الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقَال: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. (1)
قال النووي: وفيه فوائد منها بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم من شدة عجلته في الخروج إلى العدو قبل الناس كلهم بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس. (2)
حيائه وعدم مواجهة الناس بالعتاب صلى الله عليه وسلم
-: وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً وأكثرهم عن العورات إغضاء، قال الله تعالى:{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (الأحزاب: 53). (3)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. (4) ومحل وجود الحياء منه صلى الله عليه وسلم في غير حدود الله. (5)
وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍ وقَال: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَقَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنكُمْ أَخْلَاقًا. (6)
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَلَغَهُ عَنْ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَم يَقُلْ: مَا بَال فُلَانٍ يَقُولُ، وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَال أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا". (7)
حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه مع أصناف الخلق صلى الله عليه وسلم
-: قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159). وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (المؤمنون: 96). وقَال أَنسٌ رضي الله عنه: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ فَما قَال لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَال لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ
(1)(البخاري (6033)، مسلم (2307).
(2)
شرح النووي على مسلم 8/ 75.
(3)
الشفا 1/ 129.
(4)
البخاري (6102)، مسلم (2320) واللفظ له.
(5)
فتح الباري 6/ 650.
(6)
البخاري (3559)، مسلم (2321).
(7)
صحيح. رواه أبو داود في سننه (4788)، وصححه الألباني في الصحيحة (2064).
ترَكْتُهُ لِمَ تركْتَهُ؟ وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا". (1)
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه قَال: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تبَسَّمَ فِي وَجْهِي، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أثبُتُ عَلَى الْخيْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَال: اللهمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا. (2)
وكان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه، ويخالطهم، ويحادثهم، ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجرة، ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والسكين، ويعود المرضى في أقصى المدينة، ويقبل عذر المعتذر. (3)
عَنْ أَنسٍ قَال: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَيُنَحِّي رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأَسَهُ وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ. (4)
وكان يبدأ من لقيه بالسلام ويبدأ أصحابه بالمصافحة لم ير قط مادًا رجليه بين أصحابه حتى يضيق بهما على أحد، يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه في الجلوس عليها إن أبى ويكنى أصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوز فيقطعه بنهي أو قيام. (5)
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الحْارِثِ قَال: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. (6)
وعَنْ أنسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال: إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ المُدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ الله
(1) صحيح. رواه أبو داود في سننه (4774)، والترمذي في سننه (2015) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 3/ 197، واللفظ للترمذي، وصححه الألباني في مختصر الشمائل (296).
(2)
البخاري (2878)، مسلم (2475).
(3)
انظر الشفا 1/ 134.
(4)
أبو داود (4794)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2485).
(5)
انظر الشفا 135.
(6)
صحيح. الترمذي (3641)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد في المسند 4/ 190، والبيهقي في الشعب 6/ 251، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2880).