الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ
.
1383 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهم - قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» .
1384 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: أَخْبَرَنِى عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِىِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» .
1385 -
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ»
(باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ) أي: غير البالغين. الظاهر من صنيع البخاري أنه لم يجزم في ذلك بشيء لتوقفه فيه، لكن ذكر في تفسير سورة الروم ما يدل على أنه اختار قول من قال: إنهم يصيرون إلى الجنة، وقد رتب أحاديث هذا الباب ترتيبًا يشير إلى المذهب المختار، فإنه صدره بالحديث الدال على التوقف، ثم ثني بالحديث المرجح لكونهم في الجنة، ثم ثلث بالحديث المصرح بذلك.
فإن قوله في سياقه: " وأما الصبيان حوله فأولاد الناس" قد أخرجه في التعبير بلفظ: "وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة فقال: بعض المسلمين، وأولاد المشركين؟ "
(1)
، ويؤيده ما رواه أبو يعلى من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا:"سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألَّا يعذبهم فأعطانيهم"
(2)
وإسناده حسن.
(1)
صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (9/ 44)(7047).
(2)
مسند أبي يعلى الموصلي (6/ 267)(3570)، تقدم تخريجه في (ص:276).
وورد تفسير "اللاهين" بأنهم الأطفال، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا أخرجه البزار
(1)
، وروى أحمد من طريق خنساء بنت معاوية بن صريم، عن عمتها قالت:" قلت: يا رسول الله من في الجنة؟. قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة"
(2)
إسناده حسن.
(حَدَّثَنَا حِبَّانُ
(3)
) بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحدة، هو ابن موسى وفي رواية:"حدثني حبان بن موسى"
(4)
، وقد مر ذكره. قال:(أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ) أي: ابن المبارك، قال:(أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ) أي: ابن الحجاج (عَنْ أَبِى بِشْرٍ) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية، وقد مر في أول كتاب العلم.
[273 أ/ص]
(عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ /عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ) قال الحافظ العسقلاني: لم أقف في شيء من الطرق على تسمية هذا السائل، لكن يحتمل أن يكون عائشة رضي الله عنها
(5)
، لما روى أحمد وأبو داود عنها "أنها قالت: قلت: يا رسول الله ذراري المسلمين؟ قال: مع آبائهم. قلت: بلا عمل؟! قال: الله أعلم بما كانوا عاملين"
(6)
. الحديث.
وروى ابن عبد البر، من طريق أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتْ خديجةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال: هم مع آبائهم. ثم سألته بعد ذلك فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين. ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام فنزلت {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر:
(1)
ذكره الهيثمي، في "مجمع الزوائد" (7/ 218) (11945) وقال: رواه البزار، وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2)
مسند الإمام أحمد بن حنبل، أول مسند البصريين، حديث رجال من الأنصار (34/ 190) (20583) من طريق: عوف، عن حسناء، امرأة من بني صريم، عن عمها، وحسنه الحافظ في "الفتح"(3/ 246).
(3)
هو: حبان بن موسى بن سوار السلمي، أبو محمد المروزي، ثقة، من العاشرة مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، تقريب التهذيب (ص: 150) (1077).
(4)
إرشاد الساري (2/ 469).
(5)
فتح الباري (3/ 247).
(6)
مسند الإمام أحمد بن حنبل، (41/ 95)(24545)، وسنن أبي داود، كتاب السنة (4/ 229) (4712) تقدم تخريجه في (ص:274).
18] فقال: هم على الفطرة أو قال: في الجنة"
(1)
. وأبو معاذ هذا هو: سليمان بن أرقم، هو ضعيف، ولو صح هذا لكان قاطعًا للنزاع
(2)
. والله أعلم.
(فَقَالَ: «اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ) أي: حين خلقهم، قال في المصابيح شرح هذا الجامع الصحيح: و"إذ" يتعلق بمحذوف أي: علم ذلك إذ خلقهم، والجملة معترضة بين المبتدأ، وهو لفظة الجلالة، والخبر وهو قوله: أعلم، ولا يصح تعلقها بأفعل التفضيل؛ لتقدمها عليه، وقد يقال بجوازه مع التقديم؛ لأنه ظرف فيتسع فيه
(3)
.
(أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ) قال ابن قتيبة: معنى قوله: " أعلم بما كانوا عاملين": الله أعلم بما كانوا يعملون لو لم يمتهم وأبقاهم إلى أن يبلغوا العمل، فلا تحكموا عليهم بشيء؛ أي: لأنهم لا تعملون إلى ما يصير حالهم لو بقوا إلى وقت العمل
(4)
.
وقيل: معناه: الله أعلم بأنهم كانوا لا يعملون ما يقتضي تعذيبهم ضرورة أنهم غير مكلفين، وقيل: معناه: الله أعلم أي: علم أنهم لا يعملون شيئًا ولا يرجعون فيعملون، أو أخبر أنه يعلم الشيء لو وجد كيف يكون، مثل قوله تعالى {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا} [الأنعام: 28] ولكن لم يرد أنهم يجازون بذلك في الآخرة؛ لأن العبد لا يجازي بما لم يعمل
(5)
.
[274 أ/س]
وقال ابن بطال: يحتمل قوله: "الله أعلم بما كانوا عاملين" وجوهًا من التأويل: أحدها: أن يكون قبل إعلامه أنهم من أهل الجنة. والثاني: أي: على أي دين يميتهم لو عاشوا فبلغوا العمل، فأما
(6)
إذا عدم منهم العمل فهم في رحمة الله التي ينالها من لا ذنب له. والثالث: أنه مجمل يفسره، قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} [الأعراف: 172]. الآية. /فهذا إقرار عام يدخل فيه أولاد المسلمين والمشركين، فمن مات منهم قبل بلوغ الحنث ممن أقر بهذا الإقرار من أولاد الناس كلهم
(1)
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 117)
(2)
فتح الباري (3/ 247).
(3)
مصابيح الجامع (3/ 203).
(4)
غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 351).
(5)
فتح الباري (3/ 247).
(6)
فأما سقط من ب.
فهو على إقراره المتقدم / لا يقضي له بغيره؛ لأنه لم يدخل عليه ما ينقصه إلى أن يبلغ الحنث، وأما من قال: حكمهم حكم آبائهم فهو مردود بقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18]
(1)
.
[120 ب/س]
ثم إن هذا الحديث لم يسمعه ابن عباس رضي الله عنهما من النبي صلى الله عليه وسلم ، بيَّنَ ذلك أحمد، من طريق عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت أقول في أولاد المشركين: هم منهم، حتى حدثني رجل، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيته فحدثني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ربهم أعلم بهم، هو خلقهم وهو أعلم بما كانوا عاملين. فأمسكت عن قولي"
(2)
.
ثم هذا الحديث أخرجه المؤلف في القدر أيضًا ، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي أيضًا
(3)
.
وعلم أنه قد اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في هذه المسألة على أقوال:
أحدها: أنهم في مشيئة الله تعالى، وهو منقول عن حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وعبدالله بن المبارك، وإسحاق
(4)
، ونقله البيهقي في "الاعتقاد" عن الشافعي في حق أولاد الكفار خاصة، والحجة فيه "الله أعلم بما كانوا عاملين"
(5)
، وقال ابن عبد البر: وهو مقتضى صنيع مالك، وليس عنه في هذه المسألة شيء منصوص إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال والكفار خاصة في المشيئة
(6)
.
(1)
شرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 374).
(2)
مسند الإمام أحمد بن حنبل، أول مسند البصريين (34/ 305)(20697)، من طريق عفان، عن حماد يعني ابن سلمة، عن عمار يعني ابن أبي عمار، عن ابن عباس، إسناده صحيح، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 218) (11943): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(3)
صحيح البخاري، باب: الله أعلم بما كانوا عاملين (8/ 123)(6599). *صحيح مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين (4/ 2049)(2659). *السنن الصغرى للنسائي، كتاب الجنائز، أولاد المشركين (4/ 58)(1949). * سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في ذراري المشركين (4/ 229)(4714).
(4)
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 111).
(5)
الاعتقاد باب القول في الأطفال أنهم يولدون على فطرة الإسلام (ص: 166)
(6)
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 112).
ثانيها: أنهم تبع لآبائهم؛ فأولاد المسلمين في الجنة وأولاد الكفار في النار، وحكاه ابن حزم عن الأزارقة من الخوارج، واحتجوا بقوله تعالى:{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)} [نوح: 26] ورد بأن المراد قوم نوح خاصة، وإنما دعا بذلك لما أوحى الله إليه:{أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} [هود: 36]، وأما حديث:"هم من آبائهم أو منهم" فذاك ورد في حكم الحرب
(1)
، وأما ما روى أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها:"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ولدان المسلمين قال: في الجنة. وعن أولاد المشركين قال: في النار. فقلت: يا رسول الله لم يدركوا الأعمال. قال: ربك أعلم بما كانوا عاملين. لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" في إسناده أبا عقيل مولى بهية وهو متروك
(2)
.
[274 أ/ص]
ثالثها: أنهم يكونون في برزخ بين الجنة والنار؛ لأنهم لم يعملوا /حسنات يدخلون بها الجنة ولا سيئات يدخلون بها النار.
رابعها: أنهم خدم أهل الجنة وورد فيه حديث ضعيف عن أنس رضي الله عنه أخرجه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى
(3)
، وللطبري والبزار من حديث سمرة رضي الله عنه مرفوعًا:"أولاد المشركين خدم أهل الجنة"
(4)
وإسناده ضعيف.
خامسها: أنهم يصيرون ترابًا
(5)
، روى ذلك عن ثمامة بن أشرس
(6)
.
(1)
الفصل في الملل والأهواء والنحل، مستقر الأرواح (4/ 62 - 63).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (42/ 484)(25743) من طريق وكيع، عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن بهية، عن عائشة، قال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 122): أبو عقيل هذا صاحب بهية لا يحتج بمثله عند أهل العلم بالنقل، وأورده الهيثمي في "المجمع"(7/ 217)، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو عقيل يحيى بن المتوكل، ضعفه جمهور الأئمة، أحمد وغيره.
(3)
مسند أبي داود الطيالسي، وما أسند أنس بن مالك الأنصاري (3/ 580)(2225). * مسند أبي يعلى، مسند أنس بن مالك (7/ 130) (4090) تقدم تخريجه في (ص:272).
(4)
المعجم الأوسط، باب الألف من اسمه أحمد (2/ 302) (2045) تقدم تخريجه في (ص:272).
(5)
فتح الباري (3/ 246).
(6)
ثمامة بن أشرس النميري، من كبار المعتزلة، وأحد الفصحاء والبلغاء المقدمين، كان له اتصال بالرشيد ثم بالمأمون، وعده المقريرزي في رؤساء الفرق الهالكة، وأتباعه يسمون "الثمانية" نسبة إليه توفي 213 هـ. سير أعلام النبلاء (10/ 203)(47).
سادسها: أنهم في النار ،حكاه القاضي عياض عن أحمد، وغلطه ابن تيمية بأنه قول بعض أصحابه، ولا يحفظ عن الإمام أصلًا
(1)
.
سابعها: أنهم يمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا ومن أَبى عذّب
(2)
.
أخرج البزار من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "أحسبه قال: يؤتي الهالك
(3)
في الفترة، والمعتوه والمولود، فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ويقول المعتوه: أي رب لم تجعل في عقلًا أعقل به خيرًا ولا شرًا، ويقول المولود: لم أدرك العمل. قال: فترفع له نار، فيقال لهم: ردوها. أو قال: ادخلوها. فيدخلها من كان في علم الله سعيدًا لو أدرك العمل، قال: ويمسك عنها من كان في علم الله شقيًا أي: لو أدرك العمل، فيقول تبارك وتعالى: إياي عصيتم، فكيف برسلي بالغيب"
(4)
قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من حديث فضيل
(5)
. ورواه الطبراني من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه
(6)
.
وقيل قد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة من طرق صحيحه، وروى البزار من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى أربعة يوم القيامة بالمولود والمعتوه، ومن مات في الفترة وبالشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته، فيقول الله تبارك وتعالى لعنق من جهنم أحسبه قال: ابرزي. فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلًا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه. فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب أتدخلناها ومنها كنا نفرق؟
(1)
درء تعارض العقل والنقل، (9/ 63).
(2)
شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال (3/ 373).
(3)
والهالك في ب
(4)
كشف الأستار عن زوائد البزار (3/ 34)(2176) من طريق: عبيد الله بن موسى، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد. وأورده الهيثمي" مجمع الزوائد" كتاب القدر، باب فيمن لم تبلغه الدعوة ممن مات في فترة وغير ذلك (7/ 216) (11937) قال: رواه البزار، وفيه عطية وهو ضعيف.
(5)
كشف الأستار عن زوائد البزار (3/ 34)(2176).
(6)
المعجم الكبير، أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله، عن معاذ بن جبل، (20/ 83)(158)، من طريق عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، فيه عمرو بن واقد وهو متروك الحديث، وأخرجه أبو نعيم في"حلية الأولياء"(9/ 305) بهذا الإسناد.
ومن كتب له السعادة فيمضي فيقتحم فيها مسرعًا قال: فيقول الله: قد عصيتموني وأنتم لرسلي أشد تكذيبًا ومعصية قال: فتدخل
(1)
هؤلاء الجنة وهؤلاء النار
(2)
.
[275 أ/س]
وروى أيضًا من حديث الأسود بن سريع، عن النبي صلى الله عليه وسلم "/قال: يعرض على الله الأصم الذي لا يسمع شيئا والأحمق والهرم ورجل مات في الفترة، فيقول الأصم: رب جاء الإسلام وما أسمع شيئا ،ويقول الأحمق: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئا، ويقول الذي مات في الفترة: رب ما أتاني لك من رسول. قال: فيأخذ مواثيقهم، فيرسل إليهم تبارك وتعالى: ادخلوا النار. فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما"
(3)
.
وحكى البيهقي في كتاب الاعتقاد أن مسألة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة هو المذهب الصحيح
(4)
، واعترض عليه بأن الآخرة ليست بدار تكليف فلا عمل فيها ولا ابتلاء.
وأجيب: بأن ذلك بعد أن يقع الاستقرار في الجنة أو النار وأما في عرصات القيامة فلا مانع من ذلك
(5)
، وقد قال تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42]، وفي الصحيحين: أن الناس يؤمرون بالسجود فيصير ظهر المنافق طبقا فلا يستطيع أن يسجد
(6)
.
[120 ب/ص]
ثامنها: أنهم في الجنة، قال النووي: وهو المذهب الصحيح والمختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} [الإسراء: 15] وإذا كان لا يعذب / العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا يعذب غير العاقل من باب الأولى
(7)
.
تاسعها: الوقف.
(1)
في مسند البزار، [فيدخل]
(2)
كشف الأستار عن زوائد البزار (3/ 34)(2176) تقدم تخريجه في (ص:998).
(3)
كشف الأستار عن زوائد البزار (3/ 33)(2174) معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، وأخرجه أحمد في مسنده، حديث الأسود بن سريع (26/ 228)(16301)، وأورده الهيثمي في"المجمع" وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصحيح، وكذلك رجال البزار فيهما.
(4)
الاعتقاد باب القول في الأطفال أنهم يولدون على فطرة الإسلام (1/ 169).
(5)
فتح الباري (3/ 246).
(6)
صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {يوم يكشف عن ساق} [القلم: 42] (6/ 156)(4919) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية (1/ 167)(183).
(7)
صحيح مسلم بشرح النووي (16/ 183).
عاشرها: الإمساك وفي الفرق بينهما دقة
(1)
.
(حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ) الحكم بن نافع قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِىِّ) محمد بن مسلم بن شهاب.
(قَالَ: أَخْبَرَنِى) بالإفراد (عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِىُّ
(2)
) بالمثلثة (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِي الْمُشْرِكِينَ) بالذال المعجمة جمع ذرية؛ قال الأزهري: ذرية الرجل: ولده. وقال في موضع آخر: ذرأ، أي: خلق
(3)
. ومنه الذرية وهي نسل الثقلين، والمراد: أولاد المشركين الذين لم يبلغوا الحلم.
(فَقَالَ) صلى الله عليه وسلم (: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ) قال النووي: في أطفال المشركين ثلاثة مذاهب؛ قال الأكثرون: هم في النار تبعا لآبائهم. وتوقف طائفة منهم لحديث "الله أعلم بما كانوا عاملين". والثالث: هو الصحيح أنهم من أهل الجنة لحديث إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين رآه في الجنة وحوله أولاد الناس. والجواب عن حديث "والله أعلم بما كانوا عاملين": أنه ليس فيه تصريح بأنهم في النار
(4)
.
[275 أ/ص]
/وقال البيضاوي: الثواب والعقاب ليسا بالأعمال، وإلا لزم أن يكون الذراري لا في الجنة ولا في النار؛ بل الموجب لهما هو اللطف الرباني والخذلان الإلهي المقدر لهم في الأزل، فالواجب فيهم التوقف، فمنهم من سبق القضاء بأنه سعيد حتى لو عاش عمل بعمل أهل الجنة، ومنهم بالعكس. والله أعلم
(5)
.
ثم هذا الحديث طرف من الحديث الآتي كما سيأتي في القدر من طريق همام عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ ففي آخره: "قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال: الله أعلم بما كانوا
(1)
فتح الباري (3/ 247).
(2)
هو: عطاء بن يزيد الليثي المدني، نزيل الشام، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس أو سبع ومائة تهذيب الكمال (20/ 123)(3945)، تقريب التهذيب (ص: 392) (4604).
(3)
تهذيب اللغة [باب الذال والراء](14/ 291).
(4)
شرح صحيح مسلم (16/ 208).
(5)
الكواكب الدراري (7/ 153)، وعمدة القاري (8/ 213).
عاملين"
(1)
، وكذا أخرجه مسلم من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ "فقال رجل: يا رسول الله أرأيت لو مات قبل ذلك
(2)
؟ "
(3)
(فائدة) أخرج أبو داود عن عقبة، عن ابن وهب، سمعت مالكًا، وقد قيل له: إن أهل الأهواء يحتجون علينا بهذا الحديث، يعني: قوله: " فأبواه يهودانه أو ينصرانه" فقال مالك: احتج عليهم بآخره، " الله أعلم بما كانوا عاملين"
(4)
، ووجه ذلك أن أهل القدر استدلوا على أن الله تعالى فطر العباد على الإسلام، وأنه لا يضل أحدًا، وإنما يضل الكافر أبواه، فأشار مالك إلى الرد عليهم بقوله:"الله أعلم بما كانوا عاملين" ، فهو دال على أنه يعلم بما يصيرون إليه بعد إيجادهم على الفطرة، فهو دليل على تقدم العلم الذي ينكره غلاتهم، ومن ثمه قال الشافعي: إن أهل القدر إن أثبتوا العلم خصموا
(5)
.
(حَدَّثَنَا آدَمُ) هو ابن أبي أياس قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ) محمود بن عبدالرحمن (عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ) قد مضى ما يتعلق بهذا الحديث مبسوطًا في "باب: إذا أسلم الصبي"؛ لكن لا بأس علينا في أن نذكر هنا ما فاتنا هناك فنقول: قال ابن عبد البر- نقلًا عن ابن مبارك -: أن المراد أنه يولد على ما يصير إليه من سعادة أو شقاوة؛ فمن علم الله أنه يصير مسلمًا ولد على الإسلام ومن علم الله أن يصير كافرًا ولد على الكفر فكأنه أوّل الفطرة بالعلم
(6)
.
(1)
صحيح البخاري، كتاب القدر، باب: الله أعلم بما كانوا عاملين (8/ 123)(6599).
(2)
* أي: قبل أن يهوّده أبواه.
(3)
صحيح مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين (4/ 2048)(2658).
(4)
سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في ذراري المشركين (4/ 229)(4715)، من طريق يوسف بن عمرو، أخبرنا ابن وهب. قول مالك رجاله ثقات.
(5)
شرح العقيدة الطحاوية، صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (المتوفى: 792 هـ) تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين الألباني، دار السلام للطباعة والنشر التوزيع والترجمة (عن مطبوعة المكتب الإسلامي)
الطبعة: الطبعة المصرية الأولى، 1426 هـ - 2005 م (ص: 271).
(6)
التمهيد (18/ 66)، وشرح النووي على مسلم (3/ 249).
وتعقِّب بأنه لو كان كذلك لم يكن لقوله: فأبواه يهودانه. . . إلى آخره- معنى؛ لأنهما فعلا به ما هو الفطرة التي ولد عليها فينافي في التَّمثيل بحالة البهيمة
(1)
. والظاهر أن المراد من الفطرة هو الإسلام كما مر التفصيل في ذلك المقام.
[276 أ/س]
(فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) أي: إذا تقرّر ذلك /فمن تغيّر كان بسبب أبويه؛ إما بتعليمهما إياه، أو ترغيبهما فيه، أو كونه تبعًا لهما في الدين يقتضي أن يكون حكمه حكمهما.
(كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ) بفتح الميم والمثلثة (تُنْتَجُ) على صيغة البناء للمفعول أي: تلد (الْبَهِيمَةَ) بالنصب على المفعولية يقال: نتجت الناقة على صيغة مالم يسم فاعله، وأنتج الرجل ناقته إنتاجًا. وزاد في الرواية المتقدمة:"بهيمة جمعاء"
(2)
أي: لم يذهب من بدنها شيء؛ سميت بذلك لاجتماع أعضائها (هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة وبالمد، مقطوعة الأذن، وهو في موضع الحال؛ أي: مقولًا في حقها ذلك، والمعنى: يهوِّدان المولود بعد أن خلق على الفطرة شبيهًا بالبهيمة التي جدعت بعد أن خلقت سليمة فيكون قوله: " كمثل إلخ" حالًا من ضمير "يهودانه" المنصوب، أو المعنى: يغيرانه تغييرًا مثل تغييرهم البهيمة السليمة، فيكون قوله:" كمثل إلخ" صفة مصدر محذوف، وقد تنازعت الأفعال الثلاثة في "كمثل" على التقديرين
(3)
.
(1)
فتح الباري (3/ 249).
(2)
في: باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟.
(3)
فتح الباري (3/ 250)