الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يستعمل إلا في النفي "أي أن (ما) نافية، والمعنى ما انقطعت عن الشيء أو عن الأمر. وحصيلة نفي الانقطاع عن الأمر إثبات الاستمرار فيه كما هو شأن هذه المجموعة: ما فتئ/ ما زال/ ما برح/ ما انفك "ولا يتكلم به إلا مع الجحد، فإن استعمل بغير (ما) فهي مَنْوية "-كالتي في آية التركيب اهـ. فمعنى الآية: ما تفتأ تذكر يوسف أي أنت لا تنقطع عن ذلك ولا تتوقف.
•
(فوت):
{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك: 3]
"الفَوْتُ -بال
فتح:
الخَلَل والفُرْجَة بين الأصابع ".
° المعنى المحوري
انفصال أو تباعد بين ما هو ملتحم الأصل: كالإِصْبع من أختها. ومنه: "فاته كذا: سبقه (تقدم عنه فصارت بينهما مسافة)، وفاته الأمر فوتًا وكسحاب: ذهب عنه ": {إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [سبأ: 51]. أي لا إفلات. {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} [الممتحنة: 11]. أي ذَهَبت أو رجعت إليهم. وتفاوت الشيئان: تباعد ما بينهما " (مكانا أو قيمة أو اتساقًا): {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك: 3]. (ويفسّر التفاوت أيضًا بـ الاختلاف، العيب. فالعيب فراغ في نسيج الشيء، والاختلاف تباعد معنوي). وليس في القرآن من التركيب إلا الفَوْت والتفاوت.
• (فتح):
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]
"الفُتْحة -بالضم: الفُرْجة في الشيء. وناقة فَتُوح: واسعة الأحاليل. وقارورة فُتُح -بضمتين: واسعةُ الرأس بلا صِمام ولا غِلاف. وباب فُتُح: واسعٌ
مُفَتَّح. والفَتْح -بالفتح: الماءُ يَجْرِي من عَيْن (= نبع) أو غيرها. وكل ما انكشف عن شيء انْفَتح عنه. وفُتِحَ البابُ، وتفتحت الأَكِمّة عن النَوْر ".
° المعنى المحوري
فُرْجة فصل في محيط الشيء نافذة إلى جوفه تتيح النفاذ لذلك الجوف بقوة واتساع -كما هو واضح في الاستعمالات: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73]. وفي ما عدا فتح الأبواب، ومنه {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} [النور: 61] جمع مِفْتح وهو المفتاح، وكذلك ما عدا فتح المتاع: حلَّ عقد ما يضمه {فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ} [يوسف: 65]-هناك فتح إطلاق ما هو محتبس ماديًّا أو غيبًّا: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [الأنبياء: 96]، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2]: يرسل. {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ} [الأعراف: 96]: أبواب الخير والرزق من كل وجه [ينظر بحر 4/ 350]. {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ} [البقرة: 76] أي من العلم بصفة النبي صلى الله عليه وسلم، أو بما حُكِم به على أسلافكم، أو بما في التوراة [ينظر بحر 1/ 440]. {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 59] أي عِلمُ اللَّه بجميع الأمور الغيبية، واستعار للقدرة عليها المفاتح (وهي جمع مِفتح -بالكسر، وهو المفتاح) لما كانت سببًا للوصول إلى الشيء [ينظر بحر 4/ 148]. وفاتحة الشيء: أوله (أول نفاذه وبروزه) والمَفْتَح: الكنز وجمعه مفاتح {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76].
ومنه "الفَتْح: الحُكْم "، لأنه فصل في القضية وتمييزٌ بين ما التبس واشتبك فيها. و "أهل عمان يسمون القاضي: الفَتَّاح ". ومن أسمائه تعالى الفتّاح: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26](: الحاكم، وفاتح المغلقات، ومرسل الرَحَمات) ومن
الفتح الحكم ما في [الشعراء: 118، سبأ: 26، الحديد: 10، ومنه الفصل يوم القيامة المشار إليه بـ {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ} في [السجدة: 28، وكذا في 29 منها بعد ذكره في 25 منها]. وقوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 89](هذا دعاء من الأنبياء أن يحكم اللَّه بينهم وبين المكذبين. فهو دعاء على المكذبين أن ينزل اللَّه بهم نقمته. ولكن كثيرًا من المتصدرين في زماننا يقتبسون هذه الآية في افتتاح مشروع أو نحو ذلك) تيمنًا بمعناها حسب ما يظنون وكأنها بشرى بالفتح والنصر. {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] كان صلح الحديبية فتحًا بكل المعاني: من اعتراف الكفار بمنادّة المسلمين لهم. . بعد أن كانوا يعدّونهم صُباة، إلى فتح سبيل الإيمان والانضواء تحت لواء الإسلام لمكة وأهلها وسائر الراغبين في الإسلام الذين كانوا ينظرون إلى قول وأهل مكة وينتظرون مآل الأمور، إلى الفتح بإرسال رحمة اللَّه بما أفاض من أَمْن انتشر فيه الإسلام ومن غنائم تلت موقف الحديبية، إلى فصل الأمور وتبين أن الإسلام بالغٌ غايته عن قريب، فقد كانت مكلة بموقفها قبل الفتح عقدةَ العقد لأنها بلد اللَّه الحرام ولتمرد أهلها مع ذلك على ذلك الداعي إلى اللَّه عز وجل. وبالحديبية تبين أن تعظيم ذلك الداعي صلى الله عليه وسلم للبيت الحرام والبلد الحرام أقوى فهو الصادق، وباتت هذه البلدة المغلقة موشكة أن تلقى مقاليدها بين يدي دعوة اللَّه وحاملها صلى الله عليه وسلم وآله وسلم [وانظر قر 16/ 260 وفي بحر 8/ 90 زيادات ذات بال]. {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89] أي يستحكمون أو يستعلمون أو يستنصرون [بحر 1/ 471] أي به عليهم يقولون إذا دهاهم العدو: اللهم انصرنا عليهم (أو احكم بيننا وبينهم) بالنبي (الذي أعلمتنا صفته وأنه) المبعوث في آخر الزمان. والاستفتاح بمعنى الاستحكام أو الاستنصار في {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ