الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأفضلية في أداء صلاة العشاء:
1 -
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية (1) والحنابلة (2) وهو قول عند الشافعية (3)، إلى أن تأخير العشاء مستحب إلى ثلث الليل، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري ومسلمٌ عن أبي برزة رضي الله عنه قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء"(4).
وبحديث عمر رضي الله عنه أيضًا حينما أخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، فقال له عمر رضي الله عنه: نام النساء والصبيان، فخرج رسول الله ورأسه يقطر ماء، وقال:"إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي"(5).
واستدلوا أيضًا بحديث جابر رضي الله عنه وفيه أنه قال: "إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أَبْطَوْا أخر"(6). وأيضًا احتجوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه"(7).
فهذه الأدلة احتج بها الجمهور على أن الأفضل هو تأخير صلاة العشاء،
(1) حاشية ابن عابدين (1/ 246).
(2)
المغني، لابن قدامة (2/ 42 - 44).
(3)
مغني المحتاج (1/ 126).
(4)
أخرجه البخاريُّ في كتاب المواقيت، باب وقت العصر، برقم (522)، ومسلمٌ في كتاب المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح إلى أول وقتها، برقم (643).
(5)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، برقم (638).
(6)
أخرجه البخاريُّ في كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، برقم (535)، ومسلمٌ في كتاب المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح، برقم (646).
(7)
أخرجه الترمذيُّ في أبواب الصلاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في تأخير صلاة العشاء الآخرة، برقم (167)، وصححه الألباني رقم (141).
لكن قيد بعض الحنفية (1) هذا الحكم بأنه يستحب تأخير العشاء بالشتاء، وتعجيلها بالصيف.
2 -
وذهب المالكية (2) والصحيح من القولين عند الشافعية إلى أن الأفضل للفذ والجماعة التي لا تنتظر غيرها تقديم الصلوات، ولو عشاء في أول وقتها المختار بعد تحقق دخوله، وقالوا: لا ينبغي تأخير العشاء إلا لمن يريد تأخيرها لشغل مهم.
والصحيح: ما ذهب إليه الجمهور من أن الأفضل للعشاء هو تأخيرها؛ لصراحة الأدلة على ذلك، لكن هذا مع مراعاة أحوال الناس، والأولى بلا شك هو مراعاة الناس كما هو ظاهر من حديث عمر، فخروجه صلى الله عليه وسلم ورأسه يقطر ماء إنما هو لمراعاة أحوال الناس، فمتى رأى الجماعة قد اجتمعوا صلى وإن تأخروا أخر، وإن كان جماعة لا يهمهم التعجيل ولا التأخير فالأفضل التأخير. أما النساء في بيوتهن فالأفضل لهن التأخير إن سهل عليهن، وبهذا تجتمع الأدلة (3).
هل الأولى مراعاة تأخير صلاة العشاء إلى آخر الوقت أم الأولى مراعاة صلاة الجماعة؟
الجواب: صلاة الجماعة واجبة، وتأخير العشاء مستحب، ولا مقارنة بين الواجب والمستحب، فنقول بأن الواجب عليه أنه إذا كانت الجماعة تعجل العشاء فالواجب عليه أن يصلي معهم ولا يؤخر الصلاة؛ مراعاة للواجب (4).
(1) حاشية ابن عابدين (1/ 246).
(2)
الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (1/ 180).
(3)
انظر في ذلك: الشرح الممتع، لشيخنا (2/ 116).
(4)
انظر في ذلك: الشرح الممتع (1/ 116).