المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صور الوسطية في الإسلام: وسطية الإسلام من أبرز خصائصه، وهي بالتبع من أبرز خصائص أمة الاستجابة - موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌أسباب جمع هذه الموسوعة المباركة

- ‌مقدمة العمل

- ‌منشأ الشبهات:

- ‌منهج الرد على الشبهات

- ‌فكان العمل على هذا النحو:

- ‌أسماء المشاركين في العمل:

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأول: الصراع بين الحق والباطل

- ‌المبحث الثاني: المناظرة وآدابها

- ‌أولًا: تعريف المناظرة والجدال

- ‌ثانيًا: مشروعية المناظرة

- ‌ثالثا: أنواع المناظرة

- ‌رابعًا: آداب المناظرة

- ‌أولًا: آداب خاصة بالمناظرين

- ‌ثانيًا: آداب خاصة بقواعد المناظرة

- ‌ثالثا: آداب الحديث بين المتناظرين

- ‌رابعًا: آداب طرح الأسئلة أثناء المناظرة

- ‌خامسًا: آداب الرد على أسئلة المناظر الآخر

- ‌سادسًا: آداب إنهاء المناظرة

- ‌خامسًا: نماذج للمناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن

- ‌الفصل الثاني

- ‌المبحث الأول: حالة العالم قبل الإسلام

- ‌المطلب الأول: تمهيد

- ‌المطلب الثاني: المحاور التي يتم على أساسها تقييم أي حضارة سابقة أو لاحقة

- ‌المحور الأول: الوضع السياسي

- ‌المحور الثاني: الوضع الديني والأخلاقي والاجتماعي

- ‌ حالة بعض الملل قديمًا

- ‌أولًا: اليهودية:

- ‌ثانيًا: المسيحية:

- ‌ثالثا: حالة الفرس:

- ‌رابعًا: الصين:

- ‌خامسًا: أمم آسيا الوسطى:

- ‌سادسًا: الهند:

- ‌أولًا: كثرة المعبودات والآلهة كثرة فاحشة -الوثنية المتطرفة

- ‌ثانيًا: الشهوة الجنسية الجامحة:

- ‌ثالثا: التفاوت الطبقي المجحف والامتياز الاجتماعي الجائر:

- ‌سابعًا: العرب:

- ‌المبحث الثاني: الإسلام وبيان معناه

- ‌المطلب الأول: معنى الإسلام

- ‌المطلب الثاني: الإسلام هو دين الفطرة

- ‌المطلب الثالث: التوحيد وأقسامه

- ‌أولًا: توحيد الربوبية

- ‌ثانيًا: توحيد الألوهية (توحيد العبادة)

- ‌ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات

- ‌أهمية العلم بأسماء الله وصفاته:

- ‌أولًا: العلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفة الله:

- ‌ثانيًا: تزكية النفوس وإقامتها على منهج العبودية للواحد الأحد

- ‌ثالثًا: العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم:

- ‌رابعًا: العلم بها أصل للعلم بكل ما سواه:

- ‌خامسًا: العلم بها سبب زيادة الإيمان:

- ‌سادسًا: عظم ثواب من أحصى أسماء الله:

- ‌سابعًا: تعظيم الله وتمجيده ودعاؤه بأسمائه وصفاته

- ‌ثامنًا: العلم بالله وفق المنهج القرآني النبوي

- ‌عقيدة أهل الحق في أسماء الله وصفاته:

- ‌الأساس الأول: إثبات ما أثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأساس الثاني: أنَّ أسماء الله كلها حسنى وصفاته كلها كاملة عليا:

- ‌الأساس الثالث: تنزيه الباري تبارك وتعالى عن التشييه والتمثيل وكل صفات النقص:

- ‌الأساس الرابع: الإجمال في النفي والتفصيل في الاثبات:

- ‌الأساس الخامس: إجراء الصفات على ظاهرها:

- ‌الأساس السادس: ترك البحث في حقيقة الذات الإلهية والصفات التي تستحقها

- ‌الأساس السابع: عدم الإلحاد في أسماء الله وصفاته:

- ‌الأساس الثامن: الوقف في أسماء الله وصفاته

- ‌المبحث الثالث: مراتب الدين

- ‌المطلب الأول: أركان الإسلام

- ‌الركن الأول: الشهادتان

- ‌شروط لا إله إلا الله

- ‌الركن الثاني: الصلاة

- ‌الركن الثالث: إيتاء الزكاة

- ‌الحكمة من تشريع الزكاة

- ‌الركن الرابع: الصيام

- ‌الركن الخامس: الحج

- ‌المطلب الثاني: أركان الإيمان

- ‌الركن الأول: الايمان بالله

- ‌الإيمان بوجود الله تعالى:

- ‌دلالة العقل على وجود الله تعالى:

- ‌دلالة إجماع الأمم على وجود الله سبحانه وتعالى:

- ‌الاستدلال بالآيات الكونية وغيرها على وجود الله سبحانه وتعالى

- ‌المطلب الثالث: الإحسان

- ‌أولًا: تعريفه:

- ‌ثانيًا: مراتب الإحسان:

- ‌المبحث الرابع: بيان بعض مزايا الشريعة الإسلامية

- ‌أولًا:

- ‌ثانيًا:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا:

- ‌خامسًا:

- ‌سادسًا:

- ‌سابعًا:

- ‌ثامنًا:

- ‌تاسعًا:

- ‌عاشرًا:

- ‌حادي عشر:

- ‌الثاني عشر:

- ‌الثالث عشر:

- ‌الرابع عشر:

- ‌الخامس عشر:

- ‌السادس عشر:

- ‌السابع عشر:

- ‌الثامن عشر:

- ‌التاسع عشر:

- ‌العشرون:

- ‌الواحد والعشرون:

- ‌الثاني والعشرون:

- ‌المبحث الخامس: الإسلام بين الوسطية والغلو

- ‌تعريف الوسطية

- ‌الإسلام بين الملل الأخرى:

- ‌صور الوسطية في الإسلام: وسطية الإسلام من أبرز خصائصه، وهي بالتبع من أبرز خصائص أمة الاستجابة

- ‌توسط أهل السنة والجماعة بين الفرق الإسلامية فأهل السنة والجماعة وسط بين الفرق كلها

- ‌الإسلام بين الغلو واليسر: تعريفُ اليُسْرِ: لغة: نقيض العسر. وهو السهولة

- ‌مجالات التيسير في الإسلام:

- ‌القواعد الشرعية المستنبطة من النصوص الواردة في اليسر:

- ‌صور السماحة في الإسلام

- ‌سماحة الإسلام في المعاملة في كتابات غير المسلمين:

- ‌المبحث السادس: الحقوق الإسلامية

- ‌المطلب الأول: مقدمة عامة عن الحقوق ومزايا هذا الدين الإسلامي

- ‌المطلب الثاني: ذكر بعض هذه الحقوق بشيء من التفصيل، وهي كما يلي:

- ‌1 - حق الله تعالى على العباد

- ‌أولًا: توحيد الله سبحانه وتعالى:

- ‌الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

- ‌1 - الإيمان بوجود الله:

- ‌2 - الإيمان بربوبيته:

- ‌3 - الإيمان بألوهيته:

- ‌4 - الإيمان بأسمائه وصفاته:

- ‌الأمر الثاني: من حقوق الله علينا: عبادته سبحانه لا شريك له:

- ‌2 - حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته

- ‌1 - الإيمان به صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - محبته صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - طاعته صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره:

- ‌4 - اتباعه صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - الاقتداء به صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - توقيره صلى الله عليه وسلم وتعظيم شأنه:

- ‌7 - وجوب النصح له صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - محبة أهل بيته وصحابته رضي الله عنهم

- ‌9 - الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - حق الأنبياء والمرسلين:

- ‌1 - الإيمان بهم:

- ‌2 - الإيمان بمعجزاتهم:

- ‌3 - الاعتقاد بعصمتهم:

- ‌4 - الشهادة لهم بأنهم قد بلغوا أممهم:

- ‌5 - الإيمان بالكتب المنزلة عليهم:

- ‌6 - محبتهم، وإزالة الشبهات التي افتريت عليهم:

- ‌4 - حق القرآن

- ‌أولًا: فضل تلاوة القرآن وحملته:

- ‌ثانيًا: حقوق القرآن الكريم:

- ‌1 - الإيمان به:

- ‌2 - مراعاة آداب تلاوته:

- ‌الأول: في حال القارئ:

- ‌الثاني: في مقدار القراءة:

- ‌الثالث: في كتابة القرآن:

- ‌الرابع: الترتيل:

- ‌الخامس: البكاء:

- ‌السادس: أن يراعي حق الآيات:

- ‌السابع: في الجهر بالقراءة:

- ‌الثامن: أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

- ‌التاسع: تحسين القراءة وترتيلها:

- ‌الحق الثالث: العمل به وتطبيق أحكامه:

- ‌5 - حقوق آل البيت عليهم السلام:

- ‌لآل البيت عند أهل السنة والجماعة حقوق وواجبات:

- ‌6 - حق العلماء:

- ‌الحق الأول: أن نحفظ مكانتهم، ونتأدب معهم:

- ‌الحق الثاني: كف ألسنتنا عن الوقوع فيهم:

- ‌7 - حق الحاكم

- ‌وجوب طاعته في المعروف:

- ‌ومن الحقوق الواجبة على الراعي أن يعلم المقصود من الولاية:

- ‌وأعظم عون لولي الأمر خاصية ولغيره عامة

- ‌ومن حق الحاكم على رعيته: إكرامه وتعظيمه وتقديره:

- ‌ومن حقه أن لا تخرج عليه الرعية وأن لا ينازعوا الأمر أهله:

- ‌ومن حقه على الرعية: عدم عزله إلا لأمر شرعي:

- ‌ومن حق الحاكم على رعيته (النصح له):

- ‌من الحقوق الواجبة على الولاة أن يقسموا الأموال كما أمر الله ورسوله:

- ‌ومن حق الحاكم جواز أخذ ما يكفيه من ييت المال لقيامه بمصالح المسلمين:

- ‌ومن الحقوق الواجبة على الراعي تجاه الرعية: (استعمال الأصلح):

- ‌ومن الحقوق الواجبة على الراعي تجاه الرعية (اختيار الأمثل فالأمثل):

- ‌من حقوق الرعية على الراعي (مشاورتهم):

- ‌من الحقوق التي تجب على الرعية (وجوب اتخاذ إمام):

- ‌8 - حق الحياة

- ‌تحريم قتل الإنسان:

- ‌قتل المؤمن متعمدًا:

- ‌غلظ تحريم الانتحار:

- ‌تحريم المبارزة لإثبات حق:

- ‌تحريم قتل الجنين:

- ‌9 - حقوق الوالدين

- ‌من حق الوالدين على الولد أمور لا حصر لها من بينها:

- ‌فبرهما يزيد في العمر:

- ‌وبرهما شكر لله ولهما:

- ‌برهما أفضل من الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فمن حقهما على الأولاد عدم عقوقهم:

- ‌وهذه جملة حقوق للآباء على الأبناء:

- ‌ومن حقهما أن يستأذنهما عند الخروج ولو إلى الجهاد:

- ‌ومن حقهما أن يبر أهليهما بعد موتهما:

- ‌فكل هذه حقوق تجب على الأولاد تجاه آبائهم:

- ‌10 - حقوق الزوج

- ‌من حق الزوج على زوجته: حسن طاعته في المعروف:

- ‌ومن حق الزوج أيضًا: قرار زوجته في بيته وعدم خروجها إلا بإذنه:

- ‌ومن حق الزوج عدم تبرج زوجته وإيجاب تحجبها:

- ‌ومن حق الزوج على زوجته أن تحفظ ماله:

- ‌ومن حقه أن لا تصوم زوجته نفلًا إلا بإذنه:

- ‌ومن حقه أن لا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه:

- ‌ومن حقه أن تشكره زوجته على ما يقدمه لها، وأن لا تطالبه بأكثر:

- ‌ومن حق الزوج على زوجته إذا دعاها لحاجته تجيبه على أي حالة كانت إذ كانت طاهرة:

- ‌ومن حق الزوج على زوجته أن يأخذ حقه من مالها إذ توفيت:

- ‌11 - حق المرأة

- ‌1 - حق المرأة كجنين وكطفل:

- ‌2 - حق البنت: ولها حقوق منها:

- ‌1 - حق التعليم:

- ‌2 - حق الزواج:

- ‌3 - الحق في اختيار الزوج دون إكراه:

- ‌4 - العدل:

- ‌3 - حق المرأة كزوجة، ويتضمن أمورًا:

- ‌1 - إعطائها المهر:

- ‌2 - الكفاءة:

- ‌3 - حرية المرأة في اختيار الزوج:

- ‌ البكر البالغة:

- ‌ أما الثيب فإذنها الكلام:

- ‌4 - النفقة:

- ‌ ومن النفقة توفير السكن:

- ‌5 - وقايتها من النار بتعليمها وتأديبها:

- ‌6 - الاعتدال في الغَيْرة:

- ‌7 - المعاشرة بالمعروف:

- ‌ ومن حسن المعاشرة:

- ‌8 - عدم إيلائها أكثر من أربعة أشهر:

- ‌9 - عدم طلاقها في الحيض، أو طهر مسها فيه:

- ‌10 - عدم إخراجها من البيت ولو بعد الطلاق إلا لأمر شرعي:

- ‌11 - عدم العضل:

- ‌12 - الخلع:

- ‌13 - ومن حق الزوجة حضانة ولدها:

- ‌14 - الإرث:

- ‌15 - حفظ الزوجة وصيانتها:

- ‌16 - حق المرأة في النسب:

- ‌17 - حق المرأة في التصرف في مالها:

- ‌18 - حق المرأة في التعبير عن حقها بالمعروف:

- ‌19 - حق الزوجة الكتابية:

- ‌رابعًا: حق المرأة كمعتدة:

- ‌1 - تحريم الخطبة:

- ‌2 - حقها في السكنى في بيت الزوجية، والنفقة:

- ‌3 - ثبوت نسب الولد المولود في فترة العدة:

- ‌4 - ثبوت الإرث في العدة:

- ‌خامسًا: حق الأم

- ‌أولًا: بر الأم:

- ‌الإحسان إلى الأم:

- ‌حقها في النفقة:

- ‌حقها بعد موتها:

- ‌سادسًا: حق المرأة في عبادة الله:

- ‌12 - حق الطفل:

- ‌أولًا- إثبات نسبه وتحسين اسمه:

- ‌ثانيًا: العقيقة:

- ‌ثالثًا: حق الطفل في الاختتان:

- ‌رابعًا: رضاعه:

- ‌خامسًا: فطامة:

- ‌سادسًا: الإنفاق على الولد:

- ‌سابعًا: حق الحضانة:

- ‌ثامنًا: تأديب الأولاد وتعليمهم والعدل بينهم:

- ‌13 - حقوق الميت على أهله:

- ‌تلقينه الشهادة عند حضور الأجل:

- ‌أن يؤمر بقول الشهادة:

- ‌الدعاء له ولا يقال في حضوره إلا خيرًا:

- ‌نعي الجنائز:

- ‌إغماض العين والدعاء له:

- ‌تغطيته بثوب يستر جميع بدنه:

- ‌غسله، وتكفينه:

- ‌حرمة جسد الميت:

- ‌الصبر والرضا بالقدر:

- ‌الاسترجاع:

- ‌عدم النياحة عليه:

- ‌أن لا يلطم خد ولا يشق جيب:

- ‌عدم حلق الشعر عند المصيبة:

- ‌أن لا يُنشر شعرًا:

- ‌المبادرة بقضاء دينه من ماله:

- ‌البكاء عليه ثلاثة أيام فقط:

- ‌دفنه في البلد الذي مات فيه ولا ينقل إلى بلد آخر:

- ‌حمل الجنازة واتباعها:

- ‌الصلاة على الميت:

- ‌دفن الميت:

- ‌قضاء الصوم عن الميت:

- ‌14 - حق الأخوة:

- ‌الأخ لغة:

- ‌حقيقة الأخوة:

- ‌الحب في الله والبغض في الله:

- ‌مسامحتهم ولو كانوا قد بالغوا في الإساءة وقبول عذرهم إذا اعتذروا:

- ‌تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره وحرمة دمه وعرضه وماله:

- ‌تحريم الظن والتحاسد والتباغض والتدابر:

- ‌تحريم الظلم:

- ‌نصر الأخ ظالما أو مظلومًا:

- ‌التراحم والتعاطف والتعاضد:

- ‌تحريم غيبته:

- ‌الإشارة بالسلاح الى أي مسلم:

- ‌الاحترم والتقدير:

- ‌الإعانة على قضاء حوائج الدنيا على قدر الاستطاعة:

- ‌التناصح والتراحم:

- ‌الستر والتغافر:

- ‌15 - حق الجنين:

- ‌1 - : حق الجنين في أبوين صالحين:

- ‌2 - وضع الصوم عن أمه:

- ‌3 - وضع إقامة الحد عن أمه حال حمله وإرضاعه للحفاظ على حياته:

- ‌4 - تحريم قتل الجنين وجعل دية لقتله:

- ‌5 - يصلي عليه الجنازة: قال صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - حق الجنين في الاستقرار النفسي لأمة:

- ‌7 - إخراج الزكاة عن الجنين:

- ‌8 - حق الجنين في الدية:

- ‌9 - حق الجنين في الميراث:

- ‌10 - حق الجنين في الحفاظ على حياته:

- ‌16 - حق الجسد:

- ‌1 - الاستنجاء وآداب قضاء الحاجة:

- ‌2 - السواك:

- ‌3 - الوضوء:

- ‌4 - النظافة العامة في الثوب والبدن والمكان:

- ‌5 - الأمر بالفرار من المجذوم:

- ‌6 - الأمر بغسل نجاسة الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب:

- ‌7 - غسل اليدين قبل الطعام:

- ‌8 - غسل اليدين والمضمضة بعد الطعام:

- ‌9 - تقليل الطعام والشراب:

- ‌10 - النهي عن الشرب من فِيِّ السقاء، ومن ثلمة القدح والشرب ثلاثا وعدم التنفس في الإناء:

- ‌11 - النهي عن وطء الحائض:

- ‌12 - تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير:

- ‌13 - تحريم شرب الخمر والمخدرات:

- ‌14 - الأمر بإطفاء النار أثناء النوم:

- ‌15 - تحريم الزنا:

- ‌16 - الحث على التداوي:

- ‌17 - حق المريض:

- ‌1 - حقه في التداي:

- ‌2 - حقه في العيادة:

- ‌3 - حقه في المجاملة:

- ‌4 - حقه في تخفيف بعض العبادات حسب مرضه:

- ‌5 - حقه في تخفيف الصوم:

- ‌6 - حقه في رفع الجهاد:

- ‌18 - حق اللسان:

- ‌أولًا: عظم خطر اللسان، وفضيلة الصمت:

- ‌ثانيًا: آفات اللسان:

- ‌1 - الكلام فيما لا يعنيك:

- ‌2 - فضول الكلام:

- ‌3 - المراء والجدال:

- ‌4 - الخصومة:

- ‌5 - التشدق في الكلام، وتكلف الفصاحة:

- ‌6 - الفحش، والسب، وبذاءة اللسان:

- ‌7 - اللعن:

- ‌8 - المزاح:

- ‌9 - السخرية والاستهزاء:

- ‌10 - إفشاء السر:

- ‌11 - الوعد الكاذب:

- ‌12 - الغيبة:

- ‌19 - حقوق اليتيم:

- ‌اليتيم لغة:

- ‌مكانة اليتيم في القرآن:

- ‌دفع المال لليتيم بعد بلوغه ورشده:

- ‌تزويج اليتيمة:

- ‌حق اليتيم في السنة:

- ‌ما للوصي أن يعمل في مال اليتيم وما يأكل منه بقدر عمالته:

- ‌اجتناب التعدي على ماله:

- ‌كفالته:

- ‌الشفقة والبر:

- ‌20 - حقوق الضيف:

- ‌الضيف لغة:

- ‌حق الضيف في القرآن:

- ‌حق الضيف في السنة:

- ‌يكره الغضب والجزع وعنده الضيف:

- ‌إيثاره على النفس:

- ‌ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام واستحباب إذن صاحب الطعام للتابع:

- ‌21 - حقوق الجوار:

- ‌1 - حق الجار في القرآن:

- ‌2 - حقوق الجوار في السنة:

- ‌أن يحب لجاره ما يحبه لنفسه:

- ‌إكرام الجار ولو بالقليل:

- ‌عدم أذيته:

- ‌لا يمنعه من غرز الخشبة في جداره:

- ‌عدم إغلاق الباب على الجار ومنع المعروف:

- ‌دعا، النبي على جار السوء:

- ‌أذية الجار سبب في دخول النار:

- ‌لا يشبع دون جاره:

- ‌إثم من لا يأمن جاره بوائقه:

- ‌الجار الصالح والجار السييء:

- ‌الإحسان إلى الجار يؤدي إلى زيادة الإيمان:

- ‌المحسن لجاره يكتب عند الله من الخيرين:

- ‌الأدنى فالأدنى من الجيران:

- ‌حرمة عرض الجار:

- ‌إكرام الجار اليهودي:

- ‌يهدي إلى أقربهم بابا:

- ‌22 - حق الخادم والمملوك:

- ‌أولًا حقه في العبادة:

- ‌ثانيًا: حقه في النفقة:

- ‌ثالثًا: حقة في الرفق به في العمل:

- ‌رابعًا: حقه في عدم سبه أو شتمه:

- ‌خامسًا: ألا ينظر إليه بعين الكبر والازدراء:

- ‌سادسًا: وإذا ضربه فليجتنب الوجه:

- ‌23 - حقوق الدواب:

- ‌1 - الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة:

- ‌2 - ومن حقوق الدواب أيضا حرمة صبرها لورد النهي عن صبر البهائم واتخاذها غرضا:

- ‌3 - ومن حق الدواب أيضا تحريم تعذيبها بالعطش والجوع وفضل سقيها الماء:

- ‌4 - ومن حق الدواب أيضًا أن لا تتخذ كراسي:

- ‌5 - ومن حق الدواب أيضا عدم ضربها في وجهها ووسمها فيه:

- ‌24 - حقوق الطريق:

- ‌حق الطريق في القرآن:

- ‌حقوق الطريق في السنة:

- ‌غض البصر:

- ‌كف الأذى:

- ‌رد السلام:

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌عدم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه:

- ‌عدم قضاء الحاجة في الطريق وفي الظل وفي الماء:

- ‌25 - حق اللجوء:

- ‌وجوب الهجرة:

- ‌ثواب الهجرة في سبيل الله من أرض الوطن:

- ‌حق الاستجارة والأمان:

- ‌ومن صور حق اللجوء التي قررها الإسلام:

- ‌26 - حقوق الذميين

- ‌1 - التزام تقريرهم في بلادنا إلا الحرم المكي:

- ‌2 - وجوب الكف عنهم وحمايتهم:

- ‌3 - عدم التعرض لكنائسهم ولا لخمورهم وخنازيرهم، ما لم يظهروها:

- ‌4 - عدم إكراههم على الإسلام:

- ‌5 - الإحسان إليهم وبرهم:

- ‌6 - عدم ظلمهم:

- ‌المبحث السادس: قالوا عن الإسلام

- ‌برناردشو:

- ‌الفيلسوف (توماس كارليل):

- ‌يان سامويلسون في كتابه: "الإسلام في السويد

- ‌المستشرق الألماني د، ج كامبفماير:

- ‌المستشرق لويس يونغ:

- ‌أرنولد توينبي:

- ‌يقول الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا:

- ‌وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه:

- ‌ ويقول توماس أرنولد في كتابه الدعوة الإسلامية:

- ‌الفصل الثالث رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌تمهيد: أهمية معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الأول: التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌اسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌ميلاده صلى الله عليه وسلم

- ‌قابلته صلى الله عليه وسلم

- ‌مرضعاته صلى الله عليه وسلم

- ‌حواضنه صلى الله عليه وسلم

- ‌إخوته وأخواته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة:

- ‌أعمامه صلى الله عليه وسلم

- ‌عمات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌كنيته صلى الله عليه وسلم

- ‌أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حرَّاسه صلى الله عليه وسلم

- ‌حُدَاته صلى الله عليه وسلم

- ‌كُتّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌خاتمه صلى الله عليه وسلم

- ‌شعراؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌خُدَّامه صلى الله عليه وسلم

- ‌حجه وعمرته صلى الله عليه وسلم

- ‌مؤذنوه صلى الله عليه وسلم

- ‌آخر صلاة للنبي صلى الله عليه وسلم إمامًا للصحابة:

- ‌آخر صلاة للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته:

- ‌آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاته:

- ‌المبحث: الثاني: بعض فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أنه صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم:

- ‌أنه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم:

- ‌أنه صلى الله عليه وسلم أمان لأمته:

- ‌أنه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء:

- ‌أن رسالته صلى الله عليه وسلم عامة الناس جميعًا:

- ‌أخذ الله له صلى الله عليه وسلم العهد على جميع الأنبياء:

- ‌قرنه صلى الله عليه وسلم خير قرون بني آدم:

- ‌أنه صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن:

- ‌أن الله رفع له ذكره صلى الله عليه وسلم

- ‌أن الله أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم

- ‌أن الله وقره في ندائه، فناداه بأحب أسمائه وأوصافه صلى الله عليه وسلم فقال:

- ‌النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الثالث: أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أولًا: رسول الله رائد حياة الأخلاق:

- ‌ثانيًا: بيان أصول أخلاق المصطفى وتحقق وصفه بها صلى الله عليه وسلم

- ‌حلمه وعفوه واحتماله وصبره صلى الله عليه وسلم

- ‌جوده وكرمه وسخائه وسماحته صلى الله عليه وسلم

- ‌شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم

- ‌حيائه وعدم مواجهة الناس بالعتاب صلى الله عليه وسلم

- ‌حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه مع أصناف الخلق صلى الله عليه وسلم

- ‌شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم

- ‌وفائه وحسن عهده وصلة رحمه صلى الله عليه وسلم

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌عدله وأمانته وعفته وصدق لهجته صلى الله عليه وسلم

- ‌خوفه من ربه، وطاعته له وشدة عبادته صلى الله عليه وسلم

- ‌زهده في الدنيا صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الرابع: صحابة النبي رضي الله عنهم

- ‌أولًا: تعريف الصحابي:

- ‌ذكر بعض فضائلهم:

- ‌معتقد أهل السنة والجماعة في الخلافة

- ‌المبحث الخامس: قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قال ول ديورانت:

- ‌يقول سنرستن الآسوجي

- ‌مايكل هارت في كتابه مائة رجل في التاريخ:

- ‌برناردشو

- ‌الدكتور (شبرك) النمساوي:

- ‌مايكل هارت العظماء مائة أولهم محمد (الرسول الأعظم):

- ‌ايقلين كوبولد:

- ‌جوتة الأديب الألماني:

- ‌دُرَاني

- ‌غاندي:

- ‌غوستاف لوبون:

- ‌نظمي لوقا

- ‌شبهات العقيدة

- ‌1 - بطلان ألوهية المسيح

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: مقدمة

- ‌الفصل الأول: بيان عالم للتوحيد عند السلمين، وأهميته

- ‌أولا: تعريف التوحيد:

- ‌ثانيًا: أنواع التوحيد:

- ‌1 - توحيد الربوبية:

- ‌2 - توحيد الأسماء والصفات:

- ‌3 - توحيد الألوهية ويقال له توحيد العبادة:

- ‌الفصل الثاني: شرح معنى ألوهية المسيح، ومدى اتفاق النصارى على هذه العقيدة

- ‌أولًا: نبذة تاريخية عن عقيدة المسيع، وكيف تبدلت مع ذكر قانون الإيمان المسيحي، وكيف انتزع من النصوص وكيف تطور:

- ‌يقول نص قانون الإيمان:

- ‌هذا هو قانون الإيمان النصراني الأول قبل تطويره:

- ‌قال تيموثاوس بطريك الإسكندرية:

- ‌ثم تبدأ المسيحية

- ‌1 - تطويب العذراء:

- ‌2 - تمجيد السيد المسيح:

- ‌3 - التبشير بالثالوث الأقدس:

- ‌ثانيًا: شرح موجز العقيدة:

- ‌ثم يعتقدون أن الأقنوم الثاني لله، أي أقنوم الابن

- ‌الوجه الثاني: الأدلة من القرآن على بطلان ألوهية المسيح سواء أكان هو الله، أو كان أحد الأقانيم الثلاثة

- ‌الدليل الأول: القرآن ينفي ألوهية المسيح:

- ‌الدليل الثاني: يثبت أن المسيح عبد آتاه الله البينات وأيده بروع القدس:

- ‌الدليل الثالث: يثبت أن المسيح لا يستنكف عن عبادة الله تعالى:

- ‌الدليل الرابع: يحكم بالكفر على من قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم:

- ‌الدليل الخامس: حكم القرآن بالكفر على من قالوا: إن الله هو ثالث ثلاثة:

- ‌الدليل السادس:

- ‌الدليل السابع:

- ‌الدليل الثامن: القرآن يثبت عبودية المسيح وبشريته:

- ‌الدليل التاسع:

- ‌الدليل العاشر: إثبات بنوة عيسى لمريم رضي الله عنها

- ‌الدليل الحادي عشر: القرآن يذكر مقالة اليهود في قتل عيسى، ويثبت أنه رسول الله؛ ثم هو ينهى عن الغلو فيه:

- ‌الدليل الثاني عشر: تكذيب الله لهم في قولهم: إن المسيح ابن الله:

- ‌الدليل الثالث عشر: فيه تنزيه الله تعالى عن مقالتهم:

- ‌الدليل الرابع عشر: يثبت أنه رسول أيده الله بروح القدس

- ‌الدليل الخامس عشر: يثبت أنه لا فرق بين عيسى وبين غيره من الأنبياء في نبوته:

- ‌الدليل السادس عشر:

- ‌الدليل السابع عشر: وفيه أن الله يتوفى عيسى ويرفعه إليه

- ‌الدليل الثامن عشر: يثبت أن الله تعالى خلق عيسى عليه السلام بكن:

- ‌الدليل التاسع عشر: يثبت أن عيسى من الأنبياء الذين أوحى الله إليهم

- ‌الدليل العشرون: يذكر أن عيسى عليه السلام جاء على آثار من سبقه من الرسل:

- ‌الدليل الحادي والعشرون: وفيه المنة من الله تعالى على عيسى عليه السلام بما أعطاه من الآيات ردًّا على اليهود الذين كذَّبوه:

- ‌الدليل الثاني والعشرون: وفيه اعتقاد أصحاب عيسى أنه رسول من ربه:

- ‌الدليل الثالث والعشرون: وفيه الرد على النصاري في ادعاء الألوهية والتثليث صراحة

- ‌الدليل الرابع والعشرون: إثبات الأحدية والصمدية، وأن الله لم يلم ولم يولد

- ‌الوجه الثالث: الأدلة من السنة على بطلان ألوهية المسيح

- ‌الدليل الأول: يثبت أن الله تعالى لم يلد ولم يولد، وأن من قال هذا القول فقد شتم الله عز وجل

- ‌الدليل الثاني: يثبت أن عيسى مؤمن بالله معظم له:

- ‌الدليل الثالث: وفية لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بعيسى عليه السلام ليلة الإسراء وذكر صفته

- ‌الدليل الرابع: وفيه إثبات أن عيسى من شباب أهل الجنة

- ‌الدليل الخامس: وفيه أن المسيح يدعو الله ويتضرع إليه، ولو كان إلهًا لما احتاج أن يرغب إلى الله ويدعوه؛ كما في هذا الحديث

- ‌الدليل السادس: وهو متعلق بنزول عيسى في آخر الزمان، وما هي مهمته بعد قتل الدجَّال

- ‌الدليل السابع: وفيه أن الناس يذهبون إلى عيسى عليه السلام ليشفع لهم عند الله؛ فيحيل هذه الشفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا: إن يعني غضب اليوم غضبًا- الخ ولم يقل أنا اليوم غضبت

- ‌الدليل الثامن: وفيه أن عُبَّاد عيسى عليه السلام يلقون في النار يوم القيامة؛ لأنهم كذبوا

- ‌الدليل التاسع: وفيه بشرى لكل مسلم بصفة عامة، ولكل نصراني دخل في الإسلام بصفة خاصة، وفيه أن عيسى عبد الله ورسوله:

- ‌الدليل العاشر: شهادة النجاشي لما جاء في القرآن من أن عيسى عبد، وقد كان على دينهم بل كان حاكمهم:

- ‌الدليل الحادي عشر: وفيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته عن الغلو الذي وقع فيه النصارى

- ‌الدليل الثاني عشر: وفيه إثبات كفر النصاري الذين لا يؤمنون برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومما جاء به نبوة عيسى لا إلاهيته:

- ‌الدليل الثالث عشر: يثبت أن عيسى مولودًا وقاه الله شر الشيطان عند الولادة، فلو كان إلهًا لوقى نفسه، وأيضًا قد سبق أن الإله لم يلد ولم يولد:

- ‌الدليل الرابع عشر: وفيه أن عيسى يهتم بالتبليغ عن الله تعالى:

- ‌الدليل الخامس عشر: وفيه إثبات مرحلة المهد لعيسى عليه السلام وأن الله أنطقه في المهد

- ‌الدليل السادس عشر: وفيه أن عيسى ابن مريم عليه السلام يحج البيت الحرام:

- ‌الوجه الرابع: الأدلة من العهد القديم والأناجيل الأربعة على بطلان ألوهية المسيح

- ‌القسم الأول: الأدلة المؤكدة لوحدانية الله تعالى الذي في السماوات

- ‌أولًا: من العهد الجديد:

- ‌ثانيًا: من العهد القديم:

- ‌القسم الثاني: نصوص يبين فيها المسيح بكل وضوح أن الله تعالى إلهه ومعبوده

- ‌القسم الثالث: نصوص تبين عبادة المسيح لله جل جلاله، وإكثاره من الصلاة له تبارك وتعالى

- ‌القسم الرابع: الله تعالى أعظم من المسيح:

- ‌القسم الخامس: نصوص يؤكد فيها المسيح محدودية علمه:

- ‌ومنها عدم علم المسيح عليه السلام بأشياء كثيرة

- ‌القسم السادس: نصوص تفيد ابتداء بعثة المسيح بنزول الملائكة وروح القدس عليه عند اعتماده عن يد النبي يحيى (يوحنا) المعمدان عليه السلام

- ‌القسم السابع: المسيح يُعرِّف نفسه بأنه نبيٌّ ورسولٌ لله، ويؤكد أنه عبدٌ مأمورٌ لا يفعل إلا ما يأمره به الله تعالى، ولا يتكلم إلا بما يسمعه من الله تعالى:

- ‌القسم الثامن: نصوص تؤكد أن المسيح لم يكن يمتلك بذاته أي قدرة تشريعية أو تكوينية:

- ‌القسم التاسع: نصوص تفيد أن المعجزات التي كان يصنعها المسيح عليه السلام لم يكن يفعلها بقوته الذاتية المستقلة بل كان يستمدها من الله، ويفعلها بقوة الله:

- ‌القسم العاشر: نصوص فيها استغاثة المسيح بالله عز وجل وطلبه من الله تعالى المدد والعون:

- ‌القسم الحادي عشر: المسيح عليه السلام يصرِّح بأنه إنسان وابن إنسان، وكذلك حواريّوه الخُلْص كانوا يؤمنون بأن المسيح إنسان نبيّ ورجل مؤيدٌ من الله:

- ‌القسم الثاني عشر: الحواريين وكتاب الأناجيل يعتبرون المسيح عليه السلام عبدًا لِله اجتباه الله

- ‌القسم الثالث عشر وهو معضد لما سبق: نصوص تثبت أن أم عيسى وأصحابه لا يعلمون المعتقد، فكيف عرفه من لم يره

- ‌القسم الرابع عشر: نصوص تثبت الحمل بالمسيح ثم ولادته ثم نموه التدريجي جسمًا وعقلًا:

- ‌الوجه الخامس: الأدلة على بطلان ألوهية المسيح عليه السلام من رسائل بولس

- ‌القسم الأول: أقاويل بولس الصريحة في نفي إلاهية المسيح، وإفراد الله تعالى وحد بالألوهية

- ‌القسم الثاني: أقوال بولس الواضحة في توحيد الأفعال، وفي توحيد العبودية أي صرف كل مظاهر العبادة مثل الصلاة والدعاء والشكر والحمد والثناء والاستغاثة والالتجاء لله الآب وحده دون غيره:

- ‌القسم الثالث: أقوال بولس الصريحة الواضحة في أن الله تعالى إله المسيحِ وخالقه وسيدُهُ، وأن المسيحَ عبدٌ مخلوقٌ خاضعٌ لسلطان الله، وهذا في مسائل:

- ‌القسم الرابع: تأكيد بولس الدائم، على الغيريّة الكاملة بين الله تعالى والمسيح عليه السلام والتعبير عنهما دائما ككائنين اثنين وشخصين منفصلين:

- ‌القسم الخامس: بولس يصف المسيح بصفات ينفيها عن الله وينزّه الله عنها:

- ‌الوجه السادس: بطلان أدلة النصارى على ألوهية المسيح عليه السلام

- ‌تمهيد:

- ‌الأدلة التي يتعلق النصارى بها على ألوهية المسيح عليه السلام على ستة ضروب، هي:

- ‌أولًا: نصوص نسبت إلى المسيح الألوهية والربوبية

- ‌الوجه الأول: إن هذه الأسماء لا تفيد ألوهية أصحابها وبيان ذلك ما يلي:

- ‌الوجه الثاني: هل سمي المسيح الرب والإله؟ وعلى فرض صدور التسمية، فهي لا تعني إلهًا معبودًا، وإنما تعني السيد المعلم:

- ‌الوجه الثالث: إطلاقات لفظ الألوهية والربوبية في الكتاب المقدس لا يدل على ألوهية المسيح لأنها أطلقت على غيره من المخلوقات وإليك البيان

- ‌ثانيًا: نصوص بنوة المسيح لله

- ‌الوجه الأول: معنى البنوة الصحيح

- ‌الوجه الثاني: هل سمى المسيح نفسه ابن الله

- ‌الوجه الثالث: هذه النصوص مقابلة بنصوص أخرى تصف المسيح بأنه ابن الإنسان:

- ‌الوجه الرابع: لقد ذكر الكتاب المقدس أبناء كثر لله، فهل هم أيضًا آلهة

- ‌الوجه الخامس: بكورية المسيح بين الأبناء:

- ‌الوجه السادس: الابن النازل من السماء:

- ‌ثالثا: نصوص الحلول الإلهي في المسيح:

- ‌1 - الله تعالى يحل فيمن آمن بيسوع ولهذا فحلول الله على مخلوقاته كما في

- ‌2 - كما تذكر التوراة حلول الله - وحاشاه - في بعض مخلوقاته على الحقيقة

- ‌3 - ولعل من أهم نصوص الحلول المزعوم قول المسيح:

- ‌1 - قول المسيح: "أنا والآب واحد

- ‌2 - قول المسيح: "الذي رآني فقد رأى الآب

- ‌3 - المسيح صورة الله:

- ‌4 - السجود للمسيح:

- ‌رابعًا: نصوص نسبت صفات الله إلى المسيح

- ‌1 - أزلية المسيح

- ‌2 - مقدمة إنجيل يوحنا:

- ‌خامسًا: نصوص نسبت أفعال الله إلى المسيح:

- ‌أ. إسناد الخالقية لله بالمسيح:

- ‌ب. إسناد الدينونة إلى المسيح:

- ‌ج. غفران المسيح الذنوب

- ‌سادسًا: دلالة معجزات المسيح على ألوهيته

- ‌الوجه الأول: كل الأنبياء أيده الله بالمعجزة فليست خاصة بعيسى عليه السلام

- ‌أ. الميلاد العذراوي:

- ‌ب. معجزة إحياء الموتى:

- ‌ج. معجزة شفاء المرضى:

- ‌د. التنبؤ بالغيوب:

- ‌هـ. التسلط على الشياطين:

- ‌الوجه الثاني: جميع الأنبياء معترفون بأن المعجزة من الله تعالى ومنهم عيسى عليه السلام، وبهذا نعلم أن المعجزات هبة إلهية ليست من صنع المسيح عليه السلام في شيء وإليك هذا البيان

- ‌الوجه الأول: ذكر القرآن وأكد صدور المعجزات العظيمة عن المسيح عليه السلام

- ‌الوجه الثاني: وهو ما أكدته النصوص الإنجيلية

- ‌الوجه السابع: استدلال النصارى بآيات من القران على ألوهية المسيح:

- ‌فالادعاء الأول

- ‌أما الادعاء الثاني

- ‌أما الادعاء الثالث

- ‌الرد على هذه الشبهات

- ‌الأول: المجمل، ويتكون من وجهين:

- ‌الأول: أن هذه العقيدة خالفت أصول الأنبياء في تقديس الله ووصفه بصفات الكمال، فكيف يدل عليها القرآن؟ وإليك التفصيل:

- ‌الوجه المجمل الثاني: إثبات نبوة عيسى عليه السلام، ورسالته من خلال القرآن، والأناجيل

- ‌المبحث الأول: نبوته ورسالته عليه السلام من خلال القرآن:

- ‌المبحث الثاني: نبوته ووسالته عليه السلام من خلال الأناجيل:

- ‌ الرد التفصيلي على هذه الشبهة:

- ‌الوجه الأول: خروج ضمائر الجمع عن الظاهر (الجمع) إلى غيره ولا سيما المفرد

- ‌الوجه الثاني: نصوص لغوية من خلال التوراة والأناجيل، تدل على المفرد أو المثنى وهي صوره الجمع:

- ‌أولا: شواهد توراتية وهي إما أن تدل: على المفرد أو على المثنى:

- ‌أ) شواهد تدل على المفرد منها:

- ‌ب) شواهد تدل على المثنى:

- ‌ثانيًا: شواهد إنجيلية:

- ‌الوجه الثالث: قولهم بأن عيسى روح من الله؛ بجعل من للتبعيض، كما سبق بيانه في عرض شبهتم. والنصوص في هذا على قسمين:

- ‌القسم الأول: فالجواب على شبهتم فيه من وجوه:

- ‌القسم الثاني وهو: ما يتعلق بكون عيسى عليه السلام روح من الله أو روح الله:

- ‌ثالثا: معجزات عيسى عليه السلام التي ذكرت في القرآن والتي استدلوا بها على أن في القرآن ما يدل على ألوهية المسيح

- ‌أولًا: إحياء الموتى:

- ‌ثانيًا: الإخبار بالغيب:

- ‌2 - شبهة: ثناء القرآن والسنة على التوراة والإنجيل

- ‌نص الشبهة:

- ‌المبحث الأول: الرد الإجمالي على هذه الشبهة

- ‌الوجه الأول: الإيمان بجميع الرسل والكتب المنزلة عليهم هي عقيدة المسلمين

- ‌الوجه الثاني: الثناء والمدح كان للكتاب الذي نزل على موسى وعيسى

- ‌أولًا: توراة موسى عليه السلام أم التوراة المحرفة

- ‌ثانيًا: إنجيل عيسى عليه السلام أم الإنجيل المحرف

- ‌الوجه الثالث: مدح التوراة والإنجيل لا يعني مدح اليهود والنصارى

- ‌الوجه الرابع: القرآن ناسخ للكتب السابقة، وشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع الشرائع فوجب العمل بما في القرآن وبشريعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الخامس: هذا الثناء لا ينافي وجوب اتباع محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه السادس: القرآن بيَّن أنهم خالفوا أحكام التوراة

- ‌الوجه السابع: ذم أهل الكتاب لا يقدح في أنبيائهم

- ‌المبحث الثاني الرد التفصيلي على بعض الشبهات التي أثارها أهل الكتاب فما إثبات صدق كتابهم من خلال ثناء القران على التوراة والإنجيل

- ‌الشبهة الأولى: قالوا: إننا نجد في (القرآن الكريم) آيات تشهد بصدق التوراة والإنجيل - كما هما اليوم - وتؤكد أن الكتابين لم يصابا بتحريف، ولا تزييف

- ‌الوجه الأول: بيان سبب نزول الآيات

- ‌1 - نزلت عامة:

- ‌2 - نزلت في قضية القتل التي حدثت في اليهود:

- ‌3 - نزلت في اليهوديَّيْن اللذين زنيا

- ‌الوجه الثاني: هذا التحكيم فيما يتفق مع القرآن لا فيما يناقضه أو يخالفه

- ‌الوجه الثالث: الآية فيها رد عليهم حيث جاء في آخرها {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}:

- ‌الوجه الرابع: الآية فيها تعجب من صنعهم حيث عدلوا عن الحق إلى الباطل؛ فظهر جهلهم وعنادهم

- ‌الشبهة الثانية: قالوا: بأن القرآن أثنى على أهل الكتاب

- ‌الوجه الأول: ما هو وجه (نوعية) هذا المدح أو الثناء

- ‌الوجه الثاني: تتمة الآية حجة عليهم

- ‌الوجه الثالث: العلة من هذا المدح في الآية

- ‌الوجه الرابع: مدح النصارى بأنهم أقرب مودة لا يمنع أن يكونوا كفرة

- ‌الشبهة الثالثة: قالوا: إن القرآن رفع قدرنا وأعلى منزلتنا، ويحتجون بقوله تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (آل عمران: 55)

- ‌الوجه الأول: من هم الذين اتبعوه

- ‌الوجه الثاني: بيان المعنى الصحيح للآية

- ‌الشبهة الرابعة: يقولون: بأن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على كتابنا، وفي هذا دليل على أنها لم تحرف

- ‌الوجه الأول: قوله (آمنت بك وبمن أنزلك) زيادة شاذة في الحديث الصحيح لا يحتج بها

- ‌الوجه الثاني: على القول بتحسينها فلا شبهة في ذلك؛ لأن المقصود التوراة الأصلية التي نزلت على موسى عليه السلام

- ‌الشبهة الخامسة: يقولون: بأن القران يعظمنا بتقديم البيع والكنائس، على المساجد

- ‌الوجه الأول: ذكر الله يكون في المسجد، وإذا ذكر في الصوامع والبيع فهي على العهد الأول قبل التبديل والتحريف

- ‌الوجه الثاني: التقديم في اللفظ فإنه يكون للانتقال من الأدنى إلى الأعلى:

- ‌الوجه الثالث: أن هذا عام في كل زمن

- ‌الوجه الرابع: الضمير يعود على أقرب مذكور

- ‌الوجه الخامس: بيان الحكمة في هذا الترتيب، وتأخير المساجد على من ذكر

- ‌الوجه السادس: ليس في ذلك مدح للرهبانية ولا لمن بدل دين المسيح، وإنما فيه مدح لمن اتبعه

- ‌الشبهة السادسة: يقولون: بأننا وجدنا في القرآن من تعظيم المسيح وأمه

- ‌الشبهة السابعة: يقولون: إن القرآن لما جاء مصدقًا لما بين يديه من الكتب، فثبت بهذا ما معنا، ونفى عن كتبنا التي في أيدينا التهم والتبديل والتغيير لما فيها بتصديقه إياها

- ‌الوجه الأول: تصديق النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء من قبله، وبما أنزله الله عليهم من كتب حق

- ‌الوجه الثاني: الآيات نفسها حجة عليهم

- ‌الشبهة الثامنة: يقولون: بأن القرآن شهد لهم أنهم أنصار الله

- ‌الوجة الأول: الحواريون مؤمنون مسلمون، لكن ليس في هذا أنهم رسل الله

- ‌الوجه الثاني: أن هذا الوصف ليس خاصًّا بهم

- ‌الشبهة التاسعة: الرد على تأويلهم لقول الله تعالى

- ‌الوجه الأول: هذا التأويل من تحريف الكلم عن مواضعه وتبديل كلام الله عز وجل

- ‌الوجه الثاني: "ذلك" تستخدم للإشارة إلى الغائب والحاضر

- ‌الوجه الثالث: الآية نفسها ترد عليهم

- ‌الوجه الرابع: شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف

- ‌المبحث الثالث: وماذا عن البشارات التي توجد في الكتاب المقدس بنبوة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌البشارة الأولى: (أقِيمُ لَهُمْ نبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخوَتِهِمْ مِثلَكَ)

- ‌البشارة الثانية: (فَأنا أغِيرُهُمْ بمَا لَيْسَ شَعْبًا)

- ‌البشارة الثالثة: (الاستعلان من جبال فاران)

- ‌البشارة الرابعة: (البركة بإسماعيل)

الفصل: ‌صور الوسطية في الإسلام: وسطية الإسلام من أبرز خصائصه، وهي بالتبع من أبرز خصائص أمة الاستجابة

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ الله عَلَيْهِمْ فَتِلْكَ: بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} "(1).

‌صور الوسطية في الإسلام: وسطية الإسلام من أبرز خصائصه، وهي بالتبع من أبرز خصائص أمة الاستجابة

(2).

فالأمة الإسلامية وسط في كل جوانب الدين (3).

1) في جانب العقيدة: فهم ممتثلون لقوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة: 77).

فهم وسط في أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين؛ لم يغلوا فيهم كما غلت النصارى فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون، ولا جفوا عنهم كما جفت اليهود؛ فكانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم كذبوا فريقا وقتلوا فريقا.

بل المؤمنون آمنوا برسل الله وعزروهم ونصروهم ووقروهم وأحبوهم وأطاعوهم، ولم يعبدوهم ولم يتخذوهم أربابا كما قال تعالى:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)} (آل عمران: 79: 80).

ومن ذلك أن المؤمنين توسطوا في المسيح فلم يقولوا هو الله ولا ابن الله ولا ثالث ثلاثة

(1) أبو داود (5/ 315/ 4868)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3468).

(2)

الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة (26).

(3)

انظر: الغلو في الدين لجلال عارف (20).

ص: 111

كما تقوله النصارى، ولا كفروا به وقالوا على مريم بهتانا عظيما حتى جعلوه ولد بغية كما زعمت اليهود، بل قالوا هذا عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. (1)

وكذلك في صفات الله تعالى: فإن اليهود وصفوا الله تعالى بصفات المخلوق الناقصة؛ فقالوا: هو {فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} . وقالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} . وقالوا: إنه تعب من الخلق فاستراح يوم السبت. إلى غير ذلك.

والنصارى وصفوا المخلوق بصفات الخالق المختصة به فقالوا: إنه يخلق ويرزق؛ ويغفر ويرحم ويتوب على الخلق ويثيب ويعاقب.

والمؤمنون آمنوا بالله سبحانه وتعالى ليس له سميٌّ ولا ندٌّ ولم يكن له كفوا أحد وليس كمثله شيء. فإنه رب العالمين وخالق كل شيء وكل ما سواه عباد له فقراء إليه {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} (مريم: 93 - 95). (2)

2) في جانب التشريع وكذلك هم وسط في شرائع دين الله فلم يحرموا على الله أن ينسخ ما شاء ويمحو ما شاء. ويثبت كما قالته اليهود كما حكى الله تعالى ذلك عنهم بقوله: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} (البقرة: 142).

وبقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} (البقرة: 91).

ولا جوزوا لأكابر علمائهم أن يغيروا دين الله فيأمروا بما شاءوا وينهوا عما شاءوا كما يفعله النصارى كما ذكر الله ذلك عنهم بقوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (التوبة: 31).

(1) فتاوى ابن تيمية (3/ 370).

(2)

فتاوى ابن تيمية (3/ 371 - 372).

ص: 112

قال عدي بن حاتم رضي الله عنه قلت: يا رسول الله ما عبدوهم؟ قال: ما عبدوهم؛ ولكن أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم (1).

والمؤمنون قالوا: لله الخلق والأمر فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره. وقالوا: سمعنا وأطعنا؛ فأطاعوا كل ما أمر الله به. وقالوا: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} . وأما المخلوق فليس له أن يبدل أمر الخالق تعالى ولو كان عظيما (2).

وفي السنة مثال على هذا الأمر وهو حديث الثلاثة نفر؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَال: أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَال: آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَال: آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَقَال: "أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَالله إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهَّ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" (3).

3) في جانب الحلال والحرام: وهم وسطٌ أيضًا في هذا الباب، فإن اليهود كما قال الله تعالى:{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} (النساء: 160).

فلا يأكلون ذوات الظفر؛ مثل الإبل والبط. ولا شحم الثرب (4) والكليتين؛ ولا الجدي في لبن أمه. إلى غير ذلك مما حرم عليهم من الطعام واللباس وغيرهما؛ حتى قيل: إن المحرمات عليهم ثلاثمائة وستون نوعا. والواجب عليهم مئتان وثمانية وأربعون أمرًا وكذلك شدد عليهم في النجاسات حتى لا يؤاكلوا الحائض ولا يجامعوها في البيوت. وأما النصارى فاستحلوا الخبائث وباشروا جميع النجاسات وإنما قال لهم المسيح {وَلِأُحِلَّ

(1) رواه الترمذي (3095)، وحسنه الألباني، غاية المرام (6).

(2)

مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 371).

(3)

البخاري (5063)، وانظر: أصول الدعوة لعبد الكريم زيدان (صـ 72).

(4)

الثرب: شحم رقيق يغشى الكَرِش والأمعاء، اللسان، مادة: ثرب.

ص: 113

لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} ولهذا قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29).

وأما المؤمنون فكما نعتهم الله به في قوله: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأَغْلَال الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المفْلِحُونَ (الأعراف 157)). (1)

4) في جانب الدعوة: من فضل الله على الأمة الإسلامية، أن الرسالة الخاتمة جاءت شاملة لكل ما يحتاجه المسلمون في حياتهم الدينية والدنيوية، موجهة لكل الثقلين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ذلك أن الهدف هو هداية الله للإنسان، دون قصر الدعوة على جنس بذاته، أو مكان معين؛ إذ إن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم موجهة إلى الناس كافة، قال الله تعالى:(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِّ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهَّ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهَّ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف: 158). وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالمِينَ} (الأنبياء الآية 107). وعلى ذلك إجماع المسلمين في كل العصور.

وقد وَضُحَ في القرآن الكريم، والسنة النبوية، كيف يؤدي المسلمون واجبهم في الدعوة إلى الله.

ويُقصد بوسطية الدعوة، أن منهاج الدعوة إلى الله، هو أوسط المناهج وأعدلها وأقومها، وهو الجدير وحده بالاتباع في كل زمان ومكان، وأن هذا المنهاج جانب من التشريع الإلهي، يجب أن يلتزم به المسلم إزاء الآخرين، سواء أكانوا مسلمين يحتاجون إلى

(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 372 - 373).

ص: 114

تنمية المعارف، أو تزكية النفوس، حتى يكون اتباعهم للشريعة صحيحًا، أم كانوا غير مسلمين تطلب لهم الهداية.

ويمكن أن نحدد بعض الملامح المهمة في منهاج الدعوة والتي منها يتبين أن الإسلام هو دين الوسطية حتى في الدعوة إليه.

أ) هداية الناس بيد الله: قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (القصص: 56). وقال تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (فاطر: 8).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم اللهمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ"(1).

ب) مهمة الدعاة التبليغُ والبيان: قال تعالى: وقال تعالى: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} (الشورى الآية 48). فإذا بذل الدعاة جهدهم في ذلك، فقد قاموا بالواجب، وأدوا الأمانة:

ج) لا إكراه في الدين: قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (البقرة: 255). وقال سبحانه: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99).

د) وسائل الدعوة ثلاث: وهي الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125).

فالحكمة: وهي ما أنزل الله على رسوله من الكتاب والسنة، تجذب أصحاب العقول والفطر السوية.

والموعظة الحسنة: أي ما في الكتاب والسنة من الزواجر والوقائع بالناس، يذكرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى، والداعية بهذه الوسيلة يستميل أولئك الذين يستمعون القول

(1) مسلم (2654).

ص: 115

فيتبعون أحسنه، والذين تلين قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.

أما من يحتاج فهمه إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال الله تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: 46).

وهذه الأساليب الثلاثة، أهم أساليب الدعوة التي لا يخرج عن نطاقها والتأثر بها من المدعوين إلا من قال الله تعالى فيهم:{وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} (الأعراف: 146).

هـ) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو من أوصاف الأمة الإسلامية التي استحقت بها الخيرية على الأمم، كما قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (110)} .

وقد استحق بنو إسرائيل اللعن بتركهم لهذه الشريعة، قال الله تعالى:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: 78 - 79).

ومنهاج الإسلام فيه منهاج الوسط والاعتدال، ، ومراعاة الاستطاعة والقدرة. ولقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم هي المنهاج العملي للوسطية في الدعوة إلى الله، وعلى سيرته سار الخلفاء الراشدون، والتابعون لهم بإحسان.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فمنها حديث المسيء صلاته لما صلى الرجل عدة مرات، والنبي يقول له في كل مرة "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثم علمه النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة (1).

وأيضًا حديث معاوية بن الحكم السلمي لما تكلم في الصلاة وعلَّمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ ما يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ"(2).

(1) البخاري (757)، مسلم (397).

(2)

مسلم (537).

ص: 116

وفي هذه الفترة القليلة من الزمن في حياة الأمم، دخل الناس في دين الله أفواجًا وتكوَّن المجتمع المسلم الواحد في عقيدته وشريعته وسلوكه الاجتماعي.

وكانت الدعوة إلى الله وفق منهاج الوسطية القرآنية، هي السبيل الأول لانتشار الإسلام ودعوته (1).

5) في جانب حقوق الإنسان: الإسلام يحترم حقوق الإنسان ويلزمه بأداء الواجب إذ أنهما وجهان لعملة واحدة فكل حق يقابله واجب، ويعطيه مكانته وكامل حقوقه المشروعة شريطة ألا تكون هذه الحقوق على حساب الجماعة، وهكذا نرى أنه من الحقوق التي منحها الإسلام للفرد حق حرية الرأي والتعبير والمشاركة في المجتمع وحق التملك وحق الكرامة وحرية التدين.

فالحرية التي يرفع شعارها اليوم الكثير من الدول في العالم بلا ضوابط ولا قيود مما أدى للفوضى والتناقض والاضطراب في فهمها وتطبيقها؛ فحرية كل فرد تكون اعتداء على حريات الآخرين، وفي الوقت نفسه فإن الحجر عليها كبت لا يرضى، فجاء الإسلام ليعلن الحرية في حمى الدين المقيدة بضوابط شرع رب العالمين، تلك التي تمنع الإنسان من فعل الشر، وتدفعه لجلب الخير.

فالحرية في الإسلام لا تعني التفلت من المسؤولية، وحرية القول لا تعني حرية السب والشتم، وحرية الفكر لا تعني حرية الكفر والإلحاد والهدم، وحرية الانتقال لا تعني حرية الاستيلاء والاحتلال.

وأما بالنسبة لحق التملك فقد أباح الإسلام للإنسان الملكية الفردية مع مراعاة حقوق الآخرين في هذه الملكية من زكاة وصدقات ووجوه البر والخير والإحسان، وكذلك الإرث والوصايا وغيرها، قال تعالى:{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (الذاريات: 19)،

(1) الأمة الوسط والمنهاج النبوي في الدعوة إلى الله، تأليف الدكتور/ عبد الله بن عبد المحسن التركي، تحت فصل بعنوان، "الوسطية في الدعوة" بتصرف يسير.

ص: 117

وقال سبحانه: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (الحديد: 7).

لقد أباح الإسلام التملك الفردي احترامًا لحق الإنسان وحثًا له على العمل والإنتاج تلقائيًا ولكن مع مراعاة مصلحة الجماعة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من الفوارق الطبقية هذه هي الوسطية الإسلامية الحقيقية التي لا نجدها في الأنظمة الاقتصادية الحديثة.

أما بالنسبة لكرامة الإنسان فإن الفرد في الإسلام مكرم عند الله بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ"(1).

فالإسلام ينبذ العنصرية بكل أشكالها، قال تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء، آية: 70).

وتظهر وسيطة الإسلام هنا من إعطاء الحق والعدل والاعتدال في الكرامة للجميع (2).

6) في جانب إنفاق المال: يعد المال في الإسلام عصب الحياة وقوام الأعمال إلا أنه في الوقت نفسه يحذرنا المولى عز وجل من طغيانه، قال تعالى:{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} (العلق: 6).

وقال تعالى: {الْمَال وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (الكهف: 46). وقال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)} (القصص: 77).

(1) أبو داود (5075)، والترمذي (3270)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3101).

(2)

وسطية الإسلام وسماحته ودعوته للحوار، تحت فصل بعنوان (الوسطية في الحقوق).

ص: 118

لقد أمرنا الله عز وجل بالاعتدال في الإنفاق فلا إسراف ولا تقتير، قال تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} (سورة الإسراء: 29)، وقال تعالى:{يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31). ويقول عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67).

ولما مرض سعد بن أبي وقاص وأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، قال له: إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنْ الْوَجَعِ وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي قَال: "لَا" فَقُلْتُ: بِالشَّطْرِ فَقَال: "لَا" ثُمَّ قَال: "الثَّلُثُ وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ أَوْ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ الله إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ"(1). ومن هنا فإن المال في الإسلام هو نعمة ينبغي للإنسان أن يشكر الله عليها فيبذل قصارى جهده في حسن التصرف والبذل للمستحقين دون إسراف أو تقتير.

وحذر الإسلام أيضًا من الترف الفاحش الذي يؤدي إلى الفسق وارتكاب المعاصي فيستوجب غضب الرب كما يستوجب الدمار والهلاك والخراب، قال تعالى:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الإسراء: 16)(2).

7) في جانب المعاملة مع النفس: حذر الإسلام من طغيان النفس وأهوائها وتحكمها في سلوك الإنسان، إلا أنه في الوقت نفسه نهانا عن إرهاق النفس بما لا تطيق، كما نهانا الإسلام عن تحريم ما أحله الله من الطيبات. وهذا يعني أن الإنسان عليه أن يتخذ من نفسه موقفًا وسطًا؛ بحيث لا تتحكم فيه كما تشاء ولا يكلفها ما لا تطيق من أمور العبادات والعمل ولا يمنعها حقها من التمتع بالطيبات.

(1) البخاري (1295)، ومسلم (1628).

(2)

وسطية الإسلام وسماحته ودعوته للحوار، لمحمد بن أحمد الصالح، تحت فصل بعنوان (وسطية الإسلام في إنفاق المال) بتصرف. وانظر أيضًا: أصول الدعوة لعبد الكريم زيدان صـ 73.

ص: 119

وانظر إلى قول الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة: 286)، وقوله تعالى:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} (الطلاق: 7). ولما دخل سلمان الفارسي رضي الله عنه على أبي الدرداء رضي الله عنه وصنع أبو الدرداء لَهُ طَعَامًا قَال له سلمان: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ فقَال سلمان: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ فَأَكَلَ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ قَال له سلمان: نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَال: نَمْ فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ قَال سَلْمَانُ قُمْ الْآنَ: فَصَلَّيَا فَقَال لَهُ سَلْمَانُ: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ سَلْمَانُ"(1).

وأمر الإسلام الإنسان أيضًا أن يسلك مسلك الحلم والتعقل والرزانة بحيث لا يكون لينًا فيعصر ولا يابسًا فيكسر، قال سبحانه:{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)} (الشورى: 37). وقال صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"(2). لذا لا بد من الوسطية هنا واستعمال الحكمة، فالغضب عواقبه وخيمة كما أنه دليل على الضعف وتحكم النفس والشيطان. وحتى في مشي الإنسان في الطريق أمر الإسلام المسلم بالتوسط فيه، فلا اختيال ولا تكبر ولا مسكنة ولا ذلة. فقال تعالى آمرًا رسوله صلى الله عليه وسلم:{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)} (الشعراء: 215). وقال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} (لقمان، الآيات: 18 - 19)، وقال سبحانه: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَال طُولًا

(1) البخاري (6139).

(2)

البخاري (6114)، مسلم (2609).

ص: 120

(37)

كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)} (الإسراء: 37 - 38) ..

وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ"(1).

8) في جانب الشهادة والحكم: سبق أن أوضحنا أن من معاني كلمة "وسطًا" التي وردت في الآية الكريمة معنى العدل وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح البخاري (2).

وقد جاءت آيات كثيرة تبيّن وجوب العدل في الشهادة، وكذلك في الحكم - أيضًا - والشهادة هي إحدى مقدّمات الحكم في كثير من الأحكام .... ، وإذا كان العدل يعني الوسط، كما تقرّر، فإن أمر الله بالعدل في الشهادة والحكم هو أمر وإقرار لمنهج الوسطيَّة، ويتّضح ذلك - من الآتي:

1) قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)} (النساء: 135). ومعنى الآية الكريمة: يا أيها الذين آمنوا ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام بالقسط، يعني العدل وشهداء الله جمع شهيد ونصبت الشهداء على القطع مما في قوله:{قَوَّامِينَ} من ذكر الذين آمنوا. معناه: قوموا بالقسط لله عند شهادتكم، أو حين شهادتكم {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} (النساء: 135). أي ولو كانت شهادتكم على أنفسكم، أو على والديكم أو أقربيكم، فقوموا فيها بالقسط والعدل، وأقيموا على صحتها بأن تقولوا فيها الحق، ولا تميلوا فيها لغني لغناه على فقير، ولا لفقير لفقره على غني فتجوروا.

2) قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: 8). يعني جلّ ثناؤه: يا أيها

(1) مسلم (2865).

(2)

انظر: تفسير الوسطية في أول الفصل.

ص: 121