الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ كَلَامِ المَيِّتِ عَلَى الجَنَازَةِ
قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:
1380 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ - رضى الله عنه - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِى قَدِّمُونِى. وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا. يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَىْءٍ إِلَاّ الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ» .
قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:
[119 ب/س]
(بَابُ كَلَامِ المَيِّتِ) بعد حمله (عَلَى الجَنَازَةِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) هو ابن سعيد قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) أي: ابن سعد الإمام / (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ - رضى الله عنه - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ) أي: الجنازة (صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِى قَدِّمُونِى) مرتين.
(وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا) بالمثناة التحتية، في: يذهبون، وأضاف "الويل" إلى الضمير الغائب حملًا على المعنى، وعدل عن حكاية قول الجنازة: يا ويلي، كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه.
ومعنى النداء فيه: يا حزني، يا هلاكي، يا عذابي احضر فهذا وقتك وأوانك. وكل من وقع في هلكة دعا بالويل، وأسند الفعل إلى الجنازة، وأراد الميت
(1)
، والكلام كما قال ابن بطال: من الروح
(2)
.
(1)
إرشاد الساري (2/ 468).
(2)
شرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 297).
وروى مرفوعًا: "أن الميت ليعرف من يحمله، ومن يغسله ومن يدليه في قبره"
(1)
، وعن مجاهد:"إذا مات الميت فما من شيء إلا وهو يراه عند غسله، وعند حمله حتى يصير إلى قبره"
(2)
.
(يَسْمَعُ
(3)
صَوْتَهَا كُلُّ شَىْءٍ إِلَاّ الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ) أي: لمات.
وقد تقدم هذا الحديث قبل بضعة وثلاثين بابًا في: "باب: قول الميت وهو على الجنازة: قدموني".
قال ابن رشيد: والحكمة في التكرير أن الترجمة الأولى مناسبة للترجمة التي قبلها، وهي باب السرعة بالجنازة؛ لاشتمال الحديث على بيان موجب الإسراع وكذلك هذه الترجمة مناسبة التي قبلها، كأنه أراد أن يبين أن ابتداء العرض يكون عند حمل الجنازة؛ لأنها حينئذ يظهر لها ما [يؤول]
(4)
إليه فيقول ما يقول
(5)
.
(1)
المعجم الأوسط باب الميم، من اسمه: محمد (7/ 257)(7438) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، وقال: لم يرو هذا الحديث عن فضيل بن مرزوق إلا إسماعيل بن عمرو، إسناد ضعيف فيه إسماعيل بن نجيح البجلي، ذكره الذهبي فاي"ديوان الضعفاء" (1/ 37) (452). وفيه وعطية بن سعد العوفي قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (1/ 276) (2843): مجمع على ضعفه. وأخرجه أحمد في مسنده (17/ 29)(10997) من طريق حسن الحارثي، عن سعيد بن عمرو بن سليم قال: سمعت رجلا منا - قال عبد الملك: نسيت اسمه - ولكن اسمه معاوية أو ابن معاوية، يحدث عن أبي سعيد الخدري، إسناده ضعيف لإبهام راويه عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 21) (4067): فيه رجل لم أجد من ترجمه.
(2)
المنامات، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281 هـ)، المحقق: عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1413 - 1993 (1/ 14)(9)، وشرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 366).
(3)
[فيسمع] ورد في (أ-ب).
(4)
[تؤول] في فتح الباري.
(5)
فتح الباري (3/ 244).