الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: "هلم": معناه: تعال، وهو استدعاء، وأصله: ثُمَّ؛ أي: ثُمَّ بنا، والهاء في أوله هي: هاء التنبيه، وحذفت الألف منها للتركيب طلبًا للتخفيف.
وتستعمل للواحد والجماعة والذكر بصيغة واحدة.
وقوله: "فتلكَّأ": معناه: تردد وتوقَّف، والدجاجُ يقع على الذكر والأنثى، وهو بفتح الدال وكسرها، والفتح أفصح باتفاقهم، الواحد دجاجة.
وفي الحديث دليل: على استحباب الدعاء بالمائدة للضيفان والأصحاب.
وفيه دليل: على إباحة أكل الدجاج، وكرهه جماعة، وهذا الحديث يرد عليهم.
وفيه دليل: على أن المرجع في الأحكام كلها، الظاهرة والباطنة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل: على البناء على الأصل؛ لأن الرجل المذكور الداخل؛ إما أن تكون علة تأخره؛ لأنه رآهم يأكلون شيئًا، فقذره بناء على الأصل في أن ما يستقذر يكون مكروهًا، فيكون الدجاج الذي يأكل القذر مكروهًا.
ويحتمل أن يكون دليلًا: على أنه لا اعتبار بأكل النجاسة، لكنه قد جاء النهي عن أكل الجلَّالة. وقد كره الفقهاء أكل لحم الجلالة إذا تغير لحمها بأكل النجاسة، والله أعلم.
* * *
الحديث العاشر
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها"(1).
أما يلعقها الأول، فهو -بفتح الياء- فعل لازم، وأما الثاني، فهو -بضم الياء- فعلٌ متعدّ.
(1) رواه البخاري (5140)، كتاب: الأطعمة، باب: لحق الأصابع ومصها قبل أن تمسح بالمنديل، ومسلم (2031)، كتاب: الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع والقصعة.
وهو معلل في الحديث الصحيح: أنه صلى الله عليه وسلم قال: "فَإِنَّهُ لا يَدْري في أَيِّ طَعامِهِ البَرَكَةُ"(1).
وقد علله بعضهم بأنه زيادة تلويث لما يمسح يده به قبل اللعق مع الاستغناء عنه بالريق.
وإذا صح الحديث بتعليل شيء، لم يعدل عنه.
وفي الحديث دليل: على استعمال التواضع.
وفيه دليل: على استحباب لعق الأصابع بعد الأكل قبل مسحها أو غسلها.
وفيه دليل: على استعمال السنة، والأمر بها في كل شيء حتى ما يعده الناس في العرف دناءة.
وفبه دليل: على عدم إهمال شيء من فضل الله تعالى مأكولًا أو مشروبًا كان أو غيرهما، وإن كان تافهًا حقيرًا في العرف، والله أعلم.
* * *
(1) رواه مسلم (2033)، كتاب: الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع والقصعة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.