الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصاد والباء وما يثلثهما
•
(صبب - صبصب):
{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} [عبس: 24]
"الصُبَّةَ -بالضم: ما صُبّ من طعامٍ (: بُرّ) وغَيْرِه مجتمعًا. والصَبُوبْ الحَدُور. والصَبَب/ محركة: تَصَوُّبُ نهر أو طريق يكون في حَدُور. صبّ في الوادي: انحدر، صب الماء ونحوه: أراقه ".
° المعنى المحوري
حَدْرُ المائع (ونحوه من المتسيب) من أعلى إلى أسفل بقوة أو دفع (1) ويلزمه الاختراقُ (بقوة الانحدار) والتجمعُ والثباتُ رسوخًا بقوة
(1)(صوتيًّا): الصاد تعبّر عن غلظ ممتد أو امتداد بغلظ وقوة، والباء للتجمع الرخو مع تماسك ما، والفصل فهما يعبر عن حَدْر متوالٍ بقوة كما في الصَّبَ من أعلى، والصُّبّة ومنه التداخل وهو تجمع كالصبيب الجليد، ويلزم ذلك معنى اللصوق. وفي (صبو) تعبر الواو عن اشتمال ويعبر التركيب معها عن اشتمال عل مَيْل وانحدار أي كونه مشتملا عليه كعَيْر السَّيْف وعير رأس القدم. وفي (صوب) يتمثل الاشتمال في الموافقة أي لقاء ما من أجله هَوَى الشيء، ويُعَبّر التركيب -مع الميل والانحدار عن موافقة ووقوع لشيء كالصَّوْب المطر وإصابة السهم الهدف. وفي (وصب) يتمثل الاشتمال في اللزوم والدوام، ويعبر التركيب معها عن لزوم ما تربى أو وُجد لاصقا "وصب الشحم: دام "فيتأتى معنى الدوام. وفي (صبأ) فإن الدفع الذي تعطه الهمزة يجعل التركيب يعبر معها عن اندفاع ذلك القَوِيّ النابت نافذًا من حيّزه كتاب البعير. . وفي (صبح) تعبر الحاء عن عِرَضٍ مع جفاف (قوة) فيعبر التركيب معها عن واضح عريض يعرو كثيفًا مجتمعا كما يعرو ضوءُ الصبح ظلام الليل الكثيف، وكالشعر الأبيض =
الانصباب: كصَبّ الماءِ والبُرّ، وكانحدار المتحرك إلى الوادي المنخفض والصَبُوبُ يُنْحَدَرُ منه. وفي الأثر "جَعَل صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَه إلى السماء ثم يَصُبُّها عليّ "{أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} ، {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج: 19] {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13].
والصبّ بقوة نفاذٌ إلى المصبوب فيه بقوة فَعُبِّر به عن المخالطة (الضارة)"صَبّ ذؤالةُ على غنم فلان إذا عاث فيها ". ومن معنوي الانحدار "التَصَبْصُبُ: شِدّة الخلاف (أي المخالفة كلٌّ يمثل صُبَّة كما سيأتي)، والجُرْأة "(اندفاع بثقل كالانحدار).
ويلزم ذلك الأصلَ التجمعُ، أخذًا من الصبِّ، إذ يتأتى منه تراكُم المصبوب، وقد صَرَّح به في قوله "مجتمعا ". ومن هذا قالوا "الصُبَّة -بالضم: الجماعة من الناس، والقطعةُ من الإبل والشاء، والقطعةُ من الخيل ".
كما يلزم من وصول المنحدر إلى المقر بقوة أو ارتطام أن يثبت في المقر كاللاصق به. ومن هذا اللصوق "الصبيب: شجر يشبه السذاب يُختضب به/ السناءُ الذي تُختَضَبُ به اللِحَى كالحِنّاء، والجليدُ، وقالوا "صُباصب كتماضر أي
= والأحمر في الأسود. وفي (صبر) تعبر الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن استرسال التجمع كما في صُبرة الطعام والحجارة المجتمعة. وفي (صبغ) تعبر العين عن الالتحام مع طراءة ويعبر التركيب معها عن جِرم دقيق يمتد من تجمع ما كالإصبع من الكف. وفي (صبغ) تعبر الغين عن غشاء أو نحوه، ويعبر التركيب معها عن تغشى طرف المتجمع بغشاء لتدليه (أو انصبابه) فيه كما في صبَغ الذنَب، والاصطباغِ الائتدام ".