الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الغين
التراكيب الغينية
•
(غوى):
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]
"الغاوي: الجراد. الغَوَي - كالفَتَى: البَشَم من اللبن. وقد غَوِيَ الفَصيلُ والسَخْلةُ - كرَضِيَ: بَشِمَ من اللبن وفَسَد جوفه. تغاوَوْا عليه: تجمعوا عليه من هنا ومن هنا "(أي ليقتلوه).
° المعنى المحوري
الانجذاب إلى الشيء مع تغشٍّ وفساد: كالجراد الذي يَغْشَى الأرض بكثافة ليأكل زرعها، وكالبَشَم من اللبن من كثافة ما رضع أي كثرته في المعدة فيعوق الهضم. والمتغاوون طبقة تُهلك. ومنه:"الأُغْوِيَّة (كأُثفيّة أي بالضم مع كسر الثالث وتشديد الرابع): حُفْرة كالزُبْيَةِ تُحْفَر للذئب، يُجْعَلُ فيها جَدْي، إذا رآه الذئب سقط في الحفرة انكبّ عليه يريده، فيُصاد (يطبقون عليه). والراجح أن "المُغَوَّاة -بضم ففتح فتشديد- التي يُصَاد بها الأسدُ "هي مثلُ هذه ومنه "أرض مَغْواة -بالفتح: مَضِلّة يَضِلّ ويَحار سالكُها "يضل من ينجذب إليها أي يطمع في اختراقها. "وأَغْواء الظلام: ما سترك بظلامه " (طبقات تغشى).
ومن ذلك: "غَوَي (كفتح ورَضِي) غَيًّا -بالفتح وكسحابة: ضَلّ "حُجِبَ عن الرشَد {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]، الغىّ ضد الرشد فهو
ضلال مسبَّب عن هوًى أو ما هو من بابه. وكذا كل (غيّ){وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224]، الضُلَّال والسُفَهَاء [قر 13/ 152]. {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} [الشعراء: 94]: أي الآلهة وعَبَدَتهم [الكشاف 2/ 429] أي والضالون بعبادتهم، وكذا كل (غاوين). {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18] الغوِيّ هو المُوقِع في الغَيّ. وفي قوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121]. قالوا: فَفَسَد عليه عَيْشه. بدلًا من تفسيرها بالضلال ضدّ الرَشَد. وقيل: ذلك قبل النبوة [قر 11/ 257]. أقول: والأصل اللغوي لا يُحْوج إلى هذا؛ إذ يمكن تأويلها بالاحتجاب المؤقت كأنه لما عصى حُجِبَ، والفعل القاصر قريب المعنى من المبني للمفعول. {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122] {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2] فالضلال هو غيبة الحق أي عدم تبينه إياه أو غيبته عنه. وقد بينا أن الغيّ فيه معنى الانجذاب إلى ما يترتب عليه الفساد فكأن فيه درجة من التعمد. وهذا سرّ الجمع بينهما فهو صلى الله عليه وسلم ما ضل بهوى ولا بغير هوى - وقد أطال أبو هلال [الفروق اللغوية/ 240] ولم يحرر {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} ، {بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الأعراف: 16، الحجر: 39] أوقعتني في الغي بأن أمرتني بالسجود لآدم فأنِفْت فأبيْت [بحر 4/ 275] ونسب هذا إلى الاعتزال. أو أضللتني. فانظره. ومثلها {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} [القصص: 63] فالذين حق عليهم القول هم الشياطين وأئمة الكفر [بحر 7/ 123] ومثلها ما في [الصافات: 32] وقريب منهن ما في [الحجر: 39، ص: 82].