الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يثبت أن الآب (أي الله تعالى) أعظم منه.
وهذا النص أيضًا يبين خطأ دستور الإيمان الذي أقره مجمع نيقية، والذي نص على التساوي بين الآب والابن. سبحان الله! رسول الله عيسى المسيح عليه السلام ينفي التساوي بينه وبين الله، ويبين أن الله تعالى أعظم منه، وآباء مجمع نيقية يصرون على تساويهما، فأيهما نصدق؟
(2)
وفي رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (15/ 28): "وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ (أي الله) الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أيضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ الله الْكُلَّ فِي الْكُلِّ."
قلت: ففي هذا النص، يبين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، وهذا بعد ذاته من أوضح الأدلة على عدم إلهية المسيح لأن الإله لا يخضع لأحد، كما أن في قوله:"سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ"، دلالة أخرى على عدم إلهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته ومستقلًا عن الله، أن يسخر ويخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلهًا؟ ! !
القسم الخامس: نصوص يؤكد فيها المسيح محدودية علمه:
(1) بها إنجيل مرقس (13/ 32) يقول المسيح عن يوم القيامة: "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتلْكَ السَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِما أَحَدٌ، وَلَا المَلَائِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلَا الابْنُ، إِلَّا الآبُ.".
(2)
وفي إنجيل متى (24/ 36)، قول عيسى أيضًا:"وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتلْكَ السَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلَا مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلَّا أَبِي وَحْدَهُ". قلت: هذا النص من أوضح الأدلة على نفي إلهية المسيح عليه السلام؛ لأن المسيح حصر علم قيام الساعة بأبيه الله تعالى وحده فقط، ونفي هذا العلم عن نفسه وعن سائر عباد الله الآخرين من الملائكة وغيرهم، وسوى بين نفسه وبين سائر المخلوقات في انتفاء العلم بالساعة، وهذا ما صدقه القرآن الكريم أيضًا حين أكد انحصار علم الساعة بالله تعالى وحده كما جاء في قوله تعالى مثلًا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي
…
} (الأعراف: 187)، وهذا من أوضح الأدلة على بشرية عيسى عليه السلام المحضة، لأنه لو كان إلها؛ لكان علمه محيطًا بكل
شيء ومساويًا لعلم الآب في كل شيء. هذا، ولما لم يكن العلم من صفات الجسد، فلا يجري فيه عذر أساقفة النصارى المشهور بأنه" نفى العلم باعتبار جسميته وناسوته"! لأن العلم ليس من صفات الجسد بل من صفات الروح. فظهر من ذلك بشريته المحضة عدم وجود أي طبيعة إلهية في المسيح عليه السلام إذ لو وجدت لما جهل هذه الأمور.
(3)
في إنجيل متى (21/ 18 - 19): "وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعًا إِلَى المدِينَةِ جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا وَرَقًا فَقَطْ. فَقَال لَهَا: "لَا يَكُنْ مِنْكِ ثَمَر بَعْدُ إِلَى الأبدِ! ".
وفي إنجيل مرقس (11/ 12 - 14): (وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئًا فلما جاء إليها لم يجد شيئًا إلا ورقًا لأنه لم يكن وقت التين فأجاب يسوع وقال لها: لا يأكل أحد منك ثمرًا بعد إلى الأبد وكان تلاميذه يسمعون).
هذا النص يبين أن سيدنا عيسى عليه السلام لما رأى الشجرة من بعيد، لم يدر ولم يعلم أنها في الواقع غير مثمرة، بل توقّع لأول وهلة أن تكون مثمرة، لذلك ذهب باتجاهها، لكن لما اقترب منها ظهر له أنها غير مثمرة فعند ذلك غضب عليها ولعنها! . وفي هذا عدة دلائل واضحة على نفي إلهية عيسى عليه السلام:
أولًا: عدم علمه منذ البداية بخلو الشجرة من الثمر يؤكد بشريته المحضة؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
وثانيًا: كونه جاع تأكيد آخر أنه بشر محض، يحتاج للغذاء للإبقاء على حياته، فإن قالوا بأنه جاع بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته قادرًا على إمداد ذلك الناسوت (أي الجسد)؟ ! خاصة أنكم تدعون أن اللاهوت طبيعة دائمة له وحاضرة لا تنفك عنه! ! .
وثالثًا: أنه لما وجد الشجرة غير مثمرة لعنها وبقي جائعًا! ولو كان إلها لكان عوضًا عن أن يلعنها ويبقى جائعًا، يأمرها أمرًا تكوينيا أن تخرج ثمرها على الفور؛ لأن الله لا