الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحكام المتعلقة بالجمع
تعريف الجمع بين الصلوات:
الجمع بين الصلوات هو: أداء صلاة الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء جمع تقديم أو جمع تأخير.
حكم الجمع بين الصلوات:
اتفق الفقهاء على مشروعية الجمع بين الصلوات (الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء) لكن اختلفوا في
مسوغات الجمع
على ما سيأتي بيانه إن شاء الله.
واحتجوا لجواز الجمع بحديث جابر في صفة حجه صلى الله عليه وسلم وفيه قال: "فأتى بطن الوادي فخطب الناس ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئًا"(1).
مسوغات الجمع:
أولاً: السفر
1 -
ذهب الشافعية (2) والحنابلة (3) إلى جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير في السفر الذي يجوز فيه قصر الصلاة.
واحتجوا لذلك بما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما، فإن
(1) أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (1218).
(2)
المجموع، للنووي (4/ 371).
(3)
المغني (3/ 131 - 132).
زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر ثم ركب" (1).
وعن معاذ رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فكان يصلي الظهر والعصر جميعًا والمغرب والعشاء جميعًا"(2).
2 -
أما الحنفية (3) فإنهم لا يجوّزون الجمع للمسافر لا تقديمًا ولا تأخيرًا، وتأولوا الجمع الوارد في حديث أنس ومعاذ بأنه جمع صُورِيٌّ؛ ومعناه أن يؤخر الظهر إلى آخر وقتها وكذلك في المغرب والعشاء. وأجازوا الجمع بين الظهر والعصر في عرفة وبين المغرب والعشاء في مُزْدَلفَةَ؛ لأن ذلك من المنسك وليس رخصة.
واحتجوا لذلك بما رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة بغير ميقاتها إلا صلاتين؛ جمع بين المغرب والعشاء، وصلى الفجر قبل ميقاتها"(4) يعني ليلة مزدلفة.
وحديث أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى" الحديث (5).
(1) أخرجه البخاريُّ في أبواب تقصير الصلاة، باب إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس صلى الظهر ثم ركب، برقم (1061)، ومسلمٌ في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، برقم (703).
(2)
أخرجه مسلمٌ في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، برقم (706).
(3)
حاشية ابن عابدين (1/ 256).
(4)
أخرجه البخاريُّ في كتاب الحج، باب متى يصلي الفجر بجمع صلاة الفجر بالمزدلفة، برقم (1598).
(5)
أخرجه مسلمٌ في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائته واستحباب تعجيل قضائها، برقم (681).