الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسمع أقوال الله، ويعرف معرفة العلي، الذي يرى رؤيا القدير" (العدد 24/ 16) وذكرت الأسفار التوراتية عددًا من تنبؤاته التي تحققت.
4 -
ثم إن المسيح عليه السلام كما تنبأ بالغيوب فإنه عجز عن أخر، وجهلها، إذ لم يعرف بالخبز وعدده (انظر متى 15/ 34)، كما جهل موعد الساعة (انظر مرقس 13/ 32 - 33).
5 -
وينبه العلامة ديدات أنه لا يجوز للنصارى أن يذكروا شيئًا عن مغيبات أخبر عنها المسيح وهم ينسبون إليه الكذب - وحاشاه - عندما تنبأ بعودته السريعة قبل انقضاء جيله. (انظر مرقس 13/ 26، 30، متى 10/ 23) وهو ما لم يحدث حتى يومنا هذا.
هـ. التسلط على الشياطين:
وكذلك أوتي المسيح عليه السلام سلطانًا على الشياطين (انظر متى 12/ 27 - 28)، ولكنها معجزة قام بها غيره.
1 -
فعندما اتهمه اليهود بأنه يخرج الشياطين بمعونة رئيسهم قال: "إن كنت أنا أخرج الشياطين ببعزبول، فأبناؤكم بمن يخرجونهم؟ "(متى 12/ 27)، فأثبت لأبناء اليهود مثل قدرته.
2 -
كما وقد حزر عليه السلام من الكذبة الذين سينجحون في إخراج الشياطين فقال: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب، أليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ "(متى 7/ 5 - 23)، فالأنبياء الكذبة يخرجون الشياطين، من غير أن يدل ذلك على نبوتهم أو صلاحهم، فضلا عن القول بألوهيتهم.
وعجائب مختلفة: وتذكر الأناجيل عجائب متفرقة للمسيح عليه السلام، كتحويله الماء إلى خمر (انظر يوحنا 22/ 7 - 9)، وإطعامه الجمع كبير من خمسة أرغفة (متى 14/ 19 - 21)، ويباس شجرة التين بقوله. (انظر متى 21/ 18 - 19). كما لا يفوتهم التنبيه إلى الظلمة العظيمة التي أعتمت الأرض عند موته المزعوم على الصليب (متى 27/ 45)، فدلت هذه العجائب المختلفة على ألوهيته وأنه ابن الله. وأيضًا يستدل القائلون بألوهيته عليه السلام بإطاعة الرياح والبحر له، فقد أوتي سلطانًا على العناصر الطبيعية، فالرياح والبحر يطيعه "وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينةَ، وَكَانَ هُوَ نَائِمًا. 25 فَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ
قَائِلِينَ: "يَا سَيِّدُ، نَجِّنَا فَإِنّنَا نَهْلِكُ! " 26 فَقَال لهُمْ: "مَا بَالكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلي الإِيمَانِ؟ " ثُمَّ قَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ، فَصَارَ هُدُو عَظِيمٌ. 27 فَتَعَجَّبَ النَّاسُ قَائِلِينَ:"أَيُّ إِنْسَانٍ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعًا تُطِيعُهُ! "." (متى 8/ 23 - 28)، فمن ذا الذي تطيعه الرياح والبحار، ولا يجدون - حسب فهمهم البسيط - من إجابة إلا أن يقولوا: إنه الله المسيح.
وكذا فإن المسيح صام أربعين يومًا لم يجع خلالها، وهو ما لا يطيقه بشر، فدل ذلك على أنه الله. (انظر متى 4/ 1 - 2). كما صعد المسيح إلى السماء، وجلس عن يمين الله. (مرقس 16/ 19)، وهو كما يرى النصارى منزل لم يصل إليه أحد من العالمين إلا المسيح بما له من خواص الألوهية.
ولكن أمثال هذه المعجزات بل وأعظم منها جرت على يدي غيره، ولم تقتض ألوهيتهم.
1 -
فلئن كان المسيح عليه السلام قد حول الماء إلى خمر (انظر يوحنا 2/ 7 - 9)، فإن موسى عليه السلام حول الماء إلى دم كما في سفر الخروج" تَأْخُذُ مِنْ مَاءِ النَّهْرِ وَتَسْكُبُ عَلَى الْيَابِسَةِ، فَيَصِيرُ الماءُ الَّذِي تَأْخُذُهُ مِنَ النَّهْرِ دَمًا عَلَى الْيَابِسَةِ"(الخروج 4/ 9).
2 -
وأما اليشع فقد صنع أعظم من ذلك، إذ ملأ قدور العجوز الفارغة زيتًا، من غير أن يكون فيها شيء" فَقَال:"اذْهَبِي اسْتَعِيري لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لَا تُقَلِّلي. 4 ثُمَّ ادْخُلي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ". 5 فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ.6 وَلمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالتْ لابْنِهَا: "قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً". فَقَال لهَا: "لَا يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ". فَوَقَفَ الزَّيْتُ.7 فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَال: "اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ"." (الملوك (2) 4/ 3 - 7).
3 -
وإن طعم ببركة المسيح عليه السلام خمسمائة شخص من خمسة أرغفة (انظر متى 14/ 19 - 21)، فقد أطعم الله عز وجل بني إسرائيل - وهم زهاء ستمائة ألف - المن والسلوى أربعين سنة، وكل ذلك ببركة موسى عليه السلام. (انظر الخروج 16/ 35 - 36).
4 -
ولئن كان المسيح عليه السلام قد حول شجرة التين إلى يابس. (انظر متى 21/ 18 - 19)، فإن موسى عليه السلام حول العصا اليابسة إلى حية. (انظر الخروج 7/ 9)، وهو أعظم، إذ قد يدخل يبس الشجرة في قانون الطبيعة، لكن تحويل العصا إلى حية معجز بكل حال.
5 -
وأما الظلمة التي يدعي النصارى حصولها عند صلب المسيح، فهي ليست - بأي حال - بأكبر من الظلمة التي استمرت على أرض مصر ثلاثة أيام بسبب كفرهم بموسى، "فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ فَكَانَ ظَلَامٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ"(الخروج 10/ 22 - 23).
6 -
وأيضًا فإن يشوع لما حارب الأموريين، وكادت ليلة السبت أن تدخل، ناجى ربه فقال: "أمام عيون إسرائيل: يا شمس دومي على جبعون، ويا قمر دوم على وادي أيلون، فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب
…
فوقفت الشمس في كبد السماء، ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل" (يشوع 10/ 12 - 13)، وهذا الذي حصل ليشوع لا يقتضي ألوهيته، وهو أعظم من غياب الشمس ثلاث ساعات، فإنها قد تغيب بالغيوم، وهو داخل في السنن المعهودة، أما توقف دوران الكرة الأرضية فهو أعظم من ذلك بكثير.
7 -
وأعظم منهما، ما صنعه النبي إشعيا، فقد أعاد الله بدعائه الشمس إلى الوراء، ليبرهن للملك حزقيا على صدق مواعيد الرب. (انظر: الملوك (2) 20/ 10 - 11)، وقال عنه ابن سيراخ:"في أيامه رجعت الشمس إلى الوراء"(ابن سيراخ 48/ 23)، ورغم هذا كله فإن أحدًا لا يقول بألوهية النبي إشعيا.
8 -
ثم لئن كانت الطبيعة تطيع المسيح؛ فإن ذلك قد حصل مع الأنبياء أيضًا، فإيليا أطاعته النار حتى قال:"إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء تأكلك أنت والخمسين الذين لك، فنزلت نار الله من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له"(الملوك (2) 1 - 9/ 11).
9 -
وكذا أطاع البحر إيليا "وأخذ إيليا رداءه، ولفه، وضرب الماء فانفلق إلى هنا وهناك، فعبر كلاهما (أليشع وإيليا) في اليبس"(الملوك (2) 2/ 7 - 8)، وقد رأينا كيف