المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الميت يسمع خفق النعال - نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز - جـ ١

[يوسف أفندي زاده الأماسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُالإِمَامُ البُخَارِيُّ، وَحَيَاتُهُ الْعِلْمِيَّةُ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلقبُهُ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وَنَشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ:

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ:

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: شُيُوْخُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌الْمَبْحَثُ السَّادِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌الْمَبْحُثُ السَّابِعُ: ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّامِنُ: مِحْنَتُهُ وَوَفَاتُهُ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِيالتَّعْرِيْفُ بِـ (الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ) لِلْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وِنِسْبَتُهُ إِلَى الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّانِي: شَرْطُ الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ فِيْ صَحِيْحِهِ

- ‌الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: رِوَايَاتُ الْجَامِعِ الصَّحِيْحِ لِلْبُخَارِيِّ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: عِنَايَةُ الْعُلَمَاءِ بِصَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ، وَذِكْرُ أَهَمِّ شُرُوْحِهِ

- ‌الفَصْلُ الثَّالِثُالتعريف بالإمام: عبد الله بن محمد بن يوسف، المعروف بـ (يوسف زاده)

- ‌الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُعَصْرُ الْإِمَامِ: عَبْدِاللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ، المَعْرُوْفُ بِـ (يُوْسُفَ زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الحَالَةُ السِّيَاسِيَّة

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: الحَالَةُ الْإِجْتِمَاعِيَة

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الْحَالَةُ الْعِلْمِيَّةُ:

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: حَيَاةُ الْعَلَّامَةِ (يُوْسُفَ أَفَنْدِي زَادَهْ)

- ‌المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وُلَقَبُهُ

- ‌المَطْلَبُ الثَّانِي: مَوْلِدُهُ، وُنُشْأَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْم

- ‌المَطْلَبُ الثَّالِثُ: شُيُوْخُهُ

- ‌المَطْلَبُ الرَّابِعُ: تَلَامِيْذُهُ:

- ‌المَطْلَبُ الْخَامِسُ: مُؤَلَّفَاتُهُ:

- ‌المَطْلَبُ السَّادِسُ: ثناء العلماء عليه

- ‌المَطْلَبُ السَّابِعُ: عَقِيْدَتُهُ وَمَذْهَبُهُ الفِقْهِيُّ

- ‌المَطْلَبُ الثَّامِنُ: وَفَاتُهُ

- ‌الفَصْلُ الرَّابِعُالتَّعْرِيْفُ بِكِتَابِ (نَجَاحِ القَارِيْ شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ)،مع وصف المخطوط، ومنهج التحقيق

- ‌المَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اِسْمُ الكِتَابِ، وَإِثْبَاتُ نِسْبَتِهِ لِلمُؤَلِّفِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: تَارِيْخُ بِدَايَةِ التَّألِيْفِ وَنِهَايَتِهِ

- ‌المَبْحَثُ الثَّالِثُ: مَنْهَجُ المُؤَلِّفِ فِي هَذا الكِتَابِ

- ‌المَبْحَثُ الرَّابِعُ: مَصَادِرُ المُؤَلِّفِ فِي الكِتَابِ

- ‌أَوَّلًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآن

- ‌ القرآن الكريم

- ‌ثَانِيًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيْفِ.فهي على أنواع، منها:

- ‌الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ

- ‌كُتُبُ المَسَانِيْدِ

- ‌كُتُبُ المُوَطَّآتِ

- ‌كُتُبُ المعَاجِمِ

- ‌المُسْتَخْرَجَات

- ‌كُتُبِ العِلَلِ

- ‌نَاسِخُ الحَدِيْثِ وَمَنْسُوْخِهِ

- ‌كُتُبُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ

- ‌شُرُوْحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ

- ‌شُرُوْحُ مُسْلِمٍ

- ‌شُرُوْحُ الأَحَادِيْثِ

- ‌تَرَاجُمُ الرُّوَاةِ

- ‌السِّيْرَةُ النَّبَوِيُّةُ

- ‌كُتُبُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ

- ‌كُتُبُ التّارِيْخِ وَالطَّبَقَاتِ وَالأَنْسَابِ وَالأَطْرَافِ:

- ‌المُتَنَوِعَاتُ

- ‌ثَالِثًا: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْفِقْهِ الإِسْلَامِي

- ‌المَذْهَبُ الحَنَفِيِّ

- ‌الفِقْهُ المَالِكِيُّ

- ‌الفِقْهُ الشَّافِعِيِّ

- ‌الفِقْهُ الحَنْبَلِيِّ:

- ‌الفِقْهُ العَامُّ

- ‌المَبْحَثُ الخَامِسُ: مُمَيِّزَاتُ هَذا الشَّرْحِ

- ‌المَبْحَثُ السَّادِسُ: وَصْفٌ عَامٌ لِلْمَخْطُوْطِ، وَالتَّعْرِيْفُ بالُنسَخِ التَّي حُقِّقَ عَلَيْهَا النَّصُّ

- ‌المَبْحَثُ السَّابع: منهج التحقيق

- ‌الفصل الخامسخمس مسائل فقهية مقارنة بفقه المذاهب الأخرى، واختيار الشارح فيها

- ‌المَسْأَلَةُ الْأُوْلَى: الصلاة على الغائب

- ‌فائدة:

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: الصَّلَاة على الْمَيِّت فِي الْمَسْجِد

- ‌المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: زيارة القبور للنساء

- ‌المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: نقل الميت من موضع إلى موضع

- ‌المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ: الصلاة على شهيد المعركة

- ‌كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌باب: في الْجَنَائِزِ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب: الدُّخُولِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِذَا أُدْرِجَ فِى كَفَنِهِ

- ‌بَابٌ: الرَّجُلُ يَنْعَى إِلَى أَهْلِ المَيِّتِ بِنَفْسِهِ

- ‌بابُ: الإِذْنِ بِالْجَنَازَةِ

- ‌باب: فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحتسب، وَقَالَ اللَّهُ عز وجل {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

- ‌باب: قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ عندَ القَبْرِ: اصْبِرِي

- ‌باب: غُسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ

- ‌باب: مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْرًا

- ‌باب: يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ المَيِّتِ

- ‌باب: مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَيِّتِ

- ‌باب: هَلْ تُكَفَّنُ المَرْأَةُ فِي إِزَارِ الرَّجُلِ

- ‌باب: يُجْعَلُ الكَافُورُ فِي آخِرِهِ

- ‌باب نَقْضِ شَعَرِ الْمَرْأَةِ، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ؟ وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخِرْقَةُ الْخَامِسَةُ تَشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ تَحْتَ الدِّرْعِ

- ‌باب: يُجْعَلُ شَعَرُ المَرْأَةِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ

- ‌بَابٌ: يُلْقَى شَعْرُ المَرْأَةِ خَلْفَهَا

- ‌باب: الثِّيَابِ البِيضِ لِلْكَفَنِ

- ‌بَابُ: الكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ

- ‌باب: الحَنُوطِ لِلْمَيِّتِ

- ‌باب: كَيْفَ يُكَفَّنُ المُحْرِمُ

- ‌باب: الْكَفَنِ فِي الْقَمِيصِ الَّذِى يُكَفُّ أَوْ لَا يُكَفُّ، وَمَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌باب: الكَفَنِ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

- ‌بابٌ: الكَفَنِ بِلَا عِمَامَةٍ

- ‌بابٌ: الْكَفَنِ مِنْ جَمِيعِ الْمَال

- ‌باب: إِذَا لَمْ يُوجَدْ إلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ

- ‌باب: باب إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إلَّا مَا يُوَارِى رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى رَأْسَهُ

- ‌باب: مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ في زَمَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ

- ‌باب: اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الجَنَائِزِ

- ‌باب: إِحْدَادِ المَرْأَةِ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا

- ‌باب: بَابُ زِيَارَةِ القُبُور

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ

- ‌باب: مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الجُيُوبَ

- ‌باب: رِثَاءِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ

- ‌باب: مَا يُنْهَى مِنَ الْوَيْلِ وَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌بَابُ: مَنْ جَلَسَ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ

- ‌باب: مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌باب: الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى

- ‌باب: قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»

- ‌بَابُ: البُكَاءِ عِنْدَ المَرِيضِ

- ‌بَابُ: مَا يُنْهَى عَنِ النَّوْحِ وَالْبُكَاءِ وَالزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌بَابُ القِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌باب مَتَى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ لِلْجَنَازَةِ

- ‌بَابٌ: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً، فَلَا يَقْعُدُ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ، فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالقِيَامِ

- ‌بَابٌ: باب مَنْ قَامَ لِجَنَازَةِ يَهُودِىٍّ

- ‌بَابُ حَمْلِ الرِّجَالِ الجِنَازَةَ دُونَ النِّسَاءِ

- ‌بَابُ السُّرْعَةِ بِالْجِنَازَةِ

- ‌بَابُ: قَوْلِ المَيِّتِ وَهُوَ عَلَى الجِنَازَةِ: قَدِّمُونِي

- ‌بَابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَى الجِنَازَةِ خَلْفَ الإِمَامِ

- ‌بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ

- ‌بَابُ صُفُوفِ الصِّبْيَانِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الجَنَائِزِ

- ‌باب سُنَّةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌باب فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ مَنِ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ

- ‌باب صَلَاةِ الصِّبْيَانِ مَعَ النَّاسِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الجَنَائِزِ بِالْمُصَلَّى وَالمَسْجِدِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ إِذَا مَاتَتْ فِى نِفَاسِهَا

- ‌بَابٌ: أَيْنَ يَقُومُ مِنَ المَرْأَةِ وَالرَّجُلِ

- ‌باب التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌باب قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌باب الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ

- ‌بَابُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌باب الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ. وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - لَيْلًا

- ‌بَابُ بِنَاءِ المَسْجِدِ عَلَى القَبْرِ

- ‌بَابُ مَنْ يَدْخُلُ قَبْرَ المَرْأَةِ

- ‌بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ

- ‌بَابُ دَفْنِ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ غَسْلَ الشُّهَدَاءِ

- ‌بَابُ مَنْ يُقَدَّمُ فِي اللَّحْدِ

- ‌بَابُ الإِذْخِرِ وَالحَشِيشِ فِي القَبْرِ

- ‌بَابٌ: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّةٍ

- ‌بَابُ اللَّحْدِ وَالشَّقِّ فِي القَبْرِ

- ‌باب إِذَا أَسْلَمَ الصَّبِىُّ فَمَاتَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يُعْرَضُ عَلَى الصَّبِىِّ الإِسْلَامُ

- ‌بابٌ إِذَا قَالَ الْمُشْرِكُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ

- ‌باب الْجَرِيدِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَاتِلِ النَّفْسِ

- ‌باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالاِسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ

- ‌باب ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ الغِيبَةِ وَالبَوْلِ

- ‌بَابُ المَيِّتِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ

- ‌بَابُ كَلَامِ المَيِّتِ عَلَى الجَنَازَةِ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌باب مَا قِيلَ فِى أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌باب

- ‌بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ

- ‌بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى قَبْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما

- ‌باب مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الأَمْوَاتِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ المَوْتَى

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌باب الميت يسمع خفق النعال

‌بَابُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ

.

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:

1338 -

حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: وَقَالَ لِى خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا ابن زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِى قَبْرِهِ، وَتُوُلِّىَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِى هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ - قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا - وَأَمَّا الْكَافِرُ - أَوِ الْمُنَافِقُ - فَيَقُولُ: لَا أَدْرِى، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ. ثَمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَاّ الثَّقَلَيْنِ» .

قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:

(بَابٌ) بالتنوين (الْمَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ) بفتح الخاء المعجمة وسكون الفاء ثم قاف؛ أي: صوت نعال الأحياء من الذين باشروا دفنه وغيرهم عند دوسها على الأرض.

قال الزين ابن المنير: إن المؤلف ترجم بهذه الترجمة ليجعله أول آداب الدفن؛ من التزام الوقار واجتناب اللغط وقرع الأرض بشدة الوطء عليها كما يلزم ذلك مع الحي النائم.

(1)

وترجم بالخفق، ولفظ المتن بالقرع إشارة إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ:"الخفق" وهو ما رواه أحمد وأبو داود من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في أثناء حديث طويل فيه: "وإنه ليسمع خفق نعالهم"

(2)

.

وروى إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين"

(3)

أخرجه البزار وابن حبان في صحيحه هكذا مختصرًا.

(1)

فتح الباري (3/ 206).

(2)

سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر (4/ 239)(4753)، من طريق الأعمش، عن المنهال، عن زاذان عن البراء بن عازب، إسناده صحيح، رجاله ثقات. * مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث البراء بن عازب (30/ 576)(18614)، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

(3)

مسند البزار، مسند أبي حمزة أنس بن مالك (17/ 130)(9715). صحيح ابن حبان، كتاب الجنائز، فصل في أحوال الميت في قبره (7/ 388)(3118)،)، من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن السدي عن أبيه، عن أبي هريرة، إسناده ضعيف. والد إسماعيل السدي- وهو عبد الرحمن بن أبي كريمة- لم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه غير المؤلف، فهو مجهول الحال، كما قال الحافظ في "التقريب" (ص: 349) (3990)، وباقي رجاله ثقات، وله طرق يتقوى بها الحديث، مسند أبي حمزة أنس بن مالك (17/ 130)(9715) من طريق محمد بن عبد الله المخرمي، بهذا الإسناد.

ص: 722

وأخرج ابن حبان أيضًا من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، نحوه في حديث طويل

(1)

.

[203 أ/ص]

(حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ

(2)

) بفتح المهملة وتشديد التحتية وبالشين المعجمة، هو ابن الوليد الرقام قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى

(3)

) هو ابن عبد الأعلى / السامي بالسين المهملة.

قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ) هو ابن أبي عروبة قال المؤلف: (قَالَ

(4)

: وَقَالَ لِى خَلِيفَةُ

(5)

) بالمعجمة والفاء، هو ابن الخياط بفتح المعجمة وتشديد التحتية.

قال: (حَدَّثَنَا ابن يزيد زُرَيْعٍ) بضم الزاي مصغرًا، وفي رواية:"حدثنا ابن زريع" بحذف "يزيد"

(6)

.

قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ) هو ابن أبي عروبة السابق ذكره (عَنْ قَتَادَةَ) أي: ابن دعامة (عَنْ أَنَسٍ) هو ابن مالك رضي الله عنه (عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْعَبْدُ) أي: المؤمن المخلص (إِذَا وُضِعَ فِى قَبْرِهِ)

(1)

صحيح ابن حبان، كتاب الجنائز، ذكر الخبر المدحض، قول من زعم أن الميت إذا وضع في قبره لا يحرك منه شيء إلى أن يبلى (7/ 388)(3113)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 536)(1404) بهذا الإسناد، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، * المعجم الأوسط، باب الألف، من اسمه إبراهيم (3/ 105) (2630) وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 52) (4270): رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.

(2)

هو: عيَّاش بن الأزرق، ويقال: ابن الوليد بن الأزرق، أبو النجم البصري، نزيل أذنة، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين، تقريب التهذيب (ص: 436) (5267).

(3)

هو: عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي، أبو محمد، من الثامنة مات سنة تسع وثمانين ومائة، تقريب التهذيب (ص: 331) (3734).

(4)

(قال) سقط من أصل البخاري

(5)

هو: خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العُصفُري، أبو عمر البصري، لقبه شباب، صدوق، ربما أخطأ وكان إخباريًا علامة، من العاشرة، مات سنة أربعين ومائتين، تقريب التهذيب (ص: 195) (1743).

(6)

إرشاد الساري (2/ 433)(1337).

ص: 723

على البناء للمفعول (وَتَوَلَّىَ) على البناء للفاعل أي: أدبر (وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ) من باب تنازع الفعلين في الفاعل. وقال ابن التين: إنه كرر اللفظ والمعنى واحد. وتُعُقِّبَ بأن التولي هو: الإعراض والإدبار، ولا يستلزم الذهاب

(1)

.

وقال الحافظ العسقلاني: رأيت مضبوطًا بخط معتمد "وتُولِّى" بضم أوله والواو وكسر اللام على البناء للمفعول أي: تولى أمره أي: الميت

(2)

.

وتعقبه العيني: بأنه لا يعتمد على هذا. انتهى

(3)

فليتأمل.

وفي رواية: "وتولى عنه أصحابه"

(4)

وهو الموجود في جميع الروايات عند مسلم وغيره (حَتَّى إِنَّهُ) أي: الميت.

وهمزة "إن" مكسورة لوقوعها بعد حتى الابتدائية؛ كقولهم: "مرض فلان حتى إنهم لا يرجونه" قاله الزركشي والبرماوي وغيرهما

(5)

، وزاد الدماميني ووجود لام الابتداء المانع من الفتح في قوله (لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ) أي: نعال الناس الذين حول قبره من الذين باشروا دفنه وغيرهم

(6)

.

وقرع النعال صوتها عند المشي، والقرع في الأصل الضرب

(7)

، فكأن أصحاب النعال إذا ضربوا الأرض بها خرج منها صوت (أَتَاهُ مَلَكَانِ) بفتح اللام، وهما المنكر والنكير، كما فسرا في حديث أبي هريرة وغيره، وسميا بذلك؛ لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام؛ بل لهما خلق مفرد بديع وليس في خلقهما أنس الناظرين إليهما، أسودان أزرقان، جعلهما الله تعالى تكرمة للمؤمن ليثبته ويبصره، وهتكا لسر المنافق في البرزخ، من

قبل أن

(1)

عمدة القاري (2/ 434).

(2)

فتح الباري (3/ 206).

(3)

عمدة القاري (2/ 434).

(4)

صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (4/ 2200)(2870).

(5)

التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح لبدر الدين الزركشيّ (321).

(6)

مصابيح الجامع (271).

(7)

النهاية في غريب الحديث والأثر [قَرَعَ](4/ 45).

ص: 724

يبعث، حتى يحل عليه العذاب الأليم، وأعاذنا الله من ذلك بوجهه الكريم ونبيه الرؤوف الرحيم، وسميا: فتاني القبر؛ لأن في سؤالهما / انتهارًا، وفي خلقهما صعوبة

(1)

.

[204 أ/س]

(فَأَقْعَدَاهُ) أي: أجلساه غير فزع، قال الكرماني: وهما مترادفان، وهذا يبطل قول من فرق بينهما بأن القعود هو عن القيام، والجلوس عن اضطجاع

(2)

هذا وأنت خبير بأن استعمال الإقعاد موضع الإجلاس لا يمنع الفرق المذكور.

(فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِى هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ) بالجر عطف بيان، أو بدل من سابقه أي: صلى الله عليه وسلم، وإنما عبر بعبارة هذا الرجل التي ليس فيها تعظيم وتوقير امتحانًا للمسؤول؛ لئلا يتلقن تعظيمه عن عبارة القائل ولكن {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27].

(فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. فَيُقَالُ:) أي: فيقول له الملكان أو غيرهما: من الملائكة (انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ - قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا) أي: المقعدين اللذين أحدهما من الجنة والآخر من النار، أعاذنا الله من النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار.

(وَأَمَّا الْكَافِرُ - أَوِ الْمُنَافِقُ) شك من الراوي، والمراد بالمنافق الذي يقر بلسانه ولا يصدق بقلبه، ولكن الظاهر أن الكافر لا يقول المقالة الآتية فيتعين المنافق، كما في رواية الترمذي (فَيَقُولُ: لَا أَدْرِى، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالُ:) أي: فيقول له الملكان، أو غيرهما:(لَا دَرَيْتَ) بفتح الراء (وَلَا تَلَيْتَ) بالمثناة التحتية الساكنة بعد اللام المفتوحة، وأصله: تلوت، بالواو. يقال: تلا يتلو القرآن، لكنه قال: تليت بالياء للازدواج مع دريت أي: لا كنت داريا ولا تاليا، قاله ابن بطال

(3)

.

(1)

نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم (3/ 226).

(2)

كواكب الدراري (7/ 117).

(3)

شرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 321).

ص: 725

وقال الزمخشري في الفائق: أي: لا علمت بنفسك بالاستدلال، ولا اتبعت العلماء بالتقليد فيما يقولون

(1)

، أي: لم تنتفع بدرايتك ولا باتباعك العلماء.

[89 ب/ص]

وفي مسند أحمد في حديث البراء: رضي الله عنه "لا دريت ولا تلوت"

(2)

أي: لم تتل القرآن فلم تنتفع بدرايتك / ولا تلاوتك؛ كما قال: "فلا صدق ولا صلى".

وقال الداودي: معناه لا اتبعت الحق

(3)

، وقال القزاز: لا اتبعت ما تدري

(4)

وقال الخطابي: هكذا يروي المحدثون: تليت، وهو غلط، والصواب: ائْتَلَيت على وزن افتعلت من قولك ما ألوته أي: ما استطعته

(5)

ويقال: لا آلو كذا، أي: لا أستطيعه.

[204 أ/ص]

وقال ابن السكيت: / هو افتعلت من قولك: ما ألوت هذا، أي: ما استطعته من الإيالو، أي: قصر

(6)

، أو فلان لا يألوك نصحًا، فهو آل، والمرأة: آلية وجمعها: أوالٍ.

وهذا

(7)

وقال ابن الأنباري: "تليت" غلط والصواب: "أتْليت" بفتح الهمزة وسكون التاء، يدعو عليه بأن لا تتلى إبله أي: لا يكون لها أولاد تتلوها أي: تتبعها

(8)

.

وتعقبه ابن سراج بأنه بعيد في دعاء الملكين للميت وأيُّ مال له؟ وقال القاضي عياض: لعل ابن الأنباري رأى أن هذا أصل هذا الدعاء ثم استعمل في غيره كما استعمل غيره من أدعية العرب

(9)

والله أعلم.

(1)

الفائق في غريب الحديث والأثر [التَّاء مَعَ اللَّام](1/ 153).

(2)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث البراء بن عازب (30/ 576)(18614).

(3)

التوضيح (10/ 37).

(4)

التوضيح (10/ 37).

(5)

غريب الحديث (3/ 263).

(6)

إصلاح المنطق، ابن السكيت، أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (المتوفى: 244 هـ) المحقق: محمد مرعب، دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى 1423 هـ، 2002 م (1/ 228).

(7)

عمدة القاري (8/ 144).

(8)

الكتاب: الزاهر في معاني كلمات الناس، محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري (المتوفى: 328 هـ)، د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ -1992، وقولهم: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ (1/ 169).

(9)

مشارق الأنوار على صحاح الآثار [ت ل ى](1/ 121).

ص: 726

(ثَمَّ يُضْرَبُ) على البناء للمفعول أي: الميت المنافق (بِمِطْرَقَةٍ) بكسر الميم أي: مطرقة الحدادين (مِنْ حَدِيدٍ) صفة لمطرقة، و"من" بيانية أو صفة لمحذوف؛ أي: من ضارب حديد أي: قوي شديد الغضب.

والظاهر أن الضارب هو غير المنكرين، ويجوز أن يكون أحدهما، وقد روى أبو داود في سننه ما يدل على الوجهين، ويدل على الأول ما رواه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين، أو ثلاث مرات، وإنه يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: يا هذا، من ربك ومن نبيك وما دينك؟ ".

قال هناد: قال: "ويأتيه ملكان فيجلسانه" الحديث. وفيه: "ثم يقبض له أعمى أبكم أصم، معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابًا. قال: فيضربه ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابًا. ثم يعاد فيه الروح"

(1)

.

[205 أ/س]

ويدل على الثاني ما رواه من حديث أنس بن مالك: رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل نخلًا لبني النجار، فسمع صوتًا ففزع، فقال: من أصحاب هذه القبور؟ قالوا: يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية" الحديث وفيه: "فيقول له ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقول: لا دريت ولا تليت، فيقال:

(2)

ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول الناس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه / فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين"

(3)

.

فالمستفاد منه أن الضارب هو الملك الذي يسأله، وهو إما المنكر أو النكير، ويمكن التوفيق باحتمال أن يكون الضرب متعددًا مرة من أحد الملكين ومرة من الأعمى الأبكم، والله تعالى أعلم.

(ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ) أي: أذني الميت (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ) أي: من يلي الميت؟ قيل: المراد به الملائكة الذين يلون فتنته ومسألته

(4)

. وقيل: هو أعم من الملائكة وغيرهم من

(1)

سنن أبي داود، كتاب السنة، (4/ 239) (4753) تقدم تخريجه في (ص:722).

(2)

[تعبد فيقول: لا أدري. فيقول: لا دريت ولا تليت. فيقال] سقط من ب.

(3)

سنن أبي داود، كتاب السنة، (4/ 238)(4751)، تقدم تخريجه في (ص: 957).

(4)

عمدة القاري (8/ 145).

ص: 727

الحيوانات؛ بل من الجمادات وكلمة "مَنْ" التي للعقلاء محمولة على التغليب، قيل: وهو أظهر (إِلَاّ الثَّقَلَيْنِ) أي: الجن والإنس سميا بذلك لثقلهما على الأرض شبههما بثقلي الدابة وعنه صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي"

(1)

سماها بذلك لأن الدين يعمر بهما كالأرض تعمر بالجن والإنس.

والحكمة في منع الثقلين عن سماع صيحة ذلك المعذب بمطرقة الحديد أنه لو سمعا لارتفع الابتلاء وصار الإيمان ضروريًّا، ولأعرضوا عن التدابير والصنائع ونحوهما مما يتوقف عليه بقاؤهما، وإنما منعت الجن هذه الصيحة ولم تمنع سماع كلام الميت إذا حمل، وقال: قدموني؛ لأن كلام الميت حين يحمل إلى قبره في حكم الدنيا واعتبار لمن سمعه وموعظة، فأسمعه الله الجن؛ لأنه جعل فيهم قوة يثبتون بها عند سماعه ولا يصعقون، بخلاف الإنسان الذي كان يصعق لو سمعه، وصيحة الميت في القبر عند فتنته هي عقوبة وجزاء، فدخلت في حكم الآخرة، فمنع الله تعالى الثقلين- اللذين هما في دار الدنيا - سماع عقوبته وجزائه في الآخرة، وأسمعه سائر خلقه. والله أعلم

(2)

.

[205 أ/ص]

وقد أخرج هذا الحديثَ البخاريُّ ومسلم في صفة النار أيضًا قال: حدثنا عبد بن حميد، ثنا يونس بن محمد، ثنا سفيان بن عبدالرحمن، عن قتادة، ثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: " قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد، إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم. قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له:

(3)

ماكنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن، فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعًا. قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح / له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأ عليه خضرًا، إلى يوم يبعثون" وأخرجه أبو داود والنسائي

(4)

أيضًا.

(1)

أخرجه أحمد بسند صحيح في مسنده، (32/ 64)(19313) من طريق أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة عن زيد بن أرقم. والحاكم في مستدركه، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (3/ 118)(4576).

(2)

عمدة القاري (8/ 145).

(3)

[له] سقط في ب

(4)

صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر (2/ 98)(1374). *صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (4/ 2200)(2870) لفظه لمسلم* سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر (4/ 238)(4751). * السنن الصغرى للنسائي، كتاب الجنائز، المسألة في القبر (4/ 97)(2050).

ص: 728

وعند ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: "إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح غير فزع، ولا مشغوب

(1)

، ثم يقال له: فيما كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول محمد رسول الله، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: لا ما ينبغي لأحد أن يراه، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله عنه

(2)

. ثم يفرج له فرجة قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها، وما فيها، فيقال: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث، إن شاء الله تعالى، ويجلس الرجل السوء في قبره، فزعًا مشغوبًا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول لا أدري.

[90 ب/س]

فيقال له: ما هذا الرجل / فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا، فقلته، فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال له: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث، إن شاء الله تعالى"

(3)

.

وفي رواية الحاكم: "فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصوم عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فأيُّ جهة أتى منها يمنع، فيمثل له الشمس قد دنت الغروب فيقال له: ما تقول في هذا الرجل. . . . " الحديث مطولًا، وقال صحيح ولم يخرجاه

(4)

.

(1)

[مشعوف]

(2)

[عنه] زاد على أصل ابن ماجة.

(3)

سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى (2/ 1426)(4268)، من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، إسناده حسن، هانئ مولى عثمان صدوق، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (1071) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وقال: حديث حسن غريب.

(4)

المستدرك على الصحيحين، كتاب الجنائز (1/ 535)(1403)، من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا سعيد بن عامر، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.

ص: 729

وفي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قبر الميت -أو قال أحدكم- أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين ذراعًا ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم، فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، فإن كان منافقًا قال: سمعت الناس / يقولون، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال مُعَذَّبًا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك" وقال الترمذي: حديث حسن غريب

(1)

.

[206 أ/س]

وفي الأوسط للطبراني ووصف الملكين: "أعينهما مثل قدور النحاس، وأنيابهما مثل صياصي البقر"

(2)

وصياصي البقر: قرونها

(3)

.

وفي رواية ابن حبان: " أتدرون فيمن أنزلت هذه الآية: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124] هو: عذاب الكافر في القبر، يسلط عليه تسعة وتسعون تنينًا، أتدرون ما التنين؟ هو تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة أرؤس، ينفخن له ويلسعنه إلى يوم القيامة"

(4)

.

(1)

سنن الترمذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (3/ 375)(1071)، تقدم تخريجه في (ص: 729).

(2)

المعجم الأوسط، باب العين، من اسمه: عبيد الله (5/ 44)(4629)، إسناد ضعيف فيه عبد الله بن لهيعة الحضرمي وهو ضعيف الحديث، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به ابن لهيعة، قلت: وفيه كلام، وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب" (4/ 199): ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات وأما ما انفرد به فقليل من يحتج به والله أعلم.

(3)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية [صيص](3/ 1044).

(4)

صحيح ابن حبان، كتاب الجنائز وما يتعلق بها مقدمًا أو مؤخرًا، فصل في أحوال الميت في قبره، (7/ 392)(3122)، من طريق وهب، عن عمرو بن الحارث عن أبي السمح، عن بن حجيرة، عن أبي هريرة، إسناده حسن من أجل عبد الله بن السمح قال ابن حجر في"التقريب" (ص: 201) (1824): صدوق في حديثه عن أبي الهيثم. ولكن لفظه آخر.

ص: 730

وفي رواية أحمد: "فلو أن تنينًا منها نفخت في الأرض ما أنبتت خضرًا"

(1)

.

وفي رواية أخرى: "يفتح له باب إلى النار، وتسلط عليه عقارب وتنانين، لو نفخ أحدهم على الدنيا ما أنبتت شيئًا، تنهشه، وتؤمر الأرض فتضم عليه، حتى تختلف أضلاعه"

(2)

.

وفي هذه الأحاديث إثبات عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة والجماعة. وأنكر ذلك ضرار بن عمرو

(3)

وبشر المريسي وأكثر المتأخرين من المعتزلة، واحتجوا في ذلك بقوله تعالى {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56] أي: لا يذوقون في الجنة موتًا سوى الموتة الأولى، ولو صاروا أحياء في القبور لذاقوا مرتين لا موتة واحدة، وبقوله تعالى {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)} [فاطر: 22] فإن الغرض من سياق الآية تشبيه الكفرة بأهل القبور في عدم الإسماع. هذا من جهة النقل.

وأما من جهة العقل فقالوا: إنا نرى شخصًا يصلب ويبقى مصلوبًا إلى أن تذهب أجزاؤه ولا نشاهد فيه إحياء ومساءلة، والتوهم بهما مع المشاهدة سفسطة ظاهرة، وأبلغ منه من أكلته السباع والطيور وتفرقت أجزاؤه في بطونها وحواصلها، وأبلغ منه من أحرق حتى يفتت وذري أجزاؤه المفتتة في الرياح العاصفة شمالًا وجنوبًا وقبولًا ودبورًا، فإنا نعلم عدم إحيائه ومساءلته وعذابه ضرورة

(4)

.

(1)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (17/ 433)(11334)، من طريق أبي السمح، يقول: سمعت أبا الهيثم، يقول: سمعت أبا سعيد الخدري، إسناده ضعيف لضعف دراج أبي السمح في روايته عن أبي الهيثم، قال ابن حجر في"التقريب" (ص: 201) (1824): صدوق في حديثه عن أبي الهيثم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

(2)

المعجم الأوسط، باب العين، من اسمه: عبيد الله (5/ 44)(4629)، تقدم تخريجه في (ص: 730).

(3)

الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 55).

(4)

شرح المقاصد في علم الكلام: سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، دار المعارف النعمانية - باكستان - 1401 هـ - 1981 م، الطبعة: الأولى (2/ 220).

ص: 731

ولنا - معاشِرَ أهل السنة- آيات؛ منها قوله تعالى {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} [غافر: 46] الآية. عطف في هذه الآية عذاب القيامة على العذاب الذي هو عرض النار صباحًا ومساءً، فعلم أنه غيره، ولا شبهة في كونه قبل الإنشار من القبور كما يدل عليه نظم الآية بصريحه، وما هو كذلك ليس غير عذاب القبر اتفاقًا؛ لأن الآية وردت في حق الموتى، فهو هو؛ ولأجل ذلك ذهب أبو العلاف وبشر بن المعتمر إلى أن الكافر يعذب فيما بين النفختين أيضًا وإذا / ثبت التعذيب ثبت الإحياء والمساءلة؛ لأن كل من قال بعذاب القبر قال بهما.

[206 أ/ص]

وأما ما ذهب إليه الصالحي من المعتزلة، وابن جرير الطبري، وطائفة من الكرامية من تجويز ذلك التعذيب على الموتى من غير إحياء، فخروج عن المعقول؛ لأن الجماد لا حس له فكيف يتصور تعذيبه؟ وما ذهب إليه بعض المتكلمين من أن الآلام تجتمع في أجساد الموتى وتتضاعف من غير إحساس بها فإذا حشروا أحسوا بها دفعة واحدة، فهو إنكار للعذاب قبل الحشر، فيبطل بما قررناه من ثبوته قبله، ومنها قوله تعالى، حكاية على سبيل التصديق {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11] وما المراد بالإماتتين والإحياءين في هذه الآية إلا الإماتة قبل مزار القبور ثم الإحياء في القبر ثم الإماتة فيه أيضًا بعد مسألة منكر ونكير ثم الإحياء للحشر. هذا هو الشائع المستفيض بين أصحاب التفسير، وتمام البحث في هذه الآية في شرح المواقف

(1)

.

ولنا أيضًا أحاديث صحيحة دالة على عذاب القبر أكثر من أن تحصى بحيث تواتر القدر المشترك وإن كان كل واحد منها من قبيل الآحاد، منها ما سبق ذكره.

ومنها: حديث زيد بن ثابت رضي الله عنهما أخرجه مسلم مطولًا وفيه: "تعوذوا بالله من عذاب القبر"

(2)

.

(1)

كتاب المواقف، عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، دار الجيل - لبنان - بيروت - 1417 هـ - 1997 م، الطبعة: الأولى، (3/ 520).

(2)

صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (4/ 2199)(2867).

ص: 732

ومنها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه الستة عنه قال: " مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبيرة؛ بل لأن أحدهما كان لا يستنزه من البول، وأما الثاني فكان يمشي بالنميمة"

(1)

.

[90 ب/ص]

وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم: "استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه"

(2)

.

ومنها: حديث ابن مسعود رضي الله عنه / أخرجه الطحاوي وغيره عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أُمِر بعبد من عباد الله أن يُضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت واحدة، فامتلأ قبره عليه نارًا"

(3)

.

ومنها حديث زيد بن أرقم أخرجه مسلم عنه قال: " لا أقول لكم إلا ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، وعذاب القبر"

(4)

.

[207 أ/س]

ومنها حديث أبي بكرة رضي الله عنه أخرجه النسائي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان يقول في إثر الصلاة: / اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وعذاب القبر"

(5)

.

(1)

صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب عذاب القبر من الغيبة والبول (2/ 99)(1378) *صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه (1/ 240)(292) * سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب الاستبراء من البول (1/ 6)(20) * السنن الصغرى للنسائي، كتاب الطهارة، التنزه عن البول (1/ 28)(31) * سنن الترمذي، أبواب الطهارة، باب التشديد في البول، (1/ 102)(70). *سنن ابن ماجة، كتاب الطهارة وسننها باب التشديد في البول، (1/ 125)(347).

(2)

أخرجه أحمد في مسنده (15/ 25)(9059) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

(3)

شرح مشكل الآثار (8/ 212)(3185)، من طريق جعفر بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن ابن مسعود، رجاله رجال الصحيح غير عاصم فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة أيضًا، ترجمته في"سير أعلام النبلاء"(5/ 257)(119).

(4)

صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل (4/ 2088)(2722).

(5)

السنن الصغرى للنسائي، كتاب الإستعاذة، الإستعاذة من الفقر (8/ 262)(5465)، من طريق ابن أبي عدي، عن عثمان عن، ابن أبي بكرة، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 90)(99)، من طريق حماد بن سلمة، به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بعثمان الشحام» ووافقه الذهبي.

ص: 733

ومنها: وروى الترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث عبد الله بن عمر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أيرد لنا

(1)

عقولنا يا رسول الله؟ قال: نعم كهيئتكم اليوم. فقال عمر: في فيه الحجر"

(2)

.

ومنها حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وسيأتي في هذا الصحيح.

ومنها حديث أم مبشر رضي الله عنها أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط بني النجار، فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية، قالت: فخرج فسمعته، يقول استعيذي بالله من عذاب القبر. قلت: يا رسول الله وللقبر عذاب؟ قال: إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم"

(3)

.

ومنها ما رواه عبدالرحمن بن حسنة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده الدرقة، فوضعها ثم جلس فبال إليها، فقال بعضهم: انظروا إليه، يبول كما تبول المرأة، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

في "نوادر الأصول"[أتُرَدُّإلينا].

(2)

نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، الأصل السادس والعشرون، في ذكر فتاني القبر (1/ 175)، وأخرجه أحمد في مسنده، مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (6603) من طريق ابن لهيعة، حدثني حيي بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن، حدثه عن عبد الله بن عمرو، إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة وتفرد به.

(3)

مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، في عذاب القبر ومم هو، (3/ 51)(12034)، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر: عن أم مبشر، إسناده صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع الواسطي- فمن رجال مسلم، وأخرجه أحمد، من حديث أم مبشر (44/ 592)(27044) بهذا الإسناد.

ص: 734

فقال: ويحك أما علمت ما أصاب صاحب بني اسرائيل، كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقارض، فنهاهم فعذب في قبره" أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه

(1)

.

ومنها حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر ببقيع الغرقد قال: وكان الناس يمشون خلفه. قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه. فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين قال: فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من دفنتم ههنا اليوم. قالوا: فلان وفلان. قالوا: يا نبي الله وما ذاك؟ قال: أما أحدهما: فكان لا يتنزه من البول، وأما الأخر: فكان يمشي بالنميمة. وأخذ جريدة رطبة فشقها، ثم جعلها على القبرين. قالوا: يا نبي الله، لم فعلت هذا؟ قال: ليخففن عنهما

(2)

. قالوا: يا نبي الله، حتى متى هما يعذبان؟ قال: غيب لا يعلمه إلا الله. ولولا تمزع قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع" رواه أحمد واللفظ له وابن ماجة

(3)

، ومنها غير ما ذكر.

والجواب عن استدلالهم بقوله تعالى {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56] أن ذلك وصف لأهل الجنة والضمير في "فيها" للجنة أي: لا يذوقون أهل الجنة في الجنة الموت فلا

(1)

سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب الاستبراء من البول (1/ 6)(22) *السنن الكبرى للنسائي، كتاب الطهارة البول إلى الشيء يستتر به (1/ 82)(26). * سنن ابن ماجة، كتاب الطهارة وسننها، باب التشديد في البول (1/ 124)(346) * صحيح ابن حبان، كتاب الجنائز، فصل في أحوال الميت في قبره (7/ 397)(3127) كلهم من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة. إسناد صحيح رجاله ثقات.

(2)

[قالوا: يا نبي الله لم فعلت هذا؟ قال: ليخففن عنهما] سقط من ب.

(3)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، تتمة مسند الأنصار، حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو (36/ 625)(22292) من طريق أبي المغيرة، عن معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة. وأخرجه ابن ماجه، افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب من كره أن يوطأ عقباه (1/ 90)(245)، من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، إسناده ضعيف من أجل علي بن يزيد: قال ابن حجر في "التقريب"(ص: 406)(4817): ضعيف.

ص: 735

ينقطع نعيمهم كما انقطع نعيم أهل الدنيا بالموت، فلا دلالة في الآية على انتفاء موتة أخرى بعد المسألة وقبل دخول الجنة.

وأما قوله {إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56] فهو تأكيد لعدم موتهم في الجنة على سبيل التعليق بالمحال، كأنه قيل: لو أمكن ذوقهم الموتة الأولى لذاقوا في الجنة الموت، لكنه لا يمكن بلا شبهة فلا يتصور موتهم فيها. وقد يقال:{إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56] للجنس لا للوحدة، وإن كانت الصيغة للواحد نحو {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر: 2] وليس فيها نفي تعدد الموت؛ لأن الجنس يتناول المتعدد أيضًا بدليل أن الله تعالى أحيا كثيرًا من الأموات في زمان موسى وعيسى وغيرهما عليهم السلام وذلك يوجب تأويل الآية بما ذكرنا

(1)

.

وأما الجواب عن استدلالهم بقوله تعالى {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)) [فاطر: 22] فهو أن عدم إسماع أهل القبور لا يستلزم عدم إدراكهم، على أن الآية لا تنفي سماع أهل القبور كما لا يخفي على من تأمل في سياق الآية

(2)

.

[207 أ/ص]

وأما الجواب عن دليلهم العقلي فهو أن المصلوب لا يعد في الإحياء فيه والمساءلة مع عدم المشاهدة كما في صاحب السكتة، فإنه حي مع أنَّا لا نشاهد حياته وكما في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام وهو بين أظهر أصحابه مع ستره عنهم، ولا بعد في رد الحياة إلى بعض / أجزاء البدن فيختص بالإحياء والمساءلة والعذاب وإن لم يكن ذلك مشاهدًا لنا، على أن التمسك بتفرق الأجزاء مبني على اشتراط البنية وهو ممنوع عندنا، فلا بُعد في أن يعاد

(3)

الحياة إلى الأجزاء المتفرقة في المشارق والمغارب، وإن كان خلاف العادة فإن خوارق العادة غير ممتنعة في مقدور الله تعالى،

(1)

المواقف (3/ 522).

(2)

عمدة القاري (8/ 147).

(3)

[تعاد].

ص: 736

على أن تعلق الروح بالبدن ليس على سبيل الحلول حتى يمنعه الحلول في جزء من الحلول في آخر. والله أعلم

(1)

.

ثم إنه أنكر الجبائي وابنه البلخي تسمية الملكين بالمنكر والنكير، وقالوا: إنما المنكر ما يصدر من الكافر عند تلجلجه إذا سئل، والنكير إنما هو تقريع الملكين

(2)

. ويرد عليهم ذلك بالحديث الذي فسر فيه الملكان بهما.

وفي حديث الباب أيضًا جواز لبس النعل لزائر القبور الماشي بين ظهرانيها، وذهب أهل الظاهر إلى كراهة ذلك، وبه قال يزيد بن زريع وأحمد بن حنبل، وقال ابن حزم: لا يحل لأحد أن يمشي بين القبور بنعلين سبتيتين، وهما اللذان لا شعر عليهما، فإن كان في أحديهما شعر جاز المشي فيهما

(3)

.

[91 ب/س]

وفي المغني: ويخلع النعال إذا دخل المقابر وهذا مستحب

(4)

. واحتج هؤلاء بحديث بشير بن الخصاصية "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يمشي بين القبور في نعلين فقال: " ويحك يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، أَلْقِ سِبْتِيَّتَيْك" رواه الطحاوي / وأخرجه أبو داود، وابن ماجه، بأتم منه وأخرجه الحاكم

(5)

، وصححه ابن حزم

(6)

.

(1)

المواقف (3/ 522).

(2)

المواقف (3/ 519).

(3)

المحلى (3/ 359).

(4)

المغني (2/ 420).

(5)

شرح معاني الآثار (1/ 510)(2907)، من طريق خالد بن سمير، عن بشير بن نهيك، عن بشير بن الخصاصية إسناده صحيح، رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود، كتاب الجنائز، باب المشي في النعل بين القبور (3/ 217)(3230)، *سنن ابن ماجة، كتاب الجنائز، باب ما جاء في خلع النعلين في المقابر (1/ 499)(1568) * المستدرك على الصحيحين، كتاب الجنائز (1/ 529)(1381)، من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

(6)

المحلى (3/ 361).

ص: 737

والخصاصية أمُّه، واختلف في اسم أبيه فقيل: بشير بن يزيد، وقيل: ابن سعيد بن شراحيل

(1)

.

وقال الجمهور من العلماء بجواز ذلك، وهو قول الحسن وابن سيرين والنخعي والثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وجماهير الفقهاء من التابعين ومن بعدهم

(2)

.

وأجيب عن حديث ابن الخصاصية بأنه إنما اعترض عليه بالخلع احترامًا للمقابر، وقيل: لاختياله في مشيه.

وقال الطحاوي: إن أمره صلى الله عليه وسلم بالخلع لا لكون المشي بين القبور بالنعال مكروهًا، ولكن لما رأى صلى الله عليه وسلم قذرًا فيهما يقذر القبور أمر بالخلع

(3)

.

وقال الخطابي: يشبه أن يكون إنما كره ذلك؛ لأنه فعل أهل التنعم والسعة، فأحب أن يكون دخوله المقابر على ذي التواضع والخشوع

(4)

.

[208 أ/س]

وقال ابن الجوزي: ليس في الحديث سوى الحكاية عمن يدخل، / وذلك لا يقتضي إباحة ولا تحريمًا، ويدل على أنه أمره بالخلع احترامًا للقبور، أنه نهى عن الاستناد إليه والوطء عليه، والجلوس عليه؛ توقيرًا للميت إلا لحاجة كأن لا يصل إليه إلا بوطئه

(5)

.

وفي بعض الأحاديث: أن صاحب القبر كان يسأل، فلما سمع صرير السبتيتين أصغى إليه، فكاد يهلك بعدم الجواب فقال له صلى الله عليه وسلم: ألقهما لئلا يؤذي صاحب القبر، ذكره أبو عبد الله الترمذي

(6)

.

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم"

(7)

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن.

(1)

الاستيعاب في معرفة الأصحاب، بشير بن الخصاصية السدوسي، (1/ 173)(196).

(2)

عمدة القاري (8/ 148).

(3)

شرح معاني الآثار (1/ 510)(2907).

(4)

معالم السنن، وهو شرح سنن أبي داود (1/ 317).

(5)

كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 243).

(6)

نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم (3/ 8).

(7)

المعجم الكبير، باب العين، من مناقب ابن مسعود (9/ 197)(8966) من طريق عطاء بن السائب، عن أبي عبد الله البراد عن ابن مسعود، وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 61) (4319): رواه الطبراني في الكبير، وفيه عطاء بن السائب، وفيه كلام.

ص: 738

وعن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا على قبر، فقال:" يا صاحب القبر انزل على القبر لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك"

(1)

رواه الطبراني في الكبير أيضًا.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أمشي على جمرة، أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من ان أمشي على قبر"

(2)

.

وأما ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه قال: لأن يجلس أحدكم على الجمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر"

(3)

فقيل: إن معناه يتغوط ويبول. والله أعلم.

ثم إن بعد الفراغ من السؤال ماذا يكون حال الميت؟

قال العلماء: إن كان سعيدًا كان روحه في الجنة، أو تحت العرش، على اختلاف الرواية، وإن كان شقيًّا ففي سجين على صخرة على شفير جهنم في الأرض السابعة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يكون قوم في برزخ ليسوا في جنة ولا نار

(4)

، ويدل عليه قصة أصحاب الأعراف، وهم -والله أعلم- أصحاب الكبائر.

ثم إن الله تعالى أعلم بما يقال لهم في القبر من قول: نم صالحًا أو يسكت عنه.

وقيل: إن أرواح السعداء تطلع على قبورها، وأكثر ما يكون من ذلك ليلة الجمعة ويومها، وليلة السبت إلى طلوع الشمس، وإنهم يعرفون أعمال الأحياء، وإنهم يسألون: من مات من السعداء؟ ما فعل فلان؟ فإن ذكر خيرًا يقولون: اللهم ثبته، وإن كان غيره يقولون: اللهم راجع به

(1)

المستدرك على الصحيحين، كتاب الجنائز (3/ 681)(6502) من طريق ابن لهيعة، ثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن عمارة بن حزم. وسكت عنه الذهبي في التلخيص، وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 61): رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وقد وثق.

(2)

سنن ابن ماجة، كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور، والجلوس عليها (1/ 499)(1567)، من طريق محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن المحاربي، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر، وقال البوصيرى: في "مصباح الزجاجة"(2/ 41)(567): إسناده صحيح؛ لأن محمد بن إسماعيل شيخ ابن ماجة وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حبان. وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين.

(3)

صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (2/ 667)(971).

(4)

تفسير الطبري (10/ 210)

ص: 739

عنه. وإن قيل لهم: مات. وقيل ألم يأتكم؟ قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، سلك به غير طريقنا، هوى به إلى أمه الهاوية. وقيل: إنهم إذا كانوا على قبورهم يسمعون من يسلم عليهم، فلو أذن لهم لردوا السلام

(1)

.

[208 أ/ص]

(فائدة) روى أحمد بإسنادٍ رجاله محتج بهم في الصحيح عن البراء بن عازب رضي الله عنه "قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جنازة رجل مِن الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولما يلحد بعد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله، كأنما على رؤوسنا الطير، وبيده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر مرتين، أو ثلاثا. ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ويجئ ملك الموت، عليه السلام، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج فتسيل / كما تسيل القطرة مِنْ فِي السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض. قال: فيصعدون بها، فلا يمرون، على ملإ من الملائكة، إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كان يسمي بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض، في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان: ما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، وآمنت به وصدقته، فينادى مناد في السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها، وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره.

(1)

شعبب الإيمان للبيهقي، فصل في زيارة القبور (11/ 474)(8861). وعمدة القاري (8/ 147).

ص: 740

[91 ب/ص]

قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الرائحة، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير، فيقول: أنا عملك / الصالح، فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي، ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجئ ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب. فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملإٍ من الملائكة، إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا، فتستفتح له، فلا تفتح له،

[209 أ/س]

ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم / {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين، في الأرض السفلى. ثم تطرح روحه طرحًا. ثم قرأ:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)} [الحج: 31] فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، قال: فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، قال: فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادى مناد من السماء أن كذب، فأفرشوه له من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها، وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى يختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد،

ص: 741

فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة"

(1)

.

وفي رواية له بمعناه وزاد: "فيأتيه آت قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح فيقول: أبشر بهوان من الله، وعذاب مقيم، فيقول: بشرك الله بالشر من أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، كنت بطيئًا عن طاعة الله، سريعًا في معصيته، فجزاك الله شرًا، ثم يقبض له أعمى أصم أبكم في يده، مرزبة، لو ضرب بها جبل كان ترابًا، فيضربه ضربة فيصير ترابًا، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الثقلين.

قال البراء رضي الله عنه: ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار"

(2)

.

وقد رواه عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه اسم الملكين فقال في ذكر المؤمن: فيرد إلى مضجعه، فيأتيه منكر، ونكير يثيران الأرض بأنيابهما، ويلحفان الأرض بأشفاههما، فيجلسانه ثم يقال له: يا هذا؟ من ربك؟ " فذكره.

وقال في ذكر الكافر: "فيأتيه منكر، ونكير يثيران الأرض بأنيابهما، ويلحفان الأرض بأشفاههما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيجلسانه ثم يقال له: يا هذا، من ربك؟ فيقول: لا أدري، فينادي من جانب القبر: لا دريت ويضربانه بمرزبة من حديد، لو

(1)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث البراء بن عازب (30/ 499)(18534)، من طريق أبي معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن منهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. * المستدرك على الصحيحين، (1/ 93)(107) بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: أبو معاوية عن الأعمش عن منهال.

(2)

مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث البراء بن عازب (30/ 576)(18614)، من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يونس بن خباب، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب، إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف يونس بن خباب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وصحيحه سلف برقم (18534).

ص: 742

اجتمع عليها من بين الخافقين لم يقلوها، يشتعل / منها قبره نارًا، ويضيق عليه حتى تختلف أضلاعه"

(1)

.

[209 أ/ص]

قوله: "هاه هاه" هي كلمة تقال في الضحك وفي الإبعاد، وقد يقال للتوجع

(2)

وهو أليق بمعنى الحديث.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون: اخرجي إلى روح الله، فتخرج كأطيب ريح مسك، حتى إنهم ليناوله بعضهم بعضًا، يشمونه حتى يأتون به باب السماء فيقولون: ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض؟ ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك، حتى يأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم، فيقولون: دعوه حتى يستريح، فإنه كان في غم الدنيا، فيقولون: ما فعل فلان فيقول: قد مات، أما أماتكم؟ فيقولون: ذهب به إلى أمه الهاوية"

(3)

الحديث رواه ابن ماجة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين تولوا مدبرين، فإن كان مؤمنًا، كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتي

(1)

تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310 هـ)، المحقق: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني - القاهرة (2/ 500)(723).

(2)

تهذيب اللغة، باب لفيف حرف الهاء (6/ 254)

(3)

السنن الصغرى للنسائي، كتاب الجنائز، باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه (4/ 8)(1833)، من طريق معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة. *صحيح ابن حبان، ذكر الإخبار بأن الأرواح يعرف بعضها بعضا بعد موت أجسامها (7/ 284)(3014) بهذا الإسناد، إسناده صحيح. ولم أقف عليه في سنن ابن ماجة بهذا اللفظ، لكن يوجد من طريق عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة بلفظ آخر قريب من هذا اللفظ. سنن ابن ماجة (2/ 1423)(4262).

ص: 743

من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتي عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل.

[210 أ/س]

[92 ب/س]

فيقول له:

(1)

اجلس فيجلس، قد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب، فيقال له: أرأيتك هذا الذي كان فيكم ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ فيقول: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعل، أخبرنا عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرجل كان قبلكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله تعالى، / ثم يفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له:

(2)

هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسرورًا، ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له: هذا مقعدك وما أعد الله لك / فيها لو عصيته، فيزاد غبطة وسرورًا، ثم يفسخ له في قبره سبعون ذراعًا، وينور له، ويعاد الجسد لما بدأ منه، فتجعل نسمته*

(3)

في النسم الطيب وهي طير تعلق*

(4)

في شجر الجنة، فذلك قوله تعالى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] وإن الكافر إذا أتى من قبل رأسه، لم يوجد شيء، ثم أتى عن يمينه، فلا يوجد شيء، ثم أتى عن شماله، فلا يوجد شيء، ثم أتى من قبل رجليه، فلا يوجد شيء، فيقال له: اجلس، فيجلس مرعوبًا خائفًا، فيقال: أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ فيقول: أيُّ رجل؟ ولا يهتدي لاسمه فيقال له: محمد، فيقول: لا أدري، سمعت الناس قالوا قولًا، فقلت كما قال الناس، فيقال له: على ذلك حييت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى، ثم يفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك من النار،

وما

(1)

[له] سقط في ب.

(2)

[له] سقط من ب.

(3)

*النَسَمة: بفتح النون والسين هي: الروح.

(4)

*قوله: تعلق بضم اللام أي: تأكل.

ص: 744

أعد الله لك فيها، فيزداد حسرة وثبورًا، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورًا، ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله تعالى:{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} [طه: 124] رواه الطبراني في الأوسط، وابن حبان في صحيحه واللفظ له

(1)

.

وزاد الطبراني: " قال أبو عمر، يعني الضرير: قلت لحماد بن سلمة: كان هذا من أهل القبلة؟ قال: نعم، قال أبو عمر: كأنه شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه، كان يسمع الناس يقولون شيئًا فيقوله

(2)

.

وفي رواية الطبراني: "يؤتى الرجل في قبره، فإذا أتى من قبل رأسه دفعته تلاوة القران، وإذا أتى من قبل يديه دفعته الصدقة، وإذا أتى من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد"

(3)

الحديث.

وقد روى عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"

(4)

رواه الترمذي وغيره. وقال الترمذي: حديث غريب وليس إسناده بمتصل.

(1)

صحيح ابن حبان، ذكر الخبر المدحض، قول من زعم أن الميت إذا وضع في قبره لا يحرك منه شيء إلى أن يبلى (7/ 380)(3113) * المعجم الأوسط، (3/ 105)(2630)، تقدم تخريجه في (ص:723).

(2)

المعجم الأوسط، باب الألف، من اسمه إبراهيم (3/ 105)(2630).

(3)

المعجم الأوسط، باب الهاء، من اسمه الهيثم (9/ 166)(9438).

(4)

سنن الترمذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة (3/ 378)(1074) من طريق هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو، قال الترمذي: وهذا حديث غريب، ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو.

ص: 745