الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ
قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:
1296 -
وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا فَغُشِىَ عَلَيْهِ، وَرَأْسُهُ في حَجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَنَا بَرِئٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ.
قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:
(باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى) بفتح المهملة والكاف أبو صالح القَنْطري، بفتح القاف وسكون النون: البغدادي الزاهد، مات سنة: اثنتين وثلاثين ومائتين
(1)
، وفي بعض النسخ "قال"، وقال الحكم" أي: قال البخاري: وقال الحكم، ووقع في رواية أبي الوقت قبل قوله:" حدثنا يحيى بن حمزة"، قوله:"حدثنا الحكم"
(2)
.
وقال الحافظ العسقلاني: وهو وهم، فإنّ الذين جمعوا رجال البخاري في صحيحه أطبقوا على ترك ذكره في شيوخه، فدل على أن الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق
(3)
.
وقد وصله مسلم في صحيحه فقال: " حدثنا الحكم بن موسى"
(4)
، وكذا ابن حبان فقال:" انا أبو يعلى ثنا الحكم"
(5)
.
(1)
تقريب التهذيب (ص: 176)(1458).
(2)
إرشاد الساري (2/ 408)(1296).
(3)
فتح الباري (3/ 165).
(4)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية (1/ 100)، (104).
(5)
صحيح ابن حبان، فصل في النياحة ونحوها ذكر الخبر المصرح بهذا الشيء المزجور عنه (7/ 423)، (3152).
[155 أ/ص]
قال العيني: قيل: روى عنه ويؤيده رواية أبي الوقت والدارقطني أيضًا، ذكر الحكم والقاسم بن مخيمرة فيمن صرّح لهما البخاري، وقال ابن التين: إنما لم يسنده البخاري؛ لأنّه لا يخرج للقاسم بن مخيمرة، وزعم بعضهم: أنه لا يخرج للحكم أيضًا إلا هكذا /غير محتج بها
(1)
.
(قال يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
(2)
) بالمهملة والزاي: أبو عبد الرحمن، قاضي دمشق، مات سنة: ثمانين ومائة، (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ
(3)
) هو: عبدالرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي، نسب إلى جده في هذه الرواية، وصرح به في رواية مسلم
(4)
، مات سنة: أربع وخمسين ومائة.
(أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ
(5)
) بضم الميم الأولى وكسر الثانية بعدها راء، على صيغة التصغير: ابن عروة الكوفي، سكن الشام، مات سنة: مائة.
(حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَنِى) بالإفراد (أَبُو بُرْدَةَ) بضم الموحدة، واسمه: عامر، وقيل: الحارث (بْنُ أَبِى مُوسَى) الأشعري، واسمه: عبد الله بن قيس رضي الله عنه.
(قَالَ وَجِعَ) بكسر الجيم أي: مرضى أبي (أَبُو مُوسَى وَجَعًا) بفتح الجيم ويرى "وجعًا شديدًا"
(6)
، (فأغمى عَلَيْهِ) ويروى:"فغشي عليه"
(7)
.
(وَرَأْسُهُ في حَجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ) الحجر بفتح الحاء وكسرها، وقال الجوهري: جمعه حجور
(8)
، وفي المحكم: بحجره وحَجْرُه وحُجْرُه حضنه
(9)
، وكذا في القاموس بتثليث الحاء
(10)
.
(1)
عمدة القاري (8/ 92).
(2)
هو: يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي، القاضي، ثقة، رمي بالقدر، من الثامنة، مات سنة ثلاث وثمانين على الصحيح، تقريب التهذيب (ص: 589) (7522).
(3)
هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الشامي الداراني، ثقة، من السابعة، مات سنة بضع وخمسين، تقريب التهذيب (ص: 353) (4040).
(4)
صحيح ابن حبان (7/ 423)، (3152).
(5)
هو: القاسم بن مخيمرة، أبو عروة الهمداني، الكوفي نزيل الشام، ثقة فاضل، من الثالثة مات سنة مائة، تقريب التهذيب (ص: 452) (5495).
(6)
عمدة القاري (8/ 92).
(7)
عمدة القاري (8/ 92).
(8)
الصحاح [حجر](2/ 623).
(9)
المحكم [ح ج ر](3/ 67).
(10)
القاموس المحيط [باب الراء، فصل الحاء](1/ 371).
وزاد مسلم "فصاحت"
(1)
، وله من وجه آخر من طريق أبي صخرة، عن أبي بردة وغيره قالا:"أغمى على أبي موسى، فأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة"
(2)
.
[68 ب/ص]
/ وذكر في كتاب النسائي امرأة أبي موسى هي أم عبد الله بنت أبي دومة
(3)
ولأبي نعيم في المستخرج على مسلم من طريق ربعي قال: " أغمى على أبي موسى، فصاحت امرأته بنت أبي دومة"
(4)
.
فثبت من ذلك أنها أم عبد الله بنت أبي دومة، وفي "تاريخ البصرة"، لعمر بن [شيبه]
(5)
: أن اسمها صفية بنت دمون، وأنها والدة أبي بردة بن أبي موسى، وأن ذلك وقع حيث كان أبو موسى أميرًا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَنَا) وكذا في رواية الكشميهني، وكذا في رواية مسلم، وفي رواية:"أني"
(6)
.
(بَرِئٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ) وفي رواية محمد (صلى الله عليه وسلم، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ) بالصاد المهملة وبالقاف (والسالقة) بالسين المهملة، لغة فيه، وكلاهما بمعنى، أى: التى ترفع صوتها عند المصيبة
(7)
.
وفي المحكم: الصلقة، والصلق، والصلق: الصياح والولولة، وقد صلقوا، وأصلقوا، وصوت صلاق، ومصلاق: شديد
(8)
، وعن ابن الأعرابي: الصلق ضرب الوجه، والأول أشهر
(9)
.
(1)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية (1/ 100)، (104).
(2)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية (1/ 100)، (104).
(3)
السنن الصغرى للنسائي، كتاب الجنائز، شق الجيوب (4/ 21)، (1866).
(4)
أورده ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (3/ 165) وعزاه إليه.
(5)
عمر بن شبه (واسمه زيد) بن عبيدة بن ريطة النميري البصري، أبو زيد: شاعر، راوية مؤرخ، حافظ للحديث، من أهل البصرة. توفي بسامراء (262 هـ -876 م)، الأعلام للزركلي (5/ 47).
(6)
عمدة القاري (8/ 92).
(7)
الفائق في غريب الحديث والأثر، [حرف الصاد](2/ 309).
(8)
المحكم والمحيط الأعظم [مقلوبه: (ص ل ق) و (ص ل ق م)](6/ 206).
(9)
حكى القاضي عياض عن بن الأعرابى، إكمال المعلم (1/ 377).
[156 أ/س]
(وَالْحَالِقَةِ) أي: التي تحلق شعرها / (وَالشَّاقَّةِ) أي: التي تشق ثيابها عند المصيبة.
وموضع الترجمة هو قوله: "الحالقة"، وخصها بالذكر في الترجمة دون غيرها؛ لكونها أبشع في حق النساء
(1)
.
وقوله: "برئ" بكسر الراء، يبرأ بالفتح، من البراءة، وأصل البراءة هو: الانفصال، وهو يحتمل أن يراد به ظاهره، وهو البراءة من فاعل ذلك الفعل.
وقال المهلب: "برئ منه" أي: أنه لم يرض بفعله، فهو منه برئ في وقت ذلك الفعل، ولم يرد نفيه عن الإسلام
(2)
.
وقال القاضي عياض: برئ من فعلهن أو مما يستوجبن من العقوبة، أو من عهدة ما لزمني من بيانه
(3)
.
وفي رواية لمسلم: من طريق أبي صخرة: "أنا برئ ممن حلق وسلق وخرق"
(4)
، أي: حلق شعره وصلق صوته، أي: رفعه وخرق ثوبه.
وقال النووي: الندب، والنياحة، ولطم الخد، وشق الجيب، وخمش الوجه، ونشر الشعر، والدعاء بالويل، والثبور، كلها محرم باتفاق الأصحاب، ووقع في كلام بعضهم لفظ الكراهة
(5)
.
وقال العيني: هذه كلها حرام عندنا، والذي يذكره بلفظ الكراهة فمراده كراهة التحريم
(6)
.
(1)
عمدة القاري (8/ 92).
(2)
شرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 280)
(3)
إكمال المعلم (1/ 377). ومشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 82).
(4)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية (1/ 100)، (104).
(5)
المجموع (5/ 307).
(6)
عمدة القاري (8/ 92).