الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكتبه ورسله وهو الإيمان بأنهم رسل الله، وسواء رؤيت أبدانهم أو لم تر فقد يراهم من لم يؤمن برسالتهم وقد يؤمن برسالتهم من لم يرهم.
والمقصود الإيمان برسالتهم لا بنفس صورهم حتى يقول القائل: آمنا بنبي ولم نره وقد يعلم من دلائل نبوته وأعلام رسالته من لم يره أكثر مما يعلمها من رآه (1).
الوجه الرابع: شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف
.
إليك أيها القارئ الشهادة بتحريف الكتاب المقدس من الكتاب المقدس نفسه:
أولًا: أن كاتب المزمور (56: 4) ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعداءه طوال اليوم يحرفون كلامه: مَاذَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِي الْبَشَرُ؟ يُحَرِّفُ أَعْدَائِي طَوَال الْيَوْمِ كَلَامِي.
ثانيًا: لقد اعترف كاتب سفر إرميا (23: 13، 15، 16) بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمدًا: فِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ شَهِدْتُ أُمُورًا كَرِيهَةً، إِذْ تَنبَّأُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ، وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ أُمُورًا مَهُولَةً: يَرْتَكِبُونَ الْفِسْقَ، وَيَسْلُكُونَ فِي الأَكَاذِيبِ، يُشَدِّدُونَ أَيْدِي فَاعِلي الإِثْمِ لِئَلَّا يَتُوبَ أَحَدٌ عَنْ شَرِّهِ
…
لأَنَّهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ شَاعَ الْكُفْرُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ الأَرْضِ.
ثالثًا: لقد اعترف كاتب سفر إرميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله؛ لذلك فهو ينسب لإرميا في (23: 36) توبيخ النبي إرميا لليهود: أما وحي الرب فلا تذكروه بعد؛ لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلَامَ الإِلَهِ الحيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلِهنَا.
رابعًا: وكاتب سفر الملوك الأول (19: 9) ينسب لإليا النبي حين هرب من سيف اليهود فيقول: وَقَال الرَّبُّ لإِيلِيَّا: "مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا إِيلِيَّا؟ " فَأَجَابَ: "غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ الإِلَهِ الْقَدِيرِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَنَكَّرُوا لِعَهْدِكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ وَحْدِي. وَهَا هُمْ يَبْغُونَ قَتْلِي أيضًا.
(1) الجواب الصحيح 1/ 264: 268.
ويتسائل بعضهم الذين يتجاهلون الشواهد والأدلة الدالة على تحريف كتابهم المقدس قائلين: عندما يعطى الله الإنسان كتابا من عنده، فهل تظن أنه لا يستطيع المحافظة عليه من عبث البشر؟
نقول لهؤلاء الذين يتجاهلون الأدلة والشواهد الدالة على تحريف كتابهم المقدس: نعم، إن الله قادر على أن يحفظ كلمته ولكنه سبحانه وتعالى اختار أن يوكل حفظ كلمته إلى علماء وأحبار اليهود، ولم يتكفل هو بحفظها فقد ترك حفظ كلمته بيدهم فكان حفظ الكتاب أمرًا تكليفيًا، وحيث إنه أمرٌ تكليفيٌ فهو قابلٌ للطاعة والعصيان من قبل المكلفين، فالرب استحفظهم على كتابه ولم يتكفل هو بحفظه، وإليكم الأدلة من كتابكم المقدس على هذا:
جاء في سفر التثنية (4: 2) قول الرب: وَالآنَ أَصْغُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا، فَتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا لِامْتِلَاكِ الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَا تزيدوا عَلَى الكلام الذي أنا أوصيكم به، وَلَا تُنَقِّصُوا مِنهُ، لتحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها.
وجاء في سفر الأمثال (30: 5 - 6): كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فتكذّب.
وقد جاء في سفر الرؤيا (22: 18) قول الكاتب: وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شيئًا عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُ الله عليه الضربات، وَإِنْ حذف أَحَدٌ شيئًا مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ الله نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الحيَاةِ.
إن هذا النص تعبير واضح من الكاتب بأن الله لم يتكفل بحفظ هذا الكتاب؛ لأنه جعل عقوبة من زاد شيئًا كذا
…
وعقوبة من حذف شيئًا كذا
…
فهذا دليل واضح بأن الله لم يتكفل بحفظ الكتاب.
وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى عن التوراة التي كانت شريعة موسى عليه السلام، وشريعة الأنبياء من بعده حتى عيسى عليه السلام: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا