الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"ضحى (تَعِبَ): أصابته الشمس من التعرض لها "{وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 119]، ومنه "أَضْحَى: دخل في الضُحَى. وأَضْحَى يفعل كذا: صار فاعلًا له في وقت الضحى " (ثم أطلق عن القيد) وقالوا: "ضَحَّى بالشاة - ض: أخرجها وذَبَحها ضُحَى النحر. وما ضَحَّيْتَ به يسمى ضَحِية - كهدية (ج ضحايا) وأُضْحِيّة -بالضم والكسر والياء مشددة (ج أضاحي)، وأضحاة بالفتح (ج أَضْحَى) اهـ. ومن تضحية النحر في وقت الضحى تقربًا استعمل في مجرد القتل ضُحًى أو نهارًا -كما في قول حسان عن عثمان رضي الله عنهما ":{ضَحَّوْا بأشمط عنون السجود به} . وقالوا إن هذا استعارة [ل] ثم في مجرد تقديم شيء عظيم بلا مقابل مُجْزٍ كما يشيع استعماله الآن.
•
(ضحك):
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: 38، 39]
"الضَحُوك من الطُرُقِ: ما وَضَح واستبان. والضَحْك -بالفتح: المَحَجّة. الضاحك: حجر أبيض يبدو في الجبل، والضَحْكُ -بالفتح: الثغر الأبيض، والعَسَل (شبه بالثغر لشدة بياضه [ل] لعل المقصود عند تجمده أو وجوده في شمعه)، وطَلْعُ النَخْل حين يَنْشَقُّ، والنَوْرُ -بالفتح، والثَلْجُ. . . والضاحكة كل سن من مقدم الأضراس مما يَبْدُو عند الضحك ".
° المعنى المحوري
بروز الشيء أبيض واضحًا من بين ما يكتنفه ملتئمًا عليه: كالطريق الواضح يبرز قويًّا من بين ما حوله، وكالأسنان من بين الشفتين، وكالعسل الأبيض في بيته، والحجر الأبيض من الجبل، والطلْع والنور من النخل والنبات (والبياض والبريق قويّا الوقع على الحسّ). ومنه "الضَحِك المعروف/
ظهور الثنايا من الفرح [ل] وتأمل قولهم "أضحك اللَّه سنك ". ولم يقولوا فمك {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} [النجم: 60]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من هذا الضحك إلا في {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} [هود: 71] فقد فُسِّرَ بالحيض وشواهده في [ل، قر 9/ 66]. ويؤخذ صوتيًا من التركيب أن وروده بمعنى الحيض جِدّ بعيد، إذ ليس في أصوات التركيب ما يعبر عن ميوعة الدم، ولا الاعتصار. وأقرب ما سمع إلى معنى الحيض قولهم:"أضحكَ حوضَه: ملأه حتى فاض "ولكن الملحظ هنا هو وصول الماء إلى حفاف الحوض مع بريق سطح الماء حينئذ.
وأخيرًا فإن في النفي شيئًا من (ضحك الأرانب) الذي أوردوه شاهدًا للضحك بمعنى الحيض [انظر ل، طب 15/ 393] وأما ضَحِك الضِباع فكَشْرُها عن أنيابها للافتراس، وحمله على الحيض تحكم واضح. وقد رأى الفيروزآبادي أن تفسير الضحك بالحيض وَهْم أو سوء فهم وقع فيه قائله. وإنما مراد الرواية أنها -بعد الضَحِك والبُشرى- حاضت تحقيقًا لبشرى، فتوهم بعضهم أن قول الرواية التفسيرية (فحاضت) هو تفسير للفظ (فضحكت) في الآية (1). وبعد فمعنى الآية في ما أرى هو الضحك المعروف فرحًا بالبشرى أو فرحًا بالأمن والنصر، أو لأنها كانت نصحت إبراهيم أن يضم إليه ابن أخيه لوطًا حتى لا يلحقه العذاب الذي هو نازل بقومه لا محالة، فضحكت من جريان الأمر على ما توقعت. كما هي رواية الزجاج (2).
(1) بصائر ذوي التمييز 3/ 461.
(2)
تهذيب اللغة 4/ 90.