الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب نَقْضِ شَعَرِ الْمَرْأَةِ، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ
.
قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:
1260 -
حَدَّثَنَا أحمد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ أَيُّوبُ: وَسَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ - رضى الله عنها -: أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ قُرُونٍ نَقَضْنَهُ ثُمَّ غَسَلْنَهُ، ثُمَّ جَعَلْنَهُ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ.
قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:
(باب نَقْضِ شَعَرِ) رأس (الْمَرْأَةِ) الميتة عند الغسل، والتقييد بالمرأة جرى على الغالب؛ لأنَّ حكم الرجل الميت كذلك إذا كان له شعر طويل مضفور؛ ليصل الماء إلى أصول الشعر؛ لأجل التنظيف، وفي بعض النسخ باب بالتنوين ينقض على صيغة المجهول، وشعر المرأة مرفوع على أنَّه مفعول ناب عن الفاعل (وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ) أي: محمد بن سيرين (لا بَأْسَ أَنْ) وفي رواية بأن
(1)
(يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ) ذكرًا كان أو أنثى، وفي رواية: شعر المرأة
(2)
، والأول أعم لتناوله الرجل والمرأة من حيث الحكم.
وهذا التعليق وصله: سعيد بن منصور، عن أيوب، عن محمد، بن سيرين
(3)
.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه: عن حفصة، ثنا أشعب، عن محمد أنه كان يقول:"إذا غسلت المرأة ذوِّب شعرها ثلاث ذوائب، ثُمَّ جعل خلفها"
(4)
.
(1)
إرشاد الساري (2/ 387).
(2)
إرشاد الساري (2/ 387).
(3)
ذكره الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق على صحيح البخاري"، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المحقق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي، المكتب الإسلامي، دار عمار - بيروت، عمان - الأردن، الطبعة: الأولى، 1405 (2/ 462)، قال سعيد بن منصور: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين.
(4)
مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، في شعر المرأة إذا اغتسلت كيف يصنع به (2/ 457)(10992).
(حَدَّثَنَا أحمد
(1)
) كذا وقع غير منسوب في رواية الأكثرين، ونسبه ابن السكن، وقال أحمد بن صالح المصري
(2)
، وقال الجياني، وقيل أحمد بن عيسى التستري
(3)
وقال ابن مندة الأصفهاني: كلما قال البخاري في الجامع مع حدثنا أحمد، عن ابن وهب؛ فهو ابن صالح المصري، وإذا حدث عن أحمد بن عيسى ذكره بنسبه
(4)
.
(قال حَدَّثَنَا بْنُ وَهْبٍ
(5)
) أي عبد الله بن وهب كما في رواية (أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (قَالَ أَيُّوبُ) هو ابن أبي تميمة السختياني (وَسَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ) هو عطف على مقدر، أي: قال أيوب سمعت كذا، أو سمعت حفصة إشعارًا بأنه سمع في الباب غير ذلك، وفي رواية الإسماعيلي مِنْ طَريقِ حرملة عن ابن وهب، عن ابن جريج: أن أيوب بن أبي تميمة أخبره (قَالَتْ حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ) رضي الله عنها
(6)
(أَنَّهُنَّ) أي: أن النساء اللاتي باشرن غسل بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: منهن أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب
(7)
، وليلى بنت قانف بالقاف والنون كذا في رواية أبي داود
(8)
.
(1)
هو: أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر الحافظ المعروف بابن الطبري، مات سنة ثمان وأربعين وله ثمان وسبعون سنة، تهذيب الكمال (1/ 341)(49).
(2)
حكاه عنه الجياني في (تقييد المهمل وتمييز المشكل)، (ص 48).
(3)
تقييد المهمل وتمييز المشكل (ص 48).
(4)
فتح الباب في الكنى والألقاب، أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه العبدي، المحقق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي، مكتبة الكوثر - السعودية - الرياض، الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1996 م (1/ 187 و 488) والهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد (1/ 47).
(5)
هو: عبد الله ابن وهب ابن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد من التاسعة مات سنة سبع وتسعين ومائة وله اثنتان وسبعون سنة. تهذيب الكمال (16/ 277)(3645)، وتقريب التهذيب (1/ 328)(3694).
(6)
جاء في (ب) رضي الله عنه.
(7)
الذرية الطاهرة النبوية، أبو بِشْر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الأنصاري الدولأبي الرازي، المحقق: سعد المبارك الحسن، الدار السلفية - الكويت، الطبعة: الأولى، 1407 (ص 60)، وفتح الباري (3/ 128).
(8)
سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب في كفن المرأة (3/ 200)(3157).
[114 أ/س]
(جَعَلْنَ رَأْسَ) أي: شعر رأس (بِنْتِ) وفي رواية ابنة
(1)
(رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم /ثَلَاثَةَ قُرُونٍ) أي: ضفائر، وكان سائلًا، قال: كيف جعلته ثلاثة قرون؟ فقالت أم عطية: (نَقَضْنَهُ) أي: شعرها؛ لأجل إيصال الماء إلى أصوله، وتنظيفه من الأوساخ (ثُمَّ غَسَلْنَهُ) أي: الشعر (ثُمَّ جَعَلْنَهُ) بعد الغسل (ثَلَاثَةَ قُرُونٍ) ليجتمع وينضم ولا ينتشر، وفي رواية مسلم من حديث أيوب عن حفصة عن أم عطية:"مشطناها ثلاثة قرون"
(2)
، وهو بتخفيف المعجمة، أي: سرَّحناها بالمشط.
وقال الحافظ العسقلاني: وفيه حجة للشافعي ومن وافقه على استحباب تسريح الشعر
(3)
، وتعقبه العيني: بأنه لا يرى قول الصحابي ولا فعله، وأم عطية رضي الله عنها أخبرت عن فعلهن، ولم تخبر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ فكيف يقول وفيه حجة؟
(4)
(1)
إرشاد الساري (2/ 387).
(2)
صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب في غسل الميت (2/ 647)(939).
(3)
فتح الباري (3/ 133).
(4)
عمدة القاري (8/ 45)