الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(طعن):
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 12]
"طعنه بالرمح وبالحَرْبة ونحوها: وَخَزه بها. وطَعَنَ غُصْنُ الشجرة في دار فلان: مال فيها شَاخِصًا ".
° المعنى المحوري
نفاذُ حادٍّ دَقيق أو نفاذ بحدّة في مادة قريبة لينة: كالرمح في البدن (وهو لا يستعمل إلا إذا كان المطعون قريبًا لا كالسهم)، وكالغُصْن في حيّز الدار. ومنه "طَعَن في المفازة ونحوها: مَضَى فيها وأَمْعَن ".
ومن معنويه "طَعَنَ عليه: عابه {وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46] ومثلها [ما في التوبة: 12]. ومنه "طعن في السن: شَخَصَ فيها (دخل وأوغل) وطَعَن في العَمل: ابتدأه ودخله. والطاعون " (لاخترامه الناس) أعاذنا اللَّه منه.
°
معنى الفصل المعجمي (طع):
هو لين الشيء وتيسر تناوله كالطعّ: اللحس والأرض المنخفضة لينة ويتيسر الوصول إليها -في (طعع)، وكتيسر تناول المرعي والتمر بالنضج ونحوه وكذا تيسر الانقياد -في (طوع)، وكلين الطعام وقبول البدن إياه -في (طعم)، وكدخول الرمح ونحوه إلى بدن المطعون به -في (طعن).
الطاء والغين وما يثلثهما
•
(طغو - طغي):
{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]
"الطَغْية -بالفتح: المستَصْعِبُ العالي من الجَبَل/ أَعْلَى الجبل. وكل مكان
مرتفع طَغْوة. وطغَى الماءُ والبحرُ: ارتفعَ وعلا عَلَى كل شيء فاغترقه (أي استغرقه وغطاه)، والدمُ: تَبَيّغ أي هاج وتَوَقّد حتى تَظْهر حُمْرتُه في البدن والعروق ".
° المعنى المحوري
ارتفاع الشيء باستغلاظٍ وتجاوزٍ حتى يَغْشَى ويُغَطِّى ما حوله (1): كأعلى الجبل المستَصْعِب ونحوه، وكماء البحر بما ذُكِرَ مِنْ وصفه وكالدم ببروز حُمرته من الجلد {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} (أي في طوفان نوح عليه السلام حملنا آباءكم)، "وكل شيء جاوز حَدَّه (حتى غطى ما حوله) فقد طغى. ومنه "طغى الرجل: طَغْيًا وطُغْيانا -بالضم، وطَغْوَى- بالفتح: جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغلا في الكفر أو العصيان {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} [الشمس: 11]، أي بطغيانه {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة: 5]: أي الطُغْيان (أي بسببه) مصدر كالعاقبة والعافية. أو بصيحة العذاب (صَيْحة تَصُخّ وتُصِمّ تَغْشَاهم فتقتلهم. ولكل وجه. والطغيان بمعنى الجلبة والصياح وارد "سمعت طَغْىَ القوم أي صَوتهم (أصوات كثيرة تغشى) ومثل "طغت البقرة صاحت ". {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم: 17]: ما جاوز ما أُمِرَ برؤيته/ ولا تجاوز المرئي إلى غيره [بحر: 8/ 158]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى التجاوز في غِلظ
(1)(صوتيًّا): الطاء تعبر عن ضغط أو غلظ وتمدد والغين تعبر عن جرم مخلخل كالغشاء الغض والفصل منهما مع الياء يعبر عن بروز الشئ بغلظه أو قوته حتى يصير كالغشاء يحلو ما حوله كالطغية أعلى الجبل وكما يطغى الماء.
وتخط للحق وعدوان. {قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} [القلم: 31] يلحظ أنهم لما ازداد إحساسهم بفحش ما ارتكبوا وصفوا أنفسهم بالطغيان بعد أن كانوا وصفوها بالظلم.
ومن ذلك الأصل "الطاغية: ملك الروم "- إذ كان المُلْك ينتزع بالقهر والغَلَبة (يَغْشَى ويغطِّى كل الأقران والمنافسين ببطشه). وقالوا أيضًا (الطاغية ما كانوا يعبدون من الأصنام هذه طاغِيَةُ دَوْس وخَثْعَم: صَنَمُهم). وهو من غشيان الجميع بالسيادة والقهر على زعمهم. وكذلك يقال للصنم طاغوت، ثم يقال لكل ما يُعبَد من دون اللَّه، ولكل رأس في الكفر، وللشيطان. وكل ذلك من الغشيان بغلظٍ وقوةٍ مُلْكٍ أو رياسة أو تسلّطٍ بالوسوسة - ولو توهُّما {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256] في [بحر 2/ 281 والمصباح] أن أصلها ظغووت (فَعَلوت) قدمت لام الكلمة فقلبت ألفًا. أما المراد بالكلمة فهو الشيطان، أو الساحر، أو الكاهن، أو ما عُبِد من دون اللَّه [بحر 2/ 292] والأخير أرجح في هذا السياق، وفي سائر مواضعها. وقد قيل في [النساء: 60] بغيره. هذا، ووجود التاء في آخر الطاغوت لا يَصِم الكلمة بالعجمة فلها نظائر: جَبَروت ورَحَموت ورَهَبُوت ومَلَكُوت الخ.
فالكلمة من حيث مأخذ معناها من الأصل واضحة، ومن حيث الصيغة لها نظائر فلا سند يعتمد عليه زاعمو تعريبها.