الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القول الثاني في حكم تارك الصلاة تكاسلًا وتهاونًا:
قالوا: من ترك الصلاة تكاسلًا وتهاونًا فإنه يكفر كفرًا مخرجًا عن الملة ويقتل ردة إن لم يتب ويصل، وهذا هو إحدى الروايتين عن الإِمام أحمد (1) وهي وجه عند الشافعي (2) وبه قال عبد الله بن المبارك وإسحاق بن راهويه (3) وهو قول الشيخين: عبد العزيز بن باز (4) ومحمَّد بن صالح العثيمين (5) وبه أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية (6).
استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:
1 -
الكتاب: ومنه قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (7).
وجه الدلالة: أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين ثلاثة شروط:
الأول: أن يتوبوا من الشرك.
الثاني: أن يقيموا الصلاة.
= وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ
…
} برقم (6484)، ومسلمٌ في كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب ما يباح به دم المسلم، برقم (1676) واللفظ لمسلم.
(1)
كشاف القناع (1/ 227).
(2)
مغني المحتاج (1/ 327).
(3)
نيل الأوطار (1/ 327).
(4)
مجموع فتاوى شيخ الإِسلام (1/ 239).
(5)
انظر رسالة تارك الصلاة (ص: 7).
(6)
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة (6/ 36) رقم (443).
(7)
سورة التوبة: 11.
الثالث: أن يؤتوا الزكاة.
فإن تابوا من الشرك ولم يقيموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا.
2 -
قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ
…
} (1).
وجه الدلالة في قوله تعالى: {إلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ} : دل على أنه حين إضاعتهم للصلاة واتباعهم للشهوات ليسوا بمؤمنين.
1 -
من السنة حديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر، تركَ الصلاة"(2) قالوا: والكفر متى عرِّف بأداة التعريف (ال) وهكذا الشرك، فالمراد بها الكفر الأكبر والشرك الأكبر.
2 -
حديث بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"(3)، وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق الكفر هنا على أثر واضح وهو الصلاة، فكون تركها كفرًا أكبر لا يستغرب.
3 -
إجماع الصحابة حيث يرون كفر تارك الصلاة. دليل ذلك ما جاء عن عبد الله بن شقيق العقيلي أنه قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة"(4).
(1) سورة مريم: 59.
(2)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، برقم (82).
(3)
أخرجه الترمذيُّ في كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (2621). وقال: حسن صحيح. وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، برقم (1078). وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/ 177).
(4)
أخرج الترمذيُّ في كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (2622)، صحيح سنن الترمذيُّ برقم (2114)، وصحيح الترغيب والترهيب، للألباني (562).