الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمحمد الأمين بن يوسف الأنطالي، بأنه:" أخذ عن أربعة من الأجلاء، منهم المحدث المقرئ أبو محمد عبد الله بن محمد الأماسي، المعروف بيوسف أفندي زاده"
وقال الكوثري أيضًا: " يوسف أفندي زاده شارح البخاري". وهذا يدل على مكانة شرحه بين شروحات الصحيح وتمكنه في علم الحديث
(1)
.
وقال صاحب الإمتاع في حقه: " تلقى القراءات العشر والتجويد وعلوم القران والتفسير والحديث، ومن المشتهرين بالقراءة والإقراء في الديار التركية العثمانية، وله جهد كبير في نشر العلوم الشرعية في الدولة العلية العثمانية، وخاصة في علم القراءات وعلوم القران، وأثرى مكتبة القرآن والقراءات بكتاباته ومؤلفاته"
(2)
.
المَطْلَبُ السَّابِعُ: عَقِيْدَتُهُ وَمَذْهَبُهُ الفِقْهِيُّ
.
كانت عقيدة الشارح رحمه الله هو عقيدة أهل السنة والجماعة، وما ذكر أحد ممن ترجم له أنه قد تُكُلِّم فيه بما يقدح في عقيدته وسيرته، وأساتذته الذين ذكرت المصادر أنه روى عنهم وأخذ منهم جميعهم من أهل السنة الكرام والأئمة الأعلام.
ونجد في بعض آرائه في شرح بعض المسائل، أنه كان مُنافحًا ومدافعًا عمَّا ذهب إليه أهل السنة والجماعة - رضوان الله عليهم - في بعض مسائل الاعتقاد، كرده على المعتزلة
(3)
نفيهم عذاب القبر؛ لأنهم لا يثبتون عذاب القبر، قال الشارح في "بَاب الْمَيِّت يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ": "وفي هذه الأحاديث إثبات عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة والجماعة. وأنكر ذلك ضرار بن عمرو وبشر
(1)
التحرير الوجيز، فيما يبتغيه المستجيز، محمد زاهد بن الحسن الكوثري، سنة 1360 هـ، مطبعة الأنوار (ص: 20).
(2)
إمتاَعُ الفُضَلاء (2/ 210).
(3)
المعتزلة، ويسمون أصحاب العدل والتوحيد، ويلقبون بالقدرية، والعدلية، وهم قد جعلوا لفظ القدرية مشتركًا، وقالوا: لفظ القدرية يطلق على من يقول بالقدر خيره وشره من الله تعالى، احترازا من وصمة اللقب، ينظر: الملل والنحل (1/ 43).
المريسي وأكثر المتأخرين من المعتزلة. . . . .، ولنا معاشر أهل السنة آيات منها: قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} [غافر: 46]. . . . ".
وكرده على الروافض
(1)
في تخليد أصحاب الكبائر في النار، قال الشارح في باب: وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ: ". . . بخلاف مذهب الرافضة والإباضية
(2)
، وأكثر الخوارج فأنَّهم يقولون: أنَّ أصحاب الكبائر يخلَّدون في النار بذنوبهم، والقرآن ناطق بتكذيبهم، قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، وحديث الباب أيضًا يكذّبهم".
وكرده على الخوارج
(3)
والجهمية
(4)
في مسألة الدجال، فقال:"وفي حديث الباب وغيره حجة لمذهب أهل الحق من صحة وجوده وأنه شخص بعينه ابتلى الله تعالى به عباده وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من إحياء الميت الذي يقتله. . . وأبطل أمره الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة".
(1)
الرافضة: هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيّع، الذين يدعون النصّ على استخلاف علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويتبرئون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة. ينظر: مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعريّ،) 1/ 16).
(2)
الإباضية: فرقة من الخوارج، منسوبة إلى عبد الله بن يحيى بن أباض المريّ، شاع أمرها في أواخر الدولة الأموية، ولا يزال لهم وجود إلى حاضرنا هذا. ينظر: المعارف، لأبي محمد عبد الله بن مسلم (ت:276 هـ) ، ص 622، تحقيق: الدكتور ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة. وينظر: الإيمان الأوسط، شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت: 728 هـ) ، ص 27، تحقيق: أبو يحيى محمود، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، السنة: 1422 هـ.
(3)
كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين؛ أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان، ينظر: الملل والنحل (1/ 114).
(4)
الجهمية: فرقة من الفرق الإسلامية، ظهرت في أواخر دولة بني أمية، وهم أتباع جهم بن صفوان، الذى أنكر الاستطاعات كلها، وقال بأنّ الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، وإن الكفر هو الجهل به فقط، وقال: لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين على المجاز، وغير ذلك من الآراء. ينظر: الفرق بين الفرق، عبد القاهر البغدادي، (1/ 199).