الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة الكسوف عند خسوف القمر وقبل طلوع الشمس:
يرى بعض الفقهاء أنها لا تصلى؛ لأنه وقت نهي، والصحيح أنها تصلى إذا كان القمر لولا الكسوف لأضاء، أما إن كان النهار قد انتشر، فهنا قد ذهب سلطانه والناس لا ينتفعون به، سواء كان كاسفًا أو مبدرًا.
إذا نزل بالمسلمين نازلة، كزلزلة أو عواصف عظيمة تخيف الناس، أو رياح شديدة مهلكة ونحو ذلك من الآيات الكونية، فهل يصلى لها؟
اخْتُلِفَ في ذلك على أقوال:
الأول: ذهب الحنفية (1) إلى أنه يصلى لكل ما يُفْزعُ؛ كرياح، وزلازل، وظلمة نهار، وبياض ليل، وغير ذلك من الأهوال.
الثاني: يرى الحنابلة (2) أنه لا يصلى لكل ذلك إلا لزلزلة دائمة، فيصلى لها كصلاة الكسوف، أما غيرها فلا يصلى لها، واحتجوا لذلك بفعل ابن عباس رضي الله عنهما حين كانت الزلزلة بالبصرة.
الثالث: ذهب الشافعية (3) إلى أنه لا يصلى لغير الكسوفين صلاة جماعة، بل يتضرع بالدعاء، ويستحب أن يصلوا منفردين.
الرابع: وذهب المالكية (4) إلى أنه لا يصلى مطلقًا.
والصحيح: ما ذهب إليه الأحناف، وقد أخذ به الشيخ ابن العثيمين (5).
(1) بدائع الصنائع (1/ 282).
(2)
كشاف القناع (2/ 65، 66)، المغني (3/ 332، 333).
(3)
أسنى المطالب (1/ 288).
(4)
مواهب الجليل (2/ 200).
(5)
الشرح الممتع (5/ 195).
ما بعد الركوع الأول في صلاة الكسوف هو سنة وليس ركنًا، وعلى ذلك لو صلاها كما تصلى النافلة، أي: يجعل في كل ركعة ركوعًا واحدًا، فلا بأس.
لا تدرك الركعة من صلاة الكسوف بالركوع الثاني من الركعة الأولى، وإنما تدرك بالركوع الأول فيها، وعلى ذلك لو دخل مسبوق مع الإِمام بعد أن رفع رأسه من الركوع الأول، فإن هذه الركعة تعتبر قد فاتته فيقضيها؛ لأن الركوع الأول ركن، والثاني سنة.