الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحقة، التي لا يجادل فيها إلا مكابر، ولا يجاحد فيها إلا معاند، كوفد نصارى نجران ومن على شاكلتهم من أهل الكفر والعناد. (1)
الدليل الثامن: القرآن يثبت عبودية المسيح وبشريته:
وموضع الشاهد من الآية ما يلي:
1 -
قوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} بالنبوة والحكمة والعلم والعمل، {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} يعرفون به قدرة الله تعالى على إيجاده من دون أب.
2 -
قوله: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} أي: لجعلنا بدلكم ملائكة يخلفونكم في الأرض، ويكونون في الأرض حتى نرسل إليهم ملائكة من جنسهم، وأما أنتم يا معشر البشر، فلا تطيقون أن ترسل إليكم الملائكة، فمن رحمة الله بكم، أن أرسل إليكم رسلًا من جنسكم، تتمكنون من الأخذ عنهم.
3 -
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي: وإن عيسى عليه السلام، لدليل على الساعة، وأن القادر على إيجاده من أم بلا أب، قادر على بعث الموتى من قبورهم.
أو إن المعنى: وإن عيسى عليه السلام، سينزل في آخر الزمان، ويكون نزوله علامة من علامات الساعة {فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا} أي: لا تشكن في قيام الساعة، فإن الشك فيها كفر.
(1) أيسر التفاسير (المائدة: 75).
{وَاتَّبِعُونِ} بامتثال ما أمرتكم، واجتناب ما نهيتكم {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} موصل إلى الله عز وجل {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} عما أمركم الله به؛ فإن الشيطان {لَكُمْ عَدُوٌّ} حريص على إغوائكم، باذل جهده في ذلك.
4 -
وقوله: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ} الدالة على صدق نبوته وصحة ما جاءهم به، من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، ونحو ذلك من الآيات. {قَال} لبني إسرائيل:{قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ} النبوة والعلم، بما ينبغي على الوجه الذي ينبغي {وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} أي: أبين لكم صوابه وجوابه؛ فيزول عنكم بذلك اللبس؛ فجاء عليه السلام مكملًا ومتمما لشريعة موسى عليه السلام، ولأحكام التوراة. وأتى ببعض التسهيلات الموجبة للانقياد له، وقبول ما جاءهم به. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} أي: اعبدوا الله وحده لا شريك له، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه، وآمنوا بي وصدقوني وأطيعون.
5 -
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} فيه الإقرار بتوحيد الربوبية، بأن الله هو المربي جميع خلقه بأنواع النعم الظاهرة والباطنة، والإقرار بتوحيد العبودية، بالأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وإخبار عيسى عليه السلام أنه عبد من عباد الله، ليس كما قال فيه النصارى:"إنه ابن الله أو ثالث ثلاثة" والإخبار بأن هذا المذكور صراط مستقيم، موصل إلى الله وإلى جنته.
6 -
فلما جاءهم عيسى عليه السلام بهذا {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ} المتحزبون على التكذيب {مِنْ بَيْنِهِمْ} كل قال بعيسى عليه السلام مقالة باطلة، ورد ما جاء به، إلا من هدى الله من المؤمنين، الذين شهدوا له بالرسالة، وصدقوا بكل ما جاء به، وقالوا: إنه عبد الله ورسوله، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ} أي: ما أشد حزن الظالمين وما أعظم خسارهم في