الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى أن قتل ومات ودفن، فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر والأصفر في الحيطان. يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا، وارحمينا، فدينهم شرب الخمور، وأكل الخنزير، وترك الختان والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله القس، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير (1).
الوجه المجمل الثاني: إثبات نبوة عيسى عليه السلام، ورسالته من خلال القرآن، والأناجيل
.
وينقسم هذا الوجه إلى مبحثين: -
المبحث الأول: نبوته ورسالته عليه السلام من خلال القرآن:
وتقدمت أدلة هذا المبحث في أول هذا الجلد تحت الوجه الثاني: الأدلة من القرآن على بطلان ألوهية المسيح.
المبحث الثاني: نبوته ووسالته عليه السلام من خلال الأناجيل:
كذلك تدل الأناجيل الموجودة اليوم على نبوة عيسى ورسالته، فقد جاء في الأناجيل نصوص عدة، ونذكر منها إضافة إلى ما سبق ما يلي:
1 -
"وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَال لهُمْ: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ"(متى (13: 57) ولوقا (4: 24) و (13: 33)، فهذا مما ينسب إليه من أقوال يشير بها إلى نفسه. ولفظ (مرقس 6/ 4)، إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته.
2 -
ومما يوضح ذلك نظرة بعض المدعويين من بني إسرائيل له، وأنه نبي قوله:"وَلمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46 وَإِذْ كَانُوا يَطْلُمُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوا مِنَ الجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ."(متى (21: 45).
3 -
وقوله "وَلمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ المدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: "مَنْ هذَا؟ " 11 فَقَالتِ الجُمُوعُ: "هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الجلِيلِ" (متى (21: 11) وانظر سوى ما مر يوحنا (6: 14) و (7: 40) و (9: 17) ولوقا (7: 19) ومرقس (6: 15) ويوحنا (9: 17).
(1) هداية الحيارى (8).
4 -
مر بنا قول عيسى عليه السلام " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع الذي أرسلته".
5 -
وقوله: "فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: تعرفونني وتعرفون من أين أنا ومن نفسي لم آت بل الذي أرسلني هو حق الذي أنتم لستم تعرفونه أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني".
فهذا من أقواله التي يوضح فيها أنه رسول من رسل الله.
إن ما سبق من نصوص تدل على نبوة عيسى عليه السلام ورسالته من خلال الأناجيل، على أن هناك نصوصًا أخرى تضيف إلى ما سبق بيان مهمة عيسى عليه السلام ووظيفته التي أرسله الله من أجلها؛ ألا وهي الدعوة إلى الله، وإلى عبادته وطاعته، وإبلاغ ما أمره الله أن يبلغه لبني إسرائيل من دين الله الذي أنزل على يديه آنذاك وهو النصرانية الصحيحة الموحدة، التي نسخها الله بالإسلام ولذا يسمى عيسى في الأناجيل معلم (يوحنا (7: 28 - 29) و (16 - 17) و (8: 16، 18، 26، 29، 42) و (17: 8 و 25)، وهي وظيفة الرسل حيث يعلمون الناس الخير ويبلغونهم دين الله سبحانه وتعالى.
وها هي النصوص الدالة على ذلك:
1 -
قول الإنجيل "وبعدما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز (يدعو) ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (مرقس (1: 14 - 15) " فها هو عيسى يدعو بني إسرائيل إلى التوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى والإيمان بالإنجيل كتاب الله الذي أنزله عليه.
2 -
قوله "فقال لهم إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضًا بملكوت الله لأني لهذا قد أرسلت فكان يكرز في مجامع الجليل"(لوقا (4: 43 - 44).
3 -
قوله "فقال لهم لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضًا لأني لهذا خرجت"(مرقس (1: 38).