المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ذكر شرار الموتى - نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز - جـ ١

[يوسف أفندي زاده الأماسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُالإِمَامُ البُخَارِيُّ، وَحَيَاتُهُ الْعِلْمِيَّةُ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلقبُهُ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وَنَشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ:

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ:

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: شُيُوْخُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ السَّادِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌الْمَبْحُثُ السَّابِعُ: ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّامِنُ: مِحْنَتُهُ وَوَفَاتُهُ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِيالتَّعْرِيْفُ بِـ (الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ) لِلْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وِنِسْبَتُهُ إِلَى الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: شَرْطُ الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ فِيْ صَحِيْحِهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِوَايَاتُ الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ لِلْبُخَارِيِّ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: عِنَايَةُ الْعُلَمَاءِ بِصَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ، وَذِكْرُ أَهَمِّ شُرُوْحِهِ

- ‌الفَصْلُ الثَّالِثُالتعريف بالإمام: عبد الله بن محمد بن يوسف، المعروف بـ (يوسف زاده)

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُعَصْرُ الْإِمَامِ: عَبْدِاللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ، المَعْرُوْفُ بِـ (يُوْسُفَ زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الحَالَةُ السِّيَاسِيَّة

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: الحَالَةُ الْإِجْتِمَاعِيَة

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الْحَالَةُ الْعِلْمِيَّةُ:

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: حَيَاةُ الْعَلَّامَةِ (يُوْسُفَ أَفَنْدِي زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلَقَبُهُ

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وُنُشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْم

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: شُيُوْخُهُ

- ‌المَطْلَبُ الرَّابِعُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌المَطْلَبُ الْخَامِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌المَطْلَبُ السَّادِسُ: ثناء العلماء عليه

- ‌المَطْلَبُ السَّابِعُ: عَقِيْدَتُهُ وَمَذْهَبُهُ الفِقْهِيُّ

- ‌المَطْلَبُ الثَّامِنُ: وَفَاتُهُ

- ‌الفَصْلُ الرَّابِعُالتَّعْرِيْفُ بِكِتَابِ (نَجَاحِ القَارِيْ شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ)،مع وصف المخطوط، ومنهج التحقيق

- ‌المَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُ الكِتَابِ، وَإِثْبَاتُ نِسْبَتِهِ لِلمُؤَلِّفِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: تَارِيْخُ بِدَايَةِ التَّألِيْفِ وَنِهَايَتِهِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّالِثُ: مَنْهَجُ المُؤَلِّفِ فِي هَذا الكِتَابِ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: مَصَادِرُ المُؤَلِّفِ فِي الكِتَابِ

- ‌أَوَّلًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآن

- ‌ القرآن الكريم

- ‌ثَانِيًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيْفِ.فهي على أنواع، منها:

- ‌الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ

- ‌كُتُبُ المَسَانِيْدِ

- ‌كُتُبُ المُوَطَّآتِ

- ‌كُتُبُ المعَاجِمِ

- ‌المُسْتَخْرَجَات

- ‌كُتُبِ العِلَلِ

- ‌نَاسِخُ الحَدِيْثِ وَمَنْسُوْخِهِ

- ‌كُتُبُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ

- ‌شُرُوْحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ

- ‌شُرُوْحُ مُسْلِمٍ

- ‌شُرُوْحُ الأَحَادِيْثِ

- ‌تَرَاجُمُ الرُّوَاةِ

- ‌السِّيْرَةُ النَّبَوِيُّةُ

- ‌كُتُبُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ

- ‌كُتُبُ التّارِيْخِ وَالطَّبَقَاتِ وَالأَنْسَابِ وَالأَطْرَافِ:

- ‌المُتَنَوِعَاتُ

- ‌ثَالِثًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْفِقْهِ الإِسْلَامِي

- ‌المَذْهَبُ الحَنَفِيِّ

- ‌الفِقْهُ المَالِكِيُّ

- ‌الفِقْهُ الشَّافِعِيِّ

- ‌الفِقْهُ الحَنْبَلِيِّ:

- ‌الفِقْهُ العَامُّ

- ‌المَبْحَثُ الخَامِسُ: مُمَيِّزَاتُ هَذا الشَّرْحِ

- ‌المَبْحَثُ السَّادِسُ: وَصْفٌ عَامٌ لِلْمَخْطُوْطِ، وَالتَّعْرِيْفُ بالُنسَخِ التَّي حُقِّقَ عَلَيْهَا النَّصُّ

- ‌المَبْحَثُ السَّابع: منهج التحقيق

- ‌الفصل الخامسخمس مسائل فقهية مقارنة بفقه المذاهب الأخرى، واختيار الشارح فيها

- ‌المَسْأَلَةُ الْأُوْلَى: الصلاة على الغائب

- ‌فائدة:

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: الصَّلَاة على الْمَيِّت فِي الْمَسْجِد

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: زيارة القبور للنساء

- ‌المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: نقل الميت من موضع إلى موضع

- ‌المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ: الصلاة على شهيد المعركة

- ‌كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌باب: في الْجَنَائِزِ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب: الدُّخُولِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِذَا أُدْرِجَ فِى كَفَنِهِ

- ‌بَابٌ: الرَّجُلُ يَنْعَى إِلَى أَهْلِ المَيِّتِ بِنَفْسِهِ

- ‌بابُ: الإِذْنِ بِالْجَنَازَةِ

- ‌باب: فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحتسب، وَقَالَ اللَّهُ عز وجل {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

- ‌باب: قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ عندَ القَبْرِ: اصْبِرِي

- ‌باب: غُسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ

- ‌باب: مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْرًا

- ‌باب: يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ المَيِّتِ

- ‌باب: مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَيِّتِ

- ‌باب: هَلْ تُكَفَّنُ المَرْأَةُ فِي إِزَارِ الرَّجُلِ

- ‌باب: يُجْعَلُ الكَافُورُ فِي آخِرِهِ

- ‌باب نَقْضِ شَعَرِ الْمَرْأَةِ، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ؟ وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخِرْقَةُ الْخَامِسَةُ تَشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ تَحْتَ الدِّرْعِ

- ‌باب: يُجْعَلُ شَعَرُ المَرْأَةِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ

- ‌بَابٌ: يُلْقَى شَعْرُ المَرْأَةِ خَلْفَهَا

- ‌باب: الثِّيَابِ البِيضِ لِلْكَفَنِ

- ‌بَابُ: الكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ

- ‌باب: الحَنُوطِ لِلْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ يُكَفَّنُ المُحْرِمُ

- ‌باب: الْكَفَنِ فِي الْقَمِيصِ الَّذِى يُكَفُّ أَوْ لَا يُكَفُّ، وَمَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌باب: الكَفَنِ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌بابٌ: الكَفَنِ بِلَا عِمَامَةٍ

- ‌بابٌ: الْكَفَنِ مِنْ جَمِيعِ الْمَال

- ‌باب: إِذَا لَمْ يُوجَدْ إلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ

- ‌باب: باب إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إلَّا مَا يُوَارِى رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى رَأْسَهُ

- ‌باب: مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ في زَمَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ

- ‌باب: اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الجَنَائِزِ

- ‌باب: إِحْدَادِ المَرْأَةِ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا

- ‌باب: بَابُ زِيَارَةِ القُبُور

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ

- ‌باب: مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الجُيُوبَ

- ‌باب: رِثَاءِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْوَيْلِ وَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابُ: مَنْ جَلَسَ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ

- ‌باب: مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌باب: الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»

- ‌بَابُ: البُكَاءِ عِنْدَ المَرِيضِ

- ‌بَابُ: مَا يُنْهَى عَنِ النَّوْحِ وَالْبُكَاءِ وَالزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌بَابُ القِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌باب مَتَى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ لِلْجَنَازَةِ

- ‌بَابٌ: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً، فَلَا يَقْعُدُ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ، فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالقِيَامِ

- ‌بَابٌ: باب مَنْ قَامَ لِجَنَازَةِ يَهُودِىٍّ

- ‌بَابُ حَمْلِ الرِّجَالِ الجِنَازَةَ دُونَ النِّسَاءِ

- ‌بَابُ السُّرْعَةِ بِالْجِنَازَةِ

- ‌بَابُ: قَوْلِ المَيِّتِ وَهُوَ عَلَى الجِنَازَةِ: قَدِّمُونِي

- ‌بَابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَى الجِنَازَةِ خَلْفَ الإِمَامِ

- ‌بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ

- ‌بَابُ صُفُوفِ الصِّبْيَانِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الجَنَائِزِ

- ‌باب سُنَّةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌باب فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ مَنِ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ

- ‌باب صَلَاةِ الصِّبْيَانِ مَعَ النَّاسِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الجَنَائِزِ بِالْمُصَلَّى وَالمَسْجِدِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ إِذَا مَاتَتْ فِى نِفَاسِهَا

- ‌بَابٌ: أَيْنَ يَقُومُ مِنَ المَرْأَةِ وَالرَّجُلِ

- ‌باب التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌باب قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ

- ‌بَابُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌باب الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ. وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - لَيْلًا

- ‌بَابُ بِنَاءِ المَسْجِدِ عَلَى القَبْرِ

- ‌بَابُ مَنْ يَدْخُلُ قَبْرَ المَرْأَةِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ

- ‌بَابُ دَفْنِ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ غَسْلَ الشُّهَدَاءِ

- ‌بَابُ مَنْ يُقَدَّمُ فِي اللَّحْدِ

- ‌بَابُ الإِذْخِرِ وَالحَشِيشِ فِي القَبْرِ

- ‌بَابٌ: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّةٍ

- ‌بَابُ اللَّحْدِ وَالشَّقِّ فِي القَبْرِ

- ‌باب إِذَا أَسْلَمَ الصَّبِىُّ فَمَاتَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يُعْرَضُ عَلَى الصَّبِىِّ الإِسْلَامُ

- ‌بابٌ إِذَا قَالَ الْمُشْرِكُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب الْجَرِيدِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَاتِلِ النَّفْسِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالاِسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ

- ‌باب ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ الغِيبَةِ وَالبَوْلِ

- ‌بَابُ المَيِّتِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ

- ‌بَابُ كَلَامِ المَيِّتِ عَلَى الجَنَازَةِ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌باب

- ‌بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ

- ‌بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَبْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما

- ‌باب مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الأَمْوَاتِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ المَوْتَى

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌باب ذكر شرار الموتى

‌بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ المَوْتَى

.

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:

1394 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ: قَالَ أَبُو لَهَبٍ - عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ - لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ. فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المَسَد: 1].

قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:

(بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ المَوْتَى) أشار بهذه الترجمة إلى أن السب المنهي عنه هو سب غير الأشرار كما تقدم.

(حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) قاضي كوفة

(1)

مات سنة خمس أو ست وتسعين ومائة

(2)

.

قال: (حَدَّثَنَا أَبِى) حفص بن غياث بن طلق النخعي الكوفي

(3)

، قال:(حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران. قال: (حَدَّثَنِى) بالإفراد (عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ) بضم الميم وتشديد الراء، وقد مر في "باب: تسوية الصفوف".

[291 أ/س]

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ أَبُو لَهَبٍ) واختلف في أبي لهب. هل هو لقب له أو كنية؟ فالذي عند ابن إسحاق والكلبي أن / عبد المطلب لقبه بذلك لحمرة خديه وتوقدهما كالجمرة، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب

(4)

.

(1)

[الكوفة]

(2)

هذا تاريخ وفاة والده [حفص بن غياث] أما تاريخ وفاته، قال البخاري: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، عمر بن حفص بن غياث بن طلق (21/ 306)(4217).

(3)

تهذيب الكمال في أسماء الرجال، حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث (7/ 69)(1415).

(4)

جمل من أنساب الأشراف (4/ 303).

ص: 1058

وقيل: كني بابنه لهب؛ ففي حديث - رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد - "أنه صلى الله عليه وسلم قال للهب بن أبي لهب: أكلك كلب من كلاب الله فأكله الأسد"

(1)

.

(عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ) ويروي: "لعنه الله"

(2)

، وموضع الترجمة هذا، فإن ابن عباس رضي الله عنهما ذكر أبا لهب باللعنة عليه وهو من شرار الموتى.

(لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم) قال البخاري في تفسير الشعراء: "لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي- لبطون قريش- حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا ينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلًا تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب:

(3)

(تَبًّا لَكَ) مفعول مطلق يجب حذف عامله أي: هلاكًا وخسارًا (سَائِرَ الْيَوْمِ) نصب على الظرفية أي: باقي الأيام، أوجميعها ألهذا جمعتنا (فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المَسَد: 1]) أي: خابت وخسرت يدا أبي لهب، وعبر باليدين عن النفس كقوله تعالى:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] أي: أنفسكم، وخصهما لأنه لما جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] أخذ أبو لهب حجرًا يرميه به

(4)

، فمنعه الله تعالى من ذلك حيث لم يستطع أن يرميه وهو قوله:(وتب) أي: وقد تب كما قرأ به الأعمش

(5)

. وهذا كما في قوله:

(1)

المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير، تفسير سورة أبي لهب بسم الله الرحمن الرحيم (2/ 588) (3984) بلفظ: قال: كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اللهم سلط عليه كلبك» وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

(2)

ارشاد الساري (2/ 479).

(3)

صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك} [الشعراء: 215] (6/ 111)(4770).

(4)

إرشاد الساري (2/ 480).

(5)

تفسير الطبري (24/ 716)

ص: 1059

جَزَى رَبُّهُ عَنِّي عَدِيَّ بنَ حَاِتمٍ

جَزَاءَ الكلابِ العَارِياتِ وقَدْ فَعَلْ

(1)

وقيل المراد بهما: دنياه وآخرته؛ فاليدان على هذا مجاز مرسل من قبيل إطلاق اسم السبب على المسبب كما إذا أريد بهما النفس، إلا أنه حينئذ يكون من قبيل إطلاق الجزء على الكل.

[127 ب/ص]

وقال الزمخشري: فإن قلت: لم كناه، والكنية/ مكرمة؟

قلت: فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن يكون مشتهرًا بالكنية دون الاسم. والثاني: أنه كان اسمه عبد العزى فعدل عنه إلى كنيته. والثالث: أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى النار ذات اللهب، وافقت حاله كنيته، فكان جديرًا بأن يذكر بها

(2)

.

وفي تفسير الطبري ثنا يونس، انا ابن وهب، انا ابن زيد" قال أبو لهب للنبي صلى الله عليه وسلم: ماذا أُعطَى يا محمد إن آمنت بك؟ قال: كما يعطى المسلمون. قال: فما لي فضل عليهم

(3)

؟ تبًا لهذا من دينٍ أكون أنا وهؤلاء سواء، فأنزل الله تبارك وتعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ (1)}) قال: خسرت يداه. واليدان: العمل. ألا تراه يقول: بما عملت أيديهم

(4)

.

[291 أ/ص]

وفي تفسير ابن عباس رضي الله عنهما: فلما دعاهم أقبلوا /إليه يسعون من كل ناحية والتفوه، فقالوا: يا محمد لماذا دعوتنا؟ قال: إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أنذركم خاصة والناس عامة. فقالوا: قد أجبناك. لماذا دعوتنا؟ قال: كلمة تقرّون بها تملكون العرب وتدين لكم بها العجم. فقال: أبو لهب من بينهم: لله أبوك فما هي؟ قال: لا إله إلا الله. فقال أبو لهب: تبا لك ألهذا دعوتنا؟! فنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ) أي: صغرت يداه

(5)

.

(1)

البيت للنابغة الذبياني. والذي عليه الرواة أن قائل هذا أبو الأسود الدؤلي يهجو عدي بن حاتم. وإنما وهم من وهم في نسبته إلى النابغة أن للنابغة شعرًا شبيها بهذا وهو:

(جزى الله عبسا عبس آل بغيض. . . جزاء الكلاب العاريات وقد فعل). الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392 هـ)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، طبعة الرابعة.

(2)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (4/ 814).

(3)

عليهم فضل.

(4)

تفسير الطبري (24/ 716)، من طريق يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد. إسناد ضعيف لأن به موضع إرسال، وفيه عبد الرحمن بن زيد القرشي، قال ابن حجر في "التقريب" (1/ 340) (3865): وهو ضعيف الحديث.

(5)

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس (ص: 521).

ص: 1060

وفي معاني القرآن العظيم للقزاز في قراءة عبد الله: وقد تب، فالأول: دعاء والثاني: خبر، كما تقول للرجل أهلكك الله، وقد أهلكك. والمقصود بيان استحقاقه لأن يدعى عليه بالهلاك؛ فإن حقيقة الدعاء شأن العاجز والله تعالى منزه عنه

(1)

.

وفي المعاني للزجاج: دعا عمومته وقدم إليهم صحفة فيها طعام، فقالوا: أحدنا وحده يأكل الشاة وإنما قدم لنا هذه، فأكلوا منها جميعا ولم ينقص منها إلا الشيء اليسير، فقالوا له: ما لنا عندك إن اتبعناك؟ قال: ما للمسلمين، وإنما تتفاضلون في الدين. فقال أبو لهب: تبًا لك. . . الحديث

(2)

.

[292 أ/ص]

/قال تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ} [المَسَد: 2] أي: لم يغن عنه ماله شيئًا، فمفعول أغنى محذوف وهو استئناف جوابًا عما كان يقول: إن كان ما يقول ابن أخي حقًا فأنا أفتدي منه نفسي بمالي وأولادي

(3)

،وفيه تخسير له وتهكم بما كان يفتخر به من المال.

ويجوز أن يكون كلمة "ما" للاستفهام الإنكاري، فتكون في موضع النصب بـ"أغني" أيْ: أيُّ شيء أغنى له ماله حين نزل به التباب والبلاء؟! فإنه لا أحد أكثر مالًا من قارون وما دفع عنه الموت والعذاب، ولا أعظم ملكًا من سليمان عليه السلام فهل دفع عنه الموت؟.

قيل: إنه كان يعتقد أن يده هي العليا، وأنه يخرجه صلى الله عليه وسلم من مكة ويذله ويغلب عليه اعتمادًا على كثرة أمواله وأولاده فلم يغنيا عنه في ذلك من شيء.

وقيل: المعنى أنهما لم يغنيا عنه في دفع النار فلذلك قال تعالى: {سَيَصْلَى نَارًا} [المَسَد: 3] فإنه تصور الهلاك بحيث يظهر معه عدم إغناء المال وما كسب، ويؤيد هذا المعنى ما روى من قوله:"إن كان ما يقول ابن أخي حقًا فأنا أفتدي منه نفسي بمالي"{وَمَا كَسَبَ} [المَسَد: 2] أي: ولم يغن عنه كسبه أو مكسوبه على أن كلمة "ما" مصدرية أو موصولة.

ثم إنه يحتمل أن يكون المراد بماله رأس ماله من أي نوع كان، وبمكسوبه ما اكتسبه بأصل ماله من النتائج والأرباح والأتباع.

(1)

عمدة القاري (8/ 232).

(2)

معاني القرآن وإعرابه، سورة تبت (5/ 375)

(3)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (4/ 814).

ص: 1061

ويحتمل أن يكون المراد بماله المال الذي ورثه من أبيه، وبما كسب الذي كسبه بنفسه، ويحتمل أن يكون المراد بماله ما

(1)

في يده من المال مطلقًا، وبكسبه ما اكتسبه من الأعمال أو من ولده. قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما كسب ولده

(2)

. وقد ورد في الحديث تسمية الولد كسبًا في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه"

(3)

وفي قوله صلى الله عليه وسلم: " أنت ومالك لأبيك"

(4)

.

{سَيَصْلَى} أيْ: سيدخل وإن تأخر دخوله {نَارًا} أي نارًا عظيمة {ذَاتَ لَهَبٍ (3)} [المَسَد: 3] وقوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ} [المَسَد: 4] عطف على المستكن أي: سيصلى هو وامرأته، وجاز العطف للفصل. وهي أُمُّ جميل بنت حرب، أخت أبي سفيان بن حرب، عمة معاوية رضي الله عنه ، وكانت في غاية العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

.

{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)} [المَسَد: 4] قرئ بالرفع على أنها نعت لامرأته بناء على أن الإضافة معنوية؛ إذ الحمالة للمضي أو خبر مبتدأ محذوف أي: هي حمالةُ الحطب وبالنصب على الذم أيْ: أذم حمالةَ الحطب.

فإن قيل: كيف قيل لها: "حمالة الحطب" مع أنها كانت من بيت العز والسعة؟! فالجواب عنه بثلاثة أوجه:

[293 أ/س]

الأول: أنه ليس المراد بالحطب المتعارف؛ بل المراد به ما حملته من الآثام والأوزار بسبب معاداتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم / وترغيبها زوجها على أذاه، فالحطب مستعار لتلك الآثام تشبيهًا لها

(1)

[ما] سقط في ب.

(2)

تفسير النسفي، سورة المسد (3/ 692).

(3)

المستدرك على الصحيحين، كتاب البيوع (2/ 52)(2294)، عن شعبة، عن الحكم، عن عمارة بن عمير، عن أبيه، عن عائشة هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم. وأخرجه أحمد في "مسنده"(11/ 261)(6678) من طريق عبيد الله بن الأخنس، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وأخرجه النسائي في سننه الصغرى (7/ 240)(4449) من طريق إبراهيم به.

(4)

سنن ابن ماجه، كتاب التجارات، باب ما للرجل من مال ولده (2/ 769)(2292) من طريق حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات على شرط البخاري. وأخرجه أحمد في "مسنده"(11/ 261)(6678) من طريق عبيد الله بن الأخنس، به.

(5)

السيرة النبوية لابن هشام (2/ 199).

ص: 1062

بالحطب المتعارف في أن كل واحد منهما سبب لإيقاد النار واشتغالها؛ فإن الأوزار توقد بها نار جهنم ،كما أن الحطب توقد به نار الدنيا.

والثاني: أن الحطب مستعار للنميمة فإنها توقد بها نار الخصومة والحرب، والحرب يطلق عليه اسم النار، قال تعالى:{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ} [المائدة: 64] وعلى التقديرين يكون قوله تعالى: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)} [المَسَد: 5] ترشيحًا للاستعارة؛ فإن الحطب الحقيقي يلائمه أن يلقى حامله الحبل على جيده بأن يجعله حزمة ويحمله على ظهره بالحبل المرسل على الجيد.

والثالث: أن الحطب على حقيقته وكانت تحمل بنفسها الشوك والحطب لأجل أن تلقيه بالليل في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتأذى به عند خروجه للصلاة لا أنها تحمله لمصلحة بيتها حتى ينافي في كونها من بيت العز والسعة

(1)

.

{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ} في موضع الحال من قوله: {وَامْرَأَتُهُ} ، وحبل فاعل الظرف لاعتماده على ذي الحال، أو الخبر على أن يكون وامرأته مبتدأ.

[128 ب/س]

{مِنْ مَسَدٍ} أي: مما

(2)

مُسِد، قال الواحدي: المسد في كلام العرب الفتل. يقال مسد الحبل يمسده مسدًا أي: فتله، والمسد ما مسد أي: فتل / من الحبال من أي شيء كان من ليف أو جلد أو غيرهما

(3)

.

والمراد تصويرها بصورة الحطابة تحقيرًا لها وتعييرًا بها إيذاء لها ولزوجها كما آذيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المراد بيان حالها في نار جهنم؛ أي: أنها تكون في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها حين كانت تحمل حزمة الشوك، فلا تزال على ظهرها حزمة من حطب النار من شجرة الزقوم، أو من

(1)

تفسير الرازي (32/ 355).

(2)

(ما من) في ب.

(3)

الوسيط في تفسير القرآن المجيد، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468 هـ) تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس، قدمه وقرظه: الأستاذ الدكتور عبد الحي الفرماوي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1415 هـ - 1994 م (4/ 569).

ص: 1063

الضريع وفي جيدها حبل ممّا مسد من سلاسل النار كما يعذب كل مجرم بما يجانس حاله في جرمه

(1)

.

(تذييل) ويحتمل أن يكون قوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المَسَد: 1] إخبارًا عن هلاك نفسه، وقوله:"وتب" إخبارًا عن هلاك ولده عتبة. وكون نزول هذه الآية متقدمًا على هلاكهما لا ينافيه كون الأخبار فيها بلفظ الماضي؛ لأن ذلك مبنى على أنه كان في علمه تعالى أنه يحصل ذلك فيما يستقبل، أما هلاك نفسه فموته على الكفر والمذلة

(2)

.

[293 أ/ص]

روى أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت غلامًا للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام دخل بيتنا، فأسلم العباس وأسلمتْ أم الفضل، وكان العباس رضي الله عنه يهاب القوم ويكتم إسلامه، فكان أبو لهب تخلف عن بدر، فبعث مكانه العاص بن هشام، ولم يتخلف رجل منهم إلا بعث مكانه رجلًا، فلما جاء الخبر عن وقعة أهل بدر وجدنا في أنفسنا قوة، وكنت رجلًا ضعيفًا وكنت أعمل القداح في حجرة زمزم، /فكنت جالسًا وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرَّنا ما جاءنا من الخبر؛ إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه، فجلس على طُنُب الحُجرة فقال الناس: هذا أبو سفيان بن حرب، فقال أبو لهب: كيف الخبر يا ابن أخي؟ فقال: لقينا القوم ومنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف أرادوا، وايم الله مع ذلك لقيَنَا رجال بيض على خيلة بين السماء والأرض، فقال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة ثم قلت: أولئك والله الملائكة فأخذني وضربني على الأرض، ثم ركب عليَّ فضربني وكنت رجلًا ضعيفًا، فقامت أم الفضل فضربته على رأسه ولحيته وقالت: تستضعفه إن غاب سيده، والله نحن مؤمنون منذ كثير، وقد صدق فيما قال، فانصرف ذليلًا، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعَدَسة وهي بئرة تخرج في الإنسان وربما قتلت، ولقد تركه أبناؤه ليلتين أو ثلاثًا حتى أنتن في بيته، وكانت قريش تتَّقي العدسة كما يتقي الناس الطاعون، ويقولون: نخشى هذه القرحة، ثم دفنوه وتركوه"

(3)

، فهذا معنى قوله:{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)} [المَسَد: 2].

(1)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (4/ 814).

(2)

غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري (المتوفى: 850 هـ)، المحقق: الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلميه - بيروت، الطبعة: الأولى - 1416 هـ (6/ 591).

(3)

أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم، ذكر إسلام العباس رضي الله عنه، واختلاف الروايات في وقت إسلامه (3/ 363)(5403)، من طريق حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي رافع، وسكت عنه الذهبي في التلخيص، وقال الهيثمي في"المجمع" (6/ 88) (10014): رواه الطبراني والبزار، وفي إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وثقه أبو حاتم، وغيره، وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات.

ص: 1064

وأما هلاك ولده فقد روى عن عروة بن الزبير أن عتبة بن أبي لهب - وكان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يسافر إلى الشام فقال: لآتين محمدًا فلأوذينه فأتاه، فقال: يا محمد إني كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى، ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورد عليه ابنته وطلقها، فقال صلى الله عليه وسلم:"اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك"، وكان أبو طالب حاضرًا عنده، وقال: ما أغناك يا ابن أخي عن مثل هذه الدعوة، فرجع عنه إلي أبيه فأخبره ثم خرجوا إلى الشام، فنزلوا منزلًا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال: إن هذه أرض مسبعة، فقال أبو لهب لأصحابه: أعينونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة، فسلط الله الأسد وألقى السكينة على الإبل، فجعل الأسد يتخللهم ويشم وجوههم حتى وجد عتبة وافترسه. فقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

من يرجع العام أهله

فما أكل السبع بالراجع

قد كان لكم هذا عبرة

للسيد المتبوع والتابع

(1)

(تكميل) قال الإسماعيلي: هذا الحديث مرسل؛ لأن هذه الآية مكية وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذ ذاك صغيرًا. انتهى. بل كان- على بعض الأقوال- غير موجود

(2)

.

واعترض على المؤلف في تخريجه هذا الحديث في هذا الباب؛ لأن تبويبه يدل على العموم في شرار المؤمنين والكافرين، وكأنه نسي حديث أنس رضي الله عنه في الثناء على الجنازة.

وأجيب: بأنه يحتمل أن يريد الخصوص، فطابقت الآية الترجمة، أو يريد العموم قياسًا للمسلم المجاهر بالشرِّ على الكافر؛ لأن المسلم الفاسق لا غيبة له فتذكر

(3)

.

ثم هذا الحديث أخرجه المؤلف هنا مختصرًا ويأتي - إن شاء الله تعالى- في التفسير في الشعراء مطولًا، وأخرجه مسلم في الإيمان والترمذي في التفسير وكذا النسائي

(4)

(1)

رواه أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة (1/ 454)(380)، ورواه البيهقي في دلائل النبوة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سبعة من قريش يؤذونه، ثم على ابن أبي لهب وما ظهر في ذلك من الآيات (2/ 338)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك " (2/ 588) (3984) وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

(2)

التوضيح (10/ 206).

(3)

عمدة القاري (8/ 231).

(4)

صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك} [الشعراء: 215] (6/ 111)(4770) *صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى:{وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214](1/ 193)(208). * السنن الكبرى، كتاب التفسير، سورة سبأ (10/ 227)(11362) * سنن الترمذي، أبواب تفسير القرآن باب ومن سورة تبت (5/ 451)(3363).

ص: 1065

(خاتمة) قد اشتملت كتاب الجنائز من الأحاديث المرفوعة على مائتي حديث وعشرة أحاديث.

[292 أ/س]

المعلق من ذلك والمتابعة ستة وخمسون حديثًا والبقية موصولة. المكرر من ذلك فيه وفيما مضى مائة حديث وتسعة أحاديث. والخالص مائة حديثٍ وحديثٌ.

وافقه مسلم على تخريجها سوى أربعةً وعشرين حديثًا وهي: حديث عائشة رضي الله عنها: " أقبل أبو بكر على فرسه"

(1)

. وحديث أم العلاء: في قصة عثمان بن مظعون

(2)

. وحديث أنس: "أخذ الرَّاية زيد فأصيب"

(3)

. وحديثه: "ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاثة"

(4)

، وحديث عبد الرحمن بن عوف /في قتل مصعب بن عمير

(5)

. وحديث سهل بن سعد: "أن امرأة جاءت ببردة منسوجة"

(6)

، وحديث أنس:"شهدنا بنتا للنبي صلى الله عليه وسلم "

(7)

. وحديث أبي سعيد: " إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال"

(8)

. وحديث ابن عباس في القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب

(9)

. وحديث جابر في قصة قتلى أحد زملوهم بدمائهم

(10)

. وحديثه في قصة استشهاد أبيه ودفنه

(11)

. وحديث صفية بنت شيبة في تحريم مكة

(12)

.

(1)

صحيح البخاري، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه (2/ 71)(1241).

(2)

صحيح البخاري، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه (2/ 71)(1241).

(3)

صحيح البخاري، باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه (2/ 72)(1246).

(4)

صحيح البخاري، باب فضل من مات له ولد فاحتسب وقال الله عز وجل:{وبشر الصابرين} [البقرة: 155](2/ 73)(1248).

(5)

صحيح البخاري، باب: الكفن من جميع المال (2/ 77)(1274).

(6)

صحيح البخاري، باب من استعد الكفن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليه (2/ 78)(1277).

(7)

صحيح البخاري، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه» إذا كان النوح من سنته " (2/ 79)(1289).

(8)

صحيح البخاري، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء (2/ 85)(1314).

(9)

صحيح البخاري، باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة (2/ 89)(1335).

(10)

صحيح البخاري، باب من يقدم في اللحد (2/ 92)(1347).

(11)

صحيح البخاري، باب من يقدم في اللحد (2/ 92)(1348).

(12)

صحيح البخاري، باب الإذخر والحشيش في القبر (2/ 92)(1349).

ص: 1066

[128 ب/ص]

وحديث أنس/ في قصة الغلام اليهودي

(1)

. وحديث ابن عباس: "كنت أنا وأمي من المستضعفين"

(2)

. وقد وهم المِزِّيُّ تبعًا لأبي مسعود في جعله من المتفق وقد تعقبه الحميدي على أبي مسعود فأجاد

(3)

. وحديث أبي هريرة: "الذي يخنق نفسه"

(4)

. وحديث عمر: "أيما مسلم شهد له أربعة بخير"

(5)

. وحديث بنت خالد بن سعيد في التعوذ

(6)

. وحديث البراء: "لما توفي إبراهيم"

(7)

. وحديث سمرة [بالرؤيا]

(8)

بطوله

(9)

. لكن عند مسلم طرف يسير من أوله

(10)

.

وحديث عائشة: "توفي رسول صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين"

(11)

. وحديثها في وصيتها: "أن لا تدفن معهم"

(12)

. وحديث عمر في قصة وصيته عند قتله

(13)

. وحديث عائشة: "لا تسبوا الأموات"

(14)

. وحديث ابن عباس في قول أبي لهب

(15)

.

(1)

صحيح البخاري، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ (2/ 94)(1356).

(2)

صحيح البخاري، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ (2/ 94)(1357).

(3)

الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (2/ 32)(1015).

(4)

صحيح البخاري، باب ما جاء في قاتل النفس (2/ 96)(1365).

(5)

صحيح البخاري، باب ثناء الناس على الميت (2/ 97)(1368).

(6)

صحيح البخاري، باب التعوذ من عذاب القبر (2/ 99)(1376).

(7)

صحيح البخاري، باب ما قيل في أولاد المسلمين (2/ 100)(1382).

(8)

[في الرؤيا]

(9)

صحيح البخاري، باب ما قيل في أولاد المشركين (2/ 100)(1386).

(10)

صحيح مسلم، كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 1781)(2275).

(11)

صحيح البخاري، باب موت يوم الاثنين (2/ 102)(1387).

(12)

صحيح البخاري، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما (2/ 103)(1391).

(13)

صحيح البخاري، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما (2/ 103)(1392).

(14)

صحيح البخاري، باب ما ينهى من سب الأموات (2/ 104)(1393).

(15)

صحيح البخاري، باب ذكر شرار الموتى (2/ 104)(1394).

ص: 1067

وفيه من الآثار الموقوفة على الصحابة ومن بعدهم ثمانية وأربعون أثرًا منها ستة موصولة والبقية معلقة

(1)

.

صلى الله وسلم على نبيه المختار ورضي عن آله وأصحابه الأطهار وارض عنا بهم يا كريم يا غفار.

(1)

فتح الباري (3/ 260)

ص: 1068