المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: الصبر عند الصدمة الأولى - نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز - جـ ١

[يوسف أفندي زاده الأماسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُالإِمَامُ البُخَارِيُّ، وَحَيَاتُهُ الْعِلْمِيَّةُ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلقبُهُ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وَنَشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ:

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ:

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: شُيُوْخُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ السَّادِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌الْمَبْحُثُ السَّابِعُ: ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّامِنُ: مِحْنَتُهُ وَوَفَاتُهُ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِيالتَّعْرِيْفُ بِـ (الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ) لِلْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وِنِسْبَتُهُ إِلَى الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: شَرْطُ الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ فِيْ صَحِيْحِهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِوَايَاتُ الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ لِلْبُخَارِيِّ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: عِنَايَةُ الْعُلَمَاءِ بِصَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ، وَذِكْرُ أَهَمِّ شُرُوْحِهِ

- ‌الفَصْلُ الثَّالِثُالتعريف بالإمام: عبد الله بن محمد بن يوسف، المعروف بـ (يوسف زاده)

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُعَصْرُ الْإِمَامِ: عَبْدِاللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ، المَعْرُوْفُ بِـ (يُوْسُفَ زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الحَالَةُ السِّيَاسِيَّة

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: الحَالَةُ الْإِجْتِمَاعِيَة

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الْحَالَةُ الْعِلْمِيَّةُ:

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: حَيَاةُ الْعَلَّامَةِ (يُوْسُفَ أَفَنْدِي زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلَقَبُهُ

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وُنُشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْم

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: شُيُوْخُهُ

- ‌المَطْلَبُ الرَّابِعُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌المَطْلَبُ الْخَامِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌المَطْلَبُ السَّادِسُ: ثناء العلماء عليه

- ‌المَطْلَبُ السَّابِعُ: عَقِيْدَتُهُ وَمَذْهَبُهُ الفِقْهِيُّ

- ‌المَطْلَبُ الثَّامِنُ: وَفَاتُهُ

- ‌الفَصْلُ الرَّابِعُالتَّعْرِيْفُ بِكِتَابِ (نَجَاحِ القَارِيْ شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ)،مع وصف المخطوط، ومنهج التحقيق

- ‌المَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُ الكِتَابِ، وَإِثْبَاتُ نِسْبَتِهِ لِلمُؤَلِّفِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: تَارِيْخُ بِدَايَةِ التَّألِيْفِ وَنِهَايَتِهِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّالِثُ: مَنْهَجُ المُؤَلِّفِ فِي هَذا الكِتَابِ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: مَصَادِرُ المُؤَلِّفِ فِي الكِتَابِ

- ‌أَوَّلًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآن

- ‌ القرآن الكريم

- ‌ثَانِيًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيْفِ.فهي على أنواع، منها:

- ‌الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ

- ‌كُتُبُ المَسَانِيْدِ

- ‌كُتُبُ المُوَطَّآتِ

- ‌كُتُبُ المعَاجِمِ

- ‌المُسْتَخْرَجَات

- ‌كُتُبِ العِلَلِ

- ‌نَاسِخُ الحَدِيْثِ وَمَنْسُوْخِهِ

- ‌كُتُبُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ

- ‌شُرُوْحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ

- ‌شُرُوْحُ مُسْلِمٍ

- ‌شُرُوْحُ الأَحَادِيْثِ

- ‌تَرَاجُمُ الرُّوَاةِ

- ‌السِّيْرَةُ النَّبَوِيُّةُ

- ‌كُتُبُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ

- ‌كُتُبُ التّارِيْخِ وَالطَّبَقَاتِ وَالأَنْسَابِ وَالأَطْرَافِ:

- ‌المُتَنَوِعَاتُ

- ‌ثَالِثًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْفِقْهِ الإِسْلَامِي

- ‌المَذْهَبُ الحَنَفِيِّ

- ‌الفِقْهُ المَالِكِيُّ

- ‌الفِقْهُ الشَّافِعِيِّ

- ‌الفِقْهُ الحَنْبَلِيِّ:

- ‌الفِقْهُ العَامُّ

- ‌المَبْحَثُ الخَامِسُ: مُمَيِّزَاتُ هَذا الشَّرْحِ

- ‌المَبْحَثُ السَّادِسُ: وَصْفٌ عَامٌ لِلْمَخْطُوْطِ، وَالتَّعْرِيْفُ بالُنسَخِ التَّي حُقِّقَ عَلَيْهَا النَّصُّ

- ‌المَبْحَثُ السَّابع: منهج التحقيق

- ‌الفصل الخامسخمس مسائل فقهية مقارنة بفقه المذاهب الأخرى، واختيار الشارح فيها

- ‌المَسْأَلَةُ الْأُوْلَى: الصلاة على الغائب

- ‌فائدة:

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: الصَّلَاة على الْمَيِّت فِي الْمَسْجِد

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: زيارة القبور للنساء

- ‌المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: نقل الميت من موضع إلى موضع

- ‌المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ: الصلاة على شهيد المعركة

- ‌كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌باب: في الْجَنَائِزِ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب: الدُّخُولِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِذَا أُدْرِجَ فِى كَفَنِهِ

- ‌بَابٌ: الرَّجُلُ يَنْعَى إِلَى أَهْلِ المَيِّتِ بِنَفْسِهِ

- ‌بابُ: الإِذْنِ بِالْجَنَازَةِ

- ‌باب: فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحتسب، وَقَالَ اللَّهُ عز وجل {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

- ‌باب: قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ عندَ القَبْرِ: اصْبِرِي

- ‌باب: غُسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ

- ‌باب: مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْرًا

- ‌باب: يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ المَيِّتِ

- ‌باب: مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَيِّتِ

- ‌باب: هَلْ تُكَفَّنُ المَرْأَةُ فِي إِزَارِ الرَّجُلِ

- ‌باب: يُجْعَلُ الكَافُورُ فِي آخِرِهِ

- ‌باب نَقْضِ شَعَرِ الْمَرْأَةِ، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ؟ وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخِرْقَةُ الْخَامِسَةُ تَشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ تَحْتَ الدِّرْعِ

- ‌باب: يُجْعَلُ شَعَرُ المَرْأَةِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ

- ‌بَابٌ: يُلْقَى شَعْرُ المَرْأَةِ خَلْفَهَا

- ‌باب: الثِّيَابِ البِيضِ لِلْكَفَنِ

- ‌بَابُ: الكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ

- ‌باب: الحَنُوطِ لِلْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ يُكَفَّنُ المُحْرِمُ

- ‌باب: الْكَفَنِ فِي الْقَمِيصِ الَّذِى يُكَفُّ أَوْ لَا يُكَفُّ، وَمَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌باب: الكَفَنِ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌بابٌ: الكَفَنِ بِلَا عِمَامَةٍ

- ‌بابٌ: الْكَفَنِ مِنْ جَمِيعِ الْمَال

- ‌باب: إِذَا لَمْ يُوجَدْ إلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ

- ‌باب: باب إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إلَّا مَا يُوَارِى رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى رَأْسَهُ

- ‌باب: مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ في زَمَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ

- ‌باب: اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الجَنَائِزِ

- ‌باب: إِحْدَادِ المَرْأَةِ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا

- ‌باب: بَابُ زِيَارَةِ القُبُور

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ

- ‌باب: مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الجُيُوبَ

- ‌باب: رِثَاءِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْوَيْلِ وَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابُ: مَنْ جَلَسَ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ

- ‌باب: مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌باب: الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»

- ‌بَابُ: البُكَاءِ عِنْدَ المَرِيضِ

- ‌بَابُ: مَا يُنْهَى عَنِ النَّوْحِ وَالْبُكَاءِ وَالزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌بَابُ القِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌باب مَتَى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ لِلْجَنَازَةِ

- ‌بَابٌ: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً، فَلَا يَقْعُدُ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ، فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالقِيَامِ

- ‌بَابٌ: باب مَنْ قَامَ لِجَنَازَةِ يَهُودِىٍّ

- ‌بَابُ حَمْلِ الرِّجَالِ الجِنَازَةَ دُونَ النِّسَاءِ

- ‌بَابُ السُّرْعَةِ بِالْجِنَازَةِ

- ‌بَابُ: قَوْلِ المَيِّتِ وَهُوَ عَلَى الجِنَازَةِ: قَدِّمُونِي

- ‌بَابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَى الجِنَازَةِ خَلْفَ الإِمَامِ

- ‌بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ

- ‌بَابُ صُفُوفِ الصِّبْيَانِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الجَنَائِزِ

- ‌باب سُنَّةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌باب فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ مَنِ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ

- ‌باب صَلَاةِ الصِّبْيَانِ مَعَ النَّاسِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الجَنَائِزِ بِالْمُصَلَّى وَالمَسْجِدِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ إِذَا مَاتَتْ فِى نِفَاسِهَا

- ‌بَابٌ: أَيْنَ يَقُومُ مِنَ المَرْأَةِ وَالرَّجُلِ

- ‌باب التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌باب قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ

- ‌بَابُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌باب الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ. وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - لَيْلًا

- ‌بَابُ بِنَاءِ المَسْجِدِ عَلَى القَبْرِ

- ‌بَابُ مَنْ يَدْخُلُ قَبْرَ المَرْأَةِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ

- ‌بَابُ دَفْنِ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ غَسْلَ الشُّهَدَاءِ

- ‌بَابُ مَنْ يُقَدَّمُ فِي اللَّحْدِ

- ‌بَابُ الإِذْخِرِ وَالحَشِيشِ فِي القَبْرِ

- ‌بَابٌ: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّةٍ

- ‌بَابُ اللَّحْدِ وَالشَّقِّ فِي القَبْرِ

- ‌باب إِذَا أَسْلَمَ الصَّبِىُّ فَمَاتَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يُعْرَضُ عَلَى الصَّبِىِّ الإِسْلَامُ

- ‌بابٌ إِذَا قَالَ الْمُشْرِكُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب الْجَرِيدِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَاتِلِ النَّفْسِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالاِسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ

- ‌باب ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ الغِيبَةِ وَالبَوْلِ

- ‌بَابُ المَيِّتِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ

- ‌بَابُ كَلَامِ المَيِّتِ عَلَى الجَنَازَةِ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌باب

- ‌بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ

- ‌بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَبْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما

- ‌باب مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الأَمْوَاتِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ المَوْتَى

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌باب: الصبر عند الصدمة الأولى

‌باب: الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:

وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه نِعْمَ الْعِدْلَانِ، وَنِعْمَ الْعِلَاوَةُ {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 157]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} [البقرة: 45].

1302 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:«الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» .

قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:

[162 أ/س]

(باب) يجوز فيه التنوين والإضافة إلى قوله: (الصَّبْرِ) وحينئذ يكون مجرورًا، وأمّا على التنوين: فيكون مرفوعًا على الابتداء، /وخبره قوله:(عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى) أي: هو المطلوب المبشر عليه بالصلوات والرحمة، ومن هنا يظهر مناسبة إيراد أثر عمر رضي الله عنه ، في هذا الباب.

(وَقَالَ عُمَرُ) أي: ابن الخطاب رضي الله عنه ، (نِعْمَ الْعِدْلَانِ) بكسر العين أي: المثلان، وأمّا العدل بفتح العين، فهو: ما عادل الشيء من غير جنسه.

(1)

(وَنِعْمَ الْعِلَاوَةُ) بكسر العين أيضًا وهو: ما يعلّق على البعير بعد تمام الوقر

(2)

، نحو السقاء وغيره

(3)

.

وقال ابن قرقول: العدل في الأصل نصف الحمل على أحد شقي الدابة، والحمل العدلان، والعلاوة ما جعل بينهما

(4)

.

و"نعم" كلمة مدح، و"العدلان" فاعله "ونعم العلاوة" عطف عليه والمخصوص بالمدح، هو قوله:"الذين إلى آخره" وهو مثل ضرب للجزاء على الصبر، فالعدلان: عدل البعير أو الدابة،

(1)

مشارق الأنوار على صحاح الآثار [ع د ل](2/ 69).

(2)

أي: الحمل.

(3)

مشارق الأنوار على صحاح الآثار [ع د ل](2/ 69).

(4)

مطالع الأنوار على صحاح الآثار [حرف العين](4/ 388)

ص: 539

والعلاوة: الغرارة التي توضع في وسط العدلين مملوءة، فكما حملت هذه الراحلة [وسعها]

(1)

، فإنّها لم يبق موضع يحمل عليه، فكذلك الصابر أعطى أجره وافرًا وافيًا كاملًا، قاله الداودي

(2)

.

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) مما يصيب الإنسان من مكروه، (قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ) عبيدًا وملكًا، (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156] في الآخرة، فلا يضيع عمل عامل، وليس الصبر المذكور في قوله تعالى:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)} [البقرة: 155] الاسترجاع باللسان فقط، بل وبالقلب، بأنّ يتصور ما خلق له وأنّه راجع إلى ربه، ويتذكر نعمه عليه ليرى ما أبقى عليه أضعاف ما استرد منه؛ ليهون على نفسه ويستسلم، والمبشّر به محذوف يدلّ عليه قوله:(أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ) أي: مغفرة أو ثناء، (مِنْ رَبِّهِمْ)

قال أبو الليث: الصلاة من الله تعالى ثلاثة أشياء: توفيق الطاعة، والعصمة عن المعصية، ومغفرة الذنوب، فبالصّلاة الواحدة تكون لهم هذه الثلاثة، فقد وعد الله لهم الصلوات الكثيرة، فمقدار ذلك لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى

(3)

.

(وَرَحْمَةٌ) لطف عظيم، وإحسان جسيم، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 157] للحق والصواب، حيث استرجعوا واستسلموا لقضاء الله تعالى.

قال المهلب: العدلان الصلوات والرحمة والعلاوة، أولئك هم المهتدون

(4)

.

ورواه الحاكم في روايته المذكورة موصولًا عن عمر رضي الله عنه ، بلفظ:"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، نعم العدلان، وأولئك هم المهتدون نعم العلاوة"

(5)

، وكذا اخرجه البيهقي عن الحاكم

(6)

، واخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" من وجه آخر.

(1)

[وسقاءها]

(2)

عمدة القاري (8/ 100).

(3)

تفسير السمرقندي (1/ 106).

(4)

الْمُخْتَصَرُ النَّصِيحُ فِي تَهْذِيبِ الْكِتَابِ الْجَامِعِ الْصَّحِيحِ (2/ 10).

(5)

المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير (2/ 296)، (3068)، من طريق عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولا أعلم خلافًا بين أئمتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيام عمر رضي الله عنه، وإنما اختلفوا في سماعه منه» وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.

(6)

السنن الكبرى للبيهقي، جماع أبواب البكاء على الميت، باب ما ينهى عنه من الدعاء بدعوى الجاهلية (4/ 108)(7126) بإسناد المذكور، عند الحاكم.

ص: 540

[162 أ/ص]

وقال الزين ابن المُنَيِّر: ويؤيِّده وقوعهما بعد على المُشعرة بالحمل

(1)

، وقيل: العدلان إنا لله وإنا إليه راجعون، والعلاوة: الثواب عليها، /وقال ابن التين: قال أبو الحسن: العدل الواحد، قول المصاب:"إنا لله" إلى آخره، والعدل الثاني:"الصلوات عليهم من الله تعالى"، والعلاوة:"وأولئك هم المهتدون"، وهو ثناء من الله عليهم

(2)

.

وقال الكرماني: والظاهر أنّ المراد بالعدلين القول وجزاؤه، أي: قول الكلمتين ونوعا الثواب، وهما مثلان في أن العدل الأول مركب من كلمتين، والثاني من النوعين من الثواب

(3)

.

واعلم: أنّ الصبر ذكر في القران الكريم في: خمس وتسعين موضعًا، ومن أجمعها هذه الآية ومن أدقها:{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: 44] ، قرن هاء الصابر بنون العظمة، ومن أبهجها قوله:" {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ (24)} [الرعد: 24] "

(4)

وقد روى نحو قول عمر رضي الله عنه ، مرفوعًا أخرجه الطبراني في "الكبير": من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت أمتي شيئًا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "

(5)

، إلى قوله " الْمُهْتَدُونَ "، قال: فأخبر أنّ المؤمن إذا سلَّم لأمر الله، واسترجع كتب له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرّحمة، وتحقيق سبل الهدى

(6)

، والله أعلم.

(1)

فتح الباري (3/ 172).

(2)

عمدة القاري (8/ 100).

(3)

الكواكب الدراري (7/ 96).

(4)

إرشاد الساري (2/ 413).

(5)

المعجم الكبير، باب العين، سعيد بن جبير، عن ابن عباس (12/ 40)، (12411)، محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، ثنا أبي، حدثني عمر بن الخطاب رجل من أهل الكوفة عن سفيان بن زياد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. إسناده ضعيف، فيه محمد بن خالد الطحان، وهو متروك الحديث، تهذيب الكمال (25/ 139)(5178)، وقال الهيثمي في "المجمع" (2/ 330) (3939): رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف.

(6)

فتح الباري (3/ 172).

ص: 541

(وَقَوْلِهِ تَعَالَى) بالجر عطفًا على الصبر، أي: وباب قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا) على حوائجكم (بِالصَّبْرِ) أي: بانتظار النجح والفرج، فتوكلا على الله تعالى، أو على ما يستقبلكم من أنواع المكاره والبلايا بالصبر، أي: حبس النفس على ما تكره من غير جزع ولا فزع.

[71 ب/ص]

(وَالصَّلَاةِ) أي: بالالتجاء إليها، فإنها جامعة لأنواع العبادات/ النفسانية والبدنية والمالية، من الطهارات وستر العورة وصرف المال فيهما، والتوجه إلى الكعبة، والعكوف للعبادة، وإظهار الخشوع بالجوارح، وإخلاص النية بالقلب، ومجاهدة الشيطان، ومناجاة الحقّ، وقراءة القران والتكلم بالشهادتين، وكفّ النفس عن الأطيبين، ولما كان فيها هذه الخصائل كانت معونة على ما تنازع إليه النفس من حبّ الرياسة، وغيرها وعلى ما تكرهه من البلايا.

وقيل المراد: بالصبر في الآية الصوم الذي هو صبر على المفطرات، لمِا فيه من كسر الشهوة وتصفية النفس قاله مجاهد

(1)

.

[163 أ/س]

(وَإِنَّهَا) أي: الاستعانة بهما، أو الصلاة وتخصيصًا برد الضمير إليها لتعظيم شأنها، واستجماعها ضروبًا من الصبر، (لَكَبِيرَةٌ) شديدة ثقيلة /شاقة، (إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45] ، المتواضعين المخبتين الذليلة قلوبهم، قيل: الخاشع الذي يرى أثر الذل والخضوع عليه، والخشوع في اللغة: السكون

(2)

. قال الله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} [طه: 108] وقيل: الخشوع هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع، وقيل: الخشوع في الصوت والبصر، والخضوع في البدن

(3)

.

وأخرج أبو داود بإسناد حسن، عن حذيفة رضي الله عنه ، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا حزبه أمر صلى"

(4)

.

(1)

إرشاد الساري (2/ 413).

(2)

العين [باب العين والخاء والشين](1/ 112).

(3)

عمدة القاري (8/ 100).

(4)

سنن أبي داود، أبواب قيام الليل، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، (2/ 35)(1319)، من طريق محمد بن عيسى، حدثنا يحيي بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، إسناده حسن، من أجل محمد بن عبد الله الدؤلي، قال ابن حجر في "التقريب" (ص: 489) (6042): مقبول الحديث. وأخرج أحمد (18937) بإسناد صحيح من حديث صهيب الرومي، وفيه فيما حكاه النبي صلى الله عليه وسلم عن نبيّ من الأنبياء السابقين: فقام إلى الصلاة، وكانوا إذا فزعوا، فزعوا إلى الصلاة.

ص: 542

وروى الطبريّ في "تفسيره"، بإسناد حسن، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنّه نعى أخوه قثم، وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحّى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام وهو يقول:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}

(1)

. ومن أسرار الصلاة أنها تعين على الصبر لما فيها من الذكر والدعاء والخضوع كما مر.

وقال الطبري: الصبر منع النفس محابها وكفّها عن هواها، ولذلك قيل: لمن لم يخرج، صابر لكفه نفسه، وقيل لرمضان: شهر الصبر لكف الصائم نفسه عن المطعم والمشرب

(2)

(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بفتح الموحدة وتشديد المعجمة، (قال: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) بضم الغين المعجمة، هو لقب محمد بن جعفر، (قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) أي: ابن الحجاج (عَنْ ثَابِتٍ) البناني.

[163 أ/ص]

(قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا) هو: ابن مالك رضي الله عنه ، يروي (عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.) يعني: أن الصبر المحمود هو ما كان عند مفاجأة المصيبة، فإن مفاجأة المصيبة بغتة تزعزع القلب، وتزعجه بصدمتها، فإن صبر للصدمة الأولى انكسرت حدتها، وضعفت قوتها، فهان عليه استدامة الصبر، فأمّا إذا طالت الأيام على المصاب، وقع السلو وصار الصبر، حينئذ طبعًا، فلا يؤجر عليه مثل ذلك، والصابر على الحقيقة من صبر نفسه، وحبسها عن شهواتها، وقهرها عن الحزن والجزع، والبكاء الذي فيه راحة النفس، وإطفاء نار الحزن، فإذا قابل سورة الحزن وهجومه، بالصبر الجميل، وتحقق أن لا خروج له عن قضائه تعالى، وأنّه يرجع إليه، وعلم يقينًا أن الآجال لا تقديم فيها ولا تأخير، وأن المقادير بيده تعالى، ومنه استحق حينئذ جزيل الأجر، /فضلًا منه تعالى. وعدّ من الصابرين الذين وعدهم الله بالمغفرة والرحمة.

(1)

تفسير الطبري (1/ 620)، من طريق ابن علية، قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أن ابن عباس، إسناده حسن.

(2)

تفسير الطبري (1/ 617).

ص: 543

وإذا جزع ولم يصبر، أثم وأتعب نفسه، ولم يرد من قضاء الله تعالى شيئًا، ولو لم يكن من فضل الصبر إلا الفوز بدرجة المعية، أنّ الله مع الصابرين، لكفى، فنسأل الله العفو والعافية والرضى والمحبة، إن الله يحب الصابرين.

واعلم: أن المصيبة كير العبد الذي يسبك فيها [حاصله]

(1)

، فإمّا أن يخرج ذهبًا أحمر، وإمّا أن يخرج خبثًا كله، كما قيل:

سبكناه ونحسبه لجينا. . . . فأبدى الكير عن خبث الحديد

(2)

.

فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا. . . . فبين يديه الكير الأعظم.

فإذا علم العبد أنّ إدخاله الكير في الدنيا وسبكها خيرًا له من ذلك الكير والسبك، وأنّه لا بدّ من أحد الكيرين، فليعلم قدر نعم الله تعالى عليه في الكير العاجل، فالعبد إذا امتحنه الله بمصيبة فصبر عند الصدمة الأولى، فليحمد الله تعالى على أنّ أهله، لذلك [وثبيه] عليه.

وقد اختلف: هل المصائب مكفرات أو مثيبات؟

فذهب الشيخ عز الدين بن عبد السلام في طائفة، إلى أنه: إنّما يثاب على الصبر عليها؛ لأنّ الثواب إنّما يكون على فعل العبد، والمصائب لا صنيع له فيها، وقد يصاب الكافر مثل ما يصيب المسلم

(3)

.

وذهب آخرون إلى أنّه يثاب عليها لقوله تعالى: {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [التوبة: 120].

ولحديث الصحيحين: "والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله به عنه خطاياه كما تحط الشجرة اليابسة ورقها"

(4)

.

(1)

[حال]

(2)

عيون الأخبار، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276 هـ)، دار الكتب العلمية بيروت، 1418 هـ (2/ 7).

(3)

تسلية أهل المصائب، محمد بن محمد بن محمد، شمس الدين المنبجي (المتوفى: 785 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1426 هـ - 2005 م (ص: 173).

(4)

صحيح البخاري، كتاب المرضى، باب قول المريض: " إني وجع، أو وا رأساه، أو اشتد بي الوجع (7/ 119)، (5667). *صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض (4/ 1991)، (2571).

ص: 544

ولحديث" ما من مصيبة تصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة، إلا كفّر الله بها خطاياه"

(1)

.

فالغم على المستقبل، والحزن على الماضي، والنصب الوصب في المرض

(2)

.

وقال بعض العلماء: الصبر ثلاثة أوجه: صبر على الشدة والمصيبة، وصبر على الطاعة وهو أشد من الأول وأجره أكثر، وصبر على المعصية، وهو أشد من الأول والثاني، وأجره أكثر منهما

(3)

.

(1)

صحيح البخاري، كتاب المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض (7/ 114)، (5641).

(2)

إرشاد الساري (2/ 414).

(3)

تفسير السمرقندي (1/ 49).

ص: 545