الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كانت الحالة الاجتماعية في ذلك الوقت معتمدة على الصدر الأعظم، فإذا كان حازمًا قويًا عادلًا كان حال الرعية في الرخاء، وإذا كان غير ذلك عمّ الفساد في أجزاء الدولة، وترتب على ذلك ضعف الدولة خارجيًا.
وقد كانت بداية عهد السلطان محمد الرابع فترة اضطرابات داخلية؛ لأن الانكشارية ثاروا عليه أول الأمر وآذوا الناس، حتى قضى محمد باشا الكوبرلي على ثورتهم
(1)
.
وفي عهد السلطان سليمان الثاني ثار عليه الأنكشارية أول الأمر أيضًا، وقتلوا الصدر الأعظم، لكن الناس ثاروا عليهم وفتكوا بهم، ثم لما عهد بالصدارة إلى مصطفى باشا الكوبرلي أصلح الأحوال، وأشعر الرعية وجود العدل، وأعاد مجد السلطنة كما بدأ
(2)
.
وقد شهد عهد السلطان محمود عدة فتن ومنازعات داخلية، في الآستانة وبغداد ومكة، وانتهت جميعها واستقرت الأمن.
المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الْحَالَةُ الْعِلْمِيَّةُ:
قضى الشارح فترة حياته في موطنه ومسقط رأسه (أماسية) إسطنبول اليوم، وقد وجد ما يحقق جميع رغباته العلمية وطموحاته ويشبع آماله وأمانيه، فكانت حياته موزعة بين التعلم والتعليم والتدريس والتصنيف.
وعاش الإمام يوسف زاده في بيئة علمية موفرة الدواعي، فبلدته هذا شأنها من كثرة المدارس ودور العلم، والجو السياسي الذي كان يسود الدولة العثمانية آنذاك يُعنى بالعلم والمعرفة
(3)
.
(1)
تاريخ الدولة العلية العثمانية للمحامي (ص: 312).
و
(2)
تاريخ الدولة العثمانية العلية، لإبراهيم بك حليم (ص: 148). تاريخ الدولة العلية العثمانية للمحامي (ص: 306).
(3)
الائتلاف في وجوه الاختلاف في القراءات العشر (ص: 23)، تحقيق: أحمد تيسير، جامعة العلوم الاسلامية العالمية، عمان، (01/ 10/2013) رسالة جامعية. وتاريخ الدولة العلية العثمانية للمحامي (ص: 326).
وكان اهتمام الدولة العثمانية بالعلم والعلماء ظاهرًا؛ لأنها كانت دولة تحكم بالإسلام. ويظهر اهتمام السلاطين بالعلم من خلال المدارس والمساجد التي كانت تبنى، حتى إن بعضها كانت تبنى داخل قصور السلاطين، كدار الكتاب التي بناها السلطان محمود داخل السراي
(1)
.
ويظهر هذا أيضًا من خلال وجود معلمين لبعض السلاطين، كما كان شيخ الإسلام فيض الله أفندي معلمًا للسلطان مصطفى الثاني
(2)
، وللسلطان أحمد الثالث
(3)
، وللسلطان محمود الأول
(4)
.
من خلال ما تقدم يتبين لنا أن العصر الذي عاش فيه المؤلف كان عامرًا زاخرًا بالعلم والعلماء، والحركة الثقافية فيه مزدهرة، خاصة أنه كان في قلب عاصمة الدولة العثمانية، ولم يخرج منها، وهي اسطنبول التي تمثل عاصمة الدولة سياسيًا وفكريًا، ومثل هذه العواصم تجذب طلاب العلم لأنها موئل العلم والمكتبات.
(1)
سلك الدرر (3/ 88). مشكلات الشاطبي، دراسة وتحقيق الطالب: هادي بهجت صبري، بإشراف الدكتور: محسن سميع الخالدي، وهي رسالة ماجستير في كلية أصول الدين- جامعة النجاح الوطنية بنابلس-فلسطين، في سنة (2010 م). (ص: 23)
(2)
تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا (1/ 590).
(3)
تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا (1/ 594).
(4)
تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزتونا (1/ 608).