الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَى الجِنَازَةِ خَلْفَ الإِمَامِ
.
قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله:
1317 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ أَبِى عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِىِّ، فَكُنْتُ فِى الصَّفِّ الثَّانِى أَوِ الثَّالِثِ.
قَالَ الشَّارِحُ رحمه الله:
(بَابُ مَنْ صَفَّ) الناس (صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً) أي: ثلاثة صفوف (عَلَى الجِنَازَةِ خَلْفَ الإِمَامِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهد أبو الحسن الأسدي البصري الثقة (عَنْ أَبِى عَوَانَةَ) الوضاح بن عبدالله اليشكري (عَنْ قَتَادَةَ) هو ابن دعامة (عَنْ عَطَاءٍ
(1)
) هو ابن أبي رباح (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) الأنصاري رضي الله عنهما (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِىِّ) وهو بتشديد الياء وتخفيفها لغتان كذا قال الهروي.
[178 أ/س]
وقال صاحب المغرب: بتخفيف الياء مسموع من الثقات، وهو اختيار الفارابي، وعن صاحب التكملة بالتشديد / وتكسر نونها. وقيل: هو أفصح. كذا في القاموس
(2)
، وأما تشديد جيمها فخطأ وهو لقب من مَلَكَ الحبشة، والمراد هنا هو أصحمة
(3)
.
(1)
هو: عطاء بن أبي رباح، واسم أبي رباح: أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومائة على المشهور، وقيل: إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه، تقريب التهذيب (ص: 391) (4591).
(2)
القاموس المحيط [النَّجْشُ](1/ 607).
(3)
المغرب، [النُّونُ مَعَ الْجِيمِ](1/ 456).
(فَكُنْتُ فِى الصَّفِّ الثَّانِى أَوِ الثَّالِثِ) لا يقال: إنه لا يلزم من كونه في الصف الثاني أو الثالث، أن يكون ذلك منتهى الصفوف، وأنه ليس في السياق ما يدل على كون الصفوف خلف الإمام؛ لأنه يجاب عن الأول: بأن الأصل عدم الزيادة، وقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه من طريق أيوب عن أبي الزبير عنه قال:"فقمنا فصفنا صفين"
(1)
فعرف بهذا أن من روى عنه: " كنت في الصف الثاني والثالث" شك هل كان هناك صف ثالث أو لا؟ وبذلك يصح الترجمة،
(2)
.
وروى أبو داود، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه على شرط مسلم من حديث مالك بن هبيرة مرفوعًا:"من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب"
(3)
.
وفي رواية: "ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب"
(4)
أي: غفر له، كما رواه الحاكم كذلك، فيستحب في الصلاة على الميت ثلاثة صفوف فأكثر.
قال الزركشي: قال بعضهم: والثلاثة بمنزلة الصف الواحد في الأفضلية، وإنما لم يجعل الأول أفضل محافظة على مقصود الشارع من الثلاثة
(5)
.
(1)
صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب في التكبير على الجنازة (2/ 657)(952).
(2)
فتح الباري (3/ 186).
(3)
سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب في الصفوف على الجنازة (3/ 202)(3166) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، قال: كان مالك بن هبيرة، وقال: حديث مالك بن هبيرة، إسناده حسن *سنن الترمذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت (3/ 338)(1028)، بهذا الإسناد. *المستدرك على الصحيحين، كتاب الجنائز (1/ 516)(1341) بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقال الذهبي على شرط مسلم.
(4)
سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب في الصفوف على الجنازة (3/ 202)(3166) سبق تخريجه.
(5)
تحفة المحتاج في شرح المنهاج، أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي، روجعت وصححت: على عدة نسخ بمعرفة لجنة من العلماء، المكتبة التجارية الكبرى بمصر لصاحبها مصطفى محمد، الطبعة: دون طبعة، 1357 هـ - 1983 م (3/ 191).
ويجاب عن الثاني بأنه أشار إلى ما ورد في بعض طرقه صريحًا، كما سيأتي في هجرة الحبشة من وجه آخر عن قتادة بهذا الإسناد بزيادة:"فصففنا وراءه"
(1)
، ووقع في الباب الذي يليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ:"فصفوا خلفه"
(2)
والأحاديث يفسر بعضها بعضًا
(3)
.
(1)
صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب موت النجاشي (5/ 51)(3878).
(2)
صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الصفوف على الجنازة (2/ 86)(1318).
(3)
عمدة القاري (8/ 115).