الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعنها أيضًا قالت: اسْتَأْذَنتْ هَالةُ بِنْتُ خُوَيْلدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لِذَلِكَ فَقَال: اللهمَّ هَالةَ، قَالتْ: فَغِرْتُ، فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ قَدْ أَبْدَلَكَ الله خَيْرًا مِنْهَا. (1)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: لمَّا أنزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فَقَال: يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أنفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ المطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ أنقِذِي نَفْسَكِ مِنْ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ الله شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأبلُّهَا بِبَلَالِهَا. (2)
فالشاهد من الحديث قوله: "غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأبلُّهَا بِبَلَالِهَا"ومعناه: أي سأصلها شبهت قطيعة الرحم بالحرارة ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة، ومنه (بلوا أرحامكم) أي: صلوها. (3)
وانظر إلى حاله مع الأطفال صلى الله عليه وسلم، فَعَنْ أَبِي قتادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم-كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلأَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا. (4)
وفي حديث خَدِيجَةَ أَنَّهَا قَالتْ: وَالله مَا يُخْزِيكَ الله أبدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتكسِبُ المُعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ. (5)
تواضعه صلى الله عليه وسلم
-: وأما عن تواضعه صلى الله عليه وسلم فعلى علو منصبه ورفعة رتبته فكان أشد الناس تواضعا وحسبك أنه خير بين أن يكون نبيا ملكا أو أن يكون نبيا عبدا فاختار أن يكون
(1) البخاري (3821)، مسلم (2437).
(2)
مسلم (204).
(3)
انظر شرح النووي 2/ 84.
(4)
البخاري (516)، مسلم (543).
(5)
البخاري (3)، مسلم (160).
عبدا نبيا. فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَال: لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا. (1)
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى المنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّما أنا عَبْدُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ. (2)
والإطراء هو المدح بالباطل تقول: أطريت فلانا مدحته فأفرطت في مدحه. (3)
وكان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار ويردف خلفه ويعود المساكين ويجالس الفقراء ويجيب دعوة العبد ويجلس بين أصحابه مختلطا بهم حيثما انتهى به المجلس جلس. (4)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك ويعطى كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه. (5)
ففي هذه الأحاديث بيان بروزه صلى الله عليه وسلم للناس، وقربه منهم ليصل أهل الحقوق إلى حقوقهم، ويرشد مسترشدهم ليشاهدوا أفعاله وحركاته فيقتدي بها، وهكذا ينبغي لولاة الأمور. (6)
عَنْ أنسٍ قال جاء رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام. (7)
قال النووي: قال العلماء: إنما قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعا واحتراما لإبراهيم صلى الله عليه وسلم لخلته وأبوته
(1) ضعيف. أخرجه أبو داود (5230)، وأحمد في السند 5/ 253، قال الألباني: لكن النهي عن فعل فارس والروم في مسلم (413) قال فيه: "إِنْ كِدْتُمْ آنِفًا لتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ فَلَا تَفْعَلُوا".
(2)
البخاري (3445).
(3)
فتح الباري 6/ 551.
(4)
انظر الشفا 1/ 144.
(5)
صحيح. الطبراني في المعجم الكبير (414)، وانظر: مختصر الشمائل للألباني 1/ 23.
(6)
شرح النووي 8/ 91.
(7)
مسلم (2369).