نظرة أخيرة عامة على وجوه الرد؛ فربما زدنا وجها غاب عنا، أو حذفنا آخرًا ليس في بابه.
جهود العلماء في الرد على الشبهات: لم يُقصر علماء المسلمين في القيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات والتي أثارها النصارى على الخصوص وتلوكها الألسنة من كل المشارب على العموم، فقاموا رحمهم الله كلٌّ بطريقته الخاصة تولى الرد عليهم بما يدحض شبهتهم ويخيب رجاءهم، من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح". وتلميذه ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى". والقرطبي في "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام". والقرافي في "الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة في الرد على الملة الكافرة" والآلوسي -ابن المفسر- في "الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح" وابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" ومن المعاصرين الشيخ رحمت الله بن خليل الرحمن الهندي "إظهار الحق" والزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن" والدكتور محمد أبو شهبة في "الدفاع عن السنة" والشيخ أحمد ديدات في كتبه ومناظراته الشهيرة. والدكتور