الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ
.
قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:
{يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ} [القمر: 7] الأَجْدَاثُ: القُبُورُ، {بُعْثِرَتْ} [الانفطار: 4]: أُثِيرَتْ، بَعْثَرْتُ حَوْضِي: أَيْ جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ، الإِيفَاضُ: الإِسْرَاعُ وَقَرَأَ الأَعْمَشُ: (إِلَى نَصْبٍ): إِلَى شَيْءٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ " وَالنُّصْبُ وَاحِدٌ، وَالنَّصْبُ مَصْدَرٌ {يَوْمُ الخُرُوجِ} [ق: 42]: مِنَ القُبُورِ {يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]: يَخْرُجُونَ "
قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:
(بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ) أي: وعظه وإنذاره بالعواقب (عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ) أي: المحدث وهو بالجر عطف على الموعظة (حَوْلَهُ) عند القبر لسماع الموعظة والتذكير بالموت وأحوال الآخرة.
وكأن المؤلف رحمه الله
(1)
أشار بهذه الترجمة إلى أن الجلوس مع الجماعة عند القبر، إن كانت لمصلحة تتعلق بالحي أو الميت لا يكره، فأما مصلحة الحي فمثل أن يجتمع قوم عند قبر وفيهم من يعظهم ويذكرهم الموت وأحوال الآخرة، وأما مصلحة الميت فمثل أن يجتمعوا عنده لقراءة القرآن والذكر، فإن الميت ينتفع به
(2)
.
وروى أبو داود من حديث معقل بن يسار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اقرأوا يس على موتاكم"
(3)
.
(1)
[رحمه الله] سقط من ب.
(2)
عمدة القاري (8/ 185).
(3)
سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت (3/ 191)(3121)، من طريق ابن المبارك، عن سليمان التيمى، عن أبي عثمان -وليس بالنهدي- عن أبيه عن معقل بن يسار، إسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان وأبيه. * وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، كتاب فضائل القرآن ذكر فضائل سور، وآي متفرقة (1/ 753)(2074)، بهذا الإسناد، وقال: أوقفه يحيى بن سعيد، وغيره عن سليمان التيمي. «والقول فيه قول ابن المبارك إذ الزيادة من الثقة مقبولة». وقال الذهبي: رفعه ابن المبارك ووفقه يحيى القطان. وأخرجه أحمد في مسنده بهذا الإسناد أيضًا، وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 245) (734): وأعله ابن القطان بالاضطراب وبالوقف وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه، ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث.
وفي كتاب السنن
(1)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مر بين المقابر فقرأ "قل هو الله أحد"، إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجرها للأموات أعطى من الأجر بعدد الأموات"
(2)
.
وفيه أيضًا عن أنس رضي الله عنه يرفعه: "من دخل المقابر فقرأ "يس" خفف الله عنهم يومئذ"
(3)
.
[109 ب/س]
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من زار قبر/ والديه، أو أحدهما، فقرأ عنده، أو عندهما "يس" غفر له"
(4)
.
فهذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن الميت ينتفع بقراءة القرآن عنده، وهي حجة على من قال: إن الميت لا ينتفع بقراءة الحي
(5)
.
وقال القسطلاني: وقد انضم إلى ذلك مشاهدة القبور، وتذكر أصحابها، وما كانوا عليه، وما صاروا إليه وذلك أنفع الأشياء لجلاء القلوب.
وقال ابن المنير: لو فطن أهل مصر لترجمة البخاري هذه لقرت أعينهم بما يتعاطونه من جلوس الوعاظ في المقابر، وهو حسن، إن لم يخالطه مفسدة انتهى
(6)
.
(1)
لأبي بكر النجار كما أشار إليه في عمدة القاري (8/ 118).
(2)
وقال الشيخ الألباني "في أحكام الجنائز (1/ 193)، المكتب الإسلامي، الطبعة: الرابعة، 1406 هـ - 1986 م: فهو حديث باطل موضوع، رواه أبو محمد الحلال في (القراءة على القبور)(ق 201/ 2) والديلمي عن نسخة عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه، وهي نسخة موضوعة باطلة لا تنفك عن وضع عبد الله هذا أو وضع أبيه، كما قال الذهبي في (الميزان)(2/ 390)(4200).
(3)
أخرجه الثعلبي في " تفسيره "(8/ 119) من طريق محمد بن أحمد الرياحي: حدثنا أبي: حدثنا أيوب بن مدرك عن أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعًا، إسناده ضعيف فيه أبو عبيدة وهو مجهول الحال، وأيوب بن مدرك متفق على ضعفه وتركه، ينظر ترجمته في "الكامل في ضعفاء الرجال"(2/ 5).
(4)
أخرجه االجرجاني في كتابه: الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 260) من طريق عمرو بن زياد، عن يحيى بن سليم الطائفي عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل ليس له أصل، ولعمرو بن زياد غير هذا من الحديث منها سرقة، يسرقها من الثقات، ومنها موضوعات وكان هو يتهم بوضعها.
(5)
عمدة القاري (8/ 186).
(6)
إرشاد الساري (2/ 454).
ولما كان من عادة المؤلف رحمه الله أن يذكر بعد الترجمة تفسير بعض ألفاظ القرآن مناسبة لما ترجم له تكثيرًا للفوائد، وكان هذه التفاسير التي يذكرها تتعلق بذكر القبر ولها تعلق بالموعظة، ذكرها.
وقال الزين ابن المنير: مناسبة إيراد هذه الآيات في هذه الترجمة هي الإشارة إلى أن المناسب لمن قعد عند القبر أن يقصر كلامه على الإنذار بقرب المصير إلى القبر ثم إلى النشر لاستيفاء العمل
(1)
.
قال في قوله تعالى: ({يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ} [المعارج: 43]: القبور) أي: المراد بالأجداث في الآية القبور وقد وصله ابن أبي حاتم وغيره من طريق قتادة والسدى وغيرهما
(2)
.
[249 أ/س]
واحدها "جَدَث" بفتح الجيم والدال المهملة وبالمثلثة، وفي الصحاح: الجدث: القبر، والجمع أجْدثٌ وأجداث
(3)
. وقال ابن جنى: وأجدُث: موضع، وقد نفى سيبويه أن يكون أفعل من أبنية الواحد، /فيجب أن يعد هذا مما فاته، إلا أن يكون جمع الجدث الذي هو القبر على أجدُث ثم سمى به الموضع
(4)
.
وقال: في قوله تعالى: و {وَإِذَا الْقُبُورُ} ({بُعْثِرَتْ (4)} [الانفطار: 4]) معناه (أُثِيرَتْ) بالمثلثة بعد الهمزة المضمومة من الإثارة، يقال:(بَعْثَرْتُ حَوْضِي: أَيْ جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ) وفي
الصحاح: قال أبو عبيدة: "بعثر ما في القبور" أثير وأخرج، وقال في "المجاز": بعثرت حوضي، أي هدمته
(5)
. وفي المعاني للفراء: بعثرت وبحثرت لغتان
(6)
.
(1)
فتح الباري (3/ 226).
(2)
فتح الباري (3/ 226).
(3)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية [جدث](1/ 277)
(4)
المحكم والمحيط الأعظم [الجيم والدال والثاء](7/ 308).
(5)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية [بعثر](2/ 594)
(6)
معاني القرآن، أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207 هـ) المحقق: أحمد يوسف النجاتي / محمد علي النجار / عبد الفتاح إسماعيل الشلبي، دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر، الطبعة: الأولى (3/ 286).
وفي تفسير الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما
(1)
: بعثرت بحثت
(2)
. وفي المحكم: بعثر المتاع والتراب قلبه ، وبعثر الشيء فرَّقَه، وزعم يعقوب أن عينها بدل من الحاء، والحاء بدل من العين
(3)
، وفي الواعي في اللغة: بعثرته إذا قلبت ترابه وبددته
(4)
. وقال السدي- فيما رواه ابن أبي حاتم-: حركت فأُخرج ما فيها من الأموات
(5)
.
وقال في قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)} [المعارج: 43](الإِيفَاضُ) مصدر أَوْفَض يُوفِض، وأصله أوفاض معناه:(الإِسْرَاعُ) وثلاثية، وَفض من الوفض وهو العجلة
(6)
.
(وَقَرَأَ الأَعْمَشُ) هو سليمان بن مهران موافقة لباقي القراء، إلا ابن عامر وحفصًا؛ فإنهما قرآ بضم النون والصاد (إِلَى نَصْبٍ) بفتح النون وسكون الصاد
(7)
وزيد في النسخة قوله: {يُوفِضُونَ} وفي رواية: إلى نُصْب، بضم النون وسكون الصاد والأول أصح عن الأعمش
(8)
، يعني معنى قوله: إلى نصب، (إِلَى شَيْءٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ) أي: إلى علم منصوب لهم يعبدونه ويبتدرون إليه إذا طلعت الشمس أيهم يستلمه أولًا لا يلوي أولهم على آخرهم. نقله ابن أبي حاتم عن الحسن
(9)
.
و (وَالنُّصْبُ) بضم النون وسكون الصاد (وَاحِدٌ) أي: مفرد لا مجموع، وإنما المجموع هو النُصُب بضم النون والصاد.
(وَالنَّصْبُ) بفتح النون وسكون الصاد (مَصْدَرٌ) أشار بهذا إلى أن النُصْب -بضم النون وسكون الصاد- يستعمل اسمًا، وبفتح النون وسكون الصاد يستعمل مصدرًا، ويجمع على
(1)
رضي الله عنهما سقط من ب.
(2)
تفسير الطبري (24/ 175).
(3)
المحكم والمحيط الأعظم [الحاء والثاء](2/ 464).
(4)
عمدة القاري (8/ 186).
(5)
تفسير ابن أبي حاتم (10/ 2408).
(6)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية [وفض](3/ 1112).
(7)
فتح الباري (3/ 226).
(8)
إرشاد الساري (2/ 454).
(9)
لم أقف عليه في "تفسير ابن أبي حاتم"، تفسير القرطبي (18/ 297).
"أنصاب"، وهي الآلهة التي كانت تعبد من حجارة كانت حول الكعبة تنصب فيهل عليها ويذبح لغير الله.
قال الحافظ العسقلاني: كذا وقع فيه، والذي في المعاني للفراء: النَصب والنُصب واحد وهو مصدر والجمع "أنصاب"
(1)
فكان التغيير من بعض النقلة
(2)
.
[249 أ/ص]
وتعقبه العيني بأنه لا تغيير فيه؛ لأن البخاري فرق بكلامه هذا بين الاسم والمصدر، ولكن من قصرت يده عن علم /الصرف لا يفرق بين الاسم والمصدر في مجيئهما على لفظ واحد
(3)
. انتهى فليتأمل.
وقال في قوله تعالى: ذلك ({يَوْمُ الخُرُوجِ} [ق: 42]): معناه يوم خروج أهل القبور (مِنَ القُبُورِ).
وقال في قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ} [يس: 51]({يَنْسِلُونَ})[يس: 51]): معناه (يَخْرُجُونَ).
وقال أبو عبيدة: ينسلون يسرعون والذئب ينسل ويعسل
(4)
، وفي الكامل: العسلان غير النسلان، وفي كتاب الزجاج وابن جرير الطبري وتفسير ابن عباس رضي الله عنهما: ينسلون يخرجون بسرعة
(5)
(1)
معاني القرآن (3/ 186).
(2)
فتح الباري (3/ 226).
(3)
عمدة القاري (8/ 187).
(4)
مجاز القرآن، أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري (المتوفى: 209 هـ)، المحقق: محمد فواد سزگين، مكتبة الخانجى - القاهرة، الطبعة: بدون، 1381 هـ (2/ 163).
(5)
تفسير الطبري (16/ 408)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (3/ 405). وتنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما (المتوفى: 68 هـ)، جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817 هـ) الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان. (275).
وفي المجمل: النسلان: مَشية الذئب إذا أعنق وأسرع
(1)
. وفي المحكم: نَسَلَ ويَنْسُلُ نَسْلًا ونَسَلًا ونَسَلانًا، وأصله للذئب ثم استعمل في غير ذلك
(2)
، وفي الجامع للقزاز: نسولًا، وأصله عَدْوٌ مع مقاربة خَطْوٍ
(3)
.
قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:
1362 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِى جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِىٍّ - رضى الله عنه - قَالَ: كُنَّا فِى جَنَازَةٍ فِى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَاّ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَاّ قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ قَالَ:«أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ» ، ثُمَّ قَرَأَ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) الآيَةَ.
قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:
(حَدَّثَنَا) وفي رواية: "حدثني" بالإفراد
(4)
(عُثْمَانُ) هو ابن محمد ابن أبي شيبة إبراهيم أبو الحسن العبسي الكوفي أحد الحفاظ الكبار، وثَّقة يحيى بن معين وغيره
(5)
.
(1)
مجمل اللغة لابن فارس [باب النون والسين وما يثلثهما](1/ 865)
(2)
المحكم والمحيط الأعظم [ن س ل](8/ 499).
(3)
عمدة القاري (8/ 187).
(4)
إرشاد الساري (2/ 454).
(5)
تهذيب الكمال في أسماء الرجال، عثمان بن محمد بن إبراهيم (19/ 478)(3857).
وذكر الدارقطني في كتاب "التصحيف"
(1)
أشياء كثيرة صحفها من القرآن في تفسيره، كأنه ما كان يحفظ من القرآن
(2)
.
(قَالَ: حَدَّثَنِى) بالإفراد وفي رواية: حدثنا
(3)
(جَرِيرٌ) هو: ابن عبد الحميد الضبي (عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
) وهو: ابن المعتمر (عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
(5)
) بضم العين المهملة وفتح الموحدة، وقد مر في آخر كتاب الوضوء.
[109 ب/ص]
(عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(6)
) عبدالله بن حبيب السلمي، وقد مر في باب غسل المذي في كتاب الغسل (عَنْ عَلِىٍّ) وهو: ابن أبي طالب (رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا فِى جَنَازَةٍ فِى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ) البَقيع: بفتح الموحدة وكسر القاف؛ وهو من الأرض موضع فيه أروم شجرٍ من ضروب شتى وبه سمي /بقيع
الغرقد بالمدينة، وهي مقبرة أهلها، والغَرقد -بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح القاف وآخره دال مهملة- شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب الشجر وبقي الاسم لازمًا للموضع
(7)
.
وقال الأصمعي: قطعت غرقدات في هذا الموضع حين دفن فيه عثمان بن مظعون رضي الله عنه
(8)
.
(1)
ذكر الدكتور حكمت بشير أنه في عِداد المفقود (القواعد المنهجيّة في التنقيب عن المفقود ص 243 - 244).
(2)
فتح الباري (1/ 424).
(3)
إرشاد الساري (2/ 454).
(4)
هو: منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتّاب الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، تهذيب الكمال (28/ 546)(6201)، وتقريب التهذيب (ص: 547) (6908).
(5)
هو: سعد بن عبيدة السلمي، أبو حمزة الكوفي، ثقة من الثالثة، مات في ولاية عمر ابن هبيرة على العراق، تقريب التهذيب (ص: 232) (2249).
(6)
هو: عبد الله بن حبيب بن رُبَيّعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي، المقرئ، مشهور بكنيته ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، من الثانية مات بعد السبعين، تهذيب الكمال (14/ 408)(3222)، وتقريب التهذيب (ص: 299) (3271).
(7)
العين [باب العين والقاف والباء](1/ 184).
(8)
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487 هـ)
الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة: الثالثة، 1403 هـ (1/ 265).
وقيل: الغرقد ما عظم من شجر العوسج
(1)
. والعوسج: من شجر الشوك له ثمر أحمر مُدوَّر كأنه خرز العقيق
(2)
.
(فَأَتَانَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ) وهذا هو موضع الترجمة (وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ) بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبالصاد المهملة وبالراء.
[250 أ/س]
قال في القاموس: ما يتوكأ عليه كالعصا ونحوه، وما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب، والخطيب إذا خطب
(3)
. وسميت بذلك /لأنها تحمل تحت الخصر للاتكاء عليها ويقال: اختصر الرجل: أمسك المِخصرة
(4)
.
وقال ابن قتيبة: التخصير إمساك القضيب باليد
(5)
، وجزم ابن بطال أنه العصا
(6)
وقال ابن التين: إنه عصا أو قضيب
(7)
.
(فَنَكَّسَ) بتخفيف الكاف وتشديدها لغتان أي: خفض رأسه وطأطأ به إلى الأرض
(8)
، على هيئة المهموم المفكر في شيء حتى يستحضر معانيه، فيحتمل أن يكون يفكر في أمر أمته في الآخرة، بقرينة حضور الجنازة أو فيما يحدث بعده في أصحابه، ويحتمل أن يراد به: نكس المخصرة
(9)
.
(فَجَعَلَ يَنْكُتُ) بالمثناة الفوقية من النكت، وهو أن يضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها
(10)
، ويقال: النكت قرعك الأرض بعود أو بأصبع يؤثر فيها
(11)
.
(1)
تهذيب اللغة [باب العين والقاف مع الباء](1/ 188).
(2)
المخصص [التحلية](3/ 258)
(3)
القاموس المحيط [باب الراء](1/ 385)
(4)
لسان العرب [حرف الراء، فصل الخاء المعجمة](4/ 242).
(5)
شرح السنة للبغوي (1/ 132).
(6)
شرح صحيح البخارى لابن بطال (9/ 361).
(7)
عمدة القاري (8/ 188).
(8)
لسان العرب [حرف السين المهملة، فصل النون](4/ 242).
(9)
عمدة القاري (8/ 188).
(10)
النهاية في غريب الحديث والأثر [نَكَتَ](5/ 113).
(11)
لسان العرب [حرف التاء المثناة فوقها، فصل النون](2/ 100).
(بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ) أي: مصنوعة مخلوقة. (إِلَاّ كُتِبَ) بضم الكاف على البناء للمفعول (مَكَانُهَا) بالرفع على أنه نائب عن الفاعل أي: كتب مكان تلك النفس المخلوقة.
(مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ)"مِنْ" بيانية، قال الكرماني: الواو في قوله: "والنار" بمعنى أو
(1)
، وتعقبه العيني بأن قال: لم أدر ما حمله على ذلك
(2)
.
وفي رواية سفيان: "إلا قد كتب مقعده من الجنة، ومقعده من النار"
(3)
وكأنه يشير إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند البخاري الدال على أن لكل أحد مقعدين
(4)
؛ [لكن لفظه في النور]
(5)
"إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة" واو للتنويع أو بمعنى الواو
(6)
.
(وَإِلَاّ) بالواو ويروي بدونها، وفيه غرابة، وهي أن قوله:"ما من نفس" يحتمل أن يكون بدلًا من قوله: "ما منكم" وأن يكون إلا الثانية بدلًا من إلا الأُولى. ويحتمل أن يكون من باب اللف والنشر، وأن يكون تعميمًا بعد تخصيص؛ إذ الثاني في كل منهما أعم من الأول
(7)
.
(قَدْ كُتِبَت شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً) بالنصب فيهما، وقال الكرماني: بالرفع، أي: هي شقية أو سعيدة
(8)
.
(فَقَالَ رَجُلٌ) هو: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكر المؤلف في التفسير لكن بلفظ:"قلنا"
(9)
. أو: هو سراقة بن مالك رضي الله عنه، كما في مسلم
(10)
. أو: هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما في الترمذي
(11)
.
(1)
الكواكب الدراري (7/ 139).
(2)
عمدة القاري (8/ 188).
(3)
صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله:{فأما من أعطى واتقى} [الليل: 5](6/ 170)(4945).
(4)
صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي (2/ 99)(1379).
(5)
[وفي رواية منصور] فتح الباري (11/ 496).
(6)
فتح الباري (11/ 496).
(7)
عمدة القاري (8/ 188).
(8)
الكواكب الدراري (7/ 139).
(9)
صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله:{وأما من بخل واستغنى} [الليل: 8](6/ 171)(4947).
(10)
صحيح مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته (4/ 2040)(2648).
(11)
سنن الترمذي أبواب تفسير القرآن، باب: ومن سورة هود (5/ 289)(3111).
[250 أ/ص]
وفي حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما عند أحمد والبزار والطبراني: رجل من الأنصار. ويجمع بتعدد القائلين، وفي حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:"فقال أصحابه"
(1)
: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا. . .؟) أي: أنعمل؟
(2)
ولا نعتمد /على ما كتب الله وقدره علينا (وَنَدَعُ الْعَمَلَ) أي: ونتركه.
(فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ) أي: فسيجر به القضاء (إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ) قهرًا، يكون مآل حاله ذلك البتة بدون اختياره. (وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ) أيضًا.
(قَالَ) صلى الله عليه وسلم (أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ) على البناء للمفعول، ذكره بلفظ الجمع باعتبار معنى الأهل (لِعَمَلِ) أهل (السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ) أهل (الشَّقَاوَةِ).
ولما كان حاصل سؤالهم أنه إذا كان الحال كذلك فلم لا نترك المشقة التي في العمل الذي لأجلها سمى بالتكليف؟ فإنا سنصير إلى ما قدر علينا.
أجاب صلى الله عليه وسلم بأنه "لا مشقة ثمة؛ إذ كل ميسر لما خلق له، وهو يسير على من يسر الله تعالى عليه
(3)
.
فإن قيل: إذا كان القضاء الأزلي يقتضي ذلك، فلِم المدح والذم والثواب والعقاب؟
فالجواب: أن المدح والذم باعتبار المحلية لا باعتبار الفاعلية، وهذا هو المراد بالكسب المشهور عن الأشاعرة، وذلك كما يمدح ويذم الشيء بحسنه وقبحه وسلامته وعاهته. وأما الثواب والعقاب فكسائر العاديات، فكما لا يصح عندنا أن يقال: لم خلق الله تعالى الاحتراق مماسة النار ولم يحصل ابتداء؟ فكذا هنا
(4)
.
وقال الطيبي في شرح المشكاة: الجواب من الأسلوب الحكيم؛ منعهم صلى الله عليه وسلم عن الاتكال وترك العمل، وأمرهم بالتزام ما يجب على العبد من العبودية، لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
(1)
إرشاد الساري (2/ 454).
(2)
[هكذا مكتوب في المخطوط وفي نسختين] ولكن ورد في "الفتح الباري"(11/ 497)، بلفظ:"أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل أي نعتمد على ما قدر علينا".
(3)
عمدة القاري (8/ 188).
(4)
عمدة القاري (8/ 188).
لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] يعني أنتم عبيد ولا بد لكم من العبودية فعليكم بما أمرتم، وإياكم والتصرف في الأمور الإلهية فلا تجعلوا العبادة وتركها سببًا مستقلًا لدخول الجنة والنار؛ بل إنها علامات فقط. انتهى
(1)
.
وقال الخطابي: لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن سبق الكتاب بالسعادة رام القوم أن يتخذوه حجة في ترك العمل، فأخبرهم أن ههنا أمرين لا يبطل أحدهما الآخر: باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية، وظاهر هو التتمة اللازمة في حق العبودية، وإنما أمارة مخيلة في مطالعة علم العواقب غير مفيدة حقيقة، وبين لهم أن كلًا ميسر لما خلق له، وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الآجل
(2)
.
[251 أ/س]
[110 ب/س]
ولذلك تمثل بقوله تعالى: (ثُمَّ قَرَأَ) صلى الله عليه وسلم (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى) أي: الطاعة، (وَاتَّقَى) أي: المعصية (الآيَةَ) أي: قرأ الآية /بتمامها؛ وهي قوله تعالى: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 6] / أي: بالكلمة الحسنى وهي ما دل الحق، وهي كلمة التوحيد، {فَسَنُيَسِّرُهُ} ، أي: فسنهيئه {لِلْيُسْرَى} أي: للخلة التي تؤدي إلى يسر وراحة كدخول الجنة، والوصول إلى نعيمها والتلذذ بلذاتها {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} بما أمرته به {وَاسْتَغْنَى} بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى، {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أي: للخلة الموجبة للعسر والشدة كدخول النار، والتألم بآلامها العظمى، ونظيره الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب، والأجل المضروب مع التعالج بالطب، فإنك تجد الباطن منهما على موجبه، والظاهر سببا مخيلًا، وقد اصطحلوا على أن الظاهر منهما لا يترك للباطن هذا
(3)
.
وقال النووي: في الحديث دلالة على إثبات القدر، وأن جميع الواقعات بقضاء الله وقدره لا يسأل عما يفعل
(4)
.
وقيل: إن سر القدر ينكشف للخلائق إذا دخلوا الجنة، ولا ينكشف لهم قبل دخولها
(5)
.
(1)
شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (2/ 538).
(2)
أعلام الحديث (3/ 428).
(3)
أعلام الحديث (3/ 428).
(4)
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 196).
(5)
فتح الباري (11/ 477)، وعمدة القاري (8/ 189).
وقال ابن بطال: هذا الحديث أصل لأهل السنة في أن السعادة والشقاوة بتقدير الله تعالى وبخلقه، بخلاف قول القدرية الذين يقولون: إن الشر ليس بخلق الله، وفيه رد على أهل الجبر؛ لأن المجبور لا يأتي الشيء إلا وهو يكرهه، والتيسير ضد الجبر
(1)
. ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما استكرهوا عليه"
(2)
، قال [النووي]
(3)
: والتيسير هو أن يأتي الإنسان الشيء وهو يحبه
(4)
.
واختلف العلماء: هل يعلم في الدنيا الشقي من السعيد؟
فقال قوم: نعم، محتجين بهذه الآية الكريمة والحديث؛ لأن كل عمل أمارة على جزائه.
وقال قوم: لا، قال النووي: والحق في ذلك أنه يدل ظنًا لا جزمًا
(5)
.
وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: من اشتهر له لسان صدق في الناس من صالحي هذه الأمة هل يقطع له الجنة؟ فيه قولان للعلماء
(6)
.
وفي الحديث: جواز القعود عند القبور والتحدث عندها بالعلم والمواعظ.
(1)
شرح صحيح البخاري لابن بطال (3/ 349).
(2)
صحيح ابن حبان، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة، باب فضل الأمة (16/ 202)(7219)، من طريق الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، أخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 216)(2801) بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي.
(3)
زائدة
(4)
شرح صحيح البخاري لابن بطال (3/ 349)، وهذا القول لابن بطال وليس للنووي.
(5)
عمدة القاري (8/ 189).
(6)
مجموع الفتاوى، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728 هـ)، المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، 1416 هـ/1995 م (11/ 65).
وفيه: ونكته صلى الله عليه وسلم بالمخصرة في الأرض قال المهلب: وهو أصل في تحريك الإصبع في التشهد، ومعنى النكت بالمخصرة هو الإشارة الى إحضار القلب للمعاني
(1)
.
وفيه: نكس الرأس عند الخشوع والتفكر في أمر الآخرة.
وفيه: إظهار الخشوع والخضوع عند الجنازة، وكانوا إذا حضروا جنازة يلقى أحد حبيبه ولايقبل عليه إلا بالسلام حتى يرى أنه واجد عليه، وكانوا لا يضحكون هناك، ورأى بعضهم رجلًا يضحك فآلى ألَّا يكلمه أبدًا، وكان يبقى أثر ذلك عندهم ثلاثة أيام لشدة ما يحصل في قلوبهم /من الخوف والفزع
(2)
.
[251 أ/ص]
وفيه أن النفس المخلوقة إما سعيدة أو شقية، ولا يقال: إذا وجبت الشقاء والسعادة بالقضاء الأزلي والقدر الإلهي فلا فائدة في التكليف، فإن هذا أعظم شبه النافين للقدر، وقد أجابهم الشارع بما لا يبقي معه إشكال، ووجه التفصي
(3)
أن الرب تعالى أمرنا بالعمل، فلا بد من امتثاله، وغيب عنا المقادير ليقيم حجته، ونصب الأعمال علامة على ما سبق في مشيئته، فسبيله [التوفيق]
(4)
،
فمن عدل عنه ضل؛ لأن القدر سر من أسراره لا يطلع عليه إلا هو، فإذا دخلوا الجنة كشف لهم
(5)
.
(1)
شرح صحيح البخاري لابن بطال (3/ 348).
(2)
عمدة القاري (8/ 189).
(3)
هو الانفصال
(4)
(التوقف) في: عمدة القاري (8/ 189).
(5)
شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 196).
ورجال إسناد الحديث كوفيون إلا جريرًا فزاري وأصله كوفي، وقد أخرج متنه المؤلف في التفسير والقدر والأدب أيضًا ،وأخرجه مسلم في القدر، وأبو داود في السنة، والترمذي في القدر والتفسير، وابن ماجه في السنة
(1)
.
(1)
صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله:{فأما من أعطى واتقى} [الليل: 5](6/ 170)(4945)، وكتاب الأدب، باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض (8/ 48)(6217)، وكتاب القدر، باب:{وكان أمر الله قدرا مقدورا} [الأحزاب: 38](8/ 123)(6605). *صحيح مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته (4/ 2038)(2646). *سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في القدر (4/ 222)(4694) * سنن الترمذي، أبواب القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة (4/ 445)(2136)، وأبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة والليل إذا يغشى (5/ 441)(3344). * سنن ابن ماجه، افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب في القدر (1/ 30)(78).