المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب . قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله: 1386 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ - نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز - جـ ١

[يوسف أفندي زاده الأماسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُالإِمَامُ البُخَارِيُّ، وَحَيَاتُهُ الْعِلْمِيَّةُ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلقبُهُ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وَنَشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ:

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ:

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: شُيُوْخُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ السَّادِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌الْمَبْحُثُ السَّابِعُ: ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّامِنُ: مِحْنَتُهُ وَوَفَاتُهُ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِيالتَّعْرِيْفُ بِـ (الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ) لِلْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وِنِسْبَتُهُ إِلَى الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: شَرْطُ الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ فِيْ صَحِيْحِهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِوَايَاتُ الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ لِلْبُخَارِيِّ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: عِنَايَةُ الْعُلَمَاءِ بِصَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ، وَذِكْرُ أَهَمِّ شُرُوْحِهِ

- ‌الفَصْلُ الثَّالِثُالتعريف بالإمام: عبد الله بن محمد بن يوسف، المعروف بـ (يوسف زاده)

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُعَصْرُ الْإِمَامِ: عَبْدِاللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ، المَعْرُوْفُ بِـ (يُوْسُفَ زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الحَالَةُ السِّيَاسِيَّة

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: الحَالَةُ الْإِجْتِمَاعِيَة

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الْحَالَةُ الْعِلْمِيَّةُ:

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: حَيَاةُ الْعَلَّامَةِ (يُوْسُفَ أَفَنْدِي زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلَقَبُهُ

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وُنُشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْم

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: شُيُوْخُهُ

- ‌المَطْلَبُ الرَّابِعُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌المَطْلَبُ الْخَامِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌المَطْلَبُ السَّادِسُ: ثناء العلماء عليه

- ‌المَطْلَبُ السَّابِعُ: عَقِيْدَتُهُ وَمَذْهَبُهُ الفِقْهِيُّ

- ‌المَطْلَبُ الثَّامِنُ: وَفَاتُهُ

- ‌الفَصْلُ الرَّابِعُالتَّعْرِيْفُ بِكِتَابِ (نَجَاحِ القَارِيْ شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ)،مع وصف المخطوط، ومنهج التحقيق

- ‌المَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُ الكِتَابِ، وَإِثْبَاتُ نِسْبَتِهِ لِلمُؤَلِّفِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: تَارِيْخُ بِدَايَةِ التَّألِيْفِ وَنِهَايَتِهِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّالِثُ: مَنْهَجُ المُؤَلِّفِ فِي هَذا الكِتَابِ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: مَصَادِرُ المُؤَلِّفِ فِي الكِتَابِ

- ‌أَوَّلًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآن

- ‌ القرآن الكريم

- ‌ثَانِيًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيْفِ.فهي على أنواع، منها:

- ‌الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ

- ‌كُتُبُ المَسَانِيْدِ

- ‌كُتُبُ المُوَطَّآتِ

- ‌كُتُبُ المعَاجِمِ

- ‌المُسْتَخْرَجَات

- ‌كُتُبِ العِلَلِ

- ‌نَاسِخُ الحَدِيْثِ وَمَنْسُوْخِهِ

- ‌كُتُبُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ

- ‌شُرُوْحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ

- ‌شُرُوْحُ مُسْلِمٍ

- ‌شُرُوْحُ الأَحَادِيْثِ

- ‌تَرَاجُمُ الرُّوَاةِ

- ‌السِّيْرَةُ النَّبَوِيُّةُ

- ‌كُتُبُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ

- ‌كُتُبُ التّارِيْخِ وَالطَّبَقَاتِ وَالأَنْسَابِ وَالأَطْرَافِ:

- ‌المُتَنَوِعَاتُ

- ‌ثَالِثًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْفِقْهِ الإِسْلَامِي

- ‌المَذْهَبُ الحَنَفِيِّ

- ‌الفِقْهُ المَالِكِيُّ

- ‌الفِقْهُ الشَّافِعِيِّ

- ‌الفِقْهُ الحَنْبَلِيِّ:

- ‌الفِقْهُ العَامُّ

- ‌المَبْحَثُ الخَامِسُ: مُمَيِّزَاتُ هَذا الشَّرْحِ

- ‌المَبْحَثُ السَّادِسُ: وَصْفٌ عَامٌ لِلْمَخْطُوْطِ، وَالتَّعْرِيْفُ بالُنسَخِ التَّي حُقِّقَ عَلَيْهَا النَّصُّ

- ‌المَبْحَثُ السَّابع: منهج التحقيق

- ‌الفصل الخامسخمس مسائل فقهية مقارنة بفقه المذاهب الأخرى، واختيار الشارح فيها

- ‌المَسْأَلَةُ الْأُوْلَى: الصلاة على الغائب

- ‌فائدة:

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: الصَّلَاة على الْمَيِّت فِي الْمَسْجِد

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: زيارة القبور للنساء

- ‌المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: نقل الميت من موضع إلى موضع

- ‌المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ: الصلاة على شهيد المعركة

- ‌كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌باب: في الْجَنَائِزِ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب: الدُّخُولِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِذَا أُدْرِجَ فِى كَفَنِهِ

- ‌بَابٌ: الرَّجُلُ يَنْعَى إِلَى أَهْلِ المَيِّتِ بِنَفْسِهِ

- ‌بابُ: الإِذْنِ بِالْجَنَازَةِ

- ‌باب: فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحتسب، وَقَالَ اللَّهُ عز وجل {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

- ‌باب: قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ عندَ القَبْرِ: اصْبِرِي

- ‌باب: غُسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ

- ‌باب: مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْرًا

- ‌باب: يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ المَيِّتِ

- ‌باب: مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَيِّتِ

- ‌باب: هَلْ تُكَفَّنُ المَرْأَةُ فِي إِزَارِ الرَّجُلِ

- ‌باب: يُجْعَلُ الكَافُورُ فِي آخِرِهِ

- ‌باب نَقْضِ شَعَرِ الْمَرْأَةِ، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ؟ وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخِرْقَةُ الْخَامِسَةُ تَشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ تَحْتَ الدِّرْعِ

- ‌باب: يُجْعَلُ شَعَرُ المَرْأَةِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ

- ‌بَابٌ: يُلْقَى شَعْرُ المَرْأَةِ خَلْفَهَا

- ‌باب: الثِّيَابِ البِيضِ لِلْكَفَنِ

- ‌بَابُ: الكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ

- ‌باب: الحَنُوطِ لِلْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ يُكَفَّنُ المُحْرِمُ

- ‌باب: الْكَفَنِ فِي الْقَمِيصِ الَّذِى يُكَفُّ أَوْ لَا يُكَفُّ، وَمَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌باب: الكَفَنِ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌بابٌ: الكَفَنِ بِلَا عِمَامَةٍ

- ‌بابٌ: الْكَفَنِ مِنْ جَمِيعِ الْمَال

- ‌باب: إِذَا لَمْ يُوجَدْ إلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ

- ‌باب: باب إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إلَّا مَا يُوَارِى رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى رَأْسَهُ

- ‌باب: مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ في زَمَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ

- ‌باب: اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الجَنَائِزِ

- ‌باب: إِحْدَادِ المَرْأَةِ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا

- ‌باب: بَابُ زِيَارَةِ القُبُور

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ

- ‌باب: مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الجُيُوبَ

- ‌باب: رِثَاءِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْوَيْلِ وَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابُ: مَنْ جَلَسَ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ

- ‌باب: مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌باب: الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»

- ‌بَابُ: البُكَاءِ عِنْدَ المَرِيضِ

- ‌بَابُ: مَا يُنْهَى عَنِ النَّوْحِ وَالْبُكَاءِ وَالزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌بَابُ القِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌باب مَتَى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ لِلْجَنَازَةِ

- ‌بَابٌ: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً، فَلَا يَقْعُدُ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ، فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالقِيَامِ

- ‌بَابٌ: باب مَنْ قَامَ لِجَنَازَةِ يَهُودِىٍّ

- ‌بَابُ حَمْلِ الرِّجَالِ الجِنَازَةَ دُونَ النِّسَاءِ

- ‌بَابُ السُّرْعَةِ بِالْجِنَازَةِ

- ‌بَابُ: قَوْلِ المَيِّتِ وَهُوَ عَلَى الجِنَازَةِ: قَدِّمُونِي

- ‌بَابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَى الجِنَازَةِ خَلْفَ الإِمَامِ

- ‌بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ

- ‌بَابُ صُفُوفِ الصِّبْيَانِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الجَنَائِزِ

- ‌باب سُنَّةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌باب فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ مَنِ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ

- ‌باب صَلَاةِ الصِّبْيَانِ مَعَ النَّاسِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الجَنَائِزِ بِالْمُصَلَّى وَالمَسْجِدِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ إِذَا مَاتَتْ فِى نِفَاسِهَا

- ‌بَابٌ: أَيْنَ يَقُومُ مِنَ المَرْأَةِ وَالرَّجُلِ

- ‌باب التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌باب قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ

- ‌بَابُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌باب الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ. وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - لَيْلًا

- ‌بَابُ بِنَاءِ المَسْجِدِ عَلَى القَبْرِ

- ‌بَابُ مَنْ يَدْخُلُ قَبْرَ المَرْأَةِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ

- ‌بَابُ دَفْنِ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ غَسْلَ الشُّهَدَاءِ

- ‌بَابُ مَنْ يُقَدَّمُ فِي اللَّحْدِ

- ‌بَابُ الإِذْخِرِ وَالحَشِيشِ فِي القَبْرِ

- ‌بَابٌ: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّةٍ

- ‌بَابُ اللَّحْدِ وَالشَّقِّ فِي القَبْرِ

- ‌باب إِذَا أَسْلَمَ الصَّبِىُّ فَمَاتَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يُعْرَضُ عَلَى الصَّبِىِّ الإِسْلَامُ

- ‌بابٌ إِذَا قَالَ الْمُشْرِكُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب الْجَرِيدِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَاتِلِ النَّفْسِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالاِسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ

- ‌باب ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ الغِيبَةِ وَالبَوْلِ

- ‌بَابُ المَيِّتِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ

- ‌بَابُ كَلَامِ المَيِّتِ عَلَى الجَنَازَةِ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌باب

- ‌بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ

- ‌بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَبْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما

- ‌باب مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الأَمْوَاتِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ المَوْتَى

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌باب . قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله: 1386 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

‌باب

.

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:

1386 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا» . قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ. فَسَأَلَنَا يَوْمًا، فَقَالَ:«هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا» . قُلْنَا: لَا. قَالَ: «لَكِنِّى رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِى فَأَخَذَا بِيَدِى، فَأَخْرَجَانِى إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى: إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِى شِدْقِهِ، حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ، فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ، وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ، أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ، فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِى فِى النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِى فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِى فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِى أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بِى فِى الشَّجَرَةِ، وَأَدْخَلَانِى دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِى مِنْهَا فَصَعِدَا بِى الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلَانِى دَارًا هِىَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ. قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِى اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرَانِى عَمَّا رَأَيْتُ. قَالَا: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِى رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَالَّذِى رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ، يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَالَّذِى رَأَيْتَهُ فِى الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ. وَالَّذَى

ص: 1003

رَأَيْتَهُ فِى النَّهَرِ آكِلُو الرِّبَا. وَالشَّيْخُ فِى أَصْلِ الشَّجَرَةِ إبراهيم عليه السلام وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ، وَالَّذِى يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ. وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِى دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا فَوْقِى مِثْلُ السَّحَابِ. قَالَا: ذَاكَ مَنْزِلُكَ. قُلْتُ: دَعَانِى أَدْخُلْ مَنْزِلِى. قَالَا: إِنَّهُ بَقِىَ لَكَ عُمْرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ»

قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:

(باب) بالتنوين أي: هذا باب، وهو كالفصل من الباب الذي قبله؛ لتعلقه في الحكم بما قبله، ثم إنه وقع هكذا عند الرواة كلهم إلا أبا ذر

(1)

.

(حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) أبو سلمة المنقري التبوذكي قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ) بالحاء المهملة والزاي قال: (حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ

(2)

) بتخفيف الجيم وبالمد عمران بن تيم. ويقال: إن ملحان العطاردي مخضرم أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسلم بعد فتح مكة، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ونزل البصرة.

(عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلَاةً) وفي رواية: صلاته، وفي أخرى: صلاة الغداة

(3)

. (أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ) الكريم (فَقَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا) مقصور غير منصرف، ويكتب بالألف كراهة اجتماع مثلين، وجمعه، رُؤًى مثل "رُعًى" بالتنوين

(4)

.

(1)

فتح الباري (3/ 252).

(2)

هو: عمران بن مِلْحان، ويقال: ابن تيم أبو رجاء العطاردي، مشهور بكنيته، وقيل: غير ذلك في اسم أبيه، مخضرم ثقة معمر [من الثانية] مات سنة خمس ومائة تهذيب الكمال (22/ 356)(4505)، وتقريب التهذيب (ص: 430) (5160).

(3)

إرشاد الساري (2/ 471)(1386).

(4)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، فصل الراء [رأى](6/ 2349).

ص: 1004

والمشهور عند أهل اللغة أن الرؤيا في المنام، والرؤية في اليقظة، وقد قيل: إن الرؤيا أيضًا تكون في اليقظة

(1)

، وعليه تفسير الجمهور في قوله تعالى: / {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} [الإسراء: 60] إن الرؤيا هنا في اليقظة.

[121 ب/س]

(قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ) أيْ: رؤيا (قَصَّهَا) عليه صلى الله عليه وسلم (فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ، فَسَأَلَنَا) بفتح اللام، جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وقوله:(يَوْمًا) نصب على الظرفية (فَقَالَ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا». قُلْنَا: لَا. قَالَ) صلى الله عليه وسلم: (لَكِنِّى رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ) بالنصب (رَجُلَيْنِ)، قال الطيبي: وجه الاستدراك أنه كان يجب أن يعبر لهم الرؤيا فلما قالوا: ما رأينا، كأنه قال: أنتم ما رأيتم شيئًا لكني رأيت رجلين

(2)

. وفي حديث علي رضي الله عنه عند أبي حاتم: "رأيت ملكين"

(3)

.

[276 أ/ص]

(أَتَيَانِى فَأَخَذَا بِيَدِى، فَأَخْرَجَانِى إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ) وفي رواية: "إلى أرض مقدسة"

(4)

، وعند أحمد:"إلى أرض فضاء أو أرض / مستوية"

(5)

وفي حديث علي رضي الله عنه: "فانطلقا بي إلى السماء"

(6)

.

(1)

لسان العرب، باب الواو والياء من المعتل [فصل الراء المهملة](14/ 297).

(2)

الكاشف عن حقائق السنن (9/ 3007)

(3)

العلل لابن أبي حاتم، بيان علل أخبار رويت في الطهارة (2/ 347)(421)، من طريق أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي، قال ابن أبي حاتم: عمرو بن خالد الواسطي، وهو ضعيف الحديث جدًا. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 257) (6359). قال ابن عدي:"ولعمرو بن خالد غير ما ذكر من الحديث، وعامة ما يرويه موضوعات" وقال الدَّارَقُطْنِيّ: عمرو بن خالد الواسطي، متروك، يحدث عن زيد بن علي.

(4)

إرشاد الساري (2/ 471)(1386).

(5)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، أول مسند البصريين، ومن حديث سمرة بن جندب، (33/ 335)(20165)، من طريق يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب، إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري في صحيحه، باب ما قيل في أولاد المشركين (2/ 100)(1386) من طرق عن جرير بن حازم، به.

(6)

العلل لابن أبي حاتم، بيان علل أخبار رويت في الطهارة (2/ 347)(421) تقدم تخريجه قريبًا.

ص: 1005

(فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ) كلمة "إذا" للمفاجأة (وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ) أي: شيء فسره المؤلف بقوله: (قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا) أبهمه لنسيان أو غيره، وليس بقادح؛ لأنه لا يروي إلا عن ثقة بشرطه المعروف فلا بأس بجهل اسمه.

قال الحافظ العسقلاني: لم أعرف المراد به إلا أن الطبراني أخرجه في المعجم الكبير عن العباس بن الفضل الأسفاطي عن موسى بن إسماعيل فذكر الحديث بطوله، وفيه:"بيده كلاّب من حديد"

(1)

.

(عَنْ مُوسَى) هو ابن إسماعيل التبوذكي (كَلُّوبَ من حديد) بفتح الكاف وضم اللام المشددة: وهي الحديدة التي لها شعب ينشل بها اللحم عن القدر، وكذلك "لكِلَّاب" بكسر الكاف، و"من" للبيان.

(يدخله فِى شِدْقِهِ) أي: يدخل ذلك الكلوب في شدقه. بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة أي: في جانب فم الرجل الجالس، وفي رواية:"ورجل قائم بيده كلوب من حديد"، قال بعض أصحابنا: إنه يدخل ذلك الكلوب في شدقه فهذا سياق مستقيم، وعلى راوية الأولى يحتاج إلى تقدير في الكلام، كما لا يخفى على ذوي الأفهام

(2)

. كما أشرنا إليه فيما قبل.

(حَتَّى يثلغ قَفَاهُ) من ثلَغ يثلَغ بفتح اللام فيهما ثلغًا، ومادته ثاء مثلثة ولام وغين معجمة، وبالموحدة تصحيف. والثلغ: الشدخ. وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ

(3)

.

قال القسطلاني: فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه أي: يقطعه شقًا

(4)

.

(1)

المعجم الكبير (7/ 241)(6989)، من طريق: العباس بن الفضل، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير بن حازم، عن أبي رجاء، عن سمرة، إسناده حسن رجاله ثقات عدا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال ابن حجر في"التقريب" (ص: 514) (6400): وهو صدوق حسن الحديث.

(2)

فتح الباري (3/ 252).

(3)

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم (1/ 499).

(4)

إرشاد الساري (2/ 471).

ص: 1006

وفي حديث عليٍّ، رضي الله عنه:"وإذا أنا بملك، وأمامه آدمي، وبيد الملك كلوب من حديد، فيضعه في شقه الأيمن فيشقه"

(1)

.

(ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ) أي: مثل ما فعل بشدقه الأول (وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا) وفي التعبير: "فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كانح"

(2)

.

(فَيَعُودُ) ذلك الرجل (فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ) قال صلى الله عليه وسلم: (قُلْتُ) أي: للرجلين اللذين أتيا بي (مَا هَذَا) أي: ما حال هذا الرجل؟ وفي رواية: "من هذا؟ "، أي: من هذا الرجل؟،

(3)

.

[277 أ/س]

(قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ) بكسر الفاء وسكون الهاء وفي آخره راء هو: الحجر ملء الكف

(4)

، وقيل: هو الحجر مطلقًا، والجملة حالية/ (أَوْ صَخْرَةٍ) على الشك، وفي التعبير:"وإذا آخر قائم عليه بصخرة"

(5)

من غير شك (فَيَشْدَخُ) بفتح الدال المهملة وبالخاء المعجمة من الشدخ: وهو كسر الشيء الأجوف

(6)

. تقول: شَدخت رأسه فانشدخ (بِهِ) أي: بالفهر، وفي رواية: بها، أي: بالصخرة (رَأْسَهُ) وفي التعبير: "وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه"

(7)

.

(فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ) بفتح الدالين المهملتين بينهما هاء ساكنة على وزن تدحرج لفظًا ومعنى، يقال: دهدهت الحجر فتدهده إذا دحرجته فتدحرج، ويقال: دهديته أيضًا بإبدال الياء من الهاء

(8)

، وفي حديث علي: رضي الله عنه "فمررت علي ملك وأمامه آدمي وبيد الملك صخرة يضرب بها هامة الآدمي فيقع رأسه جانبًا ويقع الصخرة جانبًا"

(9)

.

(1)

العلل لابن أبي حاتم، بيان علل أخبار رويت في الطهارة (2/ 347)(421) تقدم تخريجه قريبًا

(2)

صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (9/ 44)(7047).

(3)

إرشاد الساري (2/ 471).

(4)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، [فهر](2/ 784).

(5)

صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (9/ 44)(7047).

(6)

كتاب العين [خ د ش](4/ 166).

(7)

صحيح البخاري، (9/ 44)(7047).

(8)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية [دهده](6/ 2231).

(9)

العلل لابن أبي حاتم، (2/ 347) (421) تقدم تخريجه في (ص:1005)

ص: 1007

(فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ) أي: إلى الحجر (لِيَأْخُذَهُ) فيصنع به كما صنع (فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا) الذي شدخ رأسه (حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ) وفي التعبير: "حتى يصح رأسه"

(1)

(وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ) لهما (مَنْ هَذَا؟) فإن قيل: لم ذكر في هذا بلفظ "من" وفي أخواتهما بلفظ: ما؟ فالجواب: أن السؤال بـ"من" عن الشخص، وبـ"ما" عن حاله وهما متلازمان، في المآل لكن لما كان هذا عبارة عن العالم بالقرآن ذكره بلفظ:"من" الذي للعقلاء؛ إذ العلم من حيث هو فضيلة وإن لم يكن معه

(2)

العمل بخلاف غيره؛ إذ الأفضلية

(3)

لهم، كأنهم لا عقل لهم. كذا قرره الكرماني فليتأمل

(4)

.

(قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ) بفتح المثلثة وسكون القاف. وفي رواية: الكشميهني: بالنون المفتوحة وسكون القاف، وعند الأصيلي: بالنون وفتح القاف وهو بمعنى: ثقب، بالمثلثة

(5)

. (مِثْلِ التَّنُّورِ) بفتح المثناة الفوقية وبضم النون المشددة وفي آخره راء، وهذه اللفظة من الغرائب حيث توافق فيه جميع اللغات، وهو الذي يخبز فيه

(6)

.

(أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ) أي: ذلك الثقب (تَحْتَهُ نَارًا) نصب على التمييز، كقوله: مررت بامرأة تتضوع من أردانها طيبًا. أي: يتضوع طيبها من أردانها، فكأنه قال: يتوقد ناره تحته. قاله ابن مالك

(7)

.

قال البدر الدماميني: وهو صريح في أن تحته منصوب لا مرفوع، وقال: إنه رآه في نسخة بضم التاء، وصحح عليها، قال: وكان هذا بناء على أن تحته فاعل يتوقد، ونصوص أهل العربية تأباه. فقد صرحوا بأن فوق وتحت من الظروف المكانية العادمة للتصرف. انتهى

(8)

.

(1)

صحيح البخاري، (9/ 44)(7047).

(2)

[معه] سقط في ب.

(3)

[لا فضيلة لهم]

(4)

الكواكب الدراري (7/ 156).

(5)

عمدة القاري (8/ 216).

(6)

مشارق الأنوار على صحاح الآثار [ت ن ر](1/ 123).

(7)

شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح (ص: 133).

(8)

مصابيح الجامع (ص: 307).

ص: 1008

وقال ابن مالك: ويجوز أن يكون فاعل يتوقد موصولًا "بتحته"، فحذفت، وبقيت صلته دالة عليه لوضوح المعنى، والتقدير: يتوقد الذي تحته، أو: ما تحته/نارًا وهو مذهب الكوفيين، والأخفش. واستصوبه ابن مالك

(1)

.

[121 ب/ص]

وفي رواية أبي ذر وأبي الوقت: "يتوقد تحته نارٌ"، بالرفع على أنه فاعل يتوقد

(2)

.

[277 أ/ص]

(فَإِذَا اقْتَرَبَ) بالموحدة، من القرب /كذا في رواية: أبي ذر، والأصيلي، أي: إذا قرب الوقود أو الحر الدال عليه قوله: يتوقد. وفي رواية: القابسي، وابن السكن، وعبدوس:"فإذا فترت" بالفاء والتاء المثناة الفوقية من الفترة: وهو الضعف والانكسار، وقد فتر الحر وغيره يفتر فتورًا

(3)

.

قال ابن التين: ما علمت له وجهان لأن بعده فإذا خمدت رجعوا ومعنى خمدت وفترت واحد، وفي رواية الكشمهيني:"فإذا اقترت" بهمزة قطع فقاف فمثناتين بينهما راء، من القترة: وهو الغبار، والمعنى التهبت وارتفع نارها

(4)

.

وقال الجوهري: قتر اللحم يقتِر بالكسر، إذا أرتفع قُتارُها والقتار ريح الشواء، وقتر بالكسر: لغة فيه

(5)

.

وعند البغوي: فإذا أُوقِدَتِ

(6)

. وعند الحميدي: فإذا ارتقت من الارتقاء وهو الصعود، قال الطيبي: وهو الصحيح دراية ورواية

(7)

.

(ارْتَفَعُوا) جواب "إذا" والضمير فيه يرجع إلى الناس بدلالة سياق الكلام، ووقع في جمع الحميدي:"ارتقوا" من الارتقاء بمعنى الصعود

(8)

.

(1)

شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح (ص: 133).

(2)

إرشاد الساري (2/ 472).

(3)

الصحاح تاج اللغة [فتر](2/ 777)

(4)

عمدة القاري (8/ 216)، وإرشاد الساري (2/ 472).

(5)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، [قتر](2/ 786).

(6)

شرح السنة، كتاب البيوعباب وعيد آكل الربا. (8/ 51)(2053).

(7)

الكاشف عن حقائق السنن، كتاب الرؤيا (9/ 3008).

(8)

الجمع بين الصيحين، للإمام محمد بن فتوح الحُميدي (ت: 488 هـ) تحقيق: الدكتور علي حسين البواب، دار ابن حزم (1/ 377).

ص: 1009

(حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا) أن مصدرية؛ أي: كاد خروجهم، والخبر محذوف أي: كاد خروجهم يتحقق، وفي رواية:"كادوا يخرجون"

(1)

وفي نسخ المصابيح: طحتى يكادوا يخرجوا" وحقه إثبات النون اللهم إلا أن يتمحل، ويقدر أن يخرجوا تشبيهًا لكاد بعسى ثم حذفت أن وترك على حاله

(2)

. وفي التوضيح: وروى بإثبات النون

(3)

.

(فَإِذَا خَمَدَتْ) بفتح الخاء المعجمة والميم أي: سكن لهيبها ولم يطفأ حرها (رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ. فَقُلْتُ:) لهما (ما هَذَا؟) وفي رواية: " من هذا".

(قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ) بفتح الهاء وسكونها (مِنْ دَمٍ) وفي التعبير" فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول: "أحمر مثل الدم"

(4)

(فِيهِ) أي: في ذلك النهر (رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى) بدون الواو، وفي رواية:"وعلى" بالواو

(5)

(وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ) بفتح السين وسكونها.

ويروي: " قال يزيد" أي: ابن هارون ووهب بن جرير، عن جرير بن حازم "وعلى شطّ النهر رجل" بالشين المعجمة وتشديد الطاء.

أما التعليق عن يزيد فوصله أحمد عنه وساق الحديث بطوله، وفيه:"فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شط النهر رجل"

(6)

.

وأما التعليق عن وهب بن جرير فوصله أبو عوانة في صحيحه وفيه: " حتى ننتهي إلى نهر دم، ورجل قائم في وسطه، ورجل على شاطئ النهر"

(7)

.

(1)

إرشاد الساري (2/ 472).

(2)

الكاشف عن حقائق السنن (9/ 3008).

(3)

التوضيح (10/ 176).

(4)

صحيح البخاري، (9/ 44)(7047).

(5)

إرشاد الساري (2/ 472).

(6)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، (33/ 335) (20165) تقدم تخريجه في (ص:1005)

(7)

لم أجده في المطبوعات أبي عوانة. أخرجه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري"(3/ 252)، وتغليق التعليق (2/ 500) من طريق أبي عوانة، عن أبي الأزهر ويزيد بن سنان، عن وهب بن جرير، عن أبي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بنت جندب، وقال: وأصل الحديث عند مسلم (4/ 1781)(2275)، من طريق وهب لكن باختصار.

ص: 1010

(بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِى فِى النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ) من النهر (رَمى الرَّجُلُ) الذي بين يديه / الحجارة، ويروى "الرجلُ" بالرفع أيضًا، وحينئذ يكون رُمي على صيغة المجهول (بِحَجَرٍ فِى فِيهِ) أي: في فمه (فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ) من النهر (فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ) من النهر (رَمَى فِى فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ) وفيه: وقوع خبر "جعل" التي هي من أفعال المقاربة جملة فعلية مصدرية بكلما، والاستعمال المطرد أن يكون فعلًا مضارعًا، تقول: جعلتُ أفعل كذا. وما جاء بخلافه فهو منبه على أصل مرفوض، وذلك أن سائر أفعال المقاربة مثل "كان" في الدخول على المبتدأ والخبر، فالأصل أن يكون خبرها كخبر كان في وقوعه مفردًا وجملة اسمية وفعلية وظرفًا، فترك الأصل والتزم أن يكون الخبر مضارعًا، ثم نبه على الأصل شذوذًا في مواضع

(1)

.

[278 أ/س]

(فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا) وفي رواية: سقط لفظة "فانطلقنا"(حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ) زاد في التعبير: "فيها من كل لون الربيع"(وَفِى أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ) وفي التعبير: "فإذا بين ظهرَي الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولًا في السماء، وإذا حوله من أكثر ولدان ما رأيتهم قط"

(2)

.

(وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا) وفي التعبير: "فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة، كأكره ما أنت رائي رجل

(3)

مرآة، وإذا عنده نار يحُشُّها ويسعى حولها"

(4)

.

(فَصَعِدَ) بكسر العين (بِى) بالموحدة (فِى الشَّجَرَةِ) التي في الروضة الخضراء (وَأَدْخَلَانِى) بالنون (دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ) وفي رواية: "وشُبّان" بضم المعجمة وتشديد الموحدة وفي آخره نون بدل الموحدة

(5)

، (وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِى مِنْهَا) أي: من الدار (فَصَعِدَا بِى الشَّجَرَةَ) أيضًا (وأَدْخَلَانِى) ويروى: "فأدخلاني" بالفاء

(6)

(دَارًا هِىَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ) من الأولى (فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ) ويروي: "وشُبّان" أيضًا.

(1)

شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح (1/ 136).

(2)

صحيح البخاري، (9/ 44)(7047).

(3)

[راء رجلًا] في صحيح البخاري.

(4)

صحيح البخاري، (9/ 44)(7047).

(5)

ارشاد الساري (2/ 473).

(6)

إرشاد الساري (2/ 473).

ص: 1011

[278 أ/ص]

(فقُلْتُ) لهما: (طَوَّفْتُمَانِى) بفتح الطاء وتشديد الواو من التطويف، يقال: طوَّف إذا أكثر الطواف، وهو الدوران، ويروي هذا اللفظ بالنون قبل الياء، وبالموحدة قبلها أيضًا

(1)

(اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرَانِى) بكسر الموحدة (عَمَّا رَأَيْتُ. قَالَا: نَعَمْ) نخبرك (أَمَّا) الرجل (الَّذِى رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ) بضم الياء وفتح الشين على البناء للمفعول و"شدقُه" بالرفع نائب عن فاعله (فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ) بفتح الكاف / ويجوز كسرها (فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ) بتخفيف ميم "تحمل" على صيغة البناء للمفعول، والفاء في قوله:"فكذاب" جواب أما (فَيُصْنَعُ بِهِ) ما رأيت من شق شدقه (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) لما ينشأ من تلك الكذبة من المفاسد.

[122 ب/س]

(وَ) أما (الَّذِى رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ) على البناء للمفعول أيضًا (فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ) أعرض عن تلاوته (بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ) ظاهره أنه يعذب على ترك تلاوة القرآن بالليل، لكن يحتمل أن يكون التعذيب على مجموع الأمرين: ترك القرآن وترك العمل (يُفْعَلُ بِهِ) ما رأيت من الشدخ (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) لأن الإعراض/ عن القرآن مع حفظه جناية عظيمة؛ لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب الإعراض عنه، فلما أعرض عن أفضل الأشياء عوقب في أشرف أعضائه وهو الرأس.

(وَ) أما الفريق (الَّذِى رَأَيْتَهُ فِى الثَّقْبِ) ويروي "بالنقب"(فَهُمُ الزُّنَاةُ) جمع زان، وإنما قدّر قوله:"أما الفريق" لأنه قد يستشكل الأخبار عن الذي بقوله: هم الزناة، لا سيما والعائد الذي في قوله: رأيته، مفرد فروعي اللفظ تارة، والمعنى أخرى، وكذا الحال في تاليه. وأما تقدير "أما" فيه وفي سابقه ولاحقه فلمكان الفاء في الخبر فتدبر

(2)

.

(وَ) أما الفريق (الَّذَى رَأَيْتَهُ فِى النَّهَرِ آكِلُو الرِّبَا) ترك الفاء هنا تفننا وهو جائز كما في قوله

(3)

:"أما القتال لا قتال لديكم".

(1)

عمدة القاري (8/ 217).

(2)

مصابيح الجامع (3/ 310).

(3)

جاء في شواهد التوضيح لابن مالك (ص: 195). ومن حذفها في الشعر قول الشاعر، الحارث بن خالد المخزومى: فأما القتال لا قتال لديكم. . . ولكن سيرًا في عراض المواكب.

ص: 1012

ويمكن أن يقال: لما حذفت "أما" حذف مقتضاها وكذا الحال في قوله: (وَ) أما (الشَّيْخُ) الكائن (فِى أَصْلِ الشَّجَرَةِ إبراهيم) الخليل (عليه السلام وَالصِّبْيَانُ) الكائنون (حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ) عام يشمل أولاد المؤمنين والكافرين.

وهذا هو موضع الترجمة. وفي التعبير: "وأما الولدان حوله فكل مولود مات على الفطرة. قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين"

(1)

وظاهره أنه صلى الله عليه وسلم ألحقهم بأولاد المسلمين في الآخرة، ولا يعارضه قوله:"من آبائهم"؛ لأن ذلك في حكم الدنيا.

[279 أ/س]

(وَالَّذِى يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ. وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِى دَخَلْتَ) فيها (دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ) وهذا يدل على أن منازل الشهداء أرفع /من منازل عامة المؤمنين، ولا يلزم منه أن يكونوا أرفع درجة من الخليل عليه الصلاة والسلام؛ لاحتمال أن يكون إقامته في أصل الشجرة بسبب كفالته الولدان، ومنزلته في الجنة أعلى من منازل الشهداء بلا ريب، كما أن آدم عليه الصلاة والسلام في السماء الدنيا، لكونه يرى نسم بنيه من أهل الخير، ومن أهل الشر، فيضحك ويبكي، مع أن منزلته في عليين، فإذا كان يوم القيامة استقر كل منهم في منزلته.

وفيه إشارة إلى أنه الأصل في الملة ومن بعده من الموحدين فهو تابع له يصدون بتبعيته في الملة شجرة الإسلام ويدخلون الجنة بفضل الله سبحانه، ثم إنه اكتفى في دار الشهداء بذكر الشيوخ والشباب ولم يذكر النساء والصبيان؛ لأن الغالب أن الشهيد لا يكون إلا شيخًا أو شابًا لا امرأة أو صبيًا

(2)

.

(وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا فَوْقِى مِثْلُ السَّحَابِ. قَالَا: ذَاكَ) وفي رواية: "ذلك" باللام

(3)

(مَنْزِلُكَ. قُلْتُ: دَعَانِى) أي: اتركاني وهو خطاب للملكين (أَدْخُلْ) مجزوم بالأمر (مَنْزِلِى. قَالَا: إِنَّهُ بَقِىَ لَكَ عُمْرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ) أي: عمرك، وفي رواية:"فلو استكملته"(أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ).

(1)

صحيح البخاري، (9/ 44)(7047).

(2)

الكواكب الدراري (7/ 156). وفتح الباري (12/ 446)، وإرشاد الساري (2/ 474).

(3)

إرشاد الساري (2/ 474).

ص: 1013

فإن قيل: مناسبة التعبير للرؤيا ظاهرة إلا في الزناة فما هي؟ فالجواب: أنها من جهة أن العري فضيحة كالزنا

(1)

، ثم إن الزاني يطلب الخلوة كالتنور، ولا شك أنه خائف حذر وقت الزنا كأن تحته النار ونحوه

(2)

.

وفي الحديث: الاهتمام بأمر الرؤيا واستحباب السؤال عنها وذكرها بعد الصلاة.

وفيه: التحذير عن الكذب والرواية بغير الحق. وفيه: التحذير عن ترك قراءة القران والعمل به. وفيه: التغليظ على الزنا الربا. وفيه: سعادة صبيان الخلق كلهم وتفضيل الشهداء على غيرهم

(3)

.

ووجه الضبط في الأمور المذكورة أن الحال لا يخلو من الثواب والعذاب؛ فالعذاب إما على ما يتعلق بالقول أو بالفعل، والأول، إما على وجود قول لا ينبغي، أو على عدم قول ينبغي. الثاني إما على بدني وهو الزنا ونحوه، أو مالي وهو الربا أو نحوه، والثواب إما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودرجته فوق الكل مثل السحابة، وإما للأمة وهي ثلاث درجات الأولى للصبيان والأوسط للعامة والأعلى للشهداء

(4)

.

[279 أ/ص]

وفي الحديث / أيضًا: فضل تعبير الرؤيا. وفيه: أن من قدم خيرًا وجده يوم القيامة؛ لقوله: " أتيت منزلك". وفيه: استحباب إقبال الإمام بعد سلامه على أصحابه. وفيه: مبادرة المعبر إلى تعبير الرؤيا أول النهار قبل أن يتشعب ذهنه باشتغاله في معاشه في الدنيا؛ ولأن عهد الرائي قريب ولم يطرأ عليه ما يشوشها؛ ولأنه قد يكون فيها ما يستحب تعجيله علي خير، والتحذير عن معصية. وفيه إباحة الكلام في العلم في المسجد. وفيه: أن استدبار القبلة في جلوس للعلم أو غيره جائز

(5)

. والله أعلم.

(1)

الزنى في ب.

(2)

الكواكب الدراري (7/ 156).

(3)

الكواكب الدراري (7/ 157).

(4)

الكواكب الدراري (7/ 157).

(5)

شرح صحيح مسلم للنووي (15/ 35). وعمدة القاري (8/ 218).

ص: 1014